الامازيغ هم السكان الأصليين لشمال أفريقيا أو ما يصطلح عليه ب"تامازغا"أي بلاد الامازيغ و هو جمع مفرده أمازيغ و يعني الحر النبيل . و بسبب استقلال لغتهم أو اختلافها عن لغة الرومان فقد سموهم ب"البربر" التي تعني العجمة .
عاش الأمازيغ في شمال أفريقيا ….. موطنهم الام …في المنطقة الجغرافية الممتدة من غرب مصر القديمة إلى جزر الكناري، ومن حدود جنوب البحر الأبيض المتوسط إلى أعماق الصحراء الكبرى في النيجر ومالي. ولم يعرف أي شعب سكن شمال أفريقيا قبل الأمازيغ. مع حلول الإسلام في أفريقيا ودخول العرب استعربت اقلية نخبوية من الأمازيغ بتبنيها اللغة العربية أو بالأحرى اللهجة العربية المغاربية . أما أمازيغ جزر الخالدات المقابالة لساحل الاطلسي فقد تبنوا اللغة الأسبانية غير أن الكثير منهم يعتبرون أنفسهم أمازيغا.
ينتشر الأمازيغ في تامزغا على شكل تكتلات لغوية / قبلية / أو عائلية بالبوادي وأيضا بجميع الحواضر الكبرى (الدار البيضاء، الجزائر، طنجة، باتنة، تيزي وزو، بجاية، غرداية، البويرة، الناظور، الحسيمة، الرباط …) ولا تعترف الدول المحتضنة لهم بحقوفهم الثقافية فلا يسمح لهم باستعمال أسمائهم ولا يعترف بلغتهم إلا في الجزائر فالأمازيغية هي لغة وطنية بموجب الدستور، غير أن الأمازيغ أصبحوا أكثر نشاطا من أجل حقوقهم السياسة والثقافية والاقتصادية خاصة أمازيغ القبائل والريف وسوس. أمازيغ الجزائر تتقسم إلى عدة قبائل: (القبائل الكبرى -الشاوية- بن مزاب -الطوارق – والتبو المعروفون بـ تداد او ابناء الصحراء الكبرى .)
لغة الأمازيغ
بالعودة إلى تاريخ ابن خلدون، البرابر ينقسمون إلى برانس وبتر. وإبان الفتح الإسلامي كانت أوربة من البرانس أقوى قبائل المغرب، فهي التي حاربت مع زعيمها كسيلة المسلمين، وهي التي استقبلت إدريس الأول وبايعته وكان ملكها من ملك الأدارسة. هذه القبيلة متواجدة في نواحي مدينة تازة. اللغة التي يتكلمها أبناؤها هي العربية ولا تعرف لهم لغة أخرى. كما أنها تنتمي إلى القبيلة التي تحتفظ بالإسم البرانس، والبرانس جميعا يتكلمون العربية، وقبائل أخرى كغياتة وهوارة وكتامة وصنهاجة جميعهم يتكلمون العربية. وهذا لا يخفى على مغربي. لذلك، عندما يتكلم أحد على الأمازيغ عليه أن لا ينسى أن يذكر هذه القبائل التي يظن البعض من أنها قبائل عربية والتاريخ ينفي ذلك، ويؤكد أنها قبائل بربرية. يتحدث البتر اللغة الأمازيغية، وهي تتفرع إلى تنوعات تختلف قليلا من منطقة إلى أخرى. وهو ما قد يشكل عائقا لتطوير الأمازيغية، الشيء الذي يستدعي معيرتها وهو ما شرع المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية في تحقيقه. ولكن مما يجدر ذكره هو ان التنوعات (اللهجات) الامازيغية متحدة فيما بينها بشكل كامل في مايخص قواعد اللغة والصرف والنحو والاشتقاق. وتنحصر الاختلافات في المعجم (حيث تستعمل مترادفات لها نفس المعنى) وبعض الاختلافات الطفيفة في التنغيم والنطق. ومن المعروف ان عدم تعليم اللغة الامازيغية في المدرسة والجامعة هو الذي يعقد المسالة. ويمكن لاي امازيغي من الجزائر مثلا ان يتقن التحدث بأمازيغية شمال المغرب في بضعة اسابيع بسهولة لانه ليس بصدد تعلم لغة جديدة بل بصدد اغناء لغته الامازيغية بمفردات مترادفة جديدة! ولهذا تطالب الحركات الثقافية الامازيغية بتدريس اللغة الامازيغية على جميع المستويات وإدماجها في الادارة والاعلام والقضاء.
تنتشر اللغة الامازيغية (بتنوعاتها المختلفة : ثاريفيت، تاشلحيت، تاقبايليت…) في 10 من البلدان الإفريقية أهمها:
– المغرب : حيث يشكل الناطقون باللغة الأمازيغية كلغة أم 39.9% من السكان البالغ مجموعهم 33.3 مليون نسمة.
– الجزائر: حيث يشكل الناطقون باللغة الأمازيغية كلغة أم 45.35% من السكان البالغ 32.9 مليون نسمة.
– ليبيا: حيث يشكل الناطقون باللغة الأمازيغية كلغة أم 0,5% من السكان البالغ مجموعهم 5.9 مليون نسمة.
وفي ليبيا يشكلون اقلية بالغة الصغر أما في البلدان التالية فتقل نسبة الناطقين بالأمازيغية كلغة أم عن 5% :
تونس، موريتانيا، مالي، النيجر و بوركينافاسو ومصر.
في أوروبا الغربية توجد جالية أمازيغية مغاربية كبيرة لا يقل تعدادها عن المليونين نسمة. وتتميز هذه الجالية بارتباطها القوي بوطنها ثامازغا (شمال أفريقيا) وبتمسكها بهويتها الأمازيغية.
كتابة الأمازيغ
للمقال الكامل اقرأ تيفيناغ
ابتكر الأمازيغ خط التيفيناغ وهو من أقدم الأبجديات التي عرفتها الإنسانية وقد نجح المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية في معيرته. وهو الخط الذي تبناه النظام التعليمي في المغرب لتلقين الأمازيغية. تجدر الأشارة ألى أن كتابة التيفيناغ بقيت مستعملة بدون انقطاع من طرف الطوارق في حين كتب الأمازيغ بكتابات أجنبية غير أمازيغية بعد خضوعهم للأجانب وتأثرهم بهم.
تاريخ الامازيغ:
التقويم الأمازيغي
يحتفل العديد من الأمازيغ وبعض القبائل ا لمعربة برأس السنة الأمازيغية التي توافق اليوم الثاني عشر من السنة الميلادية، ويستعمل الأمازيغ الأسماء الغريغورية مع بعض التحريف، غير أن الأمازيغ نسجوا حول تلك الأسماء قصصا ميثولوجية وجعلوا منها جزءا من ثقافتهم.
يعتقد بعض العامة من الأمازيغ أن السنة الأمازيغية تبتدئ بعد تمكن زعيمهم شيشنق من هزم جيوش الفرعون الذي أراد أن يحتل بلدهم، وحسب الأسطورة فأن المعركة قد تمت بالجزائر بمدينة تلمسان. أما من الناحية التاريخية فأن المؤرخين يعتقدون بأن شيشنق الذي أسس الأسرة المصرية الثانية والعشرين لم يصل إلى الحكم عن طريق الحرب، بل من خلال ترقيته في مناصب الدولة المصرية الفرعونية، ذلك لأن المصريين القدماء قد إعتمدوا على الأمازيغ بشكل كبير في جيش دولتهم خاصة منذ عهد الأسرة العشرين.
يعود أصل شيشنق إلى قبيلة المشوش, وهذه القبيلة هي على الأرجح من تونس الحالية ويمكن ملاحظة بعض التشابه الثقافي بين أمازيغ الجزائر والمشوش.
يعتقد المؤرخون أن التفسير الأمازيغي العامي ليس تاريخيا علميا، فبعض الباحثين يعتقدون أن التقويم الأمازيغي قد يعود ألى آلاف السنين حتى أنه قد يكون أقدم من التقويم الفرعوني.
أديان الأمازيغ
تختلف العادات الأمازيغية من منطقة وحقبة زمنية ألى أخرى. عبد الأمازيغ القدماء كغيرهم من الشعوب الأرباب المختلفة، فبرز من معبوداتهم تانيث وآمون وأطلس وعنتي وبوصيدون. ومن خلال دراسة هذه المعبودات وتتبع أنتشارها في الحضارات البحر الأبيض المتوسطية يمكن تلمس مدى التأثير الثقافي الذي مارسته الثقافة الأمازيغية في الحضارات المتوسطية. ويمكن أعتبار آمون وتانيت نموذجين لهذا التأثير الحضاري.
آمون
عبد الأغريق آمون الأمازيغي، وفي ما بعد شخصوه بكبير آلهتهم زيوس كما شخصه الرومان في كبير ألههم جوبيتر وفي ما بعد أحدثوا بينهم وبين آمون تمازجا، كما مزجه البونيقيون بكبير آلهتهم بعل. بالأضافة ألى هذا فقد كان آمون أعظم آلهة مصر وإلى وقت كان يعتقد أن آمون مصري الأصل على الأرجح غير أنه في ما بعد أصبح يرجح الأصل الأمازيغي له حسب الأستاذ غابرييل كامبس.
تانيث
تانيث هي ربة الخصوبة وحامية مدينة قرطاج، وهي ربة أمازيغية الأصل عبدها البونيقيون كأعظم ربات قرطاج وجعلوها رفيقة لكبير ألههم بعل، كما عبدها المصريون القدماء كأحد أعظم رباتهم وقد عرفت عندهم باسم نيث، ويؤكد أصلها الأمازيغي (الليبي) ما أشار أليه الأستاذ مصطفى بازمة من أن معظم مؤرخي مصر الفرعونية أشاروا إلى أنها معبودة أمازيغية استقرت في غرب الدلتا. ثم عبدت من طرف الإغريق حيث عرفت بإسم آثينا بحيث أشار كل من هيرودوت وأفلاطون أنها نفسها نيث الليبية، وقد سميت أعظم مدينة إغريقية إلى هذه الربة الأمازيغية أثينا. أما تأثير هذه الربة في بلاد الأمازيغ يتجلى في ما يعتقده البعض من أن تونس قد سميت نسبة إلى هذه الربة تانيث، بحيث أن الأسم القديم لتونس كان هو تانيس مما جعلهم يعتقدون أن الإسم مجرد تحريف للثاء إلى السين. ويرجح المؤرخون أن هذه الربة قد عبدت في تونس الحالية حول بحيرة تريتونيس حيث ولدت وحيث مارس الأمازيغ طقوسا عسكرية أنثوية تمجيدا لهذه الربة.
إلى جانب هذه الآلهة عبد الأمازيغ أيضا الشمس وهو ما ذكره هيرودوت وابن خلدون كما مارسوا العبادة الروحية التي تقوم على تمجيد الأجداد كنا أشار إلى ذلك هيرودوت.
من خلال نقوشات موجودة في شمال أفريقيا يتبين أن اليهود قد عاشوا في تسامح مع القبائل الأمازيغية. يرجح أن اليهود نزحوا أول الأمر مع الفينيقيين إلى شمال إفريقيا ويذكر ابن خلدون أن قبائل عديدة من الأمازيغ كانت تدين باليهودية قبل الفتح الإسلامي وبعضها بقي على هذا الدين بعد الفتح.
آمن الأمازيغ أيضا بالديانة المسيحية ودافعوا عنها في محنتها من أمثال توتيلينونس وأرنوبيوس، كما برز أوغسطين كأحد أعظم آباء الكنيسة. وآمن الأمازيغ أيضا بالديانة الاسلامية وجاهدوا في نشرها حتى أن أول المسلمين الذين فتحوا الأندلس كانوا في معظمهم أمازيغ بقيادة الشاب الأمازيغي طارق ابن زياد.
بارك الله فيك
هدا اصلنا و مفتاخرين بيه
و سكارة في الي مابغيناش
بارك الله فيك
و هوّارة هيَ من القبائل التي أطلق عليها العرب اسم الشاوية، شأنهم شأن زَناتَة ولواتة، لاتخاذهم الشاة وتعاهدهم لها، مثل هوّارة الشاوية الأمازيغ بجبل أوراس في الجزائر، وهوّارة الشاوية المستعربين بسهول الأطلسي في المغرب الأقصى. وقد ذكرَ الحميري في: الروض المعطار في خبر الأقطار أنّ هوّارةَ هُم من أطلقَ على جبل أوراس هذا الاسم. وذكرَ اليعقوبي مدينة تيهرت في (القرن 9م)، فقال: وشرب أهل مدينة تاهرت من أنهار وعيون، يأتي بعضها من صحراء، وبعضها من جبل قبلي. يقال له گزول. لم يجذب زرع ذلك البلد قط، إلا أن يصيبه ريح أو برد. وهو جبل متصل بالسوس، يسميه أهل السوس: درن، ويسمى بتاهرت: گزول، ويسمى بالزاب: أوراس. وذكرَ هوّارة أوراس، فقال: والزاب بلد واسع، فمنه مدينة قديمة يقال لها باغاية… حولها قوم من البربر من هوارة، بجبل جليل يقال له أوراس، يقع عليه الثلج. وذكر بن حوقل مدينة باغاي في (القرن 10م) فقال: وجبل أوراس منها على أميال وفيه الميّاه الكثيرة والعمارة الدّائمة وأهله قومُ سوءٍ وطوله نحو اثني عشر يوماً، وهم مستطيلون على من جاورهم من البربر. وقال أيضا: ومنها (أي: مدينة باغاي) إلى دوفانة إلى قرية بجبل أوراس لها سكّان من اللّهّان والبلد لهم ولبني عمّهم من اللّهّانيّين مرحلة، ومنها إلى دار ملّول. وقد عدّ بنُ حزم وبنُ خلدون وسائرُ نسّابة البربرَ، لهّانَة هؤلاءِ في بطون هوّارة. وذكر البكري في (القرن 11م)، منطَقة تهودة، التي تقوم فيها اليوم مدينة سيدي عقبة، فذكرَ أنّ سُكّانَها كانوا في حرب ضروسٍ مع قبيلَتَي هوّارة ومكناسة، جيرانهم في الشَّمال، أي في السفوح الجنوبية للأوراس، وذكر أن جبل أوراس فيه قصور كثيرة تعود كلها لقبيلتَي هوّارة ومكناسة، وأنهم على مذهب الخوارج الإباضية. وهذا مُلَخَّصُ كلامه: ومن أدنة إلى مدينة طبنة مرحلتان… ثم تمشي ثلاث مراحل في مساكن العرب وهوّارة ومكناسة وكَبّينة ووارَگلة، يطل عليها وعلى ما والاها جبل أوراس، وهو مسيرة سبعة أيام، وفيه قلاع كثيرة يسكنها قبائل هوّارة ومكناسة وهُم على رأي الخوارجِ الإباضيّة… وفي هذا الجبل كان مستقر الكاهنة، إلى مدينة باغاية، وهي حصن صخر قديم حوله ربض كبير من ثلاث نواح، وليس فيما يلي الناحية الغربية ربض، إنما يتصل بها بساتين ونهر، وفي أرباضها فنادقها وحماماتها وأسواقها، وجامعها داخل الحصن، وهي في بساط من الأرض عريض كثير المياه، وجبل أوراس مطل عليه… وأهلهُ كلهم اليوم على رأي الإباضية. وتقع أطلالُ طبنة اليوم غربي جبل أوراس، جنوبي بريكة، وكان تترحّلُ في نواحيها وما يليها من بلادِ الزّابِ، قبائل كثيرة من هوّارة، فقد ذكر اليعقوبي في (القرن 9م) قبائلَ من هوّارة نواحي مدينة أربة، آخر مُدن الزّاب، فقال: ومدينة أَحة، وهي على الجبل، وخالف أهلها على بن الأغلب، وكان من خلفه قوم من هوارة، يقال لهم بنو سمعان، وبنو ورجيل (بنو ورجين، عند ابنِ خلدون) وغيرهم. ومدينة أربة وهي آخر مدن الزاب مما يلي المغرب في آخر عمل بني الأغلب، ولم يتجاوزها المسودة(العبّاسيّون). وقد أشارَ البكري إلى قبائل هوّارة هاته في (القرن 11م)، في قوله: ومن أدنة إلى مدينة طبنة مرحلتان… ثم تمشي ثلاث مراحل في مساكن العرب وهوارة ومكناسة وكَبّينة ووارگلة. يُطِلُّ عليها وعلى ما والاها جبل أوراس. وكانت مدينة طُبنة المذكورَة، في مجالات بني گَهلان من هوّارة، وكانَ لهُم مع أبي يزيد النّكاري الخارجي دور كبير، في حروبه ضد ولاة العباسيين ببلاد المغرب، حيث اجتمعوا إليه مع سائر بطون هوّارة، من مواطنهم بجبل أوراس ومرماجنة بتونس، وفعلوا الأفاعيل. قال ابن خلدون: وكان من أظهرهم في تلك الفتنة بنوگهلان، ولما هلك أبو يزيد كما نذكره سطا إسمعيل المنصور (الحاكم الفاطمي) بهم وأثخن فيهم، وانقطع ذكر بني گهلان. وذكر بن الصغير في: أخبار الأئمة الرستميين إماما من أئمة الإباضية، أصله من هوّارة أوراس، وهو: هود بن محكم بن هود الهوّاري، صاحب كتاب: تفسير كتاب الله العزيز، وذكر أن أباه الشيخ مُحَكَّم بن هود كان عالما جليلا وقاضيا فحلا، عينه الإمام أفلح، حاكم الدولة الرستمية قاضياً بمدينة تاهرت، عاصمة الدولة الرستمية. وذكر الإدريسي مدينة باغاي في (القرن 12م)، فقال: ويتصل بها وعلى أميال منها جبل أوراس، وطوله نحو من اثني عشر يوماً، وأهله مسلطون على من جاورهم. وقال أيضا: وبين دار ملول ونقاوس ثلاث مراحل، وجبل أوراس منها على مرحلة وزائد، وكذلك من دار ملول إلى الضلعة ثلاث مراحل. و جبل أوراس قطعة يقال إنها متصلة من جبل درن المغرب وهو كَاللاَّمِ مَحنِيُّ الأطرافِ، وطوله نَحوٌ من اثني عشر يوماً، ومياهه كثيرة وعماراته متصلة، وفي أهله نخوة وتسلط على من جاورهم من الناس. أمّا بن خلدون فقد قال عن هوّارة أوراس: كان لهوّارة هؤلاء بأفريقيا ظهور وعدد منذ عهد الفتح… وبقي منهم فُلٌّ بجبل أوراس وما بعده من بلاد أفريقيا وبسائطها إلى أُبَّة ومرماجنة وسبيبة وتبرسق، ولَمَّا انقرض ملك صنهاجة بني زيري… وتغلب الأعراب من هلال وسُلَيم على سائر النواحي بأفريقيا، وكثّروا ساكنها وتغلبوا عليهم، أخذ هذا الفُلّ بمذهب العرب وشعارهم وشارتهم في اللبوس والزي والظعون وسائر العوائد، وهجروا لُغتهم العجمية إلى لغتهم ثم نسوها كأن لم تكن لهم شأن المغلوب في الاقتداء بغالبه. وهوّارة المستعربون المقصودون في كلام بن خلدون، هم هوّارة سهول تونس، والسهول الواقِعَةِ شمالي وشرقي أوراس، أي شرق وجنوب شرق عمالة قسنطينة، في حين أن من بقوا في الجبال حافظوا على ما بقي من لغتهم. ويعتقد أن بن خلدون، الذي لم يتوغل في جبل أوراس، لما رأى هوّارة هؤلاء في زي العرب ولغتهم، ظن أن جميعهم استعربوا، في حين أن من بقي منهم منعزلا في الصحراء وجبل أوراس حافظ على لغته، ويؤيد ذلك ما قاله الكاتب الفرنسي Charles Feraud، أنه لما تغلب الأعراب من هلال وسُلَيم على نواحي أفريقيا، وكثروا ساكنيها وتغلبوا عليهم، وأخذوا بمذهب العرب وشعارهم، كما ذكر بن خلدون، كانت هناك بعض العائلات المنتمية لقبيلة هوّارة قد اعتصمت بجبل أوراس، وحافظت على لغتها وعاداتها وتقاليدها، وكانت تشاهد عن كثب الصّراع الذي حدث بين المغلوبين من إخوانِهم، والغالبين من عرب هلال وسُلَيم، ثم نزلوا إلى السهول ثانية وعمروها، وهذا مما يفسرتشابه أسماء المناطق والقبائل والعلاقة الوطيدة بين البعض من قبائل السهول وقبائل الجبال. وذكر الحسن الوزّان (ليون الأفريقي) جبل أوراس في (القرن 16م)، فقال: هوكتلة جبليّة شاهقة، أهلها مغفلون، ولصوص فتّاكون.. لا يستطيع أحدٌ أن يتّصل بسكان جبال الأوراس، لأنّهم لا يريدون أن تُعرف مسالك جبالهم، اتقاء من أعدائهم الأعراب ومن الأُمراء المُجاورين لهُم. قال المؤرخ الفرنسي Ernest Mercier: هوّارة الذين يتوزّعون ما بين الهضاب الواقعة شمال شرقي أوراس إلى جنوب عنّابة، بدؤوا يستعربون باحتكاكهم مع العرب ليأخذوا أسماء جديدة (الحنانشة، النمامشة، الحراكتة) إهـ، وقال في موضعٍ آخَرَ: نذكر خصوصا في عمالة قسنطينة: النمامشة، الحنانشة، الحراكتة، ثلاث قبائل تكوّنت من هوّارة وتسيطر على الهضاب الواقعة بين تبسّة، قسنطينة وباجة إهـ، وزاد في موضعٍ آخَرَ: على الهضاب الشّرقيّة، تنتشر قبائل بربريّة مستعربة جديدة، وهي التي تكلّمنا عنها: الحنانشة، النمامشة (اللمامشة)، الحراكتة، تكونت من نفزاوة وهوّارة. فأمّا الحنانشة، فقد ذكرناهُم آنفاً في هوّارة التّلول، وهُم قبيلة شاويّة كبيرة، كانت زعامتها في نهاية العهد العثمانيين وبداية الاحتلال الفرنسي لعائلة الحرار، وهم بلا شكّ، بنو بعرة بن حنّاش بن ونّيفن الهوارة، الذين ذكرهم ابن خلدون، وهُو القَولُ الذي أخذَ بهِ الكاتب العسكري الفرنسي Feraud، والذي ذهب إليه De Slane أيضاً، في ترجمته لجزء تاريخ البربر، من تاريخ ابن خلدون. وقد أخطأ الرّحالةُ الإسپاني Marmol فعدّهُم في بُطونِ العربِ الدّاخلين أفريقيَة في (القرن 11م)، والتَبَسَ عليهِ الأمرُ، فظنّهُم أولاد حنّاش، من بُطونُ عَيّاض، من قبائلِ الأثبِجِ الهلاليّة، الموطّنة بجبل القلعة. وأخذَ Carette برِوايَة Marmol، هُو الآخرُ، وتبعهُ في ذلك كثيرٍ مِمَّن كتب عن الحنانشة. وكانَ جدّهُم أبو الطّيّب بعرة بن حنّاش بن ونّيفَن، شَيخَ قبائلِ هَوّارة، قد أبلى بلاءً حسناً في معركَة وادي شبرو العنيفة، التي وَقَعَت في نواحي تبسة، بين جيوش الموحّدين وحلفائهم من عرب بني عوف بن سُليم من جهة، وجيوش ابن غانية المايوركي المرابطي، وحلفائه من عرب الذواودة المرداسيين، من قبيلة رياح الهلاليّة، ومن معهم من بربر هوّارة، من جهة أخرى. وانهزمت إذاكَ جيوش بن غانية، وفرّ هُوَ إلى جهة طرابلس، وأصبح يردد الغارات على جيوش الموحّدين، وهزمهم في كثير من المعارك، إلى أن هلكَ، وانمحَت فتنتُهُ بهلاكِهِ. وبَقِيَ بنو هّوّارةُ على ثورَتِهم، وكانوا من قبل قَد خضَعوا للموحّدين في تونس، ولما انتقلت السّلطة إلى بني عمومتهم الحفصيين ظهر منهم بعض التّمرّد وامتنعوا عن آداء المغرم، وأضرّوا بحركات القوافل، فخرج إليهم السّلطان أبو زكريّا من تونُس في عام 1238م، وبعث لهم يخبرهم أنه يريد أن يستعين بهم لحرب أهلِ أوراس، فتوافدوا عليه في معسكره ففتك بهم قتلاً وسبياً، واغتصب أموالهم، وقتل كبيرهم أبا الطيب بعرة بن حناش، وأفلت من أفلت منهم ناجياً بنفسه، واستقاموا بعد ذلك على الطاعة. وكانت هذه الواقعة بنواحي تيفاش من أرض هوّارة، وتقعُ هذه المدينة اليوم جنوبي سوق آهراس، قُرب وادي ملاّق، في شرق الجزائر، وكانَ البكري قد ذكر هذه المدينة في (القرن 11م)، فقال: بينها وبين الأُربس مرحلة، وهي بقرب ملاّق، وهي مدينة أولية شامخة البناء وتسمى تيفاش الظالمة، وفيها عيون ومزارع كثيرة، وهي في سفح جبل وفيها آثار للأول كثيرة. وذكرها الحسن الوزّان (ليون الأفريقي) في (القرن 16م)، فقال: وأخيراً بقيت في ملك إحدى القبائل الأفريقية، تدعى هوّارة، ولا تستعملها إلا كمستودع لحبوبها. وذكرَ بن عبد المنعم الحميري هذه المدينة في (القرن 15م)، وذكر وقيعة السّلطان الحفصي بهوّارة، فقال: وإليها ينسب مؤلف كتاب: مشكاة أنوار الخلفاء وعيون أخبار الظرفاء، عمر التيفاشي، وهو كتاب مطول حسن ممتع ضاهى به عقد بن عبد ربه فأبدع، وله: قادمة الجناح في آداب النكاح. وبأرض تيفاش كانت الوقيعة العظيمة لسلطان إفريقية الأمير أبي زكريا على هوارة في سنة 636هـ (1238م) بمقربة من جبل أوراس، وكانوا طغوا وبغوا وصارت لهم شوكة ومنعوا الحقوق للسلطان. وكانوا قد هاجموا قافلة بن خلدون نفسه، في سنة 653هـ (1255م)، حيثُ قالَ: لما خرجنا من تونس نزلنا بلاد هوارة، وزحفت العساكر بعضها إلى بعض بفحص مرماجنة، وانهزم صفنا، ونجوت أنا إلى أُبَّة، فأقمت بها عند الشيخ عبد الرحمن الوشتاتي من كبراء المرابطين، ثم تحولت إلى سبتة. ومن الحنانشة فرعٌ مندرجٌ في قبيلة ريغة، الْمُوطّنة جنوب غربي مدينة لَمديّة، وجاء في الْمقالِ الذي كتبَهُ N. Lacroix، ونُشِرَ في المجلّة الأفريقيّة، أنّهُم كانوا في عام 1867م يتبعونَ دائرةَ لَمديّة، وتقعُ مواطنُهُم بالضّفّة اليُمنى لوادي شلف، ويُعتقَدُ أنّ لهُم نفس المنحدر معَ الحنانشة المفاتحة، الْمُوطّنين بدائرة بوغار. ويروي شيوخُ القبيلةِ أنَّ أصلَهُم مِن طرابلُس، وأنّ جدّهُم مُرابطٌ يُدعى: سي زكري بن زدير، ثُمّ عاشَ مُدّة عندَ قبيلة وامري المجاورة؛ في حين تقولُ روايَة أخرى أنّ جدّهُم يُدعى: سيدي عبد الله القرّار، وأنّ أصلهُ من المغرب الأقصى؛ بينما تقولُ روايَة ثالثةٌ أنّ جدّهُم سيدي حنّيش، وأنّ أصلهُ من المغرب الأقصى، وهيَ الرّواية التي أخذَ بها Lacroix. وتنقسمُ هذه القبيلة اليوم إلى أربع فِرَقٍ، وهي: أولاد حَمّودة وأولاد بن عالية وذراع الصّأبون والغُندَر. و أمّا الحراكتة، فقد ذكرناهُم آنفاً في هوّارة التّلول، وهُم قبيلة شاويّة كبيرة. وقد أخطأ Feraud، وتبعه في ذلك الكثير ممن كتب عن الحراكتة، حيث قال عنهم: إنّ هؤلاء العرب الذين جاءوا مع بني هلال، تأثروا بالهوّارة الشاوية، وأخذوا عنهم نمط معيشتهم ولغتهم، ولم يحتفظوا من أصلهم العربي إلا باسم: حركات، القائد العربي السُّلَمي الذي أعطى اسمه للقبيلة. بَينَما يذهبُ بن خلدون إلى أنّ حركات، إِنَّما هُوَ هَوّاريّ ينتمي إلى بيت بني مومن، من فرع قيصرون، من بطن ونيفن، أحد أكبر وأشهر بطون هوّارة، وهُو الأصوبُ بلا شكّ. وتقول الروايات المحليّةُ أن أصل الحراكتة من الجنوب، رُبَما من جبل أوراس، وهي الرّواية التي أخذ بها Féraud، حيث ما تزال بعضُ بُطونِهم تسكن سفوح هَذا الجبل. وتنقسم قبيلة الحراكتة جُغرافيّا إلى ثلاثة أقسام، هي: حراكتة السّبايخ، حراكتة المعذر والجرمة، وحراكتة جبل الثّلاث، وتنتمي كل بطونها إلى أربعة من أبناء حركات، وهم: أولاد عيسى وأولاد الحاج وأولاد مخلوف وأولاد عدوان. فمن أولاد عيسى: أولاد عمارة وأولاد خنفر وأولاد سيوان، حول عين البيضاء وأم البواقي ومسكيانة، وهم حراكتة العواسي، أو حراكتة السّباخ (الشّطوط)، ويتبعون ولاية أم البواقي. ومن العواسي أيضا: الحراكتة المعاذير والحراكتة الجرامنة، بجبلِ بوعريف والشمُرّة وقصرو والجرمة والمعذر، ويتبعون ولاية باتنة. أما أولاد عدوان، فهم المعروفون بحراكتة الثلاث، وتقع مواطِنُهُم بجبل الثّلاث نواحي سريانة، ويتبعون ولاية باتنة أيضا. وتروجُ اليومُ شائعَةٌ مفادُها أنّ الحراكتة عربٌ هلاليّون ينحدرون من أولاد نايل من زُغبة، وأنّ جدّهُم هُوَ حركات بن زكري بن نايل، وأعتَقدُ أنّ النّوايل الموطّنين بينَ الحراكتة اليوم، هُم من وراء هذه الشّائعة، التي قد يجنون من جرّائِها بعضَ الإمتيازات. ويضيف Feraud إلى قبيلة الحراكتة: قبيلة السگنية، والتي يُطلق عليها اسم: الخرارب، ومعناها: الفِرَق، وهي تنتمي مثلها مثل الحراكتة إلى قبيلة هوّارة، وتنقسم إلى بطون عديدة متحدّرة من أصول شتّى، وهي: السّلاوة، ويقولون أنّ أصلهُم من سوريا، والصّحيح أنّهم من منطَقة شلية بِجبل أوراس، وتعود أصولهُم البعيدة إلى نواحي سلا بالمغرب الأقصى؛ أولاد داود، وأصلهم من جبل أوراس؛ أولاد بوعافية وأولاد سي عمر، وأصلهم من قبيلة ريغة، الموطّنة جنوبَي سطيف؛ أولاد سي موسى المرابطي، وأصلهم من أوراس؛ سدراتا، وأصلهم من قبيلة سدراتا الصحراوية العريقة؛ أولاد قاسم، وأصلهم من الغرب؛ بني وجانة، وأصلهم من أوراس؛ زناگة، وتنحدر من قبيلة صنهاجة البربريّة العريقة؛ أولاد عياد، وأصلهم من مرابط سيدي مبروك في قسنطينة؛ النّوادرية، وأصلهم من مرابط مغربي؛ أولاد ملاّلة، وأصلهم من بني عباس، من بربر سدويكش، من كُتامة الموطّنين بجبل البيبان، في القبائل الصغرى؛ أولاد أمة الله (ماتلّة)، وأصلهم من أولاد مقران، قبيلة الشيخ المقراني، المنحدر من مقران، أخو الأمير عبد العزيز الحفصيّ، أمير قلعة بني عباس المذكورة. و ورَدَ في مقالين منشورين في المجلّة الأفريقيّة، للكاتبَين العسكريّين الفرنسيّين A. Vaissiére وE. Masqueray،أنّ قبيلة النّمامشة المشهورة، والتي تعتبر أكبر قبيلة ناطقة بالأمازيغية في العالم في العصر الحديث، والموطّنة في القسم الشّرقي لجبل أوراس، هي خليط من هوّارة وزَنَاتَة، ثُمّ نزل عليهم أولاد رشاش بن وشاح الهلالي، المنتسب في فرع دريد من الأثبج، من عرب بني هلال، واختلطوا بهم ونُسِبوا فيهم. واستنادا للروايات الشعبية، فإن الإخوة الثّلاثة: رشاش وبريش وعلوان، هم أجداد: الرشايش والبرارشة والعلاونة، الفروع الكبيرة الحالية لقبيلة النمامشة. وتمتدّ مواطن العلاونة بين وادي ثليجان جنوبي تبسة والحدود التونسية، وتمتدّ مواطن البرارشة على طول ضفاف وادي هلال، في حين تقع مواطن الرشايش في قسم من جبل ششار، وجبل المحمل، والصّحراء الواقعة جنوب شرقي أوراس. فمن العلاونة: أولاد سعد والزرادمة وأولاد المرع وأولاد حراث وأولاد بوقصة وأولاد يوكّس وأولاد العيساوي وأولاد شامخ وأولاد عون الله والجدور والجلامدة وأولاد موسى والفجوج. ومن البرارشة: أولاد خليفة والشعاشعة وأولاد شنينة وأولاد شكر وأولاد الأمير والفراجنة وأولاد سليمان وأولاد مبارك والفكارنة وأولاد ساسي وأولاد جلاّل وأولاد إبراهيم وأولاد بلحرّاث وأولاد عمُر وأولاد الجُرف وأولاد سعيدان وأولاد سي علي والزّرامّة وأولاد عطيّة وأولاد بويحيى وأولاد مسعود وأولاد حميدة وأولاد مراح. والعلاونة والبرارشة فقط ينحدرون من هوّارة، في حين أنّ أولاد رشاش عربٌ هلاليّون من دُريد، من الأثبج، وجدّهم رشاش، هو بن وشاح بن أحمد بن محمّد بن عثمان، عند Vaissière. ويزيد Masqueray عن هذا، فيقول: محمّد بن عثمان بن طلاّل الكُدَيّ. وهذا النّسبُ مُستقً من الرّوايات المحلّيّة. أما بن خلدون فينسبه هكذا: رشاش بن وشاح بن عَطوة بن عطيّة بن كمّون بن فرج بن توبة بن عطّاف بن جبر بن عطّاف بن عبد الله بن دريد بن الأثبج بن أبي ربيعة بن نهيك بن هلال بن عامر. ومهما اختلفت الرّوايات حول نسب رشاش، فهي مجمعة كلّها تقريبا على أنّ رشاش هو بن وشاح الهلالي، كما ذكر بن خلدون، حيثُ قال: مواطنهم (يعني: الأثبج الهلاليّون) حيال جبل أوراس من شرقيه… وكان منهم: الضّحّاك وعيّاض ومقدّم والعاصم ولطيف ودريد وكرفة… وأما دريد فكانوا أعز الأثبج وأعلاهم كعباً، بما كانت الرئاسة على الأثبج كلهم عند دخولهم إلى أفريقيا لِحسن بن سرحان بن وبرة، إحدى بطونهم، وكانت مواطنهم ما بين العنّاب إلى قسطنطينة، إلى طارف مَصْقُلَة وما يحاذيها من القفر… وكانوا بطوناً كثيرة… من وَلَدِ عبد الله بن دريد … وتوبة من ولد عبد الله… وهو توبة بن عطّاف بن جبر بن عطّاف بن عبد الله… ورياستهم في أولاد وشاح بن عَطوة بن عطيّة بن كمّون بن فرج بن توبة… فأما أولاد وشاح فرئاستهم لهذا العهد، منقسمة بين سجم بن كثير بن جماعة بن وشاح وبين أحمد بن خليفة بن رشاش بن وشاح إهـ. وهؤلاءِ أولاد رشاش، هُم قبيلتُنا القاطنون بشرقي جبل أوراس. وطارف مَصقُلة، هي مدينة مَصكولَة الرومانية القديمة، التي سميت بعد ابن خلدون: عين خنشلة، وهيَ مدينة خنشلة الحاليّة، مركزُ ولايَة بجبل أوراس. وأوردَ Vaissière شجرَةً إفتراضيّة استقاها من الرّوايات المحلّيّة، مفادُها أنّ رشاش كانَ لهُ ولدان: زايد وغلاب؛ وكان لزايد ولدان: زايد وسليم، الذين أعطوا اسمهم لفروع أولاد زايد وأولاد سليم؛ وكان لغلاب ولدان: نابت ومقداد. مقداد هو الجد الأكبر للفرق الأربعة الحالية المسماة المقادة وهم: أولاد أحمد وأولاد بلقاسم، وهما ابنا علي بن خليفة بن عبد الجوّاد بن المبارك بن علي بن مقداد؛ أولاد سي ثابت بن علي بن المبارك بن علي؛ أولاد نصر بن عبد السلام بن علي بن مقداد. وأخيرا نابت هو الجد الأكبر للفروع الثلاثة المعروفة حاليا باسم: أولاد نابت، وهي: أولاد زيتون وأولاد عاشور والكياتة. فزيتون هُوَ ابنُهُ، وعاشور بن رابح هُو حفيدُه، في حين أن الكياتة ينحدرون من محيو بن نابت بالتبني، وتقولُ الرّواياتُ المحليّة أنّ محيو أصلُهُ روماني. وفي الكياتة بيوتٌ ذات أصلٍ رومانيٍّ أيضاً، وهُم: الخرابشة وورد في تقارير Sénatus-consulte أنّ قبيلة أولاد سُلطان الشّاويّة الموطّنة في جبل ششار، الواقع شرقي جبل أوراس، تنحدر من هوّارة، وتنقسم هذه القبيلة إلى ثلاث فرق كبيرة، وهي: البراجة وبني معافة وأولاد تيفورغ، وتيعش مع هذه القبائل الثّلاث قبيلة أخرى شاويّة كبيرة، تنحدر من هوّارة أيضا، هي قبيلة الأعشاش. وينقسمُ بنو معافة إلى قِسمين، وهُما: أولاد بويحيى بجبل ششار، من كاف علي إلى فم بابار؛ وأولاد مسيحل في تابردگة، وهُم: أولاد أحمد بن فاضل والميايصَة وزواگَة، ويندرجُ فيهِم الكرابدة، وهُم أولاد كربال، وأصلُهُ من أولاد حميدة، من البرارشَة، من النّمامشة. وينقسم أولاد تيفورغ إلى قِسمين، هُما: أولاد أحمد وأولاد عُثمان وينقسم اولاد عثمان الى اولاد مامون واولاد سويسي واولاد سالم والحلالفة وتقول الروايات المحلية ان فرقة اولاد سويسي جاؤوا من سوسة من تونس والقابهم موجودة في سوسة الى اليوم كما ان اوليائهم الى اليوم متشابهة مع اسماء اولياء سوسة ومنها سيدي بوراوي وعثمان الشريف هذا الولي دفين توسيلت يقال انه من الشرفة يرفع نسبه الى النبي ص واحفاده هم اولاد سويس ومنهم الاسر سوسي وجختال وزكلال و فلاح وبن شايب ومخلوفي وبوراوي،اما اولاد احمد فينقسمون الى فرق اولاد زينة واولاد عامر واولاد ميرة ،كما ان فرقة اولاد يسيل وكرزطة هي احد الفرق الكبيرة لاولاد تيفورغ والتي تحولت منذ اكثر من قرن الى قبائل اخرى مثل يسيلي المتواجدة الان ظمن عرش اولاد عمران بجلال ويسيلي اللمامشة المتواجدة الان ببابار وكذا لقب لعصيص وبوزكري والكنازرة المنضمة الى قبائل اللمامشة فهي اصولها من قبيلة اولاد تيفورغ ومشاتيهم هي الملاعب بتوسيلت وكرزطة بخنقة سيدي ناجي حاليا وهم سكانها الاصليين، ومحلاّتُ اولاد تيفورغ الشّتويّة (المشاتي) بجبل ششّار هي: زغلوش وعين خليفة وشبلة وعين ماضي ومزداوت وعين البيضاء وتيبرّانيّين وزكلال وعفرة وخيران وتبويحمت وخنقة سيدي ناجي والمملوح والجناح الاخضر ويقال ان رأس اللمامشة هم اولاد تيفورغ فهي قبيلة الملك في عهد هوارة الامازيغ ولذلك يسمون باولاد سلطان كما ان معنى كلمة تيفورغ بالعربية تعني- تيف -وهو التاج -اورغ- وهو الذهب اولاد تاج الذهب. وينقسمُ أعشاشُ جبل ششّار إلى قِسمين أيضا، وهُما: أولاد نصر وأولاد ثابت، فمن أولاد نصر: أولاد نصر بن علي وأولاد أبي علي وأولاد عمُر بن نصر وأولاد علي بن سالم وأولاد خميسة وأولاد أبي الضّيّاف، ومن أولاد ثابت: أولاد علي وأولاد الضّيف والدّعاعسة والخنافسة وأولاد عَقبة، ويُقال أنّ الخنافسة أصلُهُم من نواحي مدينة گرسيف، من مُدنِ مكناس، بالمغرب الأقصى. ومن الأعشاش هؤلاءِ فرقة بناحيَة سوق آهراس، من دائرة قالمة قديماً. و ورد في تقارير Senatus Consulte أيضا، أنّ قبائل: الأعشاش وأهل اولاش وأولاد سليمان، الأوراسيّة، تنحدر من المُسَمّى: سيّار (صيّار؟)، الذي ينتمي إلى قبيلة هوّارة. وتنقسم قبيلة الأعشاش إلى ثلاثة أقسام: قسم موطّن بجبل ششار؛ وقسم ثانٍ موطّن بالسّهول الواقعة شمالي أوراس، والممتدّة ما بين قرية الشمُرَّة وجبل بوعريف، إلى قرية تازولت (لَمبِيز)، شمال غربي مدينة باتنة؛ وقسم ثالثٌ موطّن بجبل لحمر خدّو، الواقع جنوب شرق أوراس، مع أولاد سليمان وأهل اولاش. و ربّما ينحدرون من هوّارة أيضاً: أهل قصر مشونش الشّاويّة بجبلِ أوراس، فإنّ بلادهم كانت على عهد البكري من مواطن هوّارة. وذكر De Slane في ترجمته لكتاب المسالك والممالك للبكري، أنّ قرية ملشون التي ذكرها البكري، رُبَما هي تحريف لاسم: مشونش. و من هوّارة أيضا: أهل قريَة غسيرة الشّاويّة بجبلِ أوراس، وتقعُ مواطِنُهُم على ضفاف الوادي الأبيض، في قلب جبل أوراس، وينقسمون إلى قسمين، هُما: أولاد علاّوة وأولاد الحاج وزّيني (وزّاني).