عبد الحميد رميته ,ميلة , الجزائر.
من حقك وليس من حقك (6) :
سادسا : السلفية والسلف الصالح :
1- من حقك أن ترتاح أكثر إلى الألباني وبن باز والعتيمين,لأنك ترى بأنهم أقرب إلى السلفية والسلف الصالح من غيرهم.ولكن ليس من حقك أن تمنع غيرك إذا لم يقتنع بهذا ورأى بأن الفقهاء الأربعة (مالك وغيره رضي الله عنهم أجمعين) [الذين كانوا تابعين وتابعي تابعين] أو..أولـى بالسلفية والسلف الصالح من الألباني وبن باز والعتيمين وغيرهم من المعاصرين,لأن الأولين لم يكن بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا 100 سنة أو أقل قليلا أو أكثر قليلا , والبعض منهم عاصر الصحابة رضي الله عنهم, بل إن البعض منهم بشر به رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل الإمام مالك رضي الله عنه.أما المتأخرون فبينهم وبين الصحابة 14 قرنا تقريبا.
2- من حقك أن تعتبر بأن السلفية في العقيدة هي الأصوب ضمن الفرقة الناجية (من ال 73 فرقة التي أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أنها كلها في النار إلا واحدة) ومن حقك أن تعتقد بهذه العقيدة وتـتمسك بها وتعتز بها وتعلِّمها لكل من تحب من الناس وضمن أكبر دائرة ممكنة في المجتمع .ولكن ليس من حقك أبدا أن تعتبر أن السلفية هي كل أهل السنة والجماعة وأن كل من عداها في النار, أي أنه ليس من حقك أن تمنع غيرك من الاعتقاد بأن أهل السنة والجماعة كما تشمل السلفيين فإنها تشمل كذلك الأشاعرة والماتريدين,لأنه وإن وجد علماء يقولون بأن أهل السنة والجماعة هم فقط السلفية , فإنه يوجد علماء آخرون كانوا ومازالوا وسيبقون – إلى يوم القيامة بإذن الله- يقولون على مر السنين بأن أهل السنة والجماعة تشمل كذلك الأشاعرة والماتريدية لأن الخلاف بين الجماعات الثلاثة بسيط جدا وهو فقط متعلق بفروع العقيدة لا بأصولها وبمسائل فرعية جدا وبسيطة جدا وثانوية جدا لم يُفصل فيها الله ولا رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم , ولا ينبني عليها أيُّ عمل ديني أو دنيوي.الذي يقود الجماعات الثلاثة علماء في العقيدة حسناتهم أكبر بكثير من سيئاتهم , وهم اجتهدوا في فروع العقيدة الإسلامية , وهم جميعا وفي كل الأحوال مأجورون بإذن الله أصابوا (لهم أجران) أو أخطأوا (لهم أجر واحد). والصواب يعلمه الله وحده , ولا أحد في الدنيا يملك الدليل القطعي على أن فلانا من هؤلاء العلماء هو المصيب في المسألة الخلافية الفرعية الثانوية الفلانية وأن فلانا هو المخطئ.لا أحد ثم لا أحد ثم لا أحد , ومن ادعى ذلك فإنه لن يقدم دليلا أو شبه دليل على صحة دعواه.
3- من حقك أن تعتبر نفسك سلفيا (بمعنى معين) وتـعتز بذلك وتدعو غيرك إلى أن يكونوا مثلك . ليس في هذا أي حرج عليك , ولكن ليس من حقك أبدا أن تـتعصب ضد غيرك الذي يقول:[أنا لستُ سلفيا ولست إخوانيا ولست جهاديا ولست تكفيريا ولست صوفيا ولست تبليغيا ولست أشعريا ولست إنقاذيا ولست تحريريا ولست حماسيا ولا…وإنما أنا مسلم وكفى,لأن الله قال"إن الدين عند الله الإسلام"].هذا من حقك وذاك من حقه , وليس لأحدكما أن يتعصب ضد الآخر.
.