تخطى إلى المحتوى

التقرب إلى الله عز وجل 2024.

  • بواسطة
التقرب إلى الله عز وجل

عندما يتعلق العبد بربه سبحانه وتعالى ويرى مكانته في قلبه , عليه أن يلزم الطاعة في كل أمور حياته , أو بمعنى آخر : أن يجعل كل حياته ملكاُ لله , ولا يقتصر هذا على العبد نفسه , بل عليه أن يبدأ أيضاً بمن يعول , بدءا من الزوجة ثم الأولاد , ثم كل من يحب من إخوانه وأصدقائه . وكما نعلم أن الله تعالى هو أقرب إلينا منا , وهو أوضح من كل موجود نلمسه , ونشمه ونسمعه ونراه .

فما بال العبد يعيش بعيداً عن هذه الحقيقة تائهاً ضالاً , إذاً فالتيه الذي نعيش في غياهبه وظلماته , يعتبر تيها صناعيا موهوما , إذ ليس هناك أي وجود حقيقي لأي شيء مهما عظُم حتى يشغلنا عن الله عز وجل , وهناك بعض العباد يغترون بأعمالهم مع قلتها , ومع هذا ينسون أنفسهم,ولهذا الغرور وجهان , الأول : رضاك عن نفسك والافتتان بما تأتيه من عبادة ونسك , والوجه الثاني : الاستعلاء على الآخرين بفضله , بل وتعييرهم بما معهم من قصور ومساوئ , وهذا نوع من الغرور يُضيًعُ صاحبه . وعندما تسلم النفس من ذاتيتها وأنانيتها فلن تُذل بطاعة أبداً بل ستظل راكعة لله تعالى , الذي وفقها وهداها وزكاها ,
والنفس المؤمنة تفرح بتوفيق الله تعالى لها , بأن يسر لها أمر عمل الصالحات . واعلم يا صاحب النفس التقية , أنك إن عيًرت الآخرين بضعفهم , فهذا يكشف عن أن النفس قد ضلت طريقها إلى الله تعالى , بل وقبل ذلك يتبين لنا عن أنها لا تستحق شرف السير على طريق الحق المستقيم , ويقول ابن القيم رحمه الله تعالى كلاماً طيباً في هذا المقام , ما أجمله يقول ( تعييرك أخاك بذنبه , أكبر إثماً من ذنبه , ففي تعييرك هذا , تبدو صولة الطاعة وتزكية النفس والمناداة عليها بالبراءة من الذنب , ولعل انكسار الذي عيرته بذنبه , ووقوفه بين يدي ربه ناكس الرأس خاشع الطرف , منكسر القلب أنفع له من صولة طاعتك ومنًك بها علي الله .
ألا ما أقرب هذا العاصي من رحمة الله تعالى , وما أقرب ذلك المُدل من مقت الله فذنبُ تُذَلُ به لديه .. أحب من طاعة تُدِلُ بها عليه . ولأن تبيت نائماً وتصبح نادماً خيرُ من أن تبيت قائماً وتصبح معجباً فإن المعجب لا يصعد له عمل . انتهى كلام ابن القيم رحمه الله تعالى .أخي الكريم : إن من أفضل ما يتقرب به العبد لربه عز وجل أن يعمل العمل الصالح ويجعله ابتغاء وجه الله تعالى , ولا يتعاظم على أحد من المسلمين مقتديا في ذلك بخير خلق الله أجمعين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم . ومع العمل الصالح , لابد من البعد عن المعصية لأن المعصية تورث الذل والانكسار . فغرور العبادة آفة يتوقاها أهل الله , ويحذرون منها .
ثم إن الحسنة من آثارها العظيم أنها تشجع على عمل الحسنة الأخرى , قال عروة بن الزبير رضي الله عنهما : إذا رأيت الرجل يعمل الحسنة فاعلم أن لها عنده أخوات , وإذا رأيت الرجل يعمل السيئة فاعلم أن لها عنده أخوات . وما أجمل أن يتقرب العبد من ربه وهو في عافيته , لأن العافية من أعظم النعم التي يعطيها الله لعبده , فمن وفقه الله لكي يعمل العمل الصالح وهو في العافية فليحمد الله تعالى على توفيقه له في هذا الوقت . وكان من دعاء الصالحين ( اللهم استرنا بالعافية ) فعافية الله تعالى هي التي تصنع الفارق الشاهق بين الطائع والعاصي .. بين المعافى بالهدى , المستور بالعافية , وبين المبتلي بالذنب المحروم من العافية ورحم الله سلفنا الصالح , كانوا لا يأمنون مكر النفس واغترارها بالطاعة , ومن هؤلاء الربيع بن خيثم وهو من التابعين رحمهم الله تعالى جميعاً ورضي عنهم وكان الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه إذا رآه قال له ( بشر المخبتين ) ثم يقول له ( لو رآك رسول الله لأحبك ) ومع هذه المنزلة الكبيرة في الورع والتقوى , كان إذا طلب منه أحد أصحابه أن يعظهم كان جوابه لهم ( ما أنا عن نفسي براضٍ حتى أتحول عن ذمها إلى ذم الناس , وما أريد أن أكون من قوم خافوا الله في ذنوب الناس وأمنوا عذابه في ذنوبهم ) ألا ما أعمقه من تفكير ويا ليتنا نقف مع هذه الكلمات وقفة تأمل واعتبار . فهذا التابعي يرى من نفسه أنه مقصر ويجب عليه قبل أن ينصح الناس ويخوفهم من ذنوبهم , عليه أن يخاف الله أولاً ثم ينصح الناس بعد ذلك ,أخي الكريم : ما أحوجنا جميعاً إلى التقرب إلى الله تعالى ونصيحتنا للجميع أن : نتقي الله في السر والعلن , وأن لا نغتر بأعمالنا الصالحة , بل علينا أن نشكر الله تعالى على توفيقه لنا لهذا العمل , وبدل أن نُعاير الآخرين ونتطاول عليهم , بدل ذلك ليتنا ننشغل بعيوبنا عن عيوب الناس , فطوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الآخرين , قول إبراهيم النخعي ( ما أحسب أحداً تفرغ لعيوب الناس إلا من غفلة غفلها عن نفسه ) فهذا الغرور الذي يخدع أصحابه عن أنفسهم ويقنعهم بأنهم انتهوا إلى خير ما يرجون , ولم يعد في الإمكان أبدع مما كان , يعود فيلوي أبصارهم شطر الآخرين حتى يسول لهم غرورهم أنهم فريق الإنقاذ لأولئك الغرقى . فندعوا الله العلي القدير أن يوفقنا لطاعته والقرب منه وهو على كل شيء قدير , اللهم وفقنا لما تحبه وترضاه يا رب العالمين , اللهم آمين , والحمد لله رب العالمين …

بارك الله فيك جزاك الله خير
شكرااااااااااااااااااااااااااا ا

فندعوا الله العلي القدير أن يوفقنا لطاعته والقرب منه وهو على كل شيء قدير , اللهم وفقنا لما تحبه وترضاه يا رب العالمين , اللهم آمين , والحمد لله رب العالمين … آمين يارب آمين

شكرا لك وبارك الله فيك وجزاك كل خير

مشكور على مرورك الكريم اخي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.