قد يختلف المصابون بأمراض القلب في أشياء كثيرة غير أنه عندما يتعلق الأمر بالسمنة فإنهم يجتمعون على قلب شخص واحد.
كيف نتفادى الوقوع في شرك السمنة وما هي العلاقة بين زيادة الوزن وأمراض القلب؟ وكيف نتخلص من السمنة إذا حدثت وجاءت؟ أسئلة تشغل بال الناس في مجتمع بات يوفر كل الظروف للسمنة.
السمنة سبب خطير لأمراض القلب، وقد جاء في دراسة أجريت بالولايات المتحدة أن فرصة الإصابة بأمراض القلب تزداد مع زيادة الوزن واتساع محيط الخصر، وأن نسبة الإصابة بأمراض القلب بين أصحاب الأوزان الثقيلة تزيد عن رشيقي الجسم من ضعفين إلى ثلاثة أضعاف. وفي الصين أجريت دراسة مقارنة لوزن الجسم على 2856 فردا مصابين بارتفاع ضغط الدم وارتفاع نسبة الترايغليسيريد، كشفت الدراسة عن أن رقم وزن الجسم (BMI) يرتبط ارتباطا وثيقا بأمراض القلب.
متى تكون سمينا؟ منظمة الصحة العالمية وضعت معيارا لوزن الجسم على أساس قاعدة للحساب هي قسمة وزن الجسم (كيلو غرام) على طول الجسم مضروبا في نفسه. رقم وزن الجسم القياسي في منطقة آسيا والمحيط الهادئ يتراوح بين 5ر18 – 24 وإذا كان أكثر من 24 فإن ذلك يتجاوز الوزن القياسي، وإذا بلغ الرقم 28 فإنه يعني السمنة وإذا بلغ 30 فهو شديد السمنة. على سبيل المثال الفرد الذي يبلغ وزنه 70 كجم وطوله 170 سم، يكون الرقم وزن الجسم له 22ر24 تقريبا وذلك بقسمة 70 على 7ر1× 7ر1 فيكون رقم أعلى من المعدل القياسي قليلا.
من سمات أصحاب الأوزان الثقيلة في آسيا كبر البطن وتشير الدراسات إلى أنه إذا كان رقم وزن الفرد قياسيا بينما محيط خصره يزيد على 101سم للرجل و 89 سم للمرأة أو نسبة محيط الخصر إلى محيط الذراعين أكبر من 9ر0 للرجل و85ر0 للمرأة فإن الفرد يكون معرضا للإصابة بأمراض القلب.
السمنة نتيجة لأسباب متشابكة، وراثية وبيئية، فتاريخ أسرة الفرد في هذه الناحية مع أسلوبه في الحياة تؤثر في سمنته ورشاقته.
مع تحسن مستوى الحياة تتغير مكونات الطعام، ويزداد الطعام الحامل لسعرات حرارية عالية ويقل العمل الجسماني إضافة لزيادة ضغوط المجتمع أصبحت السمنة من "أمراض الحضارة" في المجتمع الحديث. سمنة الشباب والأطفال تكمن في أسلوب حياتهم بينما سمنة الكبار تتعلق بمدى الاهتمام بممارسة الرياضة البدنية المناسبة ومكونات طعامهم.
تظهر أعراض مرض السمنة في ارتفاع سكر الدم وارتفاع نسبة الكوليسترول (الدهون) في الدم وارتفاع ضغط الدم وزيادة كثافة الدم، وكل هذه مسببات خطيرة لأمراض القلب، وبعض حالات السمنة سببها مقاومة الجسم للأنسولين. والعادة أن جسم الفرد السمين لا يستجيب للأنسولين فمقاومة الجسم للأنسولين سببها السمنة مما يؤدي إلى ارتفاع سكر الدم والكوليسترول وضغط الدم وكثافة الدم والإضرار بخلايا قشور الشرايين الداخلية بل وتصلب الشرايين الذي يسبب أمراض القلب المختلفة مثل مرض القلب التاجي ومرض الأوعية المخية وانسداد شرايين الأطراف السفلى والخ.
أدوية التخسيس المعروفة في العالم حتى الآن نوعان رئيسيان: أولهما أدوية العصب المركزي لتخفيف الوزن وفي مقدمتها أدوية تشيويمي وأوتشيويشينغ وهي أدوية صينية الصنع، ولهذه الأدوية وظيفتان، أحدهما تنشيط العصب المركزي لخلق شعور بالشبع فتقل كمية الطعام التي يتناولها الفرد، والأخرى زيادة إذابة الدسم ومن ثم تخفيف الوزن بهذين الوظيفتين. وهذه الأدوية، وفقا للدراسات، آمنة باستثناء ما قد تسببه من ارتفاع في ضغط الدم وزيادة سرعة نبضات القلب. النوع الثاني أدوية قناة المعدة المعوية مثل دواء ساينيكه الصيني، ووظيفته هي منع امتصاص الجسم لحامض الدسم للمرارة، وبعد تعاطي هذا الدواء تزداد مرات براز الزيت للمريض ولكن بعد مدة غير طويلة يختفي هذا المظهر، وهذا الدواء مأمون ولكن من الأفضل ألا يتعاطاه المصابون بأمراض القناة المعدية المعوية المزمنة.
السمين المصاب بالسكر غير سكر الأنسولين يمكن أن يتعاطى أرجاشيوانباي وهو دواء مقاوم لارتفاع سكر الدم ومنشط للاستجابة للأنسولين إضافة لتخفيف الوزن.
ومن الأفضل تعاطى أدوية تخفيف الوزن تحت إرشاد الطبيب. وبالنسبة للأطفال الأقل من 18 سنة يمنع تعاطيهم أدوية تخفيف الوزن، وعليهم اللجوء إلى النظام الغذائي المناسب.
الطرق الرئيسية للتخسيس هي اتباع نظام غذائي معين وممارسة الرياضة البدنية ثم تعاطي الدواء. وقد تحدثنا عن الطريقة الأخيرة.
النظام الغذائي أو الريجيم:
الإكثار من تناول الخضار الطازج والفاكهة التي تحتوي على قليل من السكر والتحكم في كمية الأطعمة العالية الكربوهيدرات (مثل الأرز وطحين القمح) والأطعمة الدسمة وعدم تناول أكثر من بيضة واحدة في اليوم وتجنب المشروبات العالية السكر.
الرياضة:
الرياضة البدنية العنيفة ليست هي المناسبة للتخسيس لأنها تستنزف رئيسيا الغلوكوز الموجود في الجسم ومن ثم تسبب الرغبة في تناول المزيد من الطعام. أما ممارسة الرياضة الخفيفة لمدة طويلة فتؤدي إلى احتراق الدهون رئيسيا ولا تسبب الجوع، ولذا ينصح بممارسة الرياضة الخفيفة والمتوسطة لوقت طويل، مثل الجري البطيء، ملاكمة تايجي (ملاكمة الظل وهي رياضة صينية) وركوب الدراجة وغيرها من الرياضات المناسبة، ويجب زيادة وقت التمرين عن الوقت الطبيعي بـ30- 60 دقيقة لغرض التخسيس، وجدير بالذكر أن منظمة الصحة العالمية تحث على الاهتمام بالمشي ذلك أن المشي عشرة آلاف خطوة يوميا يستهلك 300 كيلو سعر حراري.
ويسر امرك
وحقق لك مرادك
و سدد خطاك في الدنيا و الآخرة