تخطى إلى المحتوى

الشيعة يرفعون دعوى قضائية لطرد الشيخ يوسف القرضاوي من قطر 2024.

  • بواسطة
دعوى شيعية تطالب بطرد القرضاوي من قطر!

القعدة رفع محامون وناشطون شيعة دعوى قضائية مستعجلة أمام المحكمة الشرعية بالعاصمة القطرية الدوحة ضد رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين د.يوسف القرضاوي، متهمينه بـ"تكفير الشيعة والتطاول على رموزهم والتحريض ضدهم وإشعال الفتنة بينهم وبين السنة"، ومطالبين بـ"سحب الجنسية القطرية منه وطرده" من قطر. وتأتي الدعوة التي رفعها محامون وناشطون حقوقيون برئاسة المحامي السعودي الشيعي أمين طاهر البديوي على خلفية تصريحات صحفية للعلامة القرضاوي حذر فيها من المد الشيعي بالدول الإسلامية السنية، ووصف الشيعة الإمامية بأنهم مسلمون ولكنهم مبتدعون، رافضا تكفيرهم.
وأثارت هذه التصريحات جدلاً واسعاً بعد أن انتقدتها مراجع شيعية، مثل الشيخ محمد حسين فضل الله، ونظيره الإيراني محمد علي تسخيري. بحسب وكالة الأخبار الإسلامية "نبأ" اليوم الإثنين 22 -9-2017.

وطالبت لائحة الاتهام التي قدمها البديوي بـ"معاقبة" د.القرضاوي" – المصري الأصل- وتعزيره، وسحب الجنسية القطرية منه، بالإضافة "لطرده" من دولة قطر.
وفي حال تعذر محاكمة الشيخ القرضاوي نظراً لكبر سنه (81 عاماً) –بحسب لائحة الاتهام- فإنه "على المحكمة الشرعية إصدار قرار بالحجر على المتهم".
كما أرسل فريق الادعاء خطاباً لأمير دولة قطر الشيخ حمد آل ثاني عبروا فيه عن "احتجاجهم وتظلمهم" من الشيخ القرضاوي، زاعمين أنه عمد إلى "إشعال الفتنة بين المسلمين وتشويه صورة الإسلام وتطاول على المسلمين وعلى مذاهبهم"، وطالبوا الأمير أيضا بـ"طرد القرضاوي وسحب الجنسية القطرية منه".
وكان الشيخ القرضاوي قد صرح في حوار مع جريدة "المصري اليوم" المصرية المستقلة بأن "الشيعة مسلمون، ولكنهم مبتدعون، وخطرهم يكمن في محاولتهم غزو المجتمع السني".
وأكد في بيانه أنه صارح برأيه السابق آيات الله، حينما زار إيران منذ نحو عشر سنوات، حيث قال لهم: "هناك خطوط حمراء يجب أن تراعى ولا تتجاوز، منها سب الصحابة، ومنها نشر المذهب (الشيعي) في البلاد السنية الخالصة، وقد وافقني علماء الشيعة جميعا على ذلك".

جبهة العلماء تتضامن
من جانبها أصدرت جبهة علماء الأزهر اليوم الإثنين بياناً تضامنيًّا مع موقف د.يوسف القرضاوي، بدأ بتوضيح الفرق بين الشيعة الأوائل الذين اعتمد أئمة الحديث النبوي الشريف من أهل السنة روايتهم وكانوا يقدرون صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبين من وصفهم البيان بـ"الروافض" من الشيعة المعاصرين، والذين اتهمهم البيان بفساد العقيدة.
وأيد البيان موقف د.القرضاوي قائلاً: "من المقرر دينا عند أهل السنة أن لله عند كل بدعة يكاد بها للإسلام من يتكلم بعلامات الإسلام، ولقد كان الشيخ الإمام يوسف القرضاوي فيما نحسب أحد هؤلاء –على لين- سدد الله رميته".

وأردف منتقداً "لين" الشيخ: "فقد وقف في وصفه لهم على أنهم مبتدعة، دون أن يبين كما بين أساتذة وأئمة له من قبل معالم البدعة ودرجاتها مما أثار عليه كثيرا من جمهور أهل السنة، وهم معذورون، ذلك أن أئمة أهل البدع على ما ذهب إليه الجمهور أضر على الأمة من أهل الذنوب، وأن البدعة الفاجرة إذا تزوجت بالحقيقة الكافرة فإنه يتولد منهما خسران الدنيا والآخرة".
وهاجم البيان منتقدي الشيخ من الشيعة قائلاً: "إن مدار اعتلال القلوب وأسقامها على أصلين لا ثالث لهما؛ فساد العلم وفساد القصد، ويترتب على ذلك داءان قاتلان هما الضلال والغضب، وكل ذلك متحقق والحمد لله في خصوم الشيخ".
"وإن من خير ما يتعزى به للشيخ الإمام القرضاوي هنا قول الإمام علي رضي الله عنه:

ولا خير في ود امرئ متلون.. إذا الريح مالت مال حيث تميل"،
بحسب بيان الجبهة تضامناً مع الشيخ

كما أطلقت مجموعة من المثقفين العرب اليوم الإثنين حملة للتضامن مع الشيخ ضد ما سموه "حملة الافتئات والتشويه الظالمة والمتعمدة من مراجع ووسائل إعلام شيعية" عليه.
وجاء في البيان الذي دعا جميع مثقفي الأمة الإسلامية للتوقيع عليه: "وإذ تناقلت وكالات الأنباء ردود الأفعال غير المسئولة من قبل هذه المرجعيات والوسائل؛ فإننا نعرب في المقابل عن استهجاننا الشديد لهذا التطاول وتلك الفريات التي ألصقت بالشيخ زوراً وبهتاناً"، وتضامن الموقعون على البيان مع الشيخ قائلين: "نشاطر العلامة القرضاوي -حفظه الله- محنته التي سبقه إليها المصلحون والعلماء المسلمون في سائر البلدان والأزمان، ونعلن تضامننا معه ووقوفنا في صفه وهو يواجه تلك الحملة التي تكشف عن أحقاد تاريخية لم يثنها تسامح العلماء السنة معها، لاسيما الشيخ القرضاوي الذي كان أحد رموز الوحدة الإسلامية ودعاتها البارزين".
واتخذت الجماعة الإسلامية بمصر ذات الموقف التضامني، حيث انتقدت في بيان لها ما وصفته بـ"الهجمة الشيعية الشرسة" ضد القرضاوي، قائلة: "عجباً من قلم سطر هذا الكلام الهابط في حق رجل وهب حياته لدينه، وصان علمه واتقى فيه ربه ولم يشتر به ثمنا قليلا".
وتابع البيان الذي صدر أمس: "طالعنا جميعا وتابعنا الهجمة الشيعية الشرسة التي تعرض لها ذلك العالم الجليل بعد هذا الحوار، وقد رأينا تلك الكلمات المبتذلة والمعاني الحقيرة.. والخطاب المتدني المسف الذي خاطبت به وكالة الأنباء الإيرانية الشيخ الجليل عبر مقال لأحد محلليها".
وأضاف: "وقبل أي شيء نقول لهؤلاء المتطاولين على مقام ذلك العالم الوقور: إن الدكتور القرضاوي ليس في حاجة لمن يدافع عنه؛ فهجومكم وتطاولكم عليه لا ينقص من قدره، بل يزيده عزا ورفعة ومكانة، وتاريخه مشهور وجهاده مشهود وبذله وعطاؤه في سبيل قضايا أمته المصيرية من الانتشار والذيوع بحيث لا يستطيع كائن من كان أن يزايد عليه".

تقديرا للقرضاوي

من جهته، نفى الدكتور محمد سليم العوا، الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، صحة ما نشره موقع "المصريون" من أن هناك تحركا متسارعا خلال اليومين الماضيين يقوده د. العوا ضد الشيخ القرضاوي بعد تصريحاته حول محاولة الشيعة اختراق المجتمعات ذات الأغلبية السنية لنشر التشيع.
وقال د. العوا في بيان حصلت "إسلام أون لاين.نت" على نسخة منه: "لم أصف قط كلام الشيخ القرضاوي في أي وقت بأنه زلة لسان، وتقديري الشخصي للشيخ القرضاوي ليس محل دحض حتى تنسب إليه مثل هذه الأكاذيب".
وأضاف أن: "ما نشره الموقع المذكور يرمي إلى شق صف علماء السنة، وضرب الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الذين تنقم دوائر كثيرة على مواقفه ضد الصهيونية وحلفائها وضد الغلو الفكري المنسوب للإسلام وضد الجرائم التي يرتكبها البعض باسم الدين".
واختتم د. العوا البيان بالقول: إن "مكانة الشيخ القرضاوي وعلمه وجهاده محل تقدير المسلمين جميعا سنة وشيعة، وعلى رأسهم أعضاء الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين وأعضاء مجلس أمنائه، وإن اختياره لرئاسة الاتحاد جاء بإجماع العلماء المؤسسين عام 2024".

هويدي ينتقد

أما الكاتب الصحفي المصري البارز فهمي هويدي فانتقد في مقال بعنوان "أخطأت يا مولانا" نشرته جريدة الدستور المصرية أمس تصريحات د.القرضاوي، مشيراً إلى خطورة تداعياتها على الأوضاع في العراق وموقف المسلمين السنة من حزب الله وإيران.
وأوضح هويدي قائلاً: "إذا افترضنا أن كلامه (د.القرضاوي) صحيح والآراء التي عبر عنها لا غبرار عليها، فإن ذلك سيكون بمثابة دعوة إلى مخاصمة الشيعة، والاحتشاد ضد إيران، والتهوين من شأن إنجازات ودور حزب الله في لبنان، وإثارة الشقاق والفرقة بين الشيعة والسنة في أكثر من بلد عربي، خصوصًا في العراق ودول منطقة الخليج".
واستطرد الكاتب المصري: "وهو ما سيؤدي تلقائيًّا إلى تراجع أولوية الصراع ضد إسرائيل، وتهيئة الأجواء لتوجيه الضربة العسكرية الأمريكية ضد إيران".
وأردف هويدي: "لو وازن د.القرضاوي بين الأضرار الحاصلة التي تحدث عنها ونسبها إلى الشيعة، وبين الأضرار التي ترتبت على كلامه لأدرك أننا صرنا مخيرين بين ضررين أحدهما أصغر والآخر أكبر، أو مفسدة صغرى وأخرى كبرى".
وتابع: "وعند الأصوليين الذين هو في صدارتهم، فإن الموازنة بين الضررين أو المفسدتين، تدفعنا إلى تقديم الضرر الأصغر على الأكبر، بمعنى السكوت مؤقتاً عن الضرر الأول لتفويت الفرصة على وقوع الثاني، وذلك لم يحدث للأسف".
إلا أن هويدي عاد وأثنى على د.القرضاوي قائلاً: "لست أشك في أن شيئاً من ذلك كله لم يخطر على باله، وتلك هي المشكلة فنحن نعرف أن الرجل في تاريخه الحافل بالعطاء المشرف له مواقفه المشهورة دفاعاً عن وحدة الأمة الإسلامية، ونصرة المقاومة وتعزيز صفها في مواجهة العدوان الصهيوني، ثم إنه في مقدمة الرافضين للهيمنة الأمريكية، والداعين إلى الوقوف إلى جانب إيران إذا ما تعرضت للعدوان الأمريكي".
ووقف البيان الذي أصدره منتدى الوحدة الإسلامية بلندن حول نفس الموضوع في منطقة وسط بين الموقفين السابقين، حيث دعا إلى وحدة الأمة وتجنب التراشق المذهبي واحتواء ما سماه بـ"الفقاعة" التي أفرزها التناول الإعلامي لتصريحات د.القرضاوي بصحيفة المصري اليوم يومي 8 ، 9 سبتمبر الجاري.
القعدة

القعدة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.