الحمد لله المنجز وعده ووعيده، والصلاة والسلام على صفوة خلقه وخير عبيده، محمد بن عبد الله وعلى آله ومن والاه.
أما بعد …
فقد وقفت على مقال لجاهل من جهلة المرجئة الحشوية الوهابية يزعم فيه أن أهل الحق (الإباضية) يعتقدون بأن الكافر في مشيئة الله إن شاء عذبه وإن شاء رحمه وعفا عنه.
فهذا رد مختصر على هذا المقال.
وإليك أخي القارئ المقال ويتبعه الرد عليه :
"يجعلون الكافر تحت المشيئة إن شاء عذبه و إن شاء لم يعذبه !!
يقول الإباضية في عذاب القبر : "إن الخلق جميعا في مشيئة الله يفعل بهم ما يشاء … فإن شاء عذب في الدنيا و إن شاء عذب في القبر و إن شاء عذب في الآخرة "….
منهج الطالبين و بلاغ الراغيبين في أصول العقائد الإسلامية, و تمت مراجعة الكتاب من قبل لجنة برئاسة الخليلي 1/66))
انظر أخي المسلم إلى هذا التلاعب في دين الله .. فالله تعالى قد حكم بعذاب الكفار في الآخرة ولم يجعلهم تحت المشيئة فقال عز و جل) : إن الله لا يغفر أن يشرك به و يغفر ما دون ذلك لمن يشاء ( و قال النبي صلى الله عليه و سلم : "القبر إما روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النيران "
فهل الكافر يحكم له بأنه تحت المشيئة في قبره و الرسول صلى الله عليه و سلم يقول إما حفرة و إما روضة. اهـ
هذا ما يقوله الحشوية المرجئة ونردّ عليهم ردّا مختصرا فنقول:
أولا: إن الكتاب الذي عندنا هو "منهج الطالبين وبلاغ الراغبين" للعلامة الشقصي، وليس فيها هذه الزيادة "في أصول العقائد الإسلامية".
ثانيا: إن كان يقصد به "منهج الطالبين" للشيخ الشقصي، فلقد وجدت فيه كلاما قريبا من هذا الكلام وهو قوله: "وسئل أبو الحسن البسياني -رحمه الله- عن عذاب الموتى في القبر، فقال: هم عبيد الله -تعالى- إن شاء عذبهم في القبر، وفي الدنيا، وفي الآخرة، وإن شاء رحمهم، أما عذاب الآخرة؛ فلا شك فيه لمن مات غير مؤمن، وقد قال الله تعالي في اليهود: (وَلَوْلا أَن كَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الجَلاءَ لَعَذَّبَهُمْ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابُ النَّارِ)، وقال الله تعالى: (فَأَذَاقَهُمُ اللَّهُ الخِزْيَ فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ). وقال: (ذَلِكَ جَزَاءُ أَعْدَاءِ اللَّهِ النَّارُ لَهُمْ فِيهَا دَارُ الخُلْدِ جَزَاءً بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ)، وقال في قوم عاد: (فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً فِي أَيَّامٍ نَّحِسَاتٍ لِّنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الخِزْيِ فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الآخِرَةِ أَخْزَى وَهُمْ لاَ يُنصَرُونَ)، وقال: (فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الآخِرَةِ وَالأُولَى).
واختلف الناس في عذاب القبر اختلافا كثيرا، وقولنا: قول أهل الحق في هذا وغيره، والله -تعالى- يفعل ما يشاء، ويحكم ما يريد؛ إن شاء عذب في الدنيا، وإن شاء عذب في القبر، وإن شاء عذب في الآخرة؛ كل الأمر لله -تعالى-، والخلق خلقه؛ لا يسأل عما يفعل، وهم يسألون". اهـ
• فقوله: " واختلف الناس في عذاب القبر اختلافا كثيرا " يدل على أن هناك من أثبت عذاب القبر ومنهم من لم يثبته.
• وقوله: "وقولنا: قول أهل الحق في هذا وغيره" يدل على أن القول الذي يختاره هو قول أهل الحق الذين أخذوا بكتاب الله وسنة رسول الله وهو القول بعذاب القبر لمن يستحقه من العصاة والمشركين، ويدل على ذلك ما نقله من روايات تثبت عذاب القبر لليهودي ولبعض العصاة وغيرها في مواضع من كتابه.
ثالثا: نقف عند قول الحشوي في مقاله عندما قال : " فالله تعالى قد حكم بعذاب الكفار في الآخرة ولم يجعلهم تحت المشيئة فقال عز و جل: (إن الله لا يغفر أن يشرك به و يغفر ما دون ذلك لمن يشاء ( "
فنقول : إن هذا الكلام مردود من وجهين:
الأول: أن في تكملة الكلام الذي نقله صاحب منهج الطالبين عن أبي الحسن ينقض هذه الدعوى من أساسها ويجتثها من جذورها وهو قوله: " أما عذاب الآخرة؛ فلا شك فيه لمن مات غير مؤمن، وقد قال الله تعالي في اليهود: (وَلَوْلا أَن كَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الجَلاءَ لَعَذَّبَهُمْ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابُ النَّارِ)"
الثاني: أن (الإباضية) أهل الحق والاستقامة (سلفًا وخلفًا مشارقةً ومغاربةً) مجمعون على أن أهل الكبائر والمشركون إن ماتوا من غير توبة فمصيرهم الخلود الأبدي في نار الجحيم والعياذ بالله.
وبهذا ينتهي هذا الرد المختصر على هذا الكذاب الأشر والحمد لله العلي الأكبر والصلاة والسلام على نبيه خير البشر.
مشكور اخي الكريم وجزاك الله خيرا على توضيخ هذة الحقائق
للأسف البعض عندهم فكرة مغلوطة علينا
جزاكم الله خيرا
مع التحية