هذه تساؤلات أحب أن أناقشها معك أخي القاريء العزيز وأختي القارئة العزيزة ؟ لعلنا نجد علاجا لمن أبتلي قلبه بالعشق والحب ، ثم ما الفرق بين الحب قبل الزواج وبعده ؟، ولماذا الشاب قبل الزواج يدفع الغالي والنفيس ليتزوج من أحب ؟، وبعدما يتزوج تبرد همته ، وتتغير مشاعره ، وتصبح زوجته عادية من وجهة نظره بعدما كانت فتاة أحلامه ، هل الزواج يفسد الحب : وكما يقولون لما حصل الزوج المحب على حبيبته وملكها هانت عنده وهل الزوج الرومانسي محب حقا ؟، ويريد من زوجته أن تبادله مشاعر الرومانسية ، وإلا صار يتعذب من داخله .وانقلب حبه لزوجته كرها ؟
الحب أو العشق لادواء له عند الطبيب وعلاجه اللقاء بالمحبوب وإليك مثالا على ذلك .
مرض أحد أبناء الملوك في عهد الطبيب المسلم ابن سينا فاستدعي ابن سينا لعلاجه …ولما دخل ابن سينا على الشاب المريض وبعد فحصه لم يجد في ظاهر جسمه علة , فأمسك نبضه وراح يردد على مسامعه أسماء مناطق وأحياء المدينة التي يسكنها هذا الشاب و عشيرته , وعندما وصل إلى اسم حي معين زاد نبض المريض و وزادت ضربات قلبه …. ردد ابن سينا أسماء بيوت الحي على المريض فزاد نبضه و عند ذكر اسم بيت أسرة بعينها عندها أخذ الطبيب الحاذق يردد أسماء من يسكنون ذلك البيت حتى وصل إلى اسم معين من فتيات الأسرة … فإذا بقلب المريض يدق بسرعة ويزداد نبضه زيادة ملحوظة. عندها صاح ابن سينا وقال : زوجوا ابنكم الشاب من تلك الفتاة فهي علاجه . !!
إذن علاج الحب موجود وسهل للغاية لايحتاج إلى عمليات ولا إلى غيرها علاج المحب اللقاء هذا من وجهة نظر الطبيب المسلم ابن سينا ، لكن المشكلة التي نريد أن نتحدث عنها هل يدوم الحب بعد الزواج أم يأخذ طا بعا آخر ، أنا أعتقد أن الحب بعد الزواج يغيره الزواج نفسه ومسئولياته لاسيما بعد إنجاب الأطفال ، وروتينية الحياة الزوجية وما يتبع ذلك من ملل وتذمر وتلعب الناحية الاقتصادية دورها العميق في إحداث المشكلات الاجتماعية ، لكن مع هذا كله لايزال الزوج محافظا على زوجته التي يحبها وتحبه ونشأت بينه وبينها علاقات حميمة قبل الزواج ، وتوجت هذه العلاقات بالزواج الشرعي ،وبإنجاب الأولاد فمهما حدث بين الزوج وزوجته من مشكلات فإنها تذوب على صخرة الحب العاتية لكن لهيب العشق الملتهب يخف طبعا بطول العشرة، المشكلة أيضا إذا تزوج الشاب بفتاة يحبها وهي لا تحبه أو العكس .
يقول لي أحد الأزواج الشباب إنني تزوجت زوجتي عن عشق ، فكنت أعتقد أنه لاأسعد مني أحد في هذا العالم وهي أيضا تبادلني نفس الشعور واليوم وبعد أن مضى على زواجنا سنة بت أنظر إليها نظرة عادية وكأن نار الشوق قد انطفأت وحرارة العاطفة قد بردت ، وصرت أفكر أن أتزوج بواحدة أخرى لعلها ترد على العشق الذي فقدته والحب الذي أنطفأ من قلبي ، قلت له هون عليك ياعزيزي مثلك مثل غيرك ماقبل الزواج يختلف عما بعده ، وحتى لو تزوجت بأخري فستخسر خسارتين الأولى أنك ستفقد حب زوجتك الأولى لأنها ستعتبر زواجك عليها خيانة لها وسوف تنصدم وربما يصيبها الاكتئاب وما يدريك هل ستعيد ما أفتقدته من الأولى أم لا؟ أم ستطلقها كما فعلت مع الأولى ، فإذا طلقت الثانية فقد خسرت وكذلك خسرت حب الأولى ولو أنك رجعت لها فلن يعود حبها لك كما كان ، فإياك أن تتزوج على زوجتك الأولى بل عليك تغذية الحب وتنميته فقد ذبل وتغذية الحب بينك وبين زوجتك يتمثل في معاملتها معاملة حسنه والثناء عليها كلما قدمت لك شيئا جميلا والعرفان لها بالجميل وترديد عبارات الحب والغرام لتسمعها ،وتقدم لها الهدايا التي تذكرها بأيامكما الأولى ، وأخذها في رحلة قصيرة واصطحابها معك لتناول طعام العشاء في احد المطاعم الراقية ، وتغيير غرفة النوم بديكورات جديدة فالتغيير يحي الحياة الزوجية وينقذها من الملل القاتل ، إن تقديم وردة جميله لها في الصباح يؤثر فيها تأثير السحر ، وقولك لها تصبحين على خير ، يدخل السرور إلى قلبها وضمها وتقبيلها يوطد علاقتك بها ويجعلها تشعر بحبك لها وحنانك عليها ، وهي نفسها تبادلك نفس الشعور .
اشتكت إحدى الزوجات لأحد المستشارين بان زوجها يهملها ويمكث ساعات طويلة أمام النت على الرغم من تزينها له وشرائها أفضل العطور ، فقال لها المستشار ، اذهبي إلى زوجك وهو أمام ألنت وضعي يدك على كتفه فقط وسترين هذه اللمسة ما تفعل به ، فقالت له طيب: سأفعل وأخبرك ، وبعد يوم كلمت هذه الزوجة المستشار وشكرته على توصيته الجميلة التي فعلت بزوجها فعل السحر ، فقد شعر بدفء يدها يسري إلى قلبه وأحس بعدها بالسعادة الغامرة ، فاحتضن زوجته وقبلها ، وقال لها هذا ما أريد أنا لاأريد عطورا وألبسة جميلة ، فوفرت على نفسها صرف مبالغ طائلة من النقود التي لم توصل إلى الهدف الذي تريد ، فما رأيك أيتها الزوجة بهذا الموقف ؟ ألا يزيل الإشكال الذي بينك وبين زوجك بأرخص الأثمان ، أما الحادثة الأخرى فهي مع الزوج الذي يشتري لزوجته بأغلى الأثمان من الذهب والمجوهرات ليكسب رضاها فتشتكيه على المستشار الذي قالت له الزوجة إنني لم أسمع من زوجي كلمة جميلة ، فقال لها المستشار قولي لزوجك يتصل بي ،فاتصل الزوج بالمستشار وقال له : ياأخي زوجتك لاتريد المجوهرات والهدايا زوجتك تريد منك كلمة جميلة ، فوفرعلى نفسك ماتصرفه عليها من النقود التي لاتحقق الغرض ، ففعل الزوج بما أوصاه به المستشار ، ووجد من زوجته استجابة جميلة وعاش معها في سعادة ورخاء. إذن يا أخي الزوج ما الداعي للزواج بثانية وأنت تملك زوجة إنسانة لها مشاعر وعواطف رقيقة فبلمسة خفيفة تستطيع أن تكسبها وبابتسامة حانية تستطيع أن تسعدها وبكلمة جميلة تستطيع أن تسعدها فتقدم لك أغلى ماتملك، إذن فهم سيكولوجية المرأة سر سعادة الزوج والزوجة وكذلك فهم سيكلوجية الرجل تفعل نفس الفعل ، والله أعلم .
وان كان هذا الموضوع الذي وعدتني به
فاخبريني لاعود مجددا