تخطى إلى المحتوى

اسرائيل ويعقوب بين الحق والباطل [ بحث ] 2024.

  • بواسطة
بسم الله الرحمن الرحيم

قد تكون هذه البحوث غربية وحتى صادمة للجميع لكن الاهم هي انها كاشفة وهادمة لاهم اساس قامت عليه الصهيونية برداء اليهودية كشفت اكاذيبهم وافتراءاتهم التي لقنوها لابنائهم وللعالم وللاسف انطلت على اجيال من المسلمين وغير المسلمين طغو بها وتجبرو وعاثو فسادا لاسباب واهية كاذبة وهي انهم ساميون ومن ذرية سيدنا يعقوب عليه السلام وهو منهم براء وهم شعب الله المختار الذي حمل الكتاب وخصه بالكرامات والمجد والوعد وغيرها حتى اختلقو الان قانونا عالميا يدين كل من يتطرق الى ساميتهم او اصولهم .

اي مسلم الان تساله من هو سيدنا يعقوب يجيبك ان يعقوب هو اسرائيل وذريته هم بنو اسرائيل والاسباط هم بني اسرائيل ….. الى اخره من الاجابات التي تسعد بني صهيون وتخدم مخططهم الصهيوني .
كما ان في هذا الركن مواضيع تنسب اسم اسرائيل الى نبي الله يعقوب عليه السلام .
لكن الحمد لله الذي يكشف الظلم والافتراء لمن يقرا كتابه ويتمعن في كلامه ويبحث عن الحقيقة من عنده عزوجل .
اثناء بحثي في الانترنت وفي احد المواقع التي تدافع حقا عن الاسلام وجدت رجالا مثلما وصفهم المولى عزوجل يذودون عن الدين ويدافعون ويدفعون الاكاذيب ويكشفون الالاعيب من بني صهيون وما شابههم بالحجج الدامغة وحتى من كتبهم التي يعتبرونها مقدسة وهي ابعد من ان تكون هرطقات بشر عابثين لخدمة مصالح ونوايا خبيثة .

لذا احببت ان انقل هذه البحوث كما وجدتها واترك لكم الحكم ببصيرة فارجو ان تخصصو وقتا بسيطا من عمركم المحدود لهذه البحوث المهمة لتاريخ البشرية وخاصة لنا لاننا امة اختارها المولى ان تكون شاهدة على جميع الامم .

شكرا لمن بحث في هذه القضية ولمن كتب فيها .
البحوث منقولة للفائدة الى منتدى اللمة الجزائرية وليست هي مصدرها .

يتردد في الأدبيات التراثية أن (يعقوب هوإسرائيل) أو (إسرائيل هو يعقوب). و لمناقشة هذه المقولة ننهج عبر التساؤلات كما يلي:
– المقدمة
– ما هو أصل هذه المقولة؟
– مناقشة المقولة.
– حول المقولة في القرآن الكريم.
– ما هي الغاية من ابتداع اليهود لهذه المقولة.
– إعادة كتابة التاريخ.

المقدمة
– لماذا الماضي؟

قبل أن نخوضَ في الموضوع أجيبُ على تساؤلٍ كبيرٍ ورد من صاحبي: ما الفائدةُ في أن نجترَّ عادياتِ الماضي ونخوضَ في غوامض الغابر من الزمان، الناسُ يتقدمون ليتجاوزوا القرنَ الحادي والعشرين عصرَ التكنولوجيا المتهافتةِ في تسارعِها، ماذا يجدي أن نعودَ القهقرى آلافَ السنينَ ونتيهَ في أحاجي التاريخ؟ ثم ما هي جدوى بحث كهذا في عالم الغلبة للقوة التي تفرض حقاً؟

ليس من جواب على التساؤل الأول سوى أني أحيله إلى الواقع الحي!

في هذه الأيام يتوجس كل ذي فكرٍ أو سلطةٍ خيفةً من أن يتهم بالجريمة الدولية المسماةِ ب " معاداة السامية " تلك الجريمةِ التي لا هوادةَ فيها وقد وردت في دساتير الغرب و أدين بها علماءُ وبحاثة في محاكمه. والسامية منطلق اصطلاحي أسطوري مستحدثٌ تعود المغالطة فيه إلى الحفيد العاشر لآدم التوراتي أي منذ أكثر من 60 قرناً من السنوات.

وفي هذه الأيام نسمع كيف يطالب الكيان الصهيوني الإرهابي باعتبار الإرث الإسلامي في الخليل وفي بيت لحم تراثاً يهودياً.

وكيف سيطر على الحرم الإبراهيمي بهذه الحُجة، بل إن حفرياتِه الخطيرة َ الدؤوبة َتحت المسجد الأقصى إنما هي إحياءٌ لأسطورة الهيكل المزعوم، ومحاولةٌ لإلغاء أثرٍ إسلاميٍ مقدس.

وتحديداً بتاريخ 3/1/2016 قام المستوطنون المتهودون باقتحامِ ومصادرةِ مسجدِ روبين في ما يسمى بأراضي 1948، وهدموا أجزاءَ منه وطرحوا مصاحفَه ومحتوياتِه وحولوه إلى مقامٍ دينيٍ يهوديٍ بحجة ِأنه موضعٌ تراثيٌ بإسم رأوبين ابن يعقوب.

بل أليست الصهيونيةُ بنيت أساساً على مزاعمَ أسطورية توراتية" شعبٌ مقدسٌ وأرضٌ موعودةٌ وميثاقٌ يَـهَـوي" تلك التي كانت ولا تزال تمارس الساديةَ والإرهابَ الفظيع، فتقتلُ وتغتصبُ وتحتلُّ بلا رادعٍ ولا حدود.

أما السؤال الثاني حول غلبة القوة على الحق، أقول: إن ذلك يدعونا إلى إعداد المقاومة الرادعة دون إغفال تبيان الحق والصحيح من القضية وإن كان ذا من أضعف الإيمان. لقد غلبنا ــ من جملة الأسباب ــ لأننا لم نحسن الإقناع بعدالة قضيتنا وسيطر على أفكار الغرب أحقية الآخر بما يدعيه لأن هذا أجاد الكذب. يقول الباحث الفلسطيني الأستاذ أكرم زعيترــ سفير الأردن في سورية سابقاً ــ :"إن إسرائيل قد استعانت على اغتصاب بلادنا بتزييف الحقائق أكثر مما عنينا نحن بإيضاحها".

وبعد

من هنا أبَـرِّرُ أحقية البحثِ في الماضي السحيقِ الذي يتسرب إلى أحلامنا ويستهلك من إمكاناتنا ويقلقنا آناء الليل وأطراف النهار. بل ويشغل العالمَ كله.

وقبل الكلام وبادئ َذي بدء ما نود الإشارة إليه:

أننا لا ننطلق من تعصب ديني، فموسى هو من الرسل أولي العزم، وأمرنا ألا نفرق بين الرسل، بل ويتميز سيدنا هذا بخصوصية عند الله القائل بحقه: " وألقيت عليك محبة مني" (طه/43). وهو " كليم الله" أيضاً.

كما أننا لا ننطلق من ما يزعمون أنه اللاسامية تجاه قوم موسى، قال تعالى: " ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق وبه يعدلون" ( سورة الأعراف / 159 ) ولكن أين قوم موسى هؤلاء؟ كما أننا لا ننكر التوراة التي أنزلها الله على النبي موسى، قال تعالى: " إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور" (المائدة/44) ولكن أين تلك التوراةُ غيرُ المحرفة بعد أن حشرت فيها كلُّ الأحقاد العنصرية و الشائنات وإهاناتٌ واغتيالُ الأنبياءِ أنبيائِهم.

*******

1) ما هو أصل هذه المقولة؟

الخرافة التوراتية: يعقوب = إسرائيل

(سفر التكوين32/22-32): "ثم قام ( يعقوب ) في تلك الليلةِ وأخذ امرأتيه وجاريتيه وأولادَه الأحد عشر, وعبر مخاضة يبوق* أخذهم وأجازهم الوادي, وأجاز (يعقوبُ) ما كان له (أي أملاكَـه)* فبقي يعقوبُ وحدَه, وصارعه إنسان حتى طلوع الفجر* ولما رأى ( إنسان ) أنه لا يقدر عليه ( على يعقوب ) ضرب ( إنسان ) حقَّ فخذه (عظم ورك يعقوب), فانخلع حقُّ فخذِ يعقوبَ في مصارعته معه* وقال (إنسان ليعقوب): أطلقني, لأنه قد طلع الفجر, فقال (يعقوب): لا أطلقك إن لم تباركني* فقال (إنسان ليعقوب): ما اسمك؟ فقال: يعقوب* فقال (إنسان): لا يدعى اسمُك في ما بعد يعقوبَ بل إسرائيلَ, لأنك جاهدت مع الله والناس وقدرت* وسأل يعقوب, وقال: أخبرني باسمك؟ فقال: لماذا تسأل عن اسمي؟ وباركه (؟) هناك* فدعا يعقوبُ اسمَ المكان فينئيل (أي وجهَ الله) لأني نظرت الله وجهاً لوجه ونجَّيتُ نفسي *"

من تحليل هذه الخرافة. نجد أن الذي تواجه وتصارع مع يعقوب, إما أنه (إنسان) – كما تكرر في متن النص – وبالتالي فإن مباركة يعقوب ومنحَه اسم إسرائيل ليس له قيمة مقدسة.

وإما أنه الله التوراتي – كما ذكر في نهاية النص – وهنا تثور تساؤلات: لما ذا قيل إنه (إنسان في البدء)؟ ثم ما هو مبررُ المصارعةِ الإلهيةِ وخلعِ عظمِ وركِ يعقوبَ وهو لم يرتكبْ خطأ ؟ ثم كيف لم يقوَ هذا (الإله لتوراتي) أن يخلصَ نفسه ويفلتَ من بين يدي يعقوب, الذي أصبح يخمعُ على رجله إلى أن افتدى (الإله التوراتيُّ) نفسَه بإطلاقِ اسمٍ جديدٍ على يعقوب؟ أما كان الأوْلى بهذا (الإله التوراتي) أن يشاء انطلاقَ الاسم ِالمبارك (اسرائيل) على يعقوبَ منذ ولادته أصلاً؟ ثم كيف عرف يعقوبُ أن غريمَه هو (الإله التوراتي) طالما – حسب آخر النص – لم يشأ هذا الغريم أن يفصح عن هويته على الرغم من طلب يعقوب معرفةَ اسمِه, بل اكتفى (ذلك الإله) بمباركة يعقوبَ اسمياً؟ وكيف استخلص يعقوبُ – كما جاء في نهاية النص – أنه كان في مواجهة مع (الإله التوراتي), وأنه قدر على المجاهدة مع (الإله التوراتي) والناس؟ بل ونظر الله – حسب توراتهم – وجهاً لوجه!

********

ولما استشعر مخرجُ توراتهم الحرَجَ في عدم منطقية تلك الخرافة، أعاد صياغتها بأسلوب آخر في موضع لاحق من نفس السفر، (التكوين الاصحاح 35 – 9 الى 12) دون ذكر المصارعة وإذعان الإله، وكاشفاً هذه المرة عن غايته من هذه الرواية وهي تحقيق عائدية بني إسرائيل إلى إبراهيم وإسحق ثم يعقوب:

" وظهر الله ليعقوب أيضاً حين جاء من فدان آرام وباركه. 10 – وقال له الله: اسمك يعقوب. لا يدعى اسمك فيما بعد يعقوب بل يكون اسمك إسرائيل. فدعا اسمَه ُإسرائيل. 11 – وقال له الله: انا الله القدير. أثمِـرْ وأكثِـرْ. امةٌ وجماعةُ أمم تكون منك. وملوكٌ سيخرجون من صلبك. 12 – والأرض التي أعطيت إبراهيم وإسحاق لك أعطيها, ولنسلك من بعد أعطي الأرض ".

3) مناقشة المقولة

اضطراب في توراتهم بين يعقوب وإسرائيل

وتتخبط توراتهم وتتردّد في حلول اسم إسرائيل المبارك بدلاً من يعقوب بناءً على مآل الخرافة في توراتهم سالفة الذكر, وكثيراً ما يرد الاسمان (يعقوب وإسرائيل) بشكل متزامن أو مضطرب, على الرغم من أن الله التوراتي قال له: لا يدعى اسمك فيما بعد يعقوب بل إسرائيل، وعلى سبيل المثال:

(في سفر التكوين):

في هذا السفر 48: 5-7 في وداعه لأبنائه يتحدث يعقوبُ في وصيته لابنيه شمعون ولاوي، يقول يعقوبُ: "ملعونٌ سخطُهما وملعون غضبهما فإنه قاس، أقسِّـمهما في يعقوب و أبدِدُهما في إسرائيل". (في سفر أشعيا):

9/8 "أرسل الرب قولاً في يعقوبَ, فوقع في إسرائيل".

10/20 "ويكون في ذلك اليوم أن بقية إسرائيل والناجين من بيت يعقوب.."

14/1 "لأن الرب سيرحم يعقوبَ, ويختار أيضاً إسرائيل.."

43/1 "والآن, هكذا يقول الربُّ خالقُـك يا يعقوب, وجابلُـك يا إسرائيل.."

44/23 "لأن الرب قد فدى يعقوبَ, وفي إسرائيلَ تمجّد".

48/12 "اسمع لي يا يعقوبُ وإسرائيلُ الذي دعوته". (لماذا تكرار الإسمين معاً؟ طالما تم استبدال اسم باسم /لا يدعى اسمك فيما بعد يعقوب بل إسرائيل/.

(في سفر إرميا): 2/4 "اسمعوا كلمة الرب يا بيت يعقوبَ وكلَّ عشائرِ بيتِ إسرائيل" (هنا التمييز بين بيت يعقوب وبيت إسرائيل واضح).

30/10 "أما أنت يا عبدي يعقوبَ فلا تخف, يقول الرب, ولا ترتعبْ يا إسرائيل"

46/ "وأنت لا تخف يا عبدي يعقوبَ ولا ترتعب يا إسرائيل, لأني ها أنذا أخلِّصك من بعيد ونسلَـك من أرض سبيهم, (في سفر ميخا):

2/12 "إني (الرب) أجمع جميعَـك يا يعقوبُ, أضمّ بقيّة إسرائيل"

3/1 "وقلت اسمعوا يا رؤساء يعقوبَ وقضاةَ بيت إسرائيل, أليس لكم أن تعرفوا الحق؟".

3/9 "اسمعوا هذا يا رؤساءَ بيتٍ يعقوبَ وقضاةَ بيتِ إسرائيل".

في أدبيات اليهود: خرافة يعقوب = إسرائيل

(اقتباس من موسوعة أساطير اليهود/1، تأليف "لويس جنزبرغ" عالم تلمودي، ومن قادة اليهودية المحافظة, له دراسات جامعية، انضم عام 1903 إلى كلية اللاهوت اليهودية، وظل في منصبه حتى وفاته). يعقوب يصارع الملاك تمت المواجهةُ في البدء مع راعي أغنام وحصل خلافُ ثم المصارعةُ التي أصيب فيها يعقوب بخلعِ وركِه، وتشبُّثُـه بهذا الراعي ولم يطلقه على الرغم من طلوع الصبح حتى حصل يعقوب يالإذعان على المباركة الإسمية بأن لا يدعي بعد اليوم إلا إسرائيل، وتبين أن هذا الراعي هو تشخيص للملَـك الإلهي ميكائيل نيابة عن الله التوراتي.

في الأدبيات الإسلامية

في كتابه " الفِصَل في الملل والأهواء والنحل" للعالم الأندلسي المتعدد المواهب اللغوية والفقهية الإمام ابن حزم الأندلسي (القرن الحادي عشر الميلادي) ، وبعد أن يستعرض الخرافة التوراتية آنفة الذكر في فصل خاص حول الادعاء التوراتي بمصارعة جرت بين الله ويعقوب، يقول:

"في هذا الفصل شُـنْعَـة (سيئة) ……، يقشعرُّ منها جلود أهل العقول، …… وهو أن يعقوب صارع الله عز وجل، تعالى الله عن ذلك وعن كل شبهة لخلقه، فكيف عن لعب (هزل) الصراع الذي لا يفعله إلا البطّالة (الغوغاء)، وأما أهل العقول فلا يفعلونه لغير ضرورة، ثم لم يكتفوا بهذه الشَّوهَة (القباحةَ)، حتى قالوا: إن الله عز وجل عجز عن أن يصرع يعقوبَ بنص كلام توراتهم، وحقق ذلك قولُهم عن الله تعالى أنه قال له (ليعقوب): كنتَ قوياً على الله تعالى، فكيف على الناس؟".

ويتابع الإمام ابن حزم: " وهذه مصائب شاهدة على ضلالهم وخذلانهم وصحةِ اليقينِ بأن توراتَهم مبدَّلة". تقييم الروايات المضطربة

ظهر جليا التناقض في رواية الخرافة التوراتية:

إنه من المسلّمات في علم النفس أنه لاختبار صدق المتحدث أو كذبه أن يطلب منه إعادةُ الرواية أكثر من مرة في أوقات مختلفة، فإذا كان ثمة اختلاف في النص كل مرة كان المختبَر كاذباً, وهذا ينطبق على الرواية المضطربة كما تقدّم.

اليهود مشهورون بالتلفيق والكذب، يقول عنهم السيد المسيح حسبما جاء في الإصحاح الثامن من يوحنا: "أنتم من أب هو إبليس، شهوات أبيكم تريدون أن تعملوا، متى تكلّم (إبليس) بالكذب فإنما يتكلّم مما ليس له، أنه كذاب و أبو الكذب".

المشكل أنهم الأكثر كذباً وغيرهم – ومنهم نحن – الأكثر تصديقاً وتوثيقاً.

وحتى علماؤهم لا يستحون من التصريح بعدم أصولية التوراة.

في كتابهما " التوراة اليهودية مكشوفة على حقيقتها" يقول اليهودي الأستاذ الدكتور إسرائيل فنكلشتاين واليهودي الأمريكي الباحث المؤرخ نيل أشر سيلبرمان في الصفحة/38/: "وأياً كان الأمر، فقد أصبح الكل يجمع على أن الأسفار الخمسة (التوراة) ليست تأليفاً فردياً واحداً (كتلة واحدة) بل تجميع وترقيع لمصادر مختلفة، كل منها كتب تحت ظروف تاريخية مختلفة، لإبداء وجهات نظر دينية أو سياسية مختلفة". 4) حول المقولة في القرآن الكريم

أما في القرآن الكريم فقد ورد اسم يعقوب 16 مرة من عداد الآباء الأنبياء المتسلسلين من إبراهيم بينما ورد اسم إسرائيل مرتين: ــ إحداهما:باعتباره زاهداً يحرم الطعام الحلال على نفسه (آل عمران/93)، ــ ومرة ثانية بالإشارة إلى ذريته بالتوازي مع ذرية إبراهيم. "ومن ذرية إبراهيم وإسرائيل" (مريم/58). مع الإشارة إلى أن إسرائيل لم يرد شخصياً في تعداد الأنبياء المرسلين من الله.

كما لم يرد ما يشير إلى أن يعقوب هو إسرائيل كما هو في الروايات التراثية المتواترة، ويظهر أنها من التسرب اليهودي للفكر الإسلامي.

وفي القرآن الكريم مؤشرات على المفارقة أساساً وزماناً ومكاناً بين يعقوب وآل يعقوب والأسباط من جهة وإسرائيل وبني إسرائيل و النقباء من جهة أخرى.

التمييز في القرآن الكريم بين يعقوب وآل يعقوب من جهة وإسرائيل وبني إسرائيل من جهة ثانية . استقلالية اسم يعقوب عن أي اسم آخر كانت تسمية يعقوب بشارة مسبقة قبل ولادته من قـِبل الله تعالى عن طريق ملائكته لإبراهيم جد يعقوب. قال تعالى: "وامرأته (أي سارة) قائمة فضحكت فبشرناها بإسحق ومن وراء إسحق يعقوب" (هود/71). وتكرست واستمرت تسميته بعد ذلك حتى وفاته، قال تعالى: "أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوبَ الموت ُإذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدي…."(البقرة/133)

مما لا يدع مجالا للشك بأن يعقوب اختص حصرا وحافظ على هذا الاسم قبيل وحتى وفاته دون أي اسم آخر (كإسرائيل مثلا).

القول الفصل في آل إبراهيم الآية الحاسمة التالية: «أم تقولون إن إبراهيم و إسماعيل وإسحاق ويعـقوب والأسباط كانوا هوداً أو نصارى قل أأنتم أعلم أم الله ومن أظلم ممن كتم شهادة عنده من الله وما الله بغافل عما تعملون» (البقرة/ 140)

********
إسرائيل رجل زاهد ومن الصالحين

بدليل أنه حرَّم على نفسه حصراً بعض الطعام، " كل الطعام كان حلاًّ لبني إسرائيل إلا ما حرَّم إسرائيل على نفسه من قبل أن تنزل التوراة" (آل عمران/93). وقد ذكر في القرآن الكريم على هذه الشاكلة ذوالقرنين ولقمان.

حول استقلال ذرِّية إسرائيل

قال تعالى: "أولئك الذين أنعم الله عليهم من النبيين من ذرِّية آدم وممن حملنا مع نوح ومن ذرِّية إبراهيم وإسرائيل وممن هدينا واجتبينا" (مريم/58).

يلا حظ التمييز اللفظي بين (ذرِّية إبراهيم) التي أتبعت ب(إسرائيل)، ولو كان إسرائيل من ضمن ذرِّية إبراهيم لما كان ثمة حاجة لذكر اسم إسرائيل مستقلاًّ عن ذرِّية إبراهيم، وإلا كان لغواً. وقد حرَّم الله اللّغو في القرآن الكريم. "وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلّكم تغلبون" (فصلت/26). يعقوب نبي وإمام ولم يذكرإسرائيل كذلك
– قال تعالى: "ووهبنا له (أي لإبراهيم) إسحق ويعقوب نافلة وكلاًّ جعلنا صالحين* وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا وأوحينا إليهم فعل الخيرات وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وكانوا لنا عابدبن*" (الأنبياء/72-73). لم يذكر إسرائيل من بين الأنبياء

لقد أورد الله ذكر العديد من الأنبياء في آيات متلاحقات، ولم يرد من بينهم اسم إسرائيل مما يستبعد معه أن يكون نبياًّ. قال تعالى: "وتلك حجتنا آتيناها إبراهيم على قومه، نرفع درجات من نشاء إن ربَّك حكيم عليم* ووهبنا له إسحق ويعقوب كلاًّ هدينا ونوحاً هدينا من قبل ومن ذرِّيته داود وسليمان وأيوب ويوسف وموسى وهرون وكذلك نجزي المحسنين* وزكريا ويحيى وعيسى وإلياس كل من الصالحين* وإسماعيل واليسع ويونس ولوطاً وكلاًّ فضَّلنا على العالمين* …………….* ………….* أولئك الذين آتيناهم الكتاب والحكم والنبوَّة……….* أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقْتَدِه……* (الأنعام/83-90)

النبي لا يحرِّم ما أحل الله

لقد حرّم إسرائيل بعض الطعام، كما في الآية التي سبق ذكرها أعلاه، والنبي لا يجوز له أن يحرِّم ما أحل الله لا لنفسه ولا لغيره،:"قل من حرّم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق" (الأعراف/32).

وهناك سورة خاصة اسمها"التحريم" مطلعها: "يا أيها النبي لم تحرِّم ما أحل الله لك". فكيف يجرؤ إسرائيل، إن كان نبياً حقاً، على تحريم ما أحلَّ الله؟ أليس هو القدوة لقومه فيما هو حلال أو حرام؟. واستطراداً فإنه إذا كان يعقوب هو نفسه إسرائيل، كما يعتقد البعض، فإن الأول لم ينه عما أحلَّ الله!

لا صلة بين عهد يوسف وعهد بني إسرائيل

بنو إسرائيل لم يرد لهم ذكر في سورة يوسف الذي هو أحد أبناء يعقوب هذا الذي يزعم اليهود أنه إسرائيل، وهذا يعني أن لا صلة بين آل يعقوب (ويوسف منهم) وبني إسرائيل.

لم يذكر إسرائيل ولا بنو إسرائيل في وصيَّة يعقوب قال تعالى: "أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت إذ قال لبنيه (لم يرد ذكر بني إسرائيل هنا) ما تعبدون من بعدي قالوا نعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحق إلهاً واحداً ونحن له مسلمون" (البقرة/133).

اختلاف زماني آل يعقوب وبني إسرائيل.
– وفي كل الأحداث التي تزامنت مع عهد النبي موسى لم يرد ذكر بني يعقوب.
– مع الإشارة إلى أن النبي يوسف وأباه يعقوب وإخوته تزامنوا مع عهد ملكي بمصر، بينما كانت قصة النبي موسى وبني إسرائيل في مصر في عهد فرعون، مما يباعد الشقة بين العهدين، وكذلك بين سلالة آل يعقوب وسلالة بني إسرائيل.

الأسباط والنقباء
– أما الأسباط (الأحفاد) دون تحديد العدد، فقد ورد ذكرهم بعد يعقوب، كما في الآيات: "وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحق ويعقوب والأسباط" (البقرة /136)، وغيرها.

وخصّ الله تعالى بني إسرائيل بالنقباء، "وإذ أخذ الله ميثاق بني إسرائيل وبعثنا منهم اثني عشر نقيبا" (المائدة/5)، أي (النقيب= الباحث عن الشيء المتقصّي آثاره).

إرسال الرسل إلى بني إسرائيل خاصة
– اختص الله بني إسرائيل بأن أرسل لهم رسلاً، ولم يرد ذلك لبني يعقوب، قال تعالى: "لقد أخذنا ميثاق بني إسرائيل وأرسلنا إليهم رسلا" (المائدة/70). وقال تعالى: "ورسولاً إلى بني إسرائيل أني قد جئتكم بآية من ربكم" (آل عمران/49). وعلى الأخص النبي موسى، "وآتينا موسى الكتاب وجعلناه هدى لبني إسرائيل"

(الإسراء/2). وكذلك النبي عيسى، "وإذ قال عيسى بن مريم يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم" (الصف/61)، "وقال المسيح يا بني إسرائيل اعبدوا الله ربي وربكم" (المائدة/ 72)، ولم يرد أن أرسل الله نبياً لآل يعقوب أو الأسباط.

بنو إسرائيل عبر الجغرافية

من الثابت أن بني إسرائيل هم من جملة أهل مصر، وقد خرجوا مع موسى مخلّفين أملاكهم العقارية فيها، "فأخرجناهم من جنات وعيون* وكنوز ومقام كريم* كذلك أورثناها بني إسرائيل" (الشعراء/57-59)، "قال: "وإذ أخذنا ميثاقكم لا تسفكون دماءكم ولا تخرجون أنفسكم من دياركم ثم أقررتم وأنتم تشهدون" (البقرة/84)، "يريدان (أي موسى وهرون) أن يخرجاكم من أرضكم بسحرهما" (طه/63)، "يريد (أي موسى) أن يخرجكم من أرضكم بسحره فماذا تأمرون" (الأعراف/110).

حتى في توراتهم ورد في سفر هوشع اصحاح11: " لما كان إسرائيل غلاماً، ومن مصر دعوت ابني" إن بني إسرائيل اندمجوا مع كل المستضعفين الذين التحقوا بموسى هرباً من طغيان فرعون، وهؤلاء شكّلوا ما دعي في القرآن الكريم بقوم موسى، وقد تكررت هذه التسمية.

ولم بكن بنو إسرائيل من الموحدين حين الخروج مع موسى بدليل قوله تعالى: "وجاوزنا ببني إسرائيل البحر فأتوا على قوم يعكفون على أصنام لهم قالوا يا موسى اجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة قال إنكم قوم تجهلون" (الأعراف/138).

"ولقد أرسلنا موسى بآياتنا إلى فرعون وملإه ". (الزخرف/46)

"فما آمن لموسى إلا ذريةً من قومه" (يونس/83)

.وآمن به آخرون كما في الآيات التالية: " وضرب الله مثلاً للذين آمنوا امرأة فرعون إذ قالت رب ابن لي بيتاً في الجنة ونجِّني من فرعون وعمله ونجِّني من القوم الظالمين" (التحريم/11) و " وقال رجل مؤمن من آل فرعون يكتم إيمانه.." (غافر/28) " فألقى السحرة ساجدين * قالوا آمنا برب العالمين * رب موسى وهرون" (الشعراء/46 – 48).

"وأنجينا موسى ومن معه أجمعين".(الشعراء/65)

"ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق وبه يعدلون". (الأعراف/159).

وقد ورد صراحة في القرآن الكريم في الآيات التي أشارت إلى الخروج الموسوي أن من جملة المشاركين بذلك بني إسرائيل المقيمين المتمكنين في مصر.

قال تعالى: "فأخرجناهم من جنات وعيون" (الشعراء/27).

( يلاحظ استعمال لفظ "الخروج" وليس العودة إلى ديارهم الأولى كما يـدّعون).

أما عن مصر فإن ثمة خلافاً في أصوليتها الجغرافية، اعتماداً على أن اسمها في عهد الرسول (ص) كان بلاد القبط بدليل أنه وجه كتاب الدعوة للإيمان إلى المقوقس عظيم القبط ولم يذكر عظبم مصر، وإن الجارية التي ولدت للرسول ابنه إبراهيم كانت تعرف باسم مارية القبطية، ولا تزال مصر الحالية تدعى في اللغات الغربية "إيجبت" تحريفاً من القبط، فهل مصر التوراتية قبل الإسلام ب بألفي سنة هي نفسها مصر الآن؟ أم أن مصر أصلاً هي مفردة أمصار بمعنى بلدان!

هناك تساؤل حول الآية الكريمة التي وردت عقب خروج موسى بقومه وتجاوزه منطقة اضطهادهم وشكواهم من الحاجة المعيشية " وإذ قلتم يا موسى لن نصبر على طعام واحد" فكان اللاتوجيه الإلهي"اهبطوا مصراً فإن لكم ما سألتم" (البقرة/61)، التساؤل هنا:كيف يُفسرالهبوط إلى مصر (بصيغة النكرة) لمن تخلص بشق الأنفس من قهر فرعون مصر ذاتها، وبينما هم متوجهون إلى بلد تفيض عسلاً ولبنا؟ وفي آية ثانية "وأوحينا إلى موسى وأخيه أن تبوءا لقومكما بمصر بيوتاً واجعلوا بيوتكم قبلة.." يونس/87)، ووردت مصرمقرونة باسم فرعون "ونادى فرعون في قومه قال يا قوم أليس لي ملك مصر" (الزخرف/51). ربما كانت كلمة مصر وصفاً وليست علماً، ومن الأمثال المتداولة الآن: (كل ديرة عند أهلها مصر ). هذا الموضوع يبقى بعهدة الباحثين الموضوعيين.

ما هي الغاية من ابتداع اليهود لهذه المقولة

إن أسباب ابتداع مخرجي توراة اليهود لهذه الخرافة هي:

تحقيق الانتساب إلى شخصية تاريخية مرموقة وهو "إبراهيم" وذلك باعتبار إسرائيل هو يعقوب ابن إسحق ابن إبراهيم ومن هنا يحققون الانتساب إلى "سام" الجد الأعلى لابراهيم.

التخصص بوعد الإله لإبراهيم، كما ورد في توراتهم، "لنسلك أعطي هذه الأرض….." الذي ورثه إسحق ويعقوب وأخيراً موسى، وهذا هو منطلق الصهيونية في تبرير احتلال فلسطين بحسبان ذلك عودة لأراضي آبائهم الأقدمين.

الحق في إبعاد السكان شاغلي أراضي أجدادهم (أي الفلسطينيين) والحلول محلهم باعتبار هؤلاء غرباء طارئين على حقوقهم الجغرافية.

إعادة كتابة التاريخ

على ضوء الثوابت المتقدِّمة يمكن تـصحيح التاريخ المتداول عن أصول صهيون ، كما يلي:

ذريتان

(ومن ذرية إبراهيم وإسرائيل)

بعيداً عن خرافة يعقوب ــ إسرائيل الساقطة، كما تقدم.

ومن التدقيق في أسفار توراتهم، حيث يلحظ أن سفر التكوين ينتهي بموت يوسف ليبدأ سفر الخروج بقصة ولادة و نشأة موسى ومسيرة الخروج، وبين هذين الحدثين حوالي خمسة قرون، دون ذكر لاما حدث في هذه الفترة في توراتهم مما يوحي بانقطاع الصلة بين آل يعقوب و قوم موسى ومن ضمنهم ذرية إسرائيل. واستئناساً بالآية االكريمة: "أم تقولون إن إبراهيم و إسماعيل وإسحاق ويعـقوب والأسباط كانوا هوداً أو نصارى قل أأنتم أعلم أم الله ومن أظلم ممن كتم شهادة عنده من الله وما الله بغافل عما تعملون" (البقرة/ 140) والآية التي تلتها مباشرة التي بينت مآل الأسباط (أحفاد يعقوب): "تلك أمة قد خلت لها ما كسبت …"

فإنه يستنتج أن ثمة ذريتان:

الأولى ذرية إبراهيم الآرامية التي تؤول إلى سام بن نوح والتي نشأت في جنوبي شرقي بلاد الرافدين(أور كلدان)، واستقرت في حران شمالي شرقي الرافدين، ومنها انطلق إبراهيم جنوباً نحو بلاد كنعان ثم مصر ثم التغرب في بلاد كنعان فيما يسمى بحبرون أي مدينة الخليل في الضفة الغربية الآن، حيث توالدت ذريته: إسماعـيل وإسحاق ثم يعقوب ثم الأسباط….

الثانية: ذرية إسرائيل وبني إسرائيل

سبق أن بيّنا أن"إسرائيل" وبنيه مستقلون عن الدوحة اليعقوبية أو بالأحرى الإبراهيمية.

وأنهم من المقيمين في مصر أصلاً،

ثم ظهرالقائد النبي موسى الذي كان ملتزماً بعبادة التوحيد، فاتبعه بنو إسرائيل وغيرُهم من المصريين المُوَحِّدين والمستضعفين، ثم كان الارتحال فيما اصطلح عليه بالخروج، وواضح أن تسمية سفر الخروج باللا تينية e xode إنما تعني المغادرة exit والخروج لا يعني العودة إلى مسقط الرأس!

الإسرائيليون استطاعوا غزو الهضبة الوسطى في فلسطين، وتمركزوا في مدينة أورشليم التي كان يسكنها أهلُها اليبوسيون (وهم عرب أصلا وفرع من الكنعانيين) ، ومر عليهم حكم القضاة، ثم حكم الملوك، ومن أشهرهم:

داود وسليمان، ثم انقسموا…..

انقسمت مملكة إسرائيل بعد سليمان:

مملكة إسرائيل في الشمال، وتضم عشر مجموعات ، مركزها السامرة (قرب نابلس اليوم)، انتهت بالسبي الآشوري عام /721/ ق.م. وتشتت المسبيون في أنحاء آشور، ولم يعد لهم ظهور، وسماهم المؤرخون بالأسباط العشرة المفقودة، ولا يزالون….( والأسباط هنا معناها مجموعات كما في الآية "وقطّعناهم أسباطاً أمماً" (الأعراف/160).

مملكة يهوذا في الجنوب، عاصمتها "أورشليم" وتضم مجموعتين نسبتا إلى يهوذا الرئيسية وبنيامين، والتي انتهت بالسبي البابلي (الكلداني ) عام /586/ ق.م.

وبعد السبي البابلي اشتهر هؤلاء باسم اليهود حسب اسم مملكتهم ، وتيمناً باسم يهوذا جدِّ الملكين داود وسليمان.

لما فتح كورش الأخميني الفارسي بلاد بابل (539-538) ق.م، سار في فتوحاته حتى احتل سورية وفلسطين ومن ضمنها أورشليم، فسمح لمن أراد من أسرى نبوخذ نصر البابلي بالرجوع إلى فلسطين. وما أن حل العهد الإغريقي (332) ق.م، حتى خضعوا لحكم أحفاد الاسكندر البطالمة في الجنوب (مصرلا) والسلوقيين (سورية).

في سنة /64/ ق.م بعد تغلغل الرومان واحتلالهم سورية وضمها إلى رومة، في السنة التالية دخل القائد الروماني بومبيي أورشليم، وجعلها تابعة للحاكم الروماني في سورية، وفي سنة /70/ م أودعت القيادة الرومانية في فلسطين إلى تيطوس ، وتمكن من القضاء على تمرد يهودي حينذاك، وأوقع مذبحة مريعة باليهود، وخرّب المدينة، ولاأحرق هيكلها، وذبح كهنته، وأزيل الهيكل من الوجود، وفي سنة /135/ م إثر ثورة بقيادة باركوخيا جرّد الرومان عليهم حملة اجتاحت مواقعهم، وأزالت قلاعهم، وأحرقت قراهم، وحوّل القائد الروماني"إيليوس هادريان" مدينة أورشليم إلى مستعمرة رومانية، وحرّم على اليهود سكناها، وبدّل اسمها إلى "إيليا كبتولينا" وإيليا هو الاسم الأول لهادريان، وقد أسكنت جالية رومانية ويونانية في أورشليم، وأقيم في محل الهيكل معبد للإله "جوبيتر" ، وهذه هي الضربة الأخيرة لليهود في فلسطين، ولم يعد لهم أي كيان فيها طوال العهود التالية.

في عام /636/ م فتح العرب المسلمون بقيادة أبي عبيدة الجرّاح بلاد الشام، ثم دخلوا القدس صلحاً، وكان اسمها لا يزال "إيلياء" ، وقدم الخليفة عمربن الخطاب بناء على رغبة أهلها، وكانت العهدة العمرية المشهورة مع بطركها "صفرونيوس" بالشرط الذي أصرّ عليه أهل القدس وهو (أن لا يساكنها يهود بعد ذلك).

وهكذا ابتدأ عهد الشتات (الدياسبورا) والتسلل الخزري لليهودية، حيث تماهى اليهود مع المتهودين الذين شكلوا الأكثرية، وأخذوا بناصية اليهودية نحو الصهيونية ليبدأ مسلسل جديد في الحراك العالمي.

الخاتمةُ

عودةً إلى العنوان "أصول صهيون" أنتهي إلى أن يهود يهوذا وهم الأقلية الضئيلة في الصهيونية (التي يغلب فيها المتهودون) هم بعض خَـلَـف الإسرائيليين الأوائل بل هم بنسبة الخمس منهم فقط، وأن هؤلاء كانوا جزءاً من قوم موسى في خروجهم من مصر. والأربعة الأخماس منهم (وهم إسرائيليو السامرة) فقد فقدوا نهائياً حسب توراتهم.

وأنه من الثابت أن يعقوب ليس إسرائيل، فلتتعزّز هذه الحقيقة وما يتأسس عليها من نسف لكل التضليل اليهودي الدؤوب.

أما عن مصر التوراتية فتلك قضية تاريخية جغرافية جدلية سبق الإشارة إليها.

أتمنى لو يتنادى علماء الأمة والمؤرخون لإعادة الكتابة الموضوعية في "أصول صهيون" وإشاعة الحقائق واعتبار هذه المبادرة واجباً قومياً في معمعة الغزو الثقافي :

|ذي فكرةٌ جاهَـدْتُ في إظهارِها | وأضعفُ الإيمانِ خيرٌ منْ عَـدَمْ؟|

وهذا تفسير اخر ايضا اخترته :

من هم بني أسرائيل وبالتالي من هو إسرائيل؟
هل هو يعقوب كما يدعي اليهود اليوم؟
نبدأ من قوله تعالى في آل عمران
إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ{33} ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ{34}

فآل ابراهيم وبنص القرآن هم من ذرية نوح أليس كذلك؟
نأتي للآيات التالية من سورة الإسراء أو سورة بني إسرائيل كما كان يسميها الصحابة رضوان الله عليهم

وَآتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ أَلاَّ تَتَّخِذُواْ مِن دُونِي وَكِيلاً{2} ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْداً شَكُوراً{3}
وهنا نلاحظ أمر بغاية الخطورة والأهمية فقد صرح النص القرآني بأن بني أسرائيل هم "ذرية من حملنا مع نوح" فهم ليسو من ذرية نوح وبشكل واضح جلي ولعل هذا هو السبب في أن اليهود في التوراة التي حرفوها يدعون أن من كان في السفينة هم نوح وأولاده فقط ليجعلوا أنفسهم من سلالته وقد ورد في سبع فقرات في التوراة أن نوح ليس معه أحد سوى أولاده بينما ورد عكس ذلك في القرآن الكريم و بسبع مواضع أيضا

حَتَّى إِذَا جَاء أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلاَّ مَن سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلاَّ قَلِيلٌ{40} هود
قِيلَ يَا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلاَمٍ مِّنَّا وَبَركَاتٍ عَلَيْكَ وَعَلَى أُمَمٍ مِّمَّن مَّعَكَ وَأُمَمٌ سَنُمَتِّعُهُمْ ثُمَّ يَمَسُّهُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ{48} هود
فَأَنجَيْنَاهُ وَمَن مَّعَهُ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ{119} الشعراء
فَإِذَا اسْتَوَيْتَ أَنتَ وَمَن مَّعَكَ عَلَى الْفُلْكِ فَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي نَجَّانَا مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ{28} المؤمنون
فَكَذَّبُوهُ فَأَنجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا إِنَّهُمْ كَانُواْ قَوْماً عَمِينَ{64} الأعراف
فَكَذَّبُوهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَمَن مَّعَهُ فِي الْفُلْكِ وَجَعَلْنَاهُمْ خَلاَئِفَ وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُنذَرِينَ{73} يونس

فَأَنجَيْنَاهُ وَأَصْحَابَ السَّفِينَةِ وَجَعَلْنَاهَا آيَةً لِّلْعَالَمِينَ{15} العنكبوت
إذا بني أسرائيل هم ذرية من حملوا مع نوح ونعلم أن نوح سبق ابراهيم بزمان طويل وسبق يعقوب أيضا
أليس كذلك ؟
فمن هو إسرائيل؟ وهل من إشارة له في القرآن الكريم ؟
والله أعلم نعم فقد ورد في سورة المائدة

وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَاناً فَتُقُبِّلَ مِن أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ{27} لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَاْ بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لَأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ{28} إِنِّي أُرِيدُ أَن تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاء الظَّالِمِينَ{29} فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ{30} فَبَعَثَ اللّهُ غُرَاباً يَبْحَثُ فِي الأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَـذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ{31}
فما هي الآية التي تلت القصة مباشرة ؟
مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً وَلَقَدْ جَاءتْهُمْ رُسُلُنَا بِالبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيراً مِّنْهُم بَعْدَ ذَلِكَ فِي الأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ{32}

فلوكان يعقوب هو أسرائيل وهو قد أتى بعد ابني آدم بزمان طويل لأستدعى ذلك التساؤل عن الربط بين الحادثة والحكم الذي نزل اليس الأقرب الربط بين القصة والحكم؟الذي أتى في سياق التعقيب على القصة؟
والقتلة الذين سفكوا الدماء بين قابيل ويعقوب ماحكمهم؟وهم ليسو من بين أسرائيل
فهناك دلالات على أن إسرائيل ليس يعقوب وهو منهم براء وعلى أن قابيل هو إسرائيل
ثانيا – – – ورد في سورة مريم
فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلّاً جَعَلْنَا نَبِيّاً{49}
أُوْلَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ مِن ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَن خَرُّوا سُجَّداً وَبُكِيّاً{58}
يبدو واضحا هنا أن اسم إسرائيل واسم يعقوب هما لشخصين مختلفين ففي سياق واحد ذكر اسم يعقوب واسم إسرائيل فهل
من الممكن أن يكونا شخصا واحدا؟ وقد وردت هنا جملة ممن حملنا مع نوح مرة أخرىللإشارة لإسرائيل
ثالثا – – – ورد في سورة القصص
نَتْلُوا عَلَيْكَ مِن نَّبَإِ مُوسَى وَفِرْعَوْنَ بِالْحَقِّ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ{3} إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعاً يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ{4} وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ{5}
ففرعون جعل أهل مصر شيعا يستضعف طائفة منهم وهم الغرباء بنو يعقوب الذين دخلوا مصر أثناء وجود يوسف بها وكذلك بنو أسرائيل الذين وجدوا في مصر وهذه هي نقطة اللقاء بينهما
ونجد أن القرآن عند الحديث عن الأنبياء وذكر نسبهم لا يذكر أنهم من بني إسرائيل بل يقول تعالى أنهم من آل يعقوب
وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِن وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِراً فَهَبْ لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيّاً{5} يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيّاً{6} مريم

وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِن قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ{6} يوسف
فهؤلاء الأنبياء الذين هم من آل يعقوب وصفهم الله تعالى بالذين أسلموا
إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُواْ لِلَّذِينَ هَادُواْ وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُواْ مِن كِتَابِ اللّهِ وَكَانُواْ عَلَيْهِ شُهَدَاء فَلاَ تَخْشَوُاْ النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلاَ تَشْتَرُواْ بِآيَاتِي ثَمَناً قَلِيلاً وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ{44} المائدة
أي أن هؤلاء الأنبياء المسلمين من آل يعقوب بعثوا للذين هادوا من بني إسرائيل
وانظروا معي إخوتي للآيات التالية
إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ نُوحٌ أَلَا تَتَّقُونَ{106} الشعراء
إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ هُودٌ أَلَا تَتَّقُونَ{124} الشعراء
إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ صَالِحٌ أَلَا تَتَّقُونَ{142} الشعراء
إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ أَلَا تَتَّقُونَ{161} الشعراء
لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ إِنِّيَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ{59} الأعراف
وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُوداً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ أَفَلاَ تَتَّقُونَ{65} الأعراف

وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحاً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءتْكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ هَـذِهِ نَاقَةُ اللّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللّهِ وَلاَ تَمَسُّوهَا بِسُوَءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ{73} الأعراف
وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْباً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءتْكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ فَأَوْفُواْ الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ وَلاَ تَبْخَسُواْ النَّاسَ أَشْيَاءهُمْ وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ{85} الأعراف
وَأُتْبِعُواْ فِي هَـذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلا إِنَّ عَاداً كَفَرُواْ رَبَّهُمْ أَلاَ بُعْداً لِّعَادٍ قَوْمِ هُودٍ{60} وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحاً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُ م مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُّجِيبٌ{61} هود

نلاحظ أن الآيات استعملت لفظ أخاهم عند الحديث عن الأنبياء من نوح إلى ما قبل موسى عليهم السلام وهذا لا نجده عند الحديث عن موسى وهارون وداود وسليمان عليهم السلام بل نجد نسقا آخر للحديث عن الأنبياء الذين أسلموا من آل يعقوب المبعوثين للذين هادوامن بني إسرائيل
وَآتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ أَلاَّ تَتَّخِذُواْ مِن دُونِي وَكِيلاً{2} الإسراء
وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ فَلَا تَكُن فِي مِرْيَةٍ مِّن لِّقَائِهِ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ{23} السجدة
حَقِيقٌ عَلَى أَن لاَّ أَقُولَ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقَّ قَدْ جِئْتُكُم بِبَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ فَأَرْسِلْ مَعِيَ بَنِي إِسْرَائِيلَ{105} الأعراف
وَلَمَّا وَقَعَ عَلَيْهِمُ الرِّجْزُ قَالُواْ يَا مُوسَى ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِندَكَ لَئِن كَشَفْتَ عَنَّا الرِّجْزَ لَنُؤْمِنَنَّ لَكَ وَلَنُرْسِلَنَّ مَعَكَ بَنِي إِسْرَائِيلَ{134} الأعراف
فَأْتِيَا فِرْعَوْنَ فَقُولَا إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ{16} أَنْ أَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ{17} الشعراء
وقال تعالى عند الحديث عن عيسى
لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ{72} المائدة
وَرَسُولاً إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِ اللّهِ وَأُبْرِئُ الأكْمَهَ والأَبْرَصَ وَأُحْيِـي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللّهِ وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ{49} آل عمران
وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءهُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ{6} الصف
ففي هذه الآيات إشارة إلى أن الأنبياء الوارد ذكرهم أرسلوا إلى بني إسرائيل بينما هم ليسو من من بني إسرائيل ويقول تعالى
وَلَقَدْ آتَيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ{16} الجاثية

أي أن الكتاب دفع إلى بني إسرائيل ولم ينزل عليهم بل نزل على موسى ودفع إليهم وكذلك النبوة فلم يكن هناك في بني إسرائيل نبوة لأنها محصورة في ذرية نوح وابراهيم ولكن النبياء أرسلوا إليهم
وأخيرا في سورة البقرة نلاحظ ذكر بني إسرائيل بعد قصة آدم عليه السلام مباشرة فلو فهمنا أن لبني إسرائيل علاقة بأحد ابني آدم يصبح من المفهوم ذكر بني إسرائيل بعد قصة آدم مباشرة
وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ{30} وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَـؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ{31} قَالُواْ سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ{32} قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَآئِهِمْ فَلَمَّا أَنبَأَهُمْ بِأَسْمَآئِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ{33} وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ{34} وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلاَ مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَـذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الْظَّالِمِينَ{35} فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ{36} فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ{37} قُلْنَا اهْبِطُواْ مِنْهَا جَمِيعاً فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ{38} وَالَّذِينَ كَفَرواْ وَكَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا أُولَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ{39} يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُواْ نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُواْ بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ{40} وَآمِنُواْ بِمَا أَنزَلْتُ مُصَدِّقاً لِّمَا مَعَكُمْ وَلاَ تَكُونُواْ أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ وَلاَ تَشْتَرُواْ بِآيَاتِي ثَمَناً قَلِيلاً وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ{41} وَلاَ تَلْبِسُواْ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُواْ الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ{42} وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ وَارْكَعُواْ مَعَ الرَّاكِعِينَ{43} أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ{44} وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ{45} الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلاَقُوا رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ{46} يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُواْ نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ{47} وَاتَّقُواْ يَوْماً لاَّ تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئاً وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلاَ يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ{48} وَإِذْ نَجَّيْنَاكُم مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوَءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءكُمْ وَفِي ذَلِكُم بَلاءٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ{
49}

انتهى

وهذا تفسير وبحث اخر

الإحكام المنهجي للقرآن الكريم فيما يتعلق بأسماء الأنبياء

ورد بالقرآن الكريم الكثير من أسماء الأنبياء والرسل.

وعلى سبيل المثال .. فالأنبياء والرسل الذين ذكروا في القرآن بأسمائهم هم:
محمد (صلى الله عليه وسلم) – نوح – إبراهيم – إسماعيل – إسحق – يعقوب – يوسف – الأسباط – موسى – عيسى – أيوب – يونس – هارون – سليمان – داوود – إدريس – ذا الكفل – إلياس – زكريا – يحيى – إليسع – لوط.

{مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا} (40) سورة الأحزاب

{قُولُواْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ} (136) سورة البقرة

{إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإْسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا} (163) سورة النساء

{وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ كُلاًّ هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِن قَبْلُ وَمِن ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ} (84) سورة الأنعام

{وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا} (56) سورة مريم

{وَإِسْمَاعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا الْكِفْلِ كُلٌّ مِّنَ الصَّابِرِينَ } (85) سورة الأنبياء

{وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِّنَ الصَّالِحِينَ} (85) سورة الأنعام

{وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا وَكُلاًّ فضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ} (86) سورة الأنعام
___________

وصالحون آخرون ذكرهم القرآن الكريم بصفاتهم مثل:

المرسلون إلى أصحاب القرية {وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلاً أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءهَا الْمُرْسَلُونَ} (13) سورة يــس

الخضر عليه السلام {فَوَجَدَا عَبْدًا مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْمًا} (65) سورة الكهف

الرجل الذي جاب مشارق الأرض ومغاربها {وَيَسْأَلُونَكَ عَن ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُم مِّنْهُ ذِكْرًا} (83) سورة الكهف

أصحاب الكهف {أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا} (9) سورة الكهف

سحرة فرعون {فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّدًا قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَى} (70) سورة طـه

مؤمن آل فرعون {وَقَالَ رَجُلٌ مُّؤْمِنٌ مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَن يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءكُم بِالْبَيِّنَاتِ مِن رَّبِّكُمْ وَإِن يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِن يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُم بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ} (28) سورة غافر
__________________

وهناك نساء صالحات ذكرهم الله تعالى بصفاتهن نسبة لأبنائهن أو أزواجهن

امرأة عمران{إِذْ قَالَتِ امْرَأَةُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} (35) سورة آل عمران

أم موسى{وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغًا إِن كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلَا أَن رَّبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} (10) سورة القصص

امرأت فرعون{وَقَالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِّي وَلَكَ لَا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ} (9) سورة القصص

زوجات الرسول عليه الصلاة والسلام{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا} (59) سورة الأحزاب

أما السيدة مريمأم المسيح عليهما السلام فهي الوحيدة التي ذكرها القرآن الكريم باسمها صراحةً {وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ} (12) سورة التحريم
_______________________

وهناك الصالحين الذين ذكرهم القرآن الكريم بأسمائهم مثل:

لقمان {وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} (13) سورة لقمان

عمران {إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ} (33) سورة آل عمران

زيد {وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا } (37) سورة الأحزاب

إسرائيل {كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلاًّ لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلاَّ مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ مِن قَبْلِ أَن تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ قُلْ فَأْتُواْ بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } (93) سورة آل عمران

ومن خلال تدبر آيات القرآن الكريم سنجد أن القرآن قد تعامل مع أسماء وأعلام الأنبياء بثلاثة طرق:

الأولى:

ذكر النبي باسم العلم فقط لا غير دون أن يكنى بصفة من صفاته.

وذلك مثل إبراهيم عليه السلام الذي لم يذكره القرآن إلا بإبراهيم منذ أن كان فتىً صغيراً وذلك في قوله تعالى:

{قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ} (60) سورة الأنبياء

وكذلك مثل يعقوب عليه السلام الذي سمَّاه الله تعالى يعقوب قبل مولده بل وقبل مولد أبيه إسحق في بشارة الملائكة لإبراهيم في قوله تعالى:

{وَامْرَأَتُهُ قَآئِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَقَ وَمِن وَرَاء إِسْحَقَ يَعْقُوبَ} (71) سورة هود

بل وظل يعقوب يحمل نفسه الاسم دون كنية أو صفة حتى قبيل مماته في قوله تعالى:

{أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاء إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي قَالُواْ نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ} (133) سورة البقرة

بل والأكثر من ذلك أن يعقوب عليه السلام ظل محتفظاً باسمه يعقوب حتى بعد مماته بأجيال متعاقبة في عهد زكريا عليه السلام وذلك في قوله تعالى:

{يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا} (6) سورة مريم

وغيرهم من الأنبياء الذين لم يذكرهم القرآن الكريم إلا بأعلامهم فقط في كافة المواضع دون استعمال أية كنية مثل:
إدريس – زكريا – أيوب – يوسف – ذا الكفل … وغيرهم

الثانية:

ذكر النبي باسم العلم وصفة من صفاته أو كنية من كنيته , ولكن هذا يتم وفقاً للمنهجية التالية:

أولاً : لابد وأن تدل الصفة أو الكنية على هذا النبي الكريم.

ثانياً : يقترن كل من اسم العلم منفرداً والكنية أو الصفة منفردة بقرائن تؤكد وحدة العلم وكنيته أو صفته بيقين لا يحتمله شك ولا تأويل.

ثالثاً : في نفس السورة إذا ذكر اسم العلم لا تذكر الكنية وإذا ذكرت الكنية لا يذكر اسم العلم.

وعلى سبيل المثال:
إذا أخذنا النبي إسحق عليه السلام كمثال لوجدنا أنه ذكر باسمه العلم (إسحق) في مواضع عدة في القرآن الكريم , وبصفة من صفاته (غلام عليم) في مواضع أخرى , وهذا وفقاً للمنهجية السابقة كما يلي:

فالسور التي ذكر فيها نبي الله (إسحق) بالاسم لم يذكر فيها بعد ذلك بصفة من صفاته أو كنيته مثل السور التالية:

{أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاء إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي قَالُواْ نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ} (133) سورة البقرة

{قُلْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ} (84) سورة آل عمران

{إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإْسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا} (163) سورة النساء

{وَامْرَأَتُهُ قَآئِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَقَ وَمِن وَرَاء إِسْحَقَ يَعْقُوبَ} (71) سورة هود

{وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ كُلاًّ هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِن قَبْلُ وَمِن ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ} (84) سورة الأنعام

{وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَآئِي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ مَا كَانَ لَنَا أَن نُّشْرِكَ بِاللّهِ مِن شَيْءٍ ذَلِكَ مِن فَضْلِ اللّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَشْكُرُونَ} (38) سورة يوسف

{الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاء} (39) سورة إبراهيم

{فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلًّا جَعَلْنَا نَبِيًّا} (49) سورة مريم

{وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً وَكُلًّا جَعَلْنَا صَالِحِينَ} (72) سورة الأنبياء

{وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ وَآتَيْنَاهُ أَجْرَهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ } (27) سورة العنكبوت

{وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَقَ نَبِيًّا مِّنَ الصَّالِحِينَ} (112) سورة الصافات

فكافة السور السابقة وهي (البقرة – آل عمران – النساء – الأنعام – هود – يوسف – إبراهيم – مريم – الأنبياء – العنكبوت – الصافات) ذكر فيها إسحق عليه السلام باسمه العلم (إسحق) فقط لا غير دون الإشارة إليه بأي صفة من صفاته أو كنية من كنيته في أي موضع آخر من تلك الصور.

ولكن في نفس الوقت سنجد أن وصف القرآن إسحق عليه السلام بالغلام العليم قد ورد في الآيات التالية:

{قَالُواْ لاَ تَوْجَلْ إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ عَلِيمٍ} (53) سورة الحجر

{فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُوا لَا تَخَفْ وَبَشَّرُوهُ بِغُلَامٍ عَلِيمٍ } (28) سورة الذاريات

فوصف إسحق عليه السلام بأنه (غلام عليم) ورد في سورتي الحجر والذاريات , ولم يرد في أي موضع من مواضع تلك السور ذكره باسمه العلم (إسحق).

وكذلك لوجدنا أن الآية التي ذكرته بالغلام العليم قد حفت بها قرائن تؤكد بيقين لا يشوبه شك أن هذا الغلام العليم هو إسحق عليه السلام وليس أحد غيره.

فبمقارنة الآيات التي ورد فيها ذكر بشارة الملائكة لإبراهيم عليه السلام وزوجه قبيل الذهاب لقوم لوط بالغلام العليم في سورتي الذاريات والحجر , مع الآية التي وردت في سورة هود عن بشارة الملائكة لإبراهيم وزوجه قبيل الذهاب لقوم لوط بإسحق , سيتأكد لنا أن الغلام العليم هو إسحق وليس أحد غيره.
________
وكذلك إذا أخذنا نبي الله يونس عليه السلام كمثال , لوجدنا أن القرآن الكريم قد تحدث عنه باسمه العلم (يونس) وبكنيتين من كنيته وهما (صاحب الحوت – ذا النون)

فأما عن ذكره اسم العلم يونس:

{إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإْسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا} (163) سورة النساء

{وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا وَكُلاًّ فضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ} (86) سورة الأنعام

{فَلَوْلاَ كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلاَّ قَوْمَ يُونُسَ لَمَّآ آمَنُواْ كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الخِزْيِ فِي الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ} (98) سورة يونس

{وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ} (139) سورة الصافات

وأما عن صاحب الحوت:

{فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تَكُن كَصَاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نَادَى وَهُوَ مَكْظُومٌ} (48) سورة القلم

{وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ} (87) سورة الأنبياء

وبتطبيق المنهجية السابقة على ما ورد بشأن نبي الله يونس عليه السلام وكنيتيه لوجدنا ما يلي:

أولاً : السور التي ورد فيها اسم العلم (يونس) وهي (النساء – الأنعام – يونس – الصافات) لم يرد في أي موضع آخر منها أياًَ من كنيتيه (صاحب الحوت) و (ذا النون).

ثانياً : السورة التي ذكرت فيها إحدى كنيتيه (صاحب الحوت) وهي (سورة القلم) لم يرد في أي موضع آخر منها اسم العلم (يونس) أو الكنية الأخرى (ذا النون).

ثالثاً : السورة التي ذكرت فيها الكنية الأخرى (ذا النون) وهي (سورة الأنبياء) لم يرد في أي موضع آخر منها اسم العلم (يونس) أو الكنية الأخرى (صاحب الحوت)

رابعاً : حف ذكر اسم العلم (يونس) وكنيتيه (صاحب الحوت) و (ذا النون) في القرآن الكريم بقرائن تؤكد بيقين لا يشوبه شك أنهم شخص واحد وذلك في وصفه يونس عليه السلام في سورة الصافات في قوله تعالى:

وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (139) إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ (140) فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ (141) فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ (142) فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ (143) لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (144) فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ سَقِيمٌ (145) وَأَنْبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ (146) وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِئَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ (147) فَآَمَنُوا فَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ (148)

فنجد القرائن التي تحف بيونس عليه السلام هنا هي:
1- الفلك
2- الحوت
3- التسبيح
4- النجاة والنبذ في العراء
5- الاجتباء والإرسال

وإذا نظرنا إلى الآية التي ورد فيها ذكر صاحب الحوت في قوله تعالى في سورة القلم:

فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تَكُنْ كَصَاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نَادَى وَهُوَ مَكْظُومٌ (48) لَوْلَا أَنْ تَدَارَكَهُ نِعْمَةٌ مِنْ رَبِّهِ لَنُبِذَ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ مَذْمُومٌ (49) فَاجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَجَعَلَهُ مِنَ الصَّالِحِينَ (50)

فنجد القرائن التي تحف بصاحب الحوت هنا:
1- الحوت
2- الضجر واليأس (مكظوم)
3- التسبيح
4- النبذ في العراء
5- الاجتباء

وإذا نظرنا للآية التي ورد فيها ذكر ذا النون في سورة الأنبياء:

وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ (87) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ (88)

فنجد القرائن التي تحف بذي النون هنا:
1- الحوت (النون)
2- الضجر والغضب (مغاضباً)
3- التسبيح (النداء في الظلمات)
4- النجاة والاجتباء

وبوضع هذه الآيات بجوار بعضها بعضاً لاستطعت القول مصيباً غير مخطئ أنها جميعها تشير إلى نفس الشخص بيقين لا يشوبه شك , ودون الحاجة إلى أي إثبات أو دليل من السنة المطهرة والأحاديث المشرفة التي تتحدث عن يونس بن متى صاحب الحوت وذي النون.
_____________
الثالثة:

ذكر النبي باسمين علم وليس اسماً واحداً.
وهذا لم يحدث إلا للنبي صلى الله عليه وسلم فقط لا غير.
حيث أنه ذكر بالكنية في موضع , وباسم محمد في مواضع , وباسم أحمد في موضع آخر.

ولكن هذا تم في القرآن الكريم وفقاً لنفس المنهجية السابقة تماماً كالتالي:

فقد ذكر بكنيته النبي الأمي مرتين في سورة الأعراف:

الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آَمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (157)

قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآَمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (158)

ولم يذكر في سورة الأعراف أي اسم من أسمائه العلم (محمد – أحمد) في أي موضع منها.

وذكر الرسول عليه الصلاة والسلام باسمه العلم (محمد) في المواضع التالية:

{وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ} (144) سورة آل عمران

{مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا} (40) سورة الأحزاب

{وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ} (2) سورة محمد

{مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا} (29) سورة الفتح

ولم يذكر في أي من السور السابقة (آل عمران – الأحزاب – محمد – الفتح) أية كنية أخرى من كنيته في أي موضع آخر من مواضع تلك السور.

أما اسم العلم (أحمد) فلم يذكر إلا مرة واحدة في سورة مريم.

{وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءهُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ} (6) سورة الصف

ولم يأت في أي موضع آخر في سورة مريم ذكر لاسم العلم (محمد) أو كنية أخرى للرسول عليه الصلاة والسلام.
______
بل وحف اسم العلم أحمد و محمد بقرائن تدل على انهما شخص واحد بحيث لا يستطيع أحد القول بأنهما شخصان مختلفات وذلك في قوله تعالى:

{الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} (157) سورة الأعراف

وكذلك الحديث الصحيح الصريح للرسول عليه الصلاة والسلام الذي لم يضعفه أحد والذي يقول فيه أنه ليس بينه وبين ابن مريم رسول.
وهذا يعني أن أحمد هو محمد.

كما أن اسمي العلم أحمد و محمد مشتقان من نفس الجذر (ح – م – د).
___________
وبالتالي نستنتج مما سبق أن ورود اسم العلم لنبي مع كنيته في نفس السورة يخالف منهاج القرآن الكريم في التعامل مع أسماء الأنبياء.

وورد كذلك أن أي نبي ليس له إلا اسم علم واحد فقط لا غير باستثناء الرسول عليه الصلاة والسلام (مع الوضع في الاعتبار أن اسمي العلم أحمد ومحمد من نفس الجذر (ح – م – د)
________

فإذا أردنا تطبيق منهجية القرآن الكريم السابق ذكرها في التعامل مع أسماء الأنبياء فيما يتعلق بكل من يعقوب وإسرائيل لوجدنا التالي:

أولاً:
سنجد أن ذكر "إسرائيل" منفرداً لم يأت في القرآن الكريم سوى مرتين فقط لا غير , الأولى في سورة آل عمران و الثانية في سورة مريم كما يلي:

{كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلاًّ لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلاَّ مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ مِن قَبْلِ أَن تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ قُلْ فَأْتُواْ بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } (93) سورة آل عمران

{أُوْلَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ مِن ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَن خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا*} (58) سورة مريم

والغريب أننا لو نظرنا لكل سورة من هاتين السورتين اللتين ذكر فيهما اسم "إسرائيل" منفرداً لوجدنا أن كل سورة منهم اشتملت كذلك على اسم "يعقوب" هو الآخر منفرداً ومقترناً بإبراهيم وإسحق ويعقوب عليهم السلام كما يلي بيانه:

ففي سورة آل عمران

سنجد أنه تم ذكر يعقوب عليه السلام كأحد النبيين بالآية رقم 84 مقترناً بإبراهيم وإسحق ويعقوب والأسباط وباقي النبيين كواحد منهم , ولا توجد أدنى إشارة إلى أنه هو إسرائيل وذلك في قوله تعالى:

{قُلْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ} (84) سورة آل عمران

بل وفي نفس السورة سنجد أن إسم "إسرائيل" قد ورد هو أيضاً بعده بالآية رقم 93 مخالفاً بذلك منهجية القرآن الكريم في التعامل مع أعلام الأنبياء – في حالة افتراض أنهما شخصاً واحداً – والتي ذكرتها بالتفصيل والإثبات بعدم تناول نفس السورة لاسم النبي وكنيته أو صفته بحيث إذا حوت سورة اسم العلم لنبي لا تذكر فيها كنيته أو صفته , وإذا حوت السورة كنيته لا تذكر فيها صفته أو اسمه وذلك في قوله تعالى:

{كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلاًّ لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلاَّ مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ مِن قَبْلِ أَن تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ قُلْ فَأْتُواْ بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } (93) سورة آل عمران
________________
وفي سورة مريم:

سنجد أن ما حدث في سورة آل عمرن قد تكرر في سورة مريم وكأن الله تعالى يوجه رسالة لأولي الألباب بأن يعقوب وإسرائيل ليسا شخصاً واحداً.
فسنجد أنه قد ورد اسم "يعقوب" مرتين بسورة مريم في قوله تعالى:

{يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا} (6) سورة مريم

{فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلًّا جَعَلْنَا نَبِيًّا} (49) سورة مريم

ثم ورد بعد ذلك اسم "إسرائيل" مرة واحدة بنفس السورة مخالفاً بذلك منهجية القرآن الكريم في التعامل مع أعلام الأنبياء – في حالة افتراض أنهما شخصاً واحداً – والتي ذكرتها بالتفصيل والإثبات بعدم تناول نفس السورة لاسم النبي وكنيته أو صفته بحيث إذا حوت سورة اسم العلم لنبي لا تذكر فيها كنيته أو صفته , وإذا حوت السورة كنيته لا تذكر فيها صفته أو اسمه , وذلك في قوله تعالى:

{أُوْلَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ مِن ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَن خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا*} (58) سورة مريم

بل والغريب أننا سنجد أن الموقف الذي تناول "إسرائيل" متعلق بأمر لم يذكر عن يعقوب عليه السلام أبداً في أي ذكر له بالقرآن الكريم ألا وهو تحريم أنواع معينة من الطعام على نفسه , واتباع أبنائه له في هذا التحريم.
ومن صفات النبي هو عدم تحريم أي أمر على نفسه من تلقاء نفسه لأنه نبي موحى إليه من الله تعالى.

وقد عاتب الله سبحانه وتعالى الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام في موقف يتعلق بزواجه في آيات الذكر الحكيم في قوله تعالى:

{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} (1) سورة التحريم
__________________

ثانياً:
إذا نظرنا للموقف الذي ذكر فيه يعقوب كأحد الأنبياء في هذه السورة مقترناً بإبراهيم وإسحق , سنجد في كل مواضع القرآن الكريم من أوله لآخره أن النبي الذي ذكر مقروناً بإبراهيم وإسحق والأسباط هو يعقوب عليه السلام فقط لا غير وليس إسرائيل وذلك في قوله تعالى بالآيات الكريمة:

{وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إَلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ} (132) سورة البقرة

{أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاء إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي قَالُواْ نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ} (133) سورة البقرة

{قُولُواْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ} (136) سورة البقرة

{أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطَ كَانُواْ هُودًا أَوْ نَصَارَى قُلْ أَأَنتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللّهُ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَتَمَ شَهَادَةً عِندَهُ مِنَ اللّهِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ} (140) سورة البقرة

{قُلْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ} (84) سورة آل عمران

{إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإْسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا} (163) سورة النساء

{وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ كُلاًّ هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِن قَبْلُ وَمِن ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ} (84) سورة الأنعام

{وَامْرَأَتُهُ قَآئِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَقَ وَمِن وَرَاء إِسْحَقَ يَعْقُوبَ} (71) سورة هود

{وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِن قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَقَ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} (6) سورة يوسف

{وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَآئِي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ مَا كَانَ لَنَا أَن نُّشْرِكَ بِاللّهِ مِن شَيْءٍ ذَلِكَ مِن فَضْلِ اللّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَشْكُرُونَ} (38) سورة يوسف

{فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلًّا جَعَلْنَا نَبِيًّا} (49) سورة مريم

{وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً وَكُلًّا جَعَلْنَا صَالِحِينَ} (72) سورة الأنبياء
____________
فهل يعقل أن يكون إسرائيل هو يعقوب في نفس الوقت الذي لم يذكر فيه إسرائيل ولا مرة واحدة في أي آية من الآيات السابقة كابن لإسحق وحفيد لإبراهيم عليهم السلام ؟؟؟!!!

هل يعقل أن نعتبر أن كل من يعقوب وإسرائيل شخصاً واحداً في الوقت الذي لم يذكر فيه القرآن الكريم آية واحدة يقول فيها: إبراهيم وإسحق وإسرائيل والأسباط ؟؟

وفي الوقت الذي لم يرد ذكر اسم "إسرائيل" ولو مرة واحدة في سورة يوسف بدلاً من يعقوب ؟؟

وفي الوقت الذي لم يذكر فيه القرآن الكريم من أوله لآخره قرينة واحدة يمكن من خلالها الربط بين يعقوب وإسرائيل ؟؟

هل هذا يعقل يا أولي الألباب ؟؟
____________

ثالثاً:

وإذا نظرنا للمواضع التي ذكر فيها إسرائيل سواء كان منفرداً أو من خلال مخاطبة بني إسرائيل لوجدناها ما يلي:

{يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُواْ نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُواْ بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ} (40) سورة البقرة

{يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُواْ نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ} (47) سورة البقرة

{وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لاَ تَعْبُدُونَ إِلاَّ اللّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنكُمْ وَأَنتُم مِّعْرِضُونَ} (83) سورة البقرة

{يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُواْ نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ} (122) سورة البقرة

{سَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَمْ آتَيْنَاهُم مِّنْ آيَةٍ بَيِّنَةٍ وَمَن يُبَدِّلْ نِعْمَةَ اللّهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُ فَإِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} (211) سورة البقرة

{أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلإِ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ مِن بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُواْ لِنَبِيٍّ لَّهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُّقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِن كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلاَّ تُقَاتِلُواْ قَالُواْ وَمَا لَنَا أَلاَّ نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِن دِيَارِنَا وَأَبْنَآئِنَا فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْاْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ} (246) سورة البقرة

{وَرَسُولاً إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللّهِ وَأُبْرِئُ الأكْمَهَ والأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللّهِ وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ} (49) سورة آل عمران

{كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلاًّ لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلاَّ مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ مِن قَبْلِ أَن تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ قُلْ فَأْتُواْ بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } (93) سورة آل عمران

{مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا وَلَقَدْ جَاء تْهُمْ رُسُلُنَا بِالبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم بَعْدَ ذَلِكَ فِي الأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ} (32) سورة المائدة

{لَقَدْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَأَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ رُسُلاً كُلَّمَا جَاءهُمْ رَسُولٌ بِمَا لاَ تَهْوَى أَنْفُسُهُمْ فَرِيقًا كَذَّبُواْ وَفَرِيقًا يَقْتُلُونَ} (70) سورة المائدة

{لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ} (72) سورة المائدة

{لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ} (78) سورة المائدة

{إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوتَى بِإِذْنِي وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ إِنْ هَذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ} (110) سورة المائدة

{حَقِيقٌ عَلَى أَن لاَّ أَقُولَ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقَّ قَدْ جِئْتُكُم بِبَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ فَأَرْسِلْ مَعِيَ بَنِي إِسْرَائِيلَ} (105) سورة الأعراف

{وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لا إِلِهَ إِلاَّ الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَاْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ} (90) سورة يونس

{وَلَقَدْ بَوَّأْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ مُبَوَّأَ صِدْقٍ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ فَمَا اخْتَلَفُواْ حَتَّى جَاءهُمُ الْعِلْمُ إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُواْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ} (93) سورة يونس

{وَآتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ أَلاَّ تَتَّخِذُواْ مِن دُونِي وَكِيلاً} (2) سورة الإسراء

{وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا} (4) سورة الإسراء

{وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى تِسْعَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ فَاسْأَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِذْ جَاءهُمْ فَقَالَ لَهُ فِرْعَونُ إِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا مُوسَى مَسْحُورًا} (101) سورة الإسراء

{وَقُلْنَا مِن بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُواْ الأَرْضَ فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا} (104) سورة الإسراء

{أُوْلَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ مِن ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَن خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا*} (58) سورة مريم

{فَأْتِيَاهُ فَقُولَا إِنَّا رَسُولَا رَبِّكَ فَأَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا تُعَذِّبْهُمْ قَدْ جِئْنَاكَ بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكَ وَالسَّلَامُ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى} (47) سورة طـه

{يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ قَدْ أَنجَيْنَاكُم مِّنْ عَدُوِّكُمْ وَوَاعَدْنَاكُمْ جَانِبَ الطُّورِ الْأَيْمَنَ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى} (80) سورة طـه

{قَالَ يَا ابْنَ أُمَّ لَا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلَا بِرَأْسِي إِنِّي خَشِيتُ أَن تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي} (94) سورة طـه

{أَنْ أَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ } (17) سورة الشعراء

{وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّهَا عَلَيَّ أَنْ عَبَّدتَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ} (22) سورة الشعراء

{كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا بَنِي إِسْرَائِيلَ} (59) سورة الشعراء
____________________
فهل يعقل أن يكون إسرائيل هو يعقوب في نفس الوقت الذي لم يذكر فيه يعقوب ولا مرة واحدة في أي آية من الآيات السابقة التي تخاطب بني إسرائيل على لسان موسى أو عيسى بقولها يا بني يعقوب ولو لمرة واحدة ؟؟؟!!!

هل يعقل أن نعتبر أن كل من يعقوب وإسرائيل شخصاً واحداً في الوقت الذي لم يذكر فيه القرآن الكريم آية واحدة موجهة كخطاب من الله تعالى لبني إسرائيل في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام يقول فيها: يا بني يعقوب ؟؟

وفي الوقت الذي لم يذكر فيه القرآن الكريم من أوله لآخره قرينة واحدة يمكن من خلالها الربط بين يعقوب وإسرائيل ؟؟

هل هذا يعقل يا أولي الألباب يا أصحاب البصيرة ؟؟

رابعاً:

لم يرد نص واحد في القرآن الكريم يذكر إسرائيل على أنه نبي.
بل أن النص الذي ورد فيه تحريم إسرائيل الطعام على نفسه يشير إلى أنه ليس بنبي.
لأن النبي لا يملك أن يحرم أو يحلل من تلقاء نفسه.
ولأن يعقوب عليه السلامكان يتبع ملة إبراهيم حنيفاً التي بها ما هو حلال وما هو حرام ولم يكن بحاجة إلى أن يحلل أو يحرم.

ولم يحدث وأن تم إدراج "إسرائيل" كواحد من الأنبياء ومعطوفاً عليهم مثل يعقوب عليه السلام , ,الآية رقم 58 التي وردت بسورة مريم لم يذكر فيها إسرائيل كنبي وإنما كرأس ذرية لبعض الأنبياء الذين ذكروا في أول السورة مثله في ذلك مثل من حمل الله تعالى مع نوح.
فلم يقل أحد أن من حملهم الله تعالى مع نوح كانوا أنبياء !!

ولا يوجد نص واحد في القرآن الكريم ورد على لسان كل أنبياء بني إسرائيل بدءاً من موسى وكل نبي جاء بعده حتى عيسى عليه السلام يخاطب بني إسرائيل إلا بقوله يا بني إسرائيل , ولم يحدث وأن خاطبهم أحد بقوله يا بني يعقوب ولو لمرة واحدة !!

بل أننا سنجد عكس ذلك تماماً في سورة يوسف , فنجد أنه لا يوجد أي ذكر مطلقاً لإسرائيل في هذه الآية , بل أن يعقوب علي السلام لم يسم نفسه بإسرائيل في حديثه لابنه يوسف في قوله تعالى:

{وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِن قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَقَ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} (6) سورة يوسف

وكذلك يوسف عليه السلام أشار إلى آبائه إبراهيم وإسحق ويعقوب ولم يقل إسرائيل في حديثه لصاحبي السجن وذلك في قوله تعالى:

{وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَآئِي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ مَا كَانَ لَنَا أَن نُّشْرِكَ بِاللّهِ مِن شَيْءٍ ذَلِكَ مِن فَضْلِ اللّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَشْكُرُونَ} (38) سورة يوسف

بل أننا سنجد أن أول ذكر لبني إسرائيل في القرآن الكريم تاريخياً كان في كلام الله تعالى لموسى عليه السلام في قوله تعالى:

{فَأْتِيَاهُ فَقُولَا إِنَّا رَسُولَا رَبِّكَ فَأَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا تُعَذِّبْهُمْ قَدْ جِئْنَاكَ بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكَ وَالسَّلَامُ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى} (47) سورة طـه

ولم يرد لبني إسرائيل في القرآن الكريم من الناحية التاريخية أي ذكر قبل ذلك إلا وهم في مصر يذوقون ويلات العذاب من آل فرعون.

لم يذكر أي شيء عن إسرائيل في عهد يعقوب ولا يوسف مطلقاً.

فهل يعقل بعد كل ذلك أن ندعي أن إسرائيل هو يعقوب يا أولي الألباب ؟؟

بل وهل يعقل ألا يشير موسى أو عيسى إلى إبراهيم أو إسحق أو يعقوب مطلقاً كما كان يفعل يوسف عليه السلام إذا فرضنا أن يعقوب وإسرائيل شخصاً واحداً ؟؟
__________

نعود الآن ليعقوب عليه السلام ونطرح التساؤلات التالية:
1)من الذي أسماه "يعقوب" ؟؟
2)ومتى تمت التسمية ؟؟
3)وما دلالة اسم "يعقوب"
4)وهل تغير اسمه قبل مماته أو بعده ؟؟

والحقيقة أن القرآن الكريم يجيب على كافة الأسئلة السابقة بإجابات صريحة شافية تختلف عن تلك الإجابات التي وردت بأساطير سفر التكوين بالعهد القديم كما يلي بيانه:

الرواية التي ذكرت بسفر التكوين عن مولد يعقوب بالترجمة العربية المشتركة هي:

مولد عيسو ويعقوب
19وَهَذَا سِجِلُّ مَوَالِيدِ إِسْحقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ. أَنْجَبَ إِبْرَاهِيمُ إِسْحقَ. 20وَكَانَ إِسْحقُ فِي الأَرْبَعِينَ مِنْ عُمْرِهِ عِنْدَمَا تَزَوَّجَ رِفْقَةَ بِنْتَ بَتُوئِيلَ الأَرَامِيِّ مِنْ سَهْلِ أَرَامَ، وَأُخْتَ لاَبَانَ الأَرَامِيِّ. 21وَصَلَّى إِسْحقُ إِلَى الرَّبِّ مِنْ أَجْلِ امْرَأَتِهِ لأَنَّهَا كَانَتْ عَاقِراً، فَاسْتَجَابَ لَهُ الرَّبُّ، فَحَمَلَتْ رِفْقَةُ زَوْجَتُهُ. 22وَإِذْ تَصَارَعَ الطِّفْلاَنِ فِي بَطْنِهَا قَالَتْ: «إِنْ كَانَ الأَمْرُهَكَذَا فَمَا لِي وَالْحَبَلُ؟» وَمَضَتْ لِتَسْتَفْهِمَ مِنَ الرَّبِّ 23فَقَالَ لَهَا الرَّبُّ: «فِي أَحْشَائِكِ أُمَّتَانِ، يَتَفَرَّعُ مِنْهُمَا شَعْبَانِ. شَعْبٌ يَسْتَقْوِي عَلَى شَعْبٍ، وَكَبِيرٌ يُسْتَعْبَدُ لِصَغِيرٍ».
24وَعِنْدَمَا اكْتَمَلَتْ أَيَّامُهَا لِتَلِدَ إِذَا فِي أَحْشَائِهَا تَوْأَمَانِ. 25فَخَرَجَ الأَوَّلُ مَكْسُوّاً بِالشَّعْرِ وَكَأَنَّهُ يَرْتَدِي فَرْوَةً حَمْرَاءَ، فَدَعَوْهُ عِيسُو (وَمَعْنَاهُ أَشْعَرُ). 26ثُمَّ خَرَجَ أَخُوهُ وَيَدُهُ قَابِضَةٌ عَلَى عَقِبِ عِيسُو فَدَعَوْهُ يَعْقُوبَ (وَمَعَنَاهُ مُتَعَقِّبٌ). وَكَانَ إِسْحقُ فِي السِّتِّينَ مِنْ عُمْرِهِ عِنْدَمَا أَنْجَبَتْهُمَا لَهُ رِفْقَةُ.

ويتضح من الرواية السابقة في جملة:

26ثُمَّ خَرَجَ أَخُوهُ وَيَدُهُ قَابِضَةٌ عَلَى عَقِبِ عِيسُو فَدَعَوْهُ يَعْقُوبَ (وَمَعَنَاهُ مُتَعَقِّبٌ).

أن الذي أطلق عليه اسم يعقوب هم مجهولون غير معروفي الهوية , فقد تكون القابلة (الداية) أو مجموعة من النسوة اللاتي حضرن ولادته أو أي شخص آخر.

أما تسميته باسم "يعقوب" وفقاً للرواية السابقة فقد كان بعد مولده.

أما مناسبة التسمية في رأي كاتب سفر التكوين فلأنه خرج من رحم أمه قابضاً بيده على عقب عيسو فدعوه يعقوب.

أما بخصوص تغيير اسمه , فذكر سفر التكوين تلك الرواية التي تتحدث عن صراع يعقوب مع الله وتسميته بإسرائيل كما يلي:

يعقوب يصارع في فنيئيل
22ثُمَّ قَامَ فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ وَصَحِبَ مَعَهُ زَوْجَتَيْهِ وَجَارِيَتَيْهِ وَأَوْلاَدَهُ الأَحَدَ عَشَرَ، وَعَبَرَ بِهِمْ مَخَاضَةَ يَبُّوقَ، 23وَلَمَّا أَجَازَهُمْ وَكُلَّ مَا لَهُ عَبْرَ الْوَادِي، 24وَبَقِيَ وَحْدَهُ، صَارَعَهُ إِنْسَانٌ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ. 25وَعِنْدَمَا رَأَى أَنَّهُ لَمْ يَتَغَلَّبْ عَلَى يَعْقُوبَ، ضَرَبَهُ عَلَى حُقِّ فَخْذِهِ، فَانْخَلَعَ مِفْصَلُ فَخْذِ يَعْقُوبَ فِي مُصَارَعَتِهِ مَعَهُ. 26وَقَالَ لَهُ: «أَطْلِقْنِي، فَقَدْ طَلَعَ الْفَجْرُ». فَأَجَابَهُ يَعْقُوبُ: «لاَ أُطْلِقُكَ حَتَّى تُبَارِكَنِي». 27فَسَأَلَهُ: «مَا اسْمُكَ؟» فَأَجَابَ: «يَعْقُوبُ». 28فَقَالَ: «لاَ يُدْعَى اسْمُكَ فِي مَا بَعْدُ يَعْقُوبَ، بَلْ إِسْرَائِيلَ (وَمَعْنَاهُ: يُجَاهِدُ مَعَ اللهِ)، لأَنَّكَ جَاهَدْتَ مَعَ اللهِ وَالنَّاسِ وَقَدَرْتَ». 29فَسَأَلَهُ يَعْقُوبُ: «أَخْبِرْنِي مَا اسْمُكَ؟» فَقَالَ: «لِمَاذَا تَسْأَلُ عَنِ اسْمِي؟» وَبَارَكَهُ هُنَاكَ.
30وَدَعَا يَعْقُوبُ اسْمَ الْمَكَانِ فَنِيئِيلَ (وَمَعْنَاهُ: وَجْهُ اللهِ) إِذْ قَالَ: «لأَنِّي شَاهَدْتُ اللهَ وَجْهاً لِوَجْهٍ وَبَقِيتُ حَيّاً». 31وَمَا إِنْ عَبَرَ فَنُوئِيلَ حَتَّى أَشْرَقَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ فَسَارَ وَهُوَ عَارِجٌ مِنْ فَخْذِهِ 32لِذَلِكَ يَمْتَنِعُ بَنُو إِسْرَائِيلَ عَنْ أَكْلِ عِرْقِ النَّسَا الَّذِي عَلَى حُقِّ الْفَخْذِ إِلَى هَذَا الْيَوْمِ، لأَنَّ الرَّجُلَ ضَرَبَ حُقَّ فَخْذِ يَعْقُوبَ عَلَى عِرْقِ النَّسَا.

وأعتقد أن تلك الرواية البلهاء السابقة ليست بحاجة إلى تعقيب !
________
أما بخصوص ما ورد بالقرآن الكريم.

فالذي أسماه يعقوب هو الله تعالى وليس شخص آخر سواء كانت القابلة أو أولئك النسوة المجهولين الذين شهدوا ولادة يعقوب وفقاً للرواية التوراتية , وذلك في قوله تعالى:

{وَامْرَأَتُهُ قَآئِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَقَ وَمِن وَرَاء إِسْحَقَ يَعْقُوبَ} (71) سورة هود
________________
أما عن بدء التسمية فقد كانت قبل مولد أبيه إسحق عندما جاءت الملائكة بالبشارة لإبراهيم عليه السلام , وليس بعد مولده كما ذكرت الرواية التوراتية.
________________
أما عن دلالة اسم يعقوب عليه السلام فهو اسم بلسان عربي باللغة الآرامية من الجذر (ع ق ب) يعني "يلي" , وقد جاءت مناسبته لأنه عقب أباه إسحق وليس لأنه كان يضم كفه على عقب أخيه عيسو كما ذكرت الرواية التوراتية , وذلك في قوله تعالي:

{وَامْرَأَتُهُ قَآئِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَقَ وَمِن وَرَاء إِسْحَقَ يَعْقُوبَ} (71) سورة هود

ومن الواضح والجلي أن جملة (ومن وراء) توضح وتفسر معنى (يعقوب) التي تشير إلى أنه سيعقب أبوه النبي إسحق.
________________
أما عن استمرارية اسم يعقوب , فقد أثبت القرآن الكريم أن يعقوب عليهالسلام ظل محتفظاً باسمه "يعقوب" طيلة حياته حتى حضره الموت , بل وظل محتفظاً باسمه حتى بعد وفاته بأجيال في عهد زكريا عليه السلام.
ولم يذكر القرآن الكريم أية رواية تتعلق بتغيير اسم يعقوب عليه السلام وذلك في قوله تعالى:

{أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاء إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي قَالُواْ نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ} (133) سورة البقرة

{وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِن وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا} (5) {يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا} (6) سورة مريم

والمثير للغرابة أن كاتب سفر التكوين على الرغم من إقحامه تلك الرواية المتعلقة بصراع يعقوب مع الله وتسميته إسرائيل بدلاً من يعقوب , إلا أنه ظل يستعمل اسم يعقوب طيلة سفر التكوين حتى مماته وذلك كما ورد عن دفن يعقوب كالتالي:

دفن يعقوب في كنعان
4وَبَعْدَمَا انْقَضَتْ أَيَّامُ النُّوَاحِ عَلَيْهِ، قَالَ يُوسُفُ لأَهْلِ بَيْتِ فِرْعَوْنَ: «إِنْ كُنْتُ قَدْ حَظِيتُ بِرِضَاكُمْ، فَتَكَلَّمُوا فِي مَسَامِعِ فِرْعَوْنَ قَائِلِينَ: 5لَقَدِ اسْتَحْلَفَنِي أَبِي وَقَالَ: أَنَا مُشْرِفٌ عَلَى الْمَوْتِ، فَادْفِنِّي فِي الْقَبْرِ الَّذِي حَفَرْتُهُ لِنَفْسِي فِي أَرْضِ كَنْعَانَ، فَاسْمَحْ لِيَ الآنَ بِأَنْ أَمْضِيَ لأَدْفِنَ أَبِي ثُمَّ أَعُودَ». 6فَقَالَ فِرْعَوْنُ: «امْضِ وَادْفِنْ أَبَاكَ كَمَا اسْتَحْلَفَكَ».
7فَانْطَلَقَ يُوسُفُ لِيَدْفِنَ أَبَاهُ، وَرَافَقَتْهُ حَاشِيَةُ فِرْعَوْنَ مِنْ أَعْيَانِ بَيْتِهِ وَوُجَهَاءِ مِصْرَ، 8وَكَذَلِكَ أَهْلُ بَيْتِهِ وَإِخْوَتُهُ وَأَهْلُ بَيْتِ أَبِيهِ. وَلَمْ يُخَلِّفُوا وَرَاءَهُمْ فِي أَرْضِ جَاسَانَ سِوَى صِغَارِهِمْ وَغَنَمِهِمْ وَقُطْعَانِهِمْ. 9وَصَاحَبَتْهُ أَيْضاً مَرْكَبَاتٌ وَفُرْسَانٌ، فَكَانُوا مَوْكِباً عَظِيماً. 10وَلَمَّا وَصَلُوا إِلَى بَيْدَرِ أَطَادَ فِي عَبْرِ الأُرْدُنِّ أَقَامَ يُوسُفُ لأَبِيهِ مَنَاحَةً عَظِيمَةً مَرِيرَةً نَاحُوا فِيهَا عَلَيْهِ طَوَالَ سَبْعَةِ أَيَّامٍ 11وَعِنْدَمَا شَاهَدَ الْكَنْعَانِيُّونَ السَّاكِنُونَ هُنَاكَ الْمَنَاحَةَ فِي بَيْدَرِ أَطَادَ قَالُوا: «هَذِهِ مَنَاحَةٌ هَائِلَةٌ لِلْمَصْرِيِّينَ». وَسَمُّوا الْمَكَانَ الَّذِي فِي عَبْرِ الأُرْدُنِّ «آبِلَ مِصْرَايِمَ» (وَمَعْنَاهُ: مَنَاحَةُ الْمِصْرِيِّينَ). 12وَنَفَّذَ أَبْنَاءُ يَعْقُوبَ وَصِيَّةَ أَبِيهِمْ، 13فَنَقَلُوهُ إِلَى أَرْضِ كَنْعَانَ وَدَفَنُوهُ فِي مَغَارَةِ حَقْلِ الْمَكْفِيلَةِ مُقَابِلَ مَمْرَا الَّتِي اشْتَرَاهَا إِبْرَاهِيمُ مَعَ الْحَقْلِ مِنْ عِفْرُونَ الْحِثِّيِّ لِتَكُونَ مَدْفَناً خَاصّاً.
14وَبَعْدَ أَنْ دَفَنَ يُوسُفُ أَبَاهُ، رَجَعَ هُوَ وَإِخْوَتُهُ وَسَائِرُ الَّذِينَ رَافَقُوهُ إِلَى مِصْرَ.
_____________
نستنتج مما سبق أن اسم يعقوب في القرآن الكريم له مقامه الكريم بعكس مقامه في الرواية التوراتية.

1)فالذي أسماه هو الله تعالى وليست القابلة أو شخصيات مجهولة.
2)وتمت تسميته قبل مولد أبيه إسحق وليس بعد مولده.
3)ودلالة الاسم هي عقبه لأبيه النبي إسحق , وليس لأنه كان يقبض بيده على عقب أخيه التوأم عيسو.
4)وظل اسم "يعقوب" مصاحباً له طيلة حياته حتى حضره الموت , وحتى بعد مماته بأجيال متعاقبة في عهد زكريا عليه السلام.

فهل يعقل أن يسمي الله تعالى بنفسه يعقوب باسمه , ثم يغيره باسم آخر ؟؟

مع العلم أنه كما ذكرت سالفاً أنه لا يوجد نبي في القرآن الكريم سمي باسمين علم مختلفين في الجذر والشكل.
فما بالنا إذا كان اسمه قد تم قبل مولده من قبل الله تعالى ؟؟
___________

انتهى

بحث اخر

ادلة تؤكد أن إسرائيل ويعقوب شخصان مختلفان.

ومن ضمن هذه الأدلة قوله تعالى في سورة النساء التي يتحدث فيها عن بني إسرايل وحسدهم للعرب والرسول عليه الصلاة والسلام في الآيات:

أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَؤُلَاءِ أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آَمَنُوا سَبِيلًا (51)
أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ وَمَنْ يَلْعَنِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ نَصِيرًا (52) أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِنَ الْمُلْكِ فَإِذًا لَا يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيرًا (53) أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آَتَيْنَا آَلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآَتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا (54)

فالآيات الكريمة في البداية تتحدث عن بني إسرائيل بوصفهم الذين أوتوا نصيباً من الكتاب ويؤمنون بالجبت والطاغوت , ويقولون على كفار قريش بأنهم أهدى من أتباع الرسول صلى الله عليه وسلم سبيلا.

ثم تخبرنا الآيات الكريمة بلعنة الله تعالى عليهم.

أما في الآية رقم 54 فتتحدث عن حسد بني إسرائيل لآل إبراهيم على ما أتاهم الله تعالى من فضل النبوة وذلك في تفسير الآية كالتالي:

أم يحسدون :
المقصود بها بني إسرائيل وفقاً لسياق الآيات.

الناس :
أجمع جمهور المفسرين على أن المقصود بالناس هم الرسول عليه الصلاة والسلام والعرب , وإن كان تفسير (الناس) قد ورد بالجزء الثاني من الآية وهو أنه يشمل كل آل إبراهيم عليه السلام وليس قاصراً على آل إسماعيل فقط لا غير.

على ما أتاهم الله من فضله :
ويفسر الجزء الثاني من الآية المقصود بالفضل وهو الكتاب والحكمة والنبوة (مثلما ذكر الرازي) ولكن على آل إبراهيم جميعهم سواء كان في فرع إسماعيل أو فرع إسحق ويعقوب , وليس العرب فقط المتمثلين في فرع إسماعيل دون إسحق.

فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة:
وآل إبراهيم تشمل فرع إسماعيل الذي أتى منه الرسول صلى الله عليه وسلم , وكذلك فرع إسحق ومن ورائه يعقوب.
والفضل هنا يتضح في الكتاب والحكمة والنبوة والعلم.

وآيتناهم ملكاً عظيما :

ضمير الغائب (هم) تعود على بني إسرائيل التي بدأت الآيات الكريمة بالحديث عنهم بصيغة الغائب.
والمقصود بالملك العظيم هو ملك سليمان الذي دعا ربه قائلاً :{قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَّا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِّنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ} (35) سورة ص

ونلاحظ بالآية السابقة أن الله تعالى فرق تماماً بين آل إبراهيم الذين يشملون إسماعيل وإسحق ويعقوب , وبين بني إسرائيل , ولم يدخل بني إسرائيل ضمن آل إبراهيم.

فالآية لا تتحدث عن مجرد الحسد فقط , بل الحسد والجحود بنعمة الله تعالى بأن آتاهم ملكاً عظيما.

وأعتقد أنه ليس بعد هذه دلالة تؤكد أن إسرائيل ويعقوب ليسا شخصاً واحد

لدي الترجمة العربية للتوراة السامرية والتي يرفضها اليهود العبرانيون ويقرها السامريون.
وأود أن أهدي أول فقرة بسفر الخروج إلى الإخوة الكرام ليشهدوا بأنفسهم النص الذي أفلت منهم ويثبت أن يعقوب ليس إسرائيل.

سفر الخروج

الإصحاح الأول
1) وهذه أسماء بني إسرائيل الداخلين مصر . مع يعقوب الرجل وآله دخلوا
2) رأوبين وشمعون ولاوي ويهوذا
3) ويششكر وزبوان وبنيمم
4) ودن ونفتالي وجد وأشر
5) وكانت كل النفوس الخارجة من ظهر يعقوب سبعين نفساً ويوسف كان بمصر
6) ومات يوسف وكل إخوته وكل ذلك الجيل
7) وبنو إسرائيل ثمروا وتبعوا وكثروا وعظموا جداً جداً وامتلأت الأرض بهم
_______
ومن خلال تمحص الجمل السابقة سنجد ما يلي:
فرقت الفقرة بين آل يعقوب وبني إسرائيل الذين دخلوا مع يعقوب.
إعترفت الفقرة السابقة بأن كل أبناء يعقوب ويوسف وإخوته وكل جيلهم مات , ولكن بنو إسرائيل تكاثروا وكثروا.
إعترفت الفقرة السابقة ان كل أبناء يعقوب الذين دخلوا كانوا سبعين نفساً فقط لا غير (وهي عائلة في واقع الأمر لا تزيد عن ذلك) , وبالنظر إلى اعداد بني إسرائيل الهائلة سنجد أن أصلهم لا يمكن ان يكون مجرد عدد آل يعقوب فقط لا غير !!

وللأسف أجد بعد كل هذا ما يصر على أن يردد أن يعقوب هو إسرائيل !!

انتهى

هذا ما اخترته لكم للفائدة فدققو في التفاسير والبحوث لتعلم حقيقة تاريخية غامضة محرفة لا زالت اثارها لغاية اليوم مما نشاهده من بطش وظلم باسم انبياء ورسل جورا وعدوانا .

ملاحظة : في البحوث نجد ان شخصية اسرائيل اما انه هو قابيل او انه انسان صالح ولم يكن نبي . والمهم في البحث هو ابراء ذمة النبي يعقوب من هذا الاسم الذي نسب اليه زورا وبهتانا .

قالى تعالى : (( مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ ))

والان نعيد طرح السؤال
هل يعقوب عليه السلام هو اسرائيل ؟

السلام عليكم
لي عودة باذن الله
نفع الله بكم

الوسوم:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.