السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مايهمنا اليوم الشخصية الشكاكة
س/ ما هو اضطراب الشخصية الشكاكة ؟
يتميز هذا الاضطراب بوجود نسق معين من التصرفات التي تسبغ حياة صاحب هذه الشخصية, حيث يميل هذا الشخص الى التفسير غير المبرر لتصرفات الناس من حوله , فيكون شكاكاً ويحمل الضغائن بشكل مستمر لأنه يفسر جميع التصرفات التي حوله على إنها عدوانية أو مليئة بالاضطهاد والإساءة له . وهناك من الناس من فيه علة في شخصيته تدور حول الإفراط والمبالغة في الحذر وإساءة الظن والشك في الآخرين , وهي على درجات متفاوتة من حيث الشدة, فقد تكون علة خفيفة كسوء الظن , وقد تكون اضطراباً شديداً يحتوي على ما يكفي من المعايير التشخيصية المعتمدة لوصف الشخص بأن لديه اضطراب الشخصية الشكاكة .
س/ ما مدى انتشار هذا الاضطراب؟
نادراً ما يذهب المصاب بهذا الاضطراب الى العيادات النفسية ما لم يكن لدية مشكلة أخرى , لذلك فالإحصائيات غير دقيقة . لكن على العموم فإن الإحصائيات الحديثة تبين أن حوالي 0.5% الى 2.5 % من عموم الناس لديهم اضطراب الشخصية الشكاكة .
س/ ما هي أسباب اضطراب الشخصية الشكاكة ؟
يوجد هناك العديد من الفرضيات التي تحاول تفسير نشوء الشخصية الشكاكة , ومن ذلك :
التفسيرات النفسية الإجتماعية ومنها :
* استمرار التفكير بالطريقة الطفولية التي تعتقد أن كل الأمور إما خطا أو صواب ولا يوجد حالة متوسطة بينهما , فبذلك يلجأ الشخص الى الإنكار اللاشعوري وهو نفي ما بنسب إليه من صفات سلبية ويسقطها على غيره من الأشخاص .
* الحرمان والقسوة وعدم الشعور بالأمن يولد لدى الطفل إحساس بالخوف وعدم الأمان من المحيط الاجتماعي مما يبعث في النفس زيادة الحذر والحيطة من الناس .
التفسيرات العضوية :
أن زيادة مادة الدوبامين , وهي إحدى النواقل العصبية في الدماغ , خاصة في الفص الأمامي يجعل الشخص يميل الى العناد والتحدي والحذر الزائد والشك .
س/ ما هي المعايير التشخيصية لاضطراب الشخصية الشكاكة ؟
كما ورد في الدليل التشخيصي والاحصائي الرابع المسمى ( dsm iv – tr) :
أولا ً: استمرارية الشك وسوء الظن وتفسير تصرفات الآخرين أنها ضده , وذلك من بداية سن المراهقة , مع وجود أربع صفات أو أكثر مما يلي :
1- يتوقع الشخص أن يستغل أو يلحق به الضرر دون وجود أساس يبرر ذلك .
2- دائم التساؤل عن مدى إخلاص أصدقائه وزملائه , وهل هو أهل للثقة أم لا , دون وجود أساس يبرر ذلك .
3- يتردد كثيرا في مصارحة الآخرين وإخبارهم بأسراره لأنه يخشى أن تستخدم هذه المعلومات ضده فيما بعد , وهو في المقابل يجمع الأداة ضد الآخرين .
4- المبالغة في التعرف على ما في نفوس الآخرين وما قد يخفونه عنه , وقد يتطفل على خصوصياتهم ويتجسس عليهم أو يحتال عليهم ليعرف ما عندهم .
5- يحمل الضغينة والحقد , ولا يصفح عن إهانته أو الاستخفاف به , حتى ولو كانت زلة لسان, أو عن طريق المزاح .
6- سريع في إظهار درة فعله الغاضبة , عندما يحس بالإهانة أو باستخفاف الآخرين له .
7- يشك في شريك / شريكة حياته , ويتساءل دائما عن مدى الإخلاص .
ثانيا ً : عدم وجود ما يفسر تصرفاته الشكاكة كمرض نفسي آخر مثل الفصام أو الإضطرابات المزاجية المصحوبة بأعراض ذهانية , كما لا يمكن تفسير هذه الاعراض باي مرض عضوي أو سوء استخدام المؤثرات العقلية .
س/ هل هناك اضطرابات أخرى تشبه اضطراب الشخصية الشكاكة ؟
1- إذا ظهرت سمات الشخصية الشكاكة فجأة فلا بد من البحث في المسببات العضوية , فقد تكون هي السبب .
2- تعاطي أنواع من المنشطات مثل الكبتاجون يؤدي الى ظهور سمات الشخصية الشكاكة.
3- الفصام
4- الاضطرابات المزاجية مع وجود أعراض ذهانية .
5- بعض اضطرابات الشخصية الأخرى مثل الشخصية الفصامية , الشخصية النرجسية , والشخصية المخادعة أو العدائية للمجتمع .
س/ كيف يمكن علاج اضطراب الشخصية الشكاكة ؟
1- بناء علاقة علاجية موثوقة مع الشخص الشكاك , وذلك بإشراكه في الخطة العلاجية , وتفسير الحساسية المفرطة .
2- استخدام الأدوية المضادة للذهان , تحت إشراف من طبيب متخصص , سواء الأدوية القديمة ام الحديثة .
3- معالجة الأعراض الأخرى المصاحبة مثل القلق أو الإكتئاب لتخفيف معاناة المريض .
4- جلسات العلاج النفسي الفردي لتحسين المهارات الاجتماعية وخفض شدة الحساسية للنقد.
س؟ كيف أتعامل مع من هو مصاب باضطراب الشخصية الشكاكة ؟
1- الصراحة والوضوح معه في الأقوال والأفعال .
2- الحذر عند الاعتذار منه أو مصارحته لأنه قد يفسر ذلك بغير المقصود .
3- تجنب مجادلته وانتقاده خاصة أمام الناس , وكن لطيفاً معه عند محاولة إقناعه .
4- عليك الحذر من إسقاطاته , ولا تواجهها بعنف فقد ينفجر عليك .
5- أعطه ما يستحق من الاحترام والتقدير إذا كان يستحق ذلك , ولكن لا تحتقره أو تهينه إن لم يكن يستحق التقدير والاحترام .
ــــــ وتجدر الإشارة هنا والتذكير ان الشك وسوء الظن عبارة عن طيف ممتد من درجة قليلة من سوء الظن الى درجة عالية من الشك قد تصل الى حد مرض الفصام , وبذلك لابد من تقييم الحالة من قبل الطبيب النفسي أو الأخصائي الإلكينيكي الذي يكون على دراية بكيفية التشخيص وأهمية العلاج .
بارك الله فيك أختي الطيبة على هذا الاختيار المميز
وربي يوفقك لكل خير ..
وإلى الأمام …
على الشرح المفصل للشخصية وكيفية التعامل معها
بوركت على الطرح القيم