س1: هل هذا الزمان هو المقصود من قول الرسول صلى الله عليه وسلم عندما سأله صحابي: ماذا أفعل عندما تكثر الفتن والفرقة؟ فقال له ردا على سؤاله: "اعتزل الناس واجلس في بيتك"؟ وفي الصحيح في كتاب الفتن: باب كيف الحال إذ لم يكن خليفة الحديث فيما ما معناه: أنه صلى الله عليه وسلم أمرهم عند نزول النوازل بالاعتزال وقال: "لو أن تعض على أصل شجرة" نرجو توضيح هذا الحديث وأقوال العلماء فيه.
ج1: في الصحيحين وغيرهما واللفظ للبخاري عن أبي إدريس الخولاني أنه سمع حذيفة بن اليمان يقول: صحيح البخاري المناقب (3411)، صحيح مسلم الإمارة (1847)، سنن أبو داود الفتن والملاحم (4244)، سنن ابن ماجه الفتن (3979)، مسند أحمد بن حنبل (5/404). كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني، فقلت: يا رسول الله، إنا كنا في جاهلية وشر فجاءنا الله بهذا الخير، فهل بعد هذا الخير من شر؟ قال: "نعم" قلت: وهل بعد ذلك الشر من خير؟ قال: "نعم، وفيه دخن" قلت: وما دخنه؟ قال: "قوم يهدون بغير هديي تعرف منهم وتنكر" قلت: فهل بعد ذلك الخير من شر؟ قال: "نعم، دعاة على أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها" قلت: يا رسول الله، صفهم لنا؟ قال: "هم من جلدتنا، ويتكلمون بألسنتنا" قلت: فما تأمرني إن أدركني ذلك؟ قال: "تلزم جماعة المسلمين وإمامهم" قلت: فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام؟ قال: "فاعتزل تلك الفرق كلها، ولو أن تعض بأصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك والزمان ليس خاصا بهذا الزمان وإنما هو عام في كل زمان ومكان، من عهد الصحابة رضي الله عنهم زمن الفتنة والخروج على عثمان رضي الله عنه.
والمراد من اعتزال الناس زمن الفرقة: ما ذكره الحافظ ابن حجر رحمه الله في [الفتح] عن الطبري أنه قال: (متى لم يكن للناس إمام فافترق الناس أحزابا فلا يتبع أحدا في الفرقة، ويعتزل الجميع إن استطاع ذلك، خشية من الوقوع في الشر). ومتى وجد جماعة مستقيمة على الحق لزمه الانضمام إليها، وتكثير سوادها، والتعاون معها على الحق؛ لأنها والحال ما ذكر هي جماعة المسلمين بالنسبة إلى ذلك الرجل وذلك المكان انظر (الفرقة الناجية من العقيدة). وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
الرئيس: عبد العزيز بن عبد الله بن باز
نائب الرئيس: عبد الرزاق عفيفي
عضو: عبد الله بن غديان
موضوع رائع و مفيد مشكورين
جزاكم الله خيرا على النقل المفيد
وقد قال اهل العلم أن عزلة الناس في وقت الفتن واجبة من أجل الفرار بالدين وذلك للحديث الذي رواه أبي داود في سننه عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يوشك أن يكون خير مال المسلم غنما يتبع بها شعف الجبال ومواقع القطر يفر بدينه من الفتن) صححه الالباني رحمه الله أما إذا لم يكن في الخلطة شر فالاختلاط بالناس أفضل للديث الذي رواه ابن ماجة في سننه عن بن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أعظم أجرا من المؤمن الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم )
أما إذا كان المرى ذا علم ينتفع به الناس ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر فعليه أن يبقى بينهم ليذب عنهم البدع ويذرأ عنهم الفتن
والله أعلم
( من يخالط الناس و يصبر على أذاهم خير من الذي لا يخالط الناس و لا يصبر على أذاهم )
واعتزال الناس لن يصلح من الأمر شيئا
إلا إذا قصدت اعتزال الفتن و أصحابها و ليس اعتزال الناس بشكل عام
تقبلي تحياتي أختي