وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين
اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم
اللهم علمنا ما ينفعنا
وانفعنا بما علمتنا
وزدنا علما
وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه
وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين
أن الإنسان إذا واجه مشكلة عويصة وظنها كبيرة قام الليل
وقال مؤلف الكتاب
ونُدِبَ إحياء العشر الأخير من رمضان لما روي عن عائشة رضي الله عنها أن
عَنْ عَائِشَةَ رَضِي اللَّهم عَنْهَا قَالَتْ
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا دَخَلَ الْعَشْرُ
أَحْيَا اللَّيْلَ
وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ وَجَدّ
وَشَدَّ الْمِئْزَرَ
(صحيح مسلم)
والقصد منه إحياء ليلة القدر ، فإن العمل فيها
خير من عمل في ألف شهر خالية منها !
وروى أحمد عن النبي الكريم أنه
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
مَنْ صَامَ رَمَضَانَ
وَقَامَهُ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا
غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ
وَمَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ
(مسند الإمام أحمد)
وقد بَسَطْتُ هذا في دروسٍ سابقة من أن ليلة القدر معناها
أن معرفة الإنسان بربه بلغت الحدَّ الذي يخشاه منه فأي إنسان يعصي الله سبحانه وتعالى لا يعرف ربه فإذا عرفه حق المعرفة فإنه يطيعه وإذا قدّر الله عز وجل تقديراً صحيحاً فإنه لا يعصيه
فلا عبادة كالتفكر التفكر يفضي إلى الطاعة !
ونُدِبَ إحياء ليلتي العيدين
الفطر والأضحى
لحديث النبي الكريم
عَنْ أَبِي أُمَامَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ
مَنْ قَامَ لَيْلَتَيِ الْعِيدَيْنِ مُحْتَسِبًا لِلَّهِ
لَمْ يَمُتْ قَلْبُهُ يَوْمَ تَمُوتُ الْقُلُوبُ
(سنن ابن ماجة)
ويستحب الإكثار من الاستغفار بالأسحار وسيد الاستغفار
أبوء لك بنعمتك عليّ وأبوء بذنبي أي أعـترف بنعمتك يا رب وأعترف بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت "
والدعاء في إحدى ليلتي العيدين مستجاب
ونُدِبَ إحياء ليلة النصف من شعبان لأنها تكفَّر ذنوب السنة
ونُدِبَ إحياء ليلة الجمعة
فمعنى الإحياء إذا أردنا أن نتوسع فيه
إذا جلس الإنسان بعد العشاء بعض الوقت وقرأ كتاب الله
وذكر الله عز وجل
ودعا إلى الله
وتذاكر مع إخوانه المؤمنين في بعض موضوعات الإيمان
وتفكَّر في بعض الآيات الكونية
وإذا زاد عن العشاء
أو قام قبل الفجر فهذا عند الله إحياء
لا أن تفهموا مني أن الإحياء أن لا ينام الإنسان أبداً هذا جسد وله حاجات
حَدَّثَنِي عبد الله بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
يَا عبد الله أَلَمْ أُخْبَرْ أَنَّكَ تَصُومُ النَّهَارَ وَتَقُومُ اللَّيْلَ ؟
قُلْتُ : بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ
قَالَ : فَلا تَفْعَلْ
صُمْ وَأَفْطِرْ
وَقُمْ وَنَمْ
فَإِنَّ لِجَسَدِكَ عَلَيْكَ حَقًّا
وَإِنَّ لِعَيْنِكَ عَلَيْكَ حَقًّا
وَإِنَّ لِزَوْجِكَ عَلَيْكَ حَقًّا
(صحيح البخاري)
فهذه المرأة التي جاءت سيدنا عمر رضي الله عنه قائلة له
يا أمير المؤمنين إن زوجي
قوّامٌ قوّامٌ
سيدنا عمر يبدو أنه مشغول فظن أنها تمدحه
فقال : بارك الله لك فيه !
قوّام في النهار
قوّام في الليل
سيدنا علي رضي الله عنه قال :
يا أمير المؤمنين إنها تشكو زوجها !
فانتبه سيدنا عمر
و قال : يا أبا الحسن إن كنت فهمت هذا فاحكم بينهما
فأخذ الإمام علي كرم الله وجهه
أن الإنسان المؤمن يحق له أن يتزوج أربع نساء
فإذا تزوج أربع نساء نصيب الواحدة منهن ليلة في الأربع ليالٍ !
فحكم سيدنا علي لهذه المرأة أن يتفرغ لها ليلة في كل أربع ليالي
فلما بلغ عمر بن الخطاب هذا الحكم أُعجِب به
حكم صحيح
فإذا قلنا
إحياء الليالي يعني إحياء تام من دون نوم إطلاقاً هذا لا يتحمله الإنسان
ولكن يتحمله في العام مرات عديدات أما هنا نُدِبَ إحياء ليلة الجمعة أي طوال ليلة الجمعة لم ينم
وإذا جاء إلى الخطبة ينام في المسجد فمعنى الإحياء زاد عن الحد المعقول وزاد عن العشاء جلسة
وإذا الإنسان سَهِرَ مع إخوانه المؤمنين في موضوع ديني فهذا إحياء !
قام قبل الفجر
وصلى ركعات فهذا إحياء !
ونُدِبَ إحياء ليلة النصف من شعبان ؟ لأنها تكفّر ذنوب السنة
وليلة الجمعة لأنها تكفر ذنوب الأسبوع ولكن يوجد هنا نقطة دقيقة
إذا ظن أحدكم أن عنده رصيداً ناجحاً يقوم بفعل الذنوب طوال الجمعة ويكفرها الخميس
يقوم بفعل الذنوب أثناء العام وفي شهر شعبان القادم على الطريق نكفر به عن ذنوبنا
هذا فهم ثقيل
ومغلوط
فيما لو صدر من إنسان ذنب من دون قصد أو تصميم أو من دون إرادة أو من دون رغبة ، فإن جلسة إحياء هذه الليالي يشفيه من هذا المرض الذي سبب له الوقوع في الذنب
وقد قال عليه الصلاة والسلام
من أحيا الليالي الخمس وجبت له الجنة
ليلة التروية
وليلة عرفة
وليلة النحر
وليلة الفطر
وليلة النصف من شعبان
وقد قال عليه الصلاة والسلام
عَنْ أَبِي أُمَامَةَ
عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَـالَ
مَنْ قَامَ لَيلَةَ النِصْفِ مِنْ شَعْبَانْ
ولَيْلَتَيِ الْعِيدَيْنِ مُحْتَسِبًا لِلَّهِ
لَمْ يَمُتْ قَلْبُهُ يَوْمَ تَمُوتُ الْقُلُوبُ
(سنن ابن ماجة)
وعن ابن عباس رضي الله عنه قال
عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِي اللَّهم عَنْهم
أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ
مَنْ صَلَّى الْعِشَاءَ فِي جَمَاعَةٍ
فَهُوَ كَمَنْ قَامَ نِصْفَ اللَّيْلِ
وَمَنْ صَلَّى الصُّبْحَ فِي جَمَاعَةٍ
فَهُوَ كَمَنْ قَامَ اللَّيْلَ كُلَّهُ
(مسند الإمام أحمد)