تخطى إلى المحتوى

الذبحة الصدرية 2024.

الذبحة الصدرية

إن من يسمع هذا التعبير يصاب بالهلع والخوف وكثير منا لا يعرف معنى هذه الجملة ومن هنا وجب علينا توضيح كل ما يتعلق بالذبحة الصدرية.

فالذبحة الصدرية هي نوبات من آلام شديدة بالصدر يشعر بها المريض نتيجة نقص في كمية الدم عالي الأوكسجين والذي يغذي عضلة القلب من خلال شرايين تسمى الشرايين التاجية ولنكون أكثر دقة فيما تعنيه فإن التسمية الصحيحة لهذا المرض هي الذبحة القلبية.

ألم الذبحة الصدرية (القلبية)…

إن تشخيص الذبحة القلبية يعتمد اعتماد كبيراً على وصف المريض لهذا الألم الناتج عن الذبحة، لكننا نعرف ان الأشخاص تختلف في قدراتهم الذهنية والتعبيرية لوصف الألم الناتج عن النوبة، فالوصف الدقيق للألم هو الإحساس بثقل شديد وضغط على منتصف الصدر والجهة اليسرى منه، وقد يكون الألم شديداً جداً لدرجة أن المريض قد يصفه كأن فيلاً يضغط بكل ثقله على صدره وفي بعض الأحيان يشعر المريض كأن حرارة شديدة أو ناراً مشتعلة في صدره، وفي أحوال أخرى قد يشعر المريض بألم في أعلى البطن ظناً منه انه آلام بالمعدة، وبعض المرضى يعاني من المرض لكنه لا يشعر بالآلم مثل مرضى السكري الذين يعانون من مضاعفات بالجهاز العصبي والحسي وقد يكون أي من الحالات السابقة مصحوبة بضيق النفس وسرعة في ضربات القلب وقد ينتشر الألم في أماكن أخرى مثل الذراع الأيسر أو الكتف ونادراً في الجهة اليمني وقد ينتشر في الرقبة وأحياناً في الفك.

وتأتي الآم الذبحة الصدرية (القلبية) على أثر مجهود بدني أو ربما مجهود ذهني أو عاطفي كالحزن أو الغضب أو حتى الفرح الشديد إلخ، ثم يزول الألم أثناء الراحة أو بعد التوقف عن أداء المجهود البدني ببضع دقائق أو بعد تناول المريض لحبوب النيتروجلسرين تحت اللسان لأنها تقوم بتوسيع الشرايين التاجية وزيادة تدفق الدم لعضلة القلب.

الأســــبــــاب…

يعتبر تصلب الشرايين التاجية السبب الرئيس للذبحة الصدرية (القلبية). ونقصد بتصلب الشرايين فقدانها المرونة بسبب ترسب العديد من المواد الضارة وأهمها الكوليسترول ثم بعد ذلك يتبعها تضيق تدريجي في سعة الشرايين وقد يصل الى حد الانسداد الكامل أو شبه الكامل. وهناك أسباب أخرى يمكن أن تسبب الذبحة الصدرية، منها التشوهات الخلقية بالشرايين التاجية أو الانقباض أو التقلص لهذه الشرايين أو انسدادها بسبب مرور خثرة دموية أكبر من مساحة الشريان فتسده وينقص أو ينقطع أمداد الدم لجزء من العضلة التي يغذيها الشريان فيحدث الألم وتسمى هذه الحالة بنقص التروية القلبية. ومن الأسباب الأخري لحصول الذبحة الصدرية وجود مشكلة مرضية بأحد الصمامات مثل تضيق الصمام الأورطي وكذلك ارتفاع ضغط الدم الشرياني قد يكون من العوامل المساعدة الخطرة لتكون تصلب الشرايين وحدوث الذبحة الصدرية (القلبية).

التشـخـيــص…

يعتمد التشخيص كثيراً على شكوى المريض ووصفه الدقيق للأعراض التي يشعر بها كما أن تحديد عوامل الخطورة مثل مرضى السكري وارتفاع ضغط الدم الشرياني وارتفاع كوليسترول الدم وقلة الحركة والتاريخ العائلي لأمراض تصلب الشرايين والموت المفاجئ في أعمار تحت 55 عاماً والتدخين وارتفاع الحمض الأمييني الهوموسيسيتين في الدم وتقديم العمر، إضافة الى ما سبق فإن المريض قد يشكو من أعراض أخرى مثل ضيق النفس وسرعة دقات القلب والدوخة والتعرق وعند فحص المريض أثناء النوبة قد تظهر علامات شحوب اللون والتعرق الشديد بسبب الألم الشديد بالإضافة الى سرعة النبض وارتفاع ضغط الدم بالإضافة الى وجود علامات أخرى قد يسمعها الطبيب عند سماع القلب والرئتين وفي بعض الأحيان يكون الفحص السريري سلبياً ويكون غالبية التشخيص والقناعة التشخيصية من التاريخ المرضى والشكوى المرضية.

الفحــــــوصـــــــات…

هناك العديد من الفحوصات التي تساعد على تقوية القناعة التشخيصية عند الطبيب أو أنها تزيل الشك الموجود لديه إذا كانت الشكوى المرضية غامضة أو غير واضحة وكان الفحص السريري سلبياً وسوف نستعرض جميع الفحوصات المخبرية والشعاعية المختلفة ليقف القارئ العزيز على الموضوع من جميع جوانبه.

1- تخطيط القلب الكهربائي أثناء الراحة:

كلنا قد شاهد تخطيط جهاز القلب الكهربائي، بل أكثرنا قد عمل له هذا الفحص أكثر من مرة وفي حقيقة الأمر أن هذا الفحص حساس لكنه غير دقيق بالصورة التي نتمناها، لذلك فإن كثيراً من حالات الذبحة القلبية لا يمكن تسجيلها على صفحات تخطيط القلب أثناء الراحة. لذلك تم التفكير في زيادة دقة الفحص بالإضافة الى حساسيته وقد وصل العلماء لخطوة تخطيط القلب المجهود.

2- تخطيط القلب المجهود:

قد أصبح أكثر الفحوصات القلبية شيوعاً فعند القيام بالمجهود وشعور المريض بآلام الذبحة الصدرية يوضح التخطيط الكهربائي علامات معينة تدل على وجود نقص التروية القلبية أي أن كمية الدم المتدفقة الى عضلة القلب أقل من احتياج القلب، وتعتبر هذه الطريقة أقل تكلفة من فحوصات أخرى.

3- تخطيط القلب بالمجهود مع استخدام مواد مشعة:

وتعتبر هذه الطريقة في الفحص من الطرق التي تزيد من دقة تخطيط القلب بالمجهود لكنها مكلفة لأننا نستخدم مادة مشعة هي الثاليوم (201) بحيث يحقن المريض بعد القيام بالمجهود ثم يتم تصوير القلب بكاميرة جاما على خطوتين بعد الجهد وبعد انقضاء 4 ساعات لنكشف المنطقة من عضلة القلب التي بها نقص التروية.

وإذا كان المريض عاجزاً عن القيام بمجهود فيمكن حقن المريض بمادة معينة تزيد من سرعة ضربات القلب وبذلك تعطي نفس تأثير المجهود على القلب ثم بعد ذلك يحقن المريض مرة أخرى بالمادة المشعة كما ذكرنا في السابق ثم يتم تصوير القلب بكاميرة جاما.

4- فحص القلب بالموجات فوق الصوتية (الإيكو):

يمكن فحص القلب وقياسه وفحص الصمامات بهذه التقنية الدقيقة ويمكننا فحص عضلة القلب وترويتها بالقيام بنفس الفحص لكن على أثر الانتهاء من المجهود البدني ويعتبر هذا الفحص من الفحوصات الأساسية والدقيقة ويمكنها اعطاء معلومات مفيدة عن حالة القلب وقدرته على تأدية وظيفته ومقدار القصور الذي أصابه.

5- القسطرة القلبية:

وهي الوسيلة المثلى لمعرفة وضع الشرايين التاجية وتتم بإدخال أنبوبة بلاستيكية دقيقة وطويلة عن طريق أحد الشرايين الطرفية وغالباً الشريان الأيمن في أعلى الفخذ، وبدفع الأنبوبة يمكن الوصول الى القلب. وبعد حقن مادة ملونة داخل الشرايين التاجية وتصويرها بالأشعة السينية يمكن معرفة مدى ضيق أو اتساع الشرايين أو مدى إصابة الجدار إذا وجد الطبيب أن التضيق شديد ويمكنه توسيعه بالبالون ووضع دعامة معدنية لإبقائه مفتوحاً قام بذلك في نفس الوقت. هذا ويمكن توسيع أكثر من تضيق ووضع أكثر من دعامة معدنية إذا كان هناك حاجة لذلك.

العـــــــلاج…

1- الإجراءات الوقائية: يجب على المدخن الامتناع عن التدخين نهائياً وعلى من يعاني من السمنة أو زيادة في الوزن إنقاص وزنه بالطرق الصحيحة مثل تناول الغذاء الصحي المتوازن وبكميات معقولة مع ممارسة الرياضة بصفة مستمرة أما مرضى السكري ومرضى ضغط الدم المرتفع فإن التحكم في هذين المرضين من الأمور الواجبة لمنع أو تقليل خطورتها على الشرايين التاجية للقلب أما مرضى الكوليسترول المرتفع في الدم فيجب معالجتهم ووضعهم على نمط غذائي قليل الدهون كثير الخضروات والفواكه والألياف الغذائية مع الحرص على ممارسة الرياضة بانتظام.

2- العلاج الدوائي: هناك محاور كثيرة لعلاج الذبحة الصدرية عن طريق الدواء تتركز في إعطاء كل المرضى جرعة صغيرة من الأسبرين يومياً وإعطائهم أدوية تقوم بتوسيع الشرايين التاجية وأهمها مركبات النيتريت فبعضها يعطى تحت اللسان عند النوم وظهور الآلام الصدرية وأخرى تعطى ككبسولات أو حبوب للبلع وبعضها يوصف كلصقات تلصق على الجلد أو مراهم توضع على الجلد ليمتصها ببطء وتذهب الى الدورة الدموية. ومن الأدوية الضرورية أيضاً مثبطات خلايا بيتا التي لها دور حماية للقلب من الاضطرابات ونقص التروية ومضاعفاتها،كما أن أغلب مرضى الشرايين التاجية يحتاجون مركبات مثبطات أيس ومضادات الكالسيوم،من ناحية أخرى فإن خافضات الكوليسترول لها دور كبير في منع تطور المرض بل تساعد كثيراً في علاجه.

3- العلاج عن طريق القسطرة: لقد سبق وذكرنا أن الطبيب قد يرى أثناء قيامة بالقسطرة القلبية التشخيصية ان توسيع الشريان المتضرر بالبالون ممكن فيقوم بذلك مع وضع دعامة أو شبكة معدنية دقيقة مكان التوسيع للمحافظة على الشريان مفتوحاً.

4- عملية زراعة شرايين جراحياً: قد يرى الطبيب والجراح أن مشكلات الشرايين التاجية للمريض معقدة لا ينفع فيها العلاج الدوائي ولا العلاج بالتوسيع عن طريق البالون بل يستوجب الوضع عمل توصيلات جراحية تمد العضلة المتضررة بالدم اللازم وتقوم بعمل الشرايين المتصلة وبذلك تعود التروية الطبيعية.وتؤخذ الأوعية التي تستخدم في التوصيلات الجراحية من أوردة ساق المريض أو من شرايين اليد او المعدة أو الصدر.

بارك الله فيك اخ قاهر النساء جزاك الله خير

مشكور اخي قاهر النساء
بارك الله فيك
تقبل مروري
سمير
شكرا على مرورك الرائع

بارك الله فيك

تقبل شكري وتقديري

عاشقة شكرا على مرورك الرائع د

بارك الله فيك

تقبلي شكري وتقديري

جزاك الله كلّ خير اخي
بارك الله فيك أخي إسلام

جزاك الله خيرا

يعطيك العافية

وتقبلي شكري وتقديري

فـريق 4algeria

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.