وبعد فقد قال الله جل وعلا "
وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمْ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْفَاسِقُونَ(55)"
ومن كان متدبرا للأية يرى أن سبيل التمكين هو الرجوع للكتاب و السنة فقد نرى شبابا متحمسا للجهاد لكن ما يعلنه هؤلاء ان الله حرمهم شرف الجهاد حتى يعودوا اليه وما أكثرهم , شباب سلكوا نهج فرقة ظهرت في العشرينيات واختزلت الاسلام فيمن انتمى اليها طالبة استرجاع الخلافة غير أن هؤلاء كما قال الشيخ مقبل الوادعي رحمه الله جعلوا الدين وسيلة لا غاية وسيلة للسلطة جاعلين مرجعهم الحاكمية حاكمية بن سبأ و حرقوص فقال قالها أسلافهم "لا حكم الا لله" وقد رد أسلافنا "كلمة حق أريد بها باطل ’
ثم ان الناس تطلب الجهاد ولم تجاهد نفسها بل وتعير حكامها أنما هي ملائكة سلط الله عليها ظالمين فقالوا " ومن لم يحكم بما انزل الله فأولئك هم الكافرون" يسارعون في التكفير وقد قال جل جلاله " ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هو الفاسقون " وقال " ومن لم يحكم بما أنزل الله فؤلئك هم الظالمون" عميت أبصارهم عن تلكم الآيتين فالفرق واضح بين الظالمين و الفاسقين و الكافرين
فمن الحماسة ما قتل ولا زال البعض يأبى الا أن يقول ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا حكامهم
ان السياسية من الدين و حياة العبد ليست مجالات منفصلة و الضحية ها هنا العوام من المسلمين تريد قلوبهم الخير وتحكيم دين الله لكنها تجهل اساسيات دينها فاذا صاح احدهم " الاسلام" تبعوه لمجرد كلمة فيأخذهم ويقنعهم بشبه ليصل لكرسي عن طريق آلية غربية يدعي مقت مصدرها ويلعنه وهو لها تابع ولكم أن تتخيلوا يا من تطلبون النصر ولم تنصروا الله ولنفترض أن الامة صارت واحدة على ما هي عليه وتم تحرير الأرض المقدسة وقويت جيوشنا ونحن على هذه الحال ’ هل تخيلتم سأضعم في الصورة " الصوفية يشكرون أصحاب الاضرحة على توحيد الامة العلمانيون يحيون احتفالات في القدس بمناسبة تحريرها ويستضيفون فنانات لبنان ومصر اللبراليون يحيون حفلات راقصة و ينجزون أفلام تمجد النصر على الأعداد "
لا يمكن لأحد ان يتخيل هذا طبعا لكن هذا ما تريده الشعوب العربية رب غفور وبلدة خبيثة
ان المشكلة دينية لا مشكلة الحكام أفيقوا رعاكم الله
إستمر ولك التوفيق بـإذن الله
تقديري وإحترامي