– عن ابن عباس قال: هَجَتِ امرأة من خَطْمَةَ النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: "مَنْ لِي بِهَا؟" فقال رجل من قومها: أنا يا رسول الله، فنهض فقتلها، فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: "لاَ يَتنْتَطِحُ فِيْهَا عَنْزَانَ") .
—
فكتبنا إليه نقول : ( هذا كذب على الله ورسوله .اتق الله ، ولا تتكلم فيما لا تعرف … هذا الذي كتبتَه أنت يُعرف ، عند علماء الوضع في الحديث ، بـ " خبر مقتل عصماء بنت مروان " وهذا خبر مكذوب يروّجه من يريد إظهار الإسلام ، ونبيه صلى الله عليه وسلم ، بمظهر الدمويين .
هذا الخبر موضوع ، وهو موجود في " مسند الشهاب " للقضاعي ، وفي " التاريخ " لكل من البغدادي وابن عساكر ، وفي " الفوائد " لابن عمر الحربي … هذا كله برواية عن طريق محمد بن الحجاج اللَّخمي ، عن مخالد بن سعيد ، عن الشعبي ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ . وعلماء الرواية مجمعون على أن هذا الإسناد إنما هو إسناد باطل ، ما يعني أن الخبر موضوع ؛ فمحمد بن الحجاج هذا هو ، عند البخاري : " منكر الحديث " :
– وقال عنه ابن معين : " هو كذاب خبيث " .
وقال عنه الدارقطني : " هو كذاب خبيث " . وأخرى : " هو ليس بثقة " .
وقال ابن عدى : " محمد بن الحجاج وضعَ حديثَ المرأة التي كانت تهجو رسول الله صلى
الله عليه وسلم .
والحديث محل الكتابة هو ، عند الألباني : " موضوع " .
وهذا الكلام " الموضوع " رو ي بطريق عبد اللّه بن الْحَارِث ، لكن هذ السند بهذا الطريق هو ، عند علماء الحديث " إسناد تالف " ، والنص بهذا السند موجود في مغازي الواقدي ، وهو محمد بن عمر بن واقد ، هو ، عند الإمام أحمد : " كذاب ، يقلب الأحاديث " . وعند آخرين : " لا يُكتب حديثُه " ، وهو ، عند البخاري : " متروك " ، وهو ، عند النسائي : " يضع الحديث " و : " أحاديثه غير محفوظة " و : " البلاء منه " .
وجاء … : " الكذابون المعروفون بوضع الحديث أربعة : إبراهيم بن أبي يحيى بالمدينة ، والواقدي ببغداد ، ومقاتل بخراسان ، ومحمد بن سعيد بالشام " .
اتقوا الله فينا ، ولا تفتوا بغير علم ) .