ولقد علمنا من نصوص القرآن الكريم أن النبي كان يحزن كلما دعا الخلق الي الله ورفض الخلق دعوته, وكان حزنه النبيل ينبع من شفقته وحنان قلبه, وهناك نص يشير الي ذلك صراحة..
فلعلك باخع نفسك علي آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا.
كان الرسول حزينا..
وحين بدا أن الناس قد تخلوا عنه, تدخلت السماء لتشريفه وتكريمه وإيناسه, وهكذا وقعت معجزة الإسراء والمعراج, وهي معجزة لم تأت تأييدا للدعوة بقدر ما جاءت تأييدا للنبي وتشريفا له.
وكأنما أراد الحق عز وجل أن يقول لخاتم أنبيائه, إذا كان أهل الأرض لم يعرفوا قدرك من الحمد فإن السماء تعرف قدرك.
وإذا كان الناس يرفضون دعوتك ويرفضونك فإن الله يدعوك إليه ويؤتيك ويريك من آياته الكبري.
وهكذا وقعت معجزة الإسراء والمعراج للرسول صلي الله عليه وسلم.
ومعجزة الإسراء غير معجزة المعراج وإن وقعتا في ليلة واحدة ووردتا بعد ذلك في سورتين مختلفتين في القرآن الكريم..
قال تعالي عن معجزة الإسراء سبحان الذي أسري بعبده ليلا من المسجد الحرام إلي المسجد الأقصي الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير.
وقال تعالي عن معجزة المعراج ولقد رآه نزلة أخري, عند سدرة المنتهي, عندها جنة المأوي إذ يغشي السدرة ما يغشي, ما زاغ البصر وما طغي, لقد رأي من آيات ربه الكبري.
وان شاء الله تكون اعمالك شافعة لك يوم القيامة