بسم الله الرحمن الرحيم
♥ إنها فلســــــفة الحُــــــــب ،، كما أفهمُها !!♥
فالحُب أساس الخلق ،،
والله تعالى لم يخلُقنا إلا لأنّه يُحبنا،
ولأنه يُحبنا يريدنا أن نحبه ،،
ولكي نُحبه لا بد أن نعرفُهُ أولا ،
وذلك لأن الإنسان عدو ما يجهل ،
ولأنه سبحانه له كل صفات الجلال والجمال ،
فقد تجلّى علينا بهذة الصفات في مخلوقاته وعباده ،
فكان التفكُّر في مخلوقات الله من أجلّ العبادات التي يؤجرنا الله عليها وتُقرّبنا من ربنا ،،
وكان توددنا إلى خلقه والإحسان إليهم من صفات العبد المُحبّب إلى الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلّم
ولأننا بهذا التفكر ، وذلك التودد نتقرّب إلى الله ونتعرّف عليه أكثر ونُحبّب الخلق بخالقهم وبارئهم ،
فنحن في علاقتنا مع ربنا في صعود وارتقاء ،
نرتقي درجة درجة ،من خلال أعمال تعبدية له ،
أو أخرى تعامُلية مع عباده ،
حتى نصل إلى قمة العلاقة معه سبحانه وهي
{يحبهم ويحبونه }
فيعترينا الشوق البشري للحيّ الكامل الذي لا يزول ،
فنتشوّف إلى وعده عباده المتقين برؤيته في الجنّة ،
فيصبح أكبر أمانينا وتطلُعنا أن نكون ممن قال فيهم
{من كان يرجو لقاء الله فإن أجل الله لآت }
فتصبح حياتنا موت ، والموت هو الحياة ،وهو الغائب المُنتظر،
وليس كل الأعمال تُرقينا إلى الله درجة درجة ،
فمن الأعمال ما قد تدخلنا في ملكوت الله في لحظة وتُقربنا بعدَ بُعد سنينَ عنه ، وأذكُرُ منها على سبيل التجربة الشخصية ؛؛
*الذكر: فصبرك عليه وإصرارك على تعويد نفسك عليه بحيثُ لا يفتُر لسانك عنه يُعجّلُ في دخولك في ملكوت الله ،،
حيث يقول عز وجلّ: " أنا جليسُ من ذكرني "،
وقال {أذكروني أذكركم }
و{ لذكر الله أكبر }
والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم والإستغفار داخلان في ذلك الذكر ، بل هما بابا الولوج إليه ،
وانتبه فقد يلهيك الشيطان عن تعويد نفسك عليه لأنه يعرف عظيم أثره عليك فاستعذ منه وثابر ،
حتى يصبح الذكر عادة على لسانك فينتقل الذكر إلى قلبك فإذا ّفتراللسانُ ذكّرهُ القلبُ بالذكر،فتحيا مع الله ، من قبل أن تَلقاه ،ويفتح عليكَ من النور والحكمة والعلم ما لا تقدر على تحصيله في كل سنين حياتك بقدراتك البشرية الضئيلة .
*و العمل الثاني ،،الدعاء: فهو يزيد صلتك وقربك وحُبك لربك ،
فقد قال سبحانه " ادعوني أستجب لكم "
بلا واسطة بيننا وبينه ،
وبقية الآية { إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين } أي يستكبرون عن الدُعاء .
فأنت عندما تدعوه سبحانه يعني ذلك أنك معترف بأنه هو الخالق وهو القادر وهو المعين وبيده أمرك كله ، تعترف بضعفك وحاجتك له وشعورك بقربه وأنك تؤمن بصفاته من أنه يسمعك ويراك ويستجيب لك وأن ما يصيبك من خير وشر فمنه وحده وبمشيئته وإرادته ،
فمجرد أن يعينك ويفتح عليك في الدعاء فهذا يعني استجابته و حبه لك وصلتك القوية به ،
حتى ولو لم تتحقق طلباتك الآنية منه فيكفي قربه منك ومعيّته لك بفتوحه عليك بشتى أنواع الدعاء .
*والعمل الثالث حُسن الخُلق : حيثُ يُرقيّك ويرفعك عند ربك درجات ودرجات ،،
حتى تبلغ درجة الصائم القائم ،،
وأنت لا تصلي إلا فرضك ولا تصوم إلا رمضان ،،
حيث يقول الحبيب صلى الله عليه وسلم :
"أدناكم مني منزلة يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا "
وقال:
" الْخَلْقُ كُلّهمْ عِيَالُ اللَّه عزَّ وجلَّ ، فَأَحَبّهمْ إِلى اللَّهِ عَزَّ وجلَّ أَنْفعهُمْ لعيَالِهِ "
فإذا أردت أن تعرف كيف سيعاملك الله يوم القيامة فانظر كيف تُعاملُ أنتَ خلقهُ ،
وخاصة من تَظُنُّ أنه أضعف منك ،أو من هو ندٌ لكَ وتغار منه ويغار منك ،
فحُسنُ الخُلق يُرقّينا في مدارج الوصول إلى الله درجات تحتاجُ إلى سنين طوال من الطاعة والتضرع والعبادة ،
فهذة ثلاثة أعمال أشعُرُ أنّها سبيل لسرعة الوصول إلى غايتنا العظمى وهي
مُراد الله من خلقنا ألا وهو ،،، " حُبُّ اللـَّـــــــه"
♥♥♥ ♥♥♥ ♥♥♥
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،
فاللهمّ دُلّنا عليك ودُلنا على من يدلنا عليك واجعلنا ممن يدُلُّ عليك ،،
واجعلنا من قومٍ تُحبهم ويحبونك