تخطى إلى المحتوى

الشهر الفضيل 2024.

  • بواسطة
بسم الله الرحمن الرحيم

الشـــــــــــــــــهر الفضــــــــــــــيل

إن الله تبارك وتعالى جعل هذا الشهر معظماً ، فاختصه بمزايا كثيرة ، وجعله مرحلة من مراحل الحياة الثمينة ، ومحطة من محطات السير فيها على النهج القويم، يصرف المسلم فيه أعظم همته إلى الله ، ويتجه فيه بكليته إلى آخرته ، السمو بروحه قبل مادته ، فهو شهر الروحانية وصفاء النفس والمناجاة والإقبال على الله ، والاستمداد من القوي العلي الكبير ، والاتصال بالملأ الأعلى ، وهو شهر له خصوصيته :
{ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } .

وهناك لفت نظر جميل ، ومتعة رائعة جليلة ، تلك هي توصيل هذه الآية بأخرى : { وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ}.

معنى جليل هو أن الحق تبارك وتعالى يحثنا على مناجاته والسؤال في وقت تكون النفوس فيه أقرب ما تكون إلى ربها { لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ } ، بإصابة الحق ونيل الرشد.

فشهر رمضان سؤال ومناجاة وهداية ورشاد ليعد الصائم فيه نفسه ، ويبعدها عن خلط المادة ، لترقى بشريتها ، وتتصل بربها.

ثم إنكم في رمضان ترقبون ليالي كريمة ، يفيض فيها الخير فيضاً ، فليلة يوم السابع عشر ، يوم الذكرى الجليلة التي جلجل فيها النصر في غزوة بدر ، يوم التقت الفئتان : { فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَأُخْرَى كَافِرَةٌ يَرَوْنَهُم مِّثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ وَاللّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَن يَشَاءُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لَّأُوْلِي الأَبْصَارِ } .

وليلة القدر في العشر الأواخر من شهر رمضان ، بل العشر هي من ليالي التجلي ، فروضوا فيها أنفسكم ، وجردوها من علائق الدنيا ، وأقبلوا على الله بالصلاة والمناجاة والإلحاح في الدعاء ، فإن الله يحب الملحين في الدعاء ، ومن كان في فراغ فليعتكف فيها ولا يخرج إلا لحاجة ملحة ، فهي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقد أخذ بها الصالحون ، أم المشغول فلا أقل من أن يعتكف فيها بالليل ، وكان صلى الله عليه وسلم إذا أقبل العشر الأواخر من رمضان شمر المتزر ، وقام الليل ، وأيقظ أهله.

واعملوا أن الصلة في رمضان مطلوبة في طاعة الله لا في اللهو واللعب ولكن الناس عكسوا ، فجعلوه شهر غفلة ولهو ولعب ، فمنهم حجرة يتلو فيها كتاب الله ثم يهجرونه إلى حجرة أخرى يتكلمون فيها بما يشاؤون ويشتهون ، معرضين عن السماع والتدبر.

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
واستغفر الله لي ولكم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.