الانسان واللذة
أي شيء تطلب ؟ وعن أي شيء تبحث ؟
والأمر قد يسره الله سبحانه وتعالى وبسطه بين يديك وجعله طريق واحدة
تبدأ من أول لحظة تعي فيها وتدرك التكليف .. ثم يمتد الطريق من هذه
الأرض الصغيرة إلى السماوات العلى إلى رضوان الله سبحانه وتعالى ..
إن اللذة والسعادة في الإيمان .. في السعي لنيل رضى الرحمن .. ما أعظم أن يكون الضعيف مرتبطاً بالله القوي !
ما أعظم أن يكون العبد العاجز مرتبطاً بالله سبحانه وتعالى الذي لا منتهى لكماله ..
ما أعظم أن يخضع الفقير المعدم .. للغني القاهر سبحانه وتعالى !
الإيمان الذي أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن فيه اللذة والحلاوة والمتعة والسعادة ..
فها هو عليه الصلاة والسلام يعبر تعبيراً صريحاً واضحا قوي المعنى :
" ذاق طعم الإيمان .. من رضي بالله ربا ، وبالإسلام دينا ، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولاً "
ما أعظم هذا الاستقرار والسكينة والطمأنينة عندما ترتبط بالله عز وجل خضوعاً لإله واحد وغيرك من الناس يخضع لقوى الأرض يبتغي لديها خيراً وآخرون يخضعون لقوى البشر يخشون منها ضراً !!
وأنت حر طليق لا عبودية لك إلا لله سبحانه وتعالى ..
فلننظر إلى هذه اللذات التي ذاقها المؤمنون .. والتي عرّفها وعلّمها للناس المرسلون .. والتي اقتطف ثمارها وتمتع بأذواقها عباد الله الصالحون ..
والتي حرمها كثيراً من المسلمين في هذه الأوقات لأنهم لم يأخذوا سبيلها ولم ينهجوا طريقها ولم يؤدوا واجباتها…
لذة التوحيد
قال صلى الله عليه وسلم :
[[ ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان : أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواه ، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله ، وأن يكره أن يعود للكفر كما يكره أن يقذف في النار ]]
رواه الشيخان ..
قال ابن القيم رحمه الله :
" فإن للإيمان فرحة ولذة في القلب فمن لم يجدها فهو فاقد الإيمان أو ناقصه ..
وهو من القسم الذين قال الله عز وجل فيهم : " قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم "
ولذا قال سلف الأمة عندما تذوقوا هذه الحلاوة :
" والله إنا لفي لذة لو علمها الملوك وأبناء الملوك لجالدونا عليها بالسيوف "