الله عز وجل يجعل الأسباب مسخَّرة لنا
إذا سخَّرنا ذواتنا وحقائقنا وأعضاءنا وجوارحنا لله جلَّ في علاه
وهذا هو الفارق الكبير بين المؤمنين وبين الكافرين
فهم لهم أرزاق ظاهرة فقط طعام شراب هواء مثل هذه الأشياء
أما نحن {وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً}
لنا أرزاقُ أخرى رزقٌ من الإيمان رزقٌ من الورع
رزقٌ من الخوف والخشية من الله رزقُ من السكينة رزقُ من الطمأنينة
ورزقُ من الحـبِّ في الله ولله وهذه الأرزاق ليست في الأرض ولكن
{هُوَ الَّذِي أَنزَلَ السَّكِينَةَ} أين؟ {فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ}
فلا تباع في صيدلية ولا في سوبر ماركت ولا تنتجها الأرض
لكنها تنزل من الله إلى قلوب أحباب الله جلَّ في علاه
إذا مشوا على نهج حبيب الله ومصطفاه وهذه السكينة ماذا تفعل ؟
{هُوَ الَّذِي أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَاناً مَّعَ إِيمَانِهِمْ}
فهي ما تُزيد من جرعات الإيمان وهي الفيتامين الذي يقوِّي الإيمان
ومعنى ذلك أن تقوية الإيمان ليست من الطاعات فقط
فالطاعات بدون المادة الفعَّالة لا تفيد فما الذي يجعل الدواء يفيد ؟
المادة الفعَّالة الموجودة فيه
إذاً فالمادة الفعَّالة للطاعة هي السكينة التي تنزل من عند الله تعالي
إنها أرزاق إلهية تنزل على قلوب المؤمنين والمتقين
هذه الأرزاق عندما ننشغل بالدنيا وفيها من أين تأتي ؟ لن تأتي
منقول من كتاب [واجب المسلمين المعاصرين نحو الرسول]
للمطالعة أو التحميل مجانا اضغط
واجب المسلمين المعاصرين نحو رسول الله صل الله عليه وسلم
الخصلة الثانية نحن كنا نتكلم على أن نأخذ بالأسباب المعنوية بجانب الأسباب الحسية صحيح؟ تعالوا نـَقلِب المسألة نبدأ من الأسباب الحسية هل من الممكن أثناء الأخذ بالأسباب الحسية أن أنتظر نتائج غير المال غير الرزق الحسي؟ هل من الممكن وأنت تداوم في عملك في وظيفتك أو تعقد صفقتك أو تراجع درسك أو تضرب بفأسك في الأرض أو تعمل على منشارك أو في أي سبب من أسبابك الحسية لتحصيل الرزق أن تنتظر شيء آخر غير المال بجانب المال؟ أنت تنتظر من الصفقة مالاً، تنتظر من العمل مالاً، تنتظر من الوظيفة مالاً، هل يمكن أن تنتظر شيء آخر غير المال ويكون فرق بينك وبين غير المؤمن، تنتظر المغفرة مثلاً نعم يمكن أن تنتظر المغفرة جاء في الطبراني “ من أمسى كالاً من عمل يده أمسى مغفوراً له” من أمسى كالاًًً قام واجتهد من الصباح واشتغل طلباً للرزق الحلال وواظب على صلواته ولم يرتكب حراماً في رزقه لم يغش لم يسرق لم يرتشي لم يرشي أحداً لم يأخذ ربا مشى على الصراط المستقيم وعاد إلى البيت متعب من العمل مجهد إن كان نوى عند الصباح قبل الخروج إلى العمل أن ينال رضوان الله بأن يقوم بواجبه بالأخذ بالأسباب وأن يكفي نفسه ومن يعول أن يكونوا عالة على غيره في الرزق.
هذين خصلتين اتمنى تكون بادرة خير لمضوعك و اضافة جيدة …سلمت يمناك