فوائد القراءة للطفل
– تزيد من الحصيلة اللغوية: عندما يقرأ القارئ للطفل موجّهاً إصبعه إلى الكلمات المقروءة فإن الطفل يتعلم كلمات كثيرة، وكيفية استخدامها في الحياة اليومية. وهذا الكلام ينطبق على الكتب البسيطة مثل الكتب المصورة، وعلى الكتب الأجنبية.
ففي كل نوع من الكتب (الحيوان، الحديقة، شرطي المرور، وغيرها) عالم جديد من الاكتشاف ومفردات كثيرة جديدة يتعلمها الطفل.
– تنمّي مدارك الطفل وخياله: من خلال الاستماع ومتابعة القارئ يتعرف الطفل إلى عالم لم تكن له دراية كافية به. فبوسع الأم أو القارئ أن تحدّث الصغير عن الأشكال الهندسية ووجودها في الطبيعة، في الحديقة والمنزل (مثلا الدائرة تشبه الصحن وتشبه مقود السيارة وهكذا). ومن خلال القراءة يتعرف الطفل على تجارب الآخرين (أبطال القصص) في حلّ المشكلات مما يعطي الطفل مجالاً للتفكير بصورة أوسع. كما أن القراءة للطفل تدربه على مهارة الانتباه؛ فالأطفال الذين يقرؤون أو يُقرأ لهم تكون فترة الانتباه والتركيز لديهم أطول من أقرانهم.
– تعلّم الطفل السلوك المحبب: من خلال اختيار كتب معينة يستطيع القارئ غرس القيم الأخلاقية، التعريف بقدوات وأبطال، تعليم آداب السير واحترام الكبير؛ فالكتب العربية الجيدة مهما بدت بسيطة فإنها تحتوي كماً من القيم الأخلاقية والتوجيهات في طيّ الكلمات.
– تزيد من تحصيله الدراسي: أثبتت الدراسات أن الطفل الذي يقرأ قبل دخوله المدرسة يكون معدل ذكائه (iq) أعلى من أقرانه الذين لم يُقرأ لهم. كما أثبتت الدراسات أن أطفال الحضانة الذين يُقرأ لهم أكثر إبداعاً وهدوءاً وأكثر قدرة على المشاركة والتعلم من أقرانهم الذين لم يُقرأ لهم. كما تقرّ الدراسات أن الحصيلة اللغوية والمفردات لهؤلاء الأطفال عالية، ومستواهم في القراءة والكتابة والتعبير أفضل، وقدرتهم على حل المشكلات أعلى من أقرانهم ممن لم يحظوا بنفس الفرصة.
– تساعده على اكتشاف متعة العلم والقراءة: عندما يجد الطفل كتباً تناسب ميوله وتشبع هواياته يبدأ تدريجياً التحوّل إلى القراءة لملء وقته. فالقراءة متعة للطفل إذا وجد الكتاب المناسب. كأن يتعلم عن شرطي المرور، وآداب السير، وطريقة حل المشكلات. يتعلم الطفل من خلال الاستماع أن مشكلاته جميعها لها حل، وأن أبطال القصص التي يسمعها أو يقرؤها مثله يمرون بنفس مشاكله، ولكنهم يستطيعون التغلب عليها. كما أن القراءة الممتعة تدفع إلى المزيد من القراءة والاستكشاف وهذا ليس فقط في المواد المطبوعة بل وفي المواد المنشورة على صفحات الإنترنت.
– تساعد على نمو المهارات القرائية الكتابية: فالنمو في القراءة والكتابة مرتبطان ارتباطاً وثيقاً ببعضهما. فتعلّم المفردات الجديدة وكيفية استخدامها ينعكس على موضوعات الكتابة والتعبير. كما أن الطفل القارئ أو الذي يُقرأ له تكون له خبرات واسعة وطرائق متعددة في حل المشكلات، وكل تلك المهارات تنعكس على تناول موضوع الكتابة.
– تعزز من ثقة الطفل بنفسه وقدراته وحب الآخرين له: فبكثرة الاستماع تزداد الحصيلة العلمية واللغوية للطفل، ويعزز شعوره بالحب والأمان من قبل الأم القارئة، ويتعلم بعض المهارات السلوكية والأدائية، وكل ذلك يعمل متضافراً على تعزيز ثقة الطفل بنفسه وقدراته. فقد اكتشفت دراسة مطولة أن الطلاب ذوي المهارات القرائية غير المقبولة يفتقدون الثقة بالنفس والهمة لتعديل المستوى الدراسي، ولكن بعد القراءة الجهرية لهم لفترة امتدت إلى ثلاثة الأشهر بدأ التحسن في مستوى القراءة واضحاً منعكساً على مهارات التعبير الكتابي.
– تعلم الطفل مهارات الإلقاء والتمثيل: عندما يقرأ القارئ للطفل أو حتى القارئ بصوت مسموع فإنه يتعلم أن صوت البطل الشرير يختلف عن صوت العصفور المسكين في القصة، ويتعلم بالاستماع أن اختلاف نبرات الصوت معبرة عن الحالات النفسية المختلفة، ويكتسب الطفل من خلال ذلك الكم من التنويعات مهارات تمثيلية تساعده في الإلقاء.
– تنمي العلاقة بين القارئ والطفل: قد يكون هذا العامل من أهم العوامل الأسرية؛ فالقراءة ليست سرداً لبعض المعلومات المكتوبة في النص بل إنها نقل الكلمات إلى الحياة بطريقة شائقة. فعندما تضع الأم الطفل في حضنها وتبدأ القراءة يحس الطفل بمتعة القراءة ومتعة الحنان والاقتراب من الأم. وكل ذلك يساهم في تقوية العلاقة بين القارئ (الأم) والطفل، وتأكيد شعور الأخير بالحب والأمان، مرتبطاً بحب العلم والقراءة. وهذا ينطبق في الصفوف الدراسية أيضاً. فقد أثبتت الدراسات أن تخصيص خمس دقائق فقط من وقت الحصة لقراءة شيء ممتع للطلاب قادرة على دفع المهارات التحصيلية للطلاب في القراءة والكتابة والتعبير، كما أنها تقوي علاقة الطالب بالمدرس وتجعله أكثر قبولاً من ذي قبل.
– توجه الطفل نحو القراءة بدلاً من التلفاز: العادات الحسنة يتعلمها الطفل منذ الصغر، فإذا تعلم الطفل منذ صغره أن يتوجه إلى التلفاز لشغل وقته أو لانشغال الوالدين عنه سيستمر في قتل وقته بالتلفاز طوال حياته. ولا مجال هنا لذكر أخطار التلفاز وآثاره السلبية على التنشئة. كذلك توجيه الطفل نحو عالم القراءة والاكتشاف منذ الصغر، وتعليمه شغل وقته بكل ما هو مفيد ونافع عادة تبقى معه، ويستفيد منها طوال حياته.
– تعلّم الطفل احترام الكتاب والعلم: إذا شعر الطفل أن الكتاب له قيمة علمية، وفائدة، ومتعة، ورأى طريقة معاملة القارئ (الأم أو المعلم) واحترامهم للكتاب فإنه سيتعلم تلقائياً أن الكتاب ليس مجرد أوراق مرصوصة لتوضع على الرف؛ بل يحتوى كنوزاً تريد مَنْ يتعامل معها باحترام وتقدير.
أثناء القراءة للطفل هناك الكثير من الأساسيات التي يجب أن يعيها القارئ في البيت أوالمدرسة، ومن ذلك أن يتذكر القارئ أن الهدف من القراءة تحقيق أهداف كثيرة علمية ولغوية واجتماعية ونفسية ودينية. وتتحقق الأهداف عن طريق:
– اختيار الكتب المناسبة لسن الطفل وميوله.
-الإجابة عن جميع أسئلة الطفل بصدق وببساطة مع ترك المجال أحياناً للطفل لاكتشاف الجواب بمفرده من خلال القصة، وأن يشعر الطفل بأن المجال مفتوح له دوماً للسؤال من دون خوف.
-الإشارة إلى المفردات الجديدة في القصة وكيفية استخدامها بطريقة شائقة.
– إعطاء الطفل الفرصة الكافية للتعبير عن نفسه وشعوره وأفكاره أثناء القصة وبعد الانتهاء من القراءة.
-جعل وقت القصة وقتاً لتقوية العلاقة مع الطفل من دون تأنيب أو صُراخ أو تذكير بأخطاء الصغير.
-القراءة بتعبير وتمثيل قدر المستطاع فيغيّر القارئ من نبرة صوته باختلاف المواقف والشخصيات.
– إهداء الطفل هديّة كتاباً بين حين وآخر.
-لفت نظر الطفل إلى أن كل ما حوله يُقرَأ من علب الإفطار، والمعجون، وإشارات المرور، وأسماء الشوارع، والجرائد، والمجلات، وأسماء المحلات وغيرها.
-تشجيع الطفل على أن يقرأ للوالدين أو الطفل الأصغر، أو أن يخبره بمحتوى قصة سمعها.
كيف تختار لطفلك الكتب المناسبة؟
نمو الأطفال يختلف من طفل لآخر، ولكن هناك بعض الخطوط العريضة المرتبطة بنمو الطفل العقلي واكتشافه للبيئة من حوله تساعد الأم أو القارئ اختيار الكتب المناسبة لتلك المرحلة:
من عمر (3- 5) سنوات: الطفل في هذه المرحلة العمرية المبكرة لديه فضول لمعرفة البيئة المحيطة به.. فنلاحظ أن الطفل أقل من ثلاث سنوات مثلاً يحب معرفة الكثير عن قصص (بانيو) الاستحمام أو غطاء السرير المفضل لديه أو أنواع الطعام التي يأكلها، وكأن كل ما في الكون يتمركز في عالمه الخاص فقط. وتتوسع تلك الدائرة بتقدّم السن فيريد أن يعرف في البداية المزيد عن أسرته، ثم عن منزله، ثم عن حديقة المنزل، ثم عن حديقة الحي، ثم عن الشرطي الذي يحرس الحي وهكذا. وكلما صغر سن الطفل تصغر دائرة اهتماماته. ويستمع الطفل في هذه المرحلة بشغف عن الحيوانات الأليفة المفضلة لديه.
وهذه الفترة من أخصب الفترات لتعليم الطفل السلوكيات المحببة، ولتوسيع مداركه وخياله.
من عمر (5- 9): الطفل في هذه المرحلة يغادر الواقع لبعض الوقت فهو يريد أن يعرف الكثير عن الديناصورات والوحوش والشخصيات الخيالية.
من عمر 9 إلى المراهقة: يعود الأبناء والطلاب في هذه المرحلة إلى أرض الواقع بحماس بالغ.
فيحبون في هذه المرحلة القراءة عن المغامرات والأبطال والتضحيات. وحل رموز المغامرات والألغاز البوليسية وكشف الغامض.
وعند اختيار كتب للأبناء يجب أن يُعطى الأبناء فرصة للتعبير عن آرائهم في اختيار القصة وإتاحة الفرص لهم تباعاً لاختيار القصص التي تروق لهم.
تطبيقات للقراءة الجهرية للأطفال
– القراءة لا تعني الاعتماد على الكتاب فقط أثناء القراءة، فهناك المجلات والصحف والإنترنت.
– عن طريق الاستماع للقراءة يتعلم الطفل الكثير من المهارات، مثل: ربط الحذاء، وركوب الدراجة، وحل المشكلات اليومية، ومع تقدم المرحلة العمريّة يتعلم القارئ عن طريق القراءة اقأصول وقواعد الطريق، تشغيل برامج الحاسوب، وغيرها من الأمور العلمية العملية.
– القراءة للأطفال منذ صغرهم تقيهم الكثير من المشكلات السلوكية عند الكبر.
وأخيراً فإن القراءة للطفل وتعويده عليها ليست ترفاً أو نشاطاً يُستخدم لقتل الوقت بل هو أساس لتقدم علمي وذهني للطفل يتفوق به الطفل على أقرانه، وفرصة ثرية لزيادة حصيلته اللغوية وإخصاب خياله، وفرصة ثرية لتقوية علاقة القارئ (الأم أو المعلم) بالمستمع (الطفل) والإجابة بصدر رحب عن جميع تساؤلاته التي ستقيه في المستقبل، وتعدّه لمواجهة مشكلات الحياة.
كريمة المزروعي
متخصصة في طرائق تدريس اللغة العربية – أبوظبي