هو انجاز البوم لشخصيات موهوبة
ارجو المساعدة في اقرب وقت
هو ابو الريحان محمد بن احمد البيروني.ولد عام 362للهجرة الموافقل04سبتمبرعام 973م في مدينة خوارزم.كان شعلة من ذكاء فاقت عبقريته عباقرة المسلمين في عصره .يمتاز بقوة الذاكرةوغزارة العلم ووفرة الانتاج برز في العلوم و الفنون المختلفة حتى لقب بالاستاذ.وهو لقب لا يحصل عليهاالا المتعمقون في شتى العلوم.
وكان هم البيروني التحري عن الحقيقة فالتزم بالمذهب التجريبي العلمي ولم يكن يسلم بما يقال من اراء بل كان يعتمد الى اجراء التجارب بنفسه وبعد ان يطمئن الى صحتها يعكف على تثبيتها و تدوينها لهذا نجده دائما يدعم اقواله بالبراهين المادية والحجج المنطقية .وقد كان للبيروني اثر هائل على تقدم شتى العلوم في عصره و بعد عصره لذلك قال فيه المستشرق الامريكي "ارثر بوب"(في اي قائمة تحتوي اسماء اكابر علماء الدنيا يجب ان يكون لاسم البيروني مكانه الرفيع…)ولقد كان البيروني من ابرز العقول المفكرة في جميع العصور.
اليك اختي هذا الالبوم للبيروني اتمنى ان يساعدك
نتمنى نكون افدتك
|
اذا تقدري تمدلي نبذات على اخرين
شكرا على المرور
|
اذا تقدري تمديلي وش كتبتي
ولد محمد البشير الإبراهيمي بتاريخ 19 جويلية 1889 برأس الوادي " سطيف" تعلّم بمسقط رأسه على يد والده وعمه، ثم رحل سنة 1911 إلى الحجاز واستقر بالمدينة المنورة أين تلقى تكوينا عاليا في اللغة والفقه والعلوم الإسلامية، ومن المدينة انتقل إلى دمشق التي استفاد من مدارسها ومشايخها، ولدى عودته إلى الوطن استقر بمدينة سطيف وبها باشر مهمة التربية والتعليم وكان على اتصال وثيق مع الشيخ عبد الحميد بن باديس .
النشاط الإصلاحي
بدأ الشيخ البشير الإبراهيمي مهمته من خلال مهنة التعليم التي كان يرى فيها وسيلة فعالة من أجل إصلاح أوضاع الجزائر، بتوعية الشعب وتعليمه مبادئ دينه ولغته حتى يكون مستعداّ للدفاع عنها أمام المستعمر، وساهم مع بن باديس في تأسيس جمعية العلماء المسلمين سنة 1931 وعيّن نائبا للرئيس، كما اختير لتمثيل الجمعية في الغرب الجزائري بعد أن كلف بإدارة مدرسة دار الحديث بتلمسان، ونظرا لنشاطه المعادي للاستعمار اعتقل من طرف الإدارة الفرنسية و نفي إلى آفلو بالأغواط و رغم تواجده بالمنفى إلا أنه اختير رئيسا لجمعية العلماء بعد وفاة بن باديس. أطلق سراحه سنة 1943، وأعيد اعتقاله بعد تنديده بمجازر 08ماي 1945 بعد إطلاق سراحه ثانية واصل نشاطه الدعوي، على نهج بن باديس و كان يكتب افتتاحية جريدة البصائر لسان حال جمعية العلماء، كما أصدر جريدة الشاب المسلم باللغة الفرنسية. انتقل سنة 1952إلى المشرق العربي و استقر بالقاهرة وبقي هناك إلى غاية اندلاع الثورة التحريرية إذ أصدر بيان جمعية العلماء المسلمين، الداعي إلى إلتفاف الشعب بالثورة التحريرية.و في مصر كان له نشاط لصالح القضية الجزائرية إلى غاية الاستقلال. توفي في 20ماي 1965.
ان شاء الله نكون افدتك
لويس باستور
اعتبرت الأمراض منذ زمن ليس ببعيد أسرار تحير البشر.
كانت فترة لم يسمع فيها الناس شيئا عن الجراثيم، ولم يفهم فيها حتى الأطباء منهم فكرة انتقال الأمراض من شخص إلى آخر.
ساد هذا الحال في أوروبا على مدار القرن التاسع عشر. مع أنهم كانوا يعرفون بأن داء الكلب الواسع الانتشار حينها ينتقل من الحيوانات إلى البشر.
وكان الإنسان الذي يعضه كلب مصاب يتعرض لموت شبه حتمي.
لهذا وقعت حادثة ميؤوس منها في تموز يوليو من عام ألف وثمانمائة وخمسة وثمانون حين جاءت أم بطفلها البالغ تسعة أعوام من العمر إلى مختبر عالم شهير في باريس، بعد تعرضه قبل أيام لعضة كلب مصاب بهذا الداء، وهي تخشى الأسوأ.
سمعت الأم بأن هذا العالم يدرس داء الكلب، وأنه قد يملك علاجا تجريبيا قادرا على إنقاذ الطفل.
فهل سيتمكن هذا العالم بشهرته البارز وعقليته المبدعة في مجال العلوم الطبية من إنقاذ حياة طفل في التاسعة من عمره؟
=-=-=-=-=-
عند وصول الطفل جوزيف مستير إلى مختبر لويس باستور كان هذا في عامه الثالث الستين وهو يتمتع بالشهرة. كان قد اكتشف وجود أشياء صغيرة جدا، اسمها مكروبات، تحيط بنا على الدوام وأنها تسبب الأمراض.
هذا بديهي جدا.
طبعا، فالجميع يعرف الجراثيم.
قد لا تصدق هذا اليوم، ولكن لا أحد حينها كان يعرف الجراثيم، إذ كان الناس يصدقون ما يمكنهم رؤيته، ومن الطبيعي الآ يرون الجراثيم.
بما أن الناس لا يعرفون ما يسبب الأمراض، كانوا يأتون بعدة تفسيرات لها، لكنها خيالية جدا وليست علمية. فاعتقد البعض أن الأمراض، إلى جانب الحشرات الصغيرة كالقمل واليرقات والخنافس، يمكن أن تنشأ عن خفة الهواء.
أما أنا فكنت رجل علوم، فأثبت دون مجال للشك، بأن مخلوقات صغيرة اسمها جراثيم، تسبب بعض الأمراض.
تمكن لويس باستور من خلال المثابرة والعمل الشاق من اكتشاف حلول لمشاكل واقعية. كما توصل إلى طريقة علمية في التفكير، إلى مجال الطب الغير علمي هناك.
ولد لويس باستور عام ألف وثمانمائة واثنين وعشرون في بلدة دول الصغيرة شرق فرنسا.
أدرك أساتذته أنه باستور ليس تلميذ عادي، بل كان دقيق جدا وشامل. يصر على تنفيذ الأشياء بدقة.
يبدو أنه كمالي.
أردت عمل الأشياء الصحيحة، والتأكد من أني على حق.
تمكن باستور عبر جديته ومثابرته من إنهاء الكلية والذهاب إلى باريس سعيا لمزيد من الدراسة.
وقد كرس جل اهتمامه الخاص على أبحاث الزجاج.
كزجاج المرو؟
أو الماس؟
يتخذ عدد من المواد الكيميائية شكل الزجاج. وقد درست زجاج نوعين من الأسيد يعتقد أنها متشابهة. ولكنها لم تتشابه بالتفاعل. هذا ما جعلني اعتقد أنها مختلفة إلى حد ما.
لم يتفق الخبراء حينها مع ما يقوله باستور، مع ذلك أصر على ملاحظاته، فأمعن التأمل بالزجاج دون تعب عبر المجهر.
تأملت جزيئات كلا الزجاجتين، فتبين لي أنها ليست متشابهة، لأن فيها اختلافات بسيطة.
قد يبدو الأمر عاديا، ولكن لم يسبق لأحد أن رأى الفارق بين الزجاجتين من قبل. فتح اكتشاف باستور الباب أمام عالم لم يكن معروفا من قبل، إذ اعترض على الفكرة القائلة بأن العالم يتألف مما يمكن أن يراه أو يلمسه البشر. دفع هذا الاكتشاف باستور للتوصل إلى اكتشافات أخرى غيرت وجهة العلوم.
أخذت أركز اهتمامي على التخمير، وهي عملية صنع الكحول من مختلف أنواع النباتات، كالعنب أو الحبوب.
عرف الناس هذه العملية الطبيعية منذ آلاف السنين، ولكنهم كانوا يعرفون أيضا بأنها أحيانا ما لا تنجح.
سألني رجل أعمال يصنع الكحول من عصير الشمندر عن السبب الذي يفسد بعض الكحول الذي يصنعه.
هذه مشكلة حقيقية، فالكحول الفاسد لا يمكن بيعه. واجه باستور المشكلة علميا باستعمال المجهر كما فعل سابقا مع الزجاج.
توصلت أولا إلى الخميرة، وهي عضويات صغيرة تتواجد باستمرار حيثما تجري عملية تخمير الكحول. ولكن لا أحد يعرف السبب.
من المعروف أن الخميرة تتواجد أثناء التخمر، ولكن غالبية العلماء اعتبروا أن عملية التخمر تنتج الخميرة.
اكتشفت بعد فترة من التأمل والتجارب، أن خلايا الخميرة الصغيرة، هي التي تسبب التخمر.
لولا وجود الخميرة، لما جرت عملية التخمر.
وقد وجدت في العينة الفاسدة، أن الجراثيم قد لوثت عصير الشمندر.
اعتبر هذا اكتشاف هام، لكنه يتعارض مع الاعتقاد السائد حينها بين العلماء. أثبت باستور أن الجراصيم هي المسئولة عن مشاكل شائعة معروفة في العالم.
عام ألف وثمانمائة وسبعة وخمسون، كتب باستور مقالات هامة عن دور الجراثيم في التخمر، لتشكل أعماله ولادة حقل جديد من العلوم، عرف بعلم دراسة الجراثيم.
أي أنه لا يكتشف الأشياء وحدها، بل يخترع علوما بكاملها.
تابع باستورا على مدار السنوات التالية أبحاثه في التخمر، حتى تلقى طلبا من اطور فرنسا، نابليون الثالث.
واو، أعتقد أنه بدأ يصبح شهيرا.
قلق الاطور على صحة صناعة النبيذ في فرنسا، بعد تحول النبيذ الثمين إلى مجرد خل رخيص.
كانت صناعة النبيذ في فرنسا أساسا لقوة الاقتصاد. سمع الاطور بأعمال باستور، وأدرك أنه الشخص المناسب لهذا العمل.
أصبح مستشارا للملك.
اعتمد على الميكروسكوب في نجاحه.
تمكنت من اكتشاف جرثومة محددة لا توجد إلا في النبيذ الفاسد. استخلصت من ذلك تلوث النبيذ بالجرثومة هو السبب في تعرضه للحموضة.
إنها مشكلة شبيهة بعصير الشمندر.
ولكن باستور تقدم الآن خطوة أخرى إذ تمكن من تحديد الجرثومة الملوثة. عليه التفكير الآن بسبل التخلص منها قبل أن يفسد النبيذ.
علم باستور بإجراء تجارب أخرى لحفظ النبيذ، منها إضافة السكر وتجميد النبيذ، حتى صعقه بالكهرباء.
سمعت بأن طهاة فرنسا كانوا في الماضي يحفظون النبيذ إلى ما لا نهاية عبر تسخينه بدرجات عالية نسبيا.
لكن طعم النبيذ يصبح سيئا، فبحثت عن طريقة لقتل الجرثومة في النبيذ دون إفساده أثناء ذلك.
ماذا بعد؟
فشل بعد آخر. تجربة بعد أخرى، مرات متتالية، حتى نجحت أخيرا في التوصل إلى طريقة للتخلص من الجرثومة، دون إفساد النبيذ.
توصل باستور إلى اختراع غيرت وجه العالم، حصل على ترخيص به، فأطلق على اختراعه لقب الباستورية.
طبعا، كالحليب المبستر.
تماما، سرعان من انتقلت معالجة النبيذ إلى أغذية أخرى كالحليب.
دفعت أبحاث باستور إلى اعتراضه الدائم على الاعتقاد الشائع من أن شيئا قد ينشأ من العدم. وأنه في الظروف الملائمة، يمكن لأشكال الحياة أن تنشأ من خفة الهواء.
شككت في ظهور الجرثومة من العدم، لأنها تنتقل من مكان إلى آخر عبر الهواء، أو بالاتصال المباشر. فقمت بتجارب دقيقة للتأكد من هذه النظرية، فتأكد لي في جميع التجارب، أنه عند الوقاية من التلوث، لا تظهر الجراثيم.
أثبت باستور أن على الجراثيم أن تأتي من جراثيم أخرى، ثم قاده العمل بدود الحرير للتساؤل عما إذا كانت الجراثيم تسبب أمراض البشر.
دود القز؟ كيف وصل إليه؟
كانت صناعة الحرير من أهم الأعمال في فرنسا، وكان صانعي الحريري يواجهون المشاكل على غرار صانعي النبيذ. فقد كانت أعداد كبيرة من الديدان تموت لأسباب غامضة. فطلبوا من باستورا مساعدتهم عام ألف وثمانمائة وخمسة وستين.
لم أكن أعرف شيئا عن دون القز، ولكن هذا هو نوع المشاكل التي أحبها، فعالجتها بطريقتي المعتادة. بالتجارب الدقيقة، معتمدا على الميكروسكوب للحصول على أدق التفاصيل.
اكتشفت أن أنثى الفراشات تحمل المرض وتنقله إلى بيضها، وعندما تتحول إلى دود قز، تصاب الدودة بالمرض وتموت. اكتشفت أيضا أن دود القز السليم الذي ينسج عشه على أوراق مرت منها الديدان المصابة قد تعرض للمرض. وتبين لي أن مرض الديدان هذا ناجم عن الجراثيم.
اكتشف باستور ان الجرثومة تنتقل من كان حي إلى آخر لتسبب المرض والموت. لم تكن فكرة تسبب الجراثيم بالمرض حديثة بالكامل، لكنها كانت مرفوضة من قبل المجتمع الطبي حينها، ما أدى إلى عواقب رهيبة.
كانت المستشفيات بغالبيتها في عصر باستور أماكن خطيرة.
كانت غرف العمليات قليلة الإنارة عديمة التهوية، كما تزدحم بأفراد العائلة وتلامذة الطب.
لم يكن غالبية الجراحين من العلماء حينها، بل كانوا بارعين في استعمال المشرط وأدوات أخرى بسرعة ومهارة. كانوا يرفعون الأكمام ويرتدون وزرة ملطخة بدماء العمليات الأخرى وكأنها ميدالية شرف، كما كانوا يمسحون أدوات الجراحة بالوزرة.
وكان تضميد الجراح يعني تغطيتها بخرق تصنع من أغطية أسرة المستشفيات المستعملة، وهي مصدر آخر للجراثيم، ما يسبب الالتهابات. لم يدرك الناس لماذا كانت المستشفيات أماكن مميتة. ولكنهم كانوا يشهدون بأن العلاج غالبا ما كان أسوأ من المرض.
لهذا كانت المستشفيات أماكن خطيرة حينها.
لا أتمنى أن أكون مريضا او طبيبا حينها.
أثناء تجوال باستور على المستشفيات، كان يشاهد ممارسات تنشر المزيد من الجراثيم المسببة للأمراض.
كنت متأكدا من أن غالبية الأمراض التي أراها تنجم عن الجراثيم. كما تأكد لي أنه بالإمكان الوقاية من غالبية الأمراض الناجمة عن الجراثيم.ولكن الأطباء كانوا يفخرون بطرقهم الخاصة. ولم يقبلوا بأن يخبرهم الكيميائي بما يجب عمله.
اقتنع أحد الجراحين بما يقوله باستورا، وهو الإنجليزي جوزيف لستر، الذي سمع عن أعمال باستورا عام ألف وثمانمائة وخمسة وستين، فسعى إلى سبل لحماية المرضى من الجراثيم. كان هدفه بسيطا إذ يكمن بتجنب دخول الجراثيم إلى جرح مفتوح مهما كلف الأمر.
عندما كان احتمال الالتهاب كبيرا أثناء العملية، استعان بنوع من الأسيد للقضاء على الجراثيم، فكان هذا أول مطهر. كما بدأ العمل باستخدام أدوات جراحة تم تعقيمها، أو تنظيفها جيدا من جميع الجراثيم. نجح لستر عبر هذا الأسلوب في تفادي كثرة الوفيات في المستشفيات.
سمع باستور نداء الاستغاثة التالي من مزارعي الدجاج، حيث انتشر مرض غريب اسمه حمى الدجاج كالوباء في تلك الصناعة. كان مرضا قادرا على إبادة مزرعة دجاج بكاملها خلال بضعة أيام.
عاد باستور إلى عملية الإنقاذ.
بدأت بطريقتي المعتادة، استعنت بالمجهر، فعثرت على جرثومة غريبة تثير الشك في الدجاج المصاب، ثم وجدت طريقة لتنميتها.
لماذا ينمي المزيد من الجراثيم؟
زرع باستور الجراثيم ليتمكن من دراستها وإخضاعها للتجارب. قام في إحدى المراحل بحقن دجاجة سليمة بالجراثيم الذي زرعها قبل عدة أسابيع، ما حدث بعدها أدهش باستور شخصيا.
لم تمت الدجاجة. أصيبت بالمرض، ثم تعافت. لماذا لم تمت؟
بقي أمامي عمل واحد، أخذت عينة حديثة من جرثومة الحمى، وحقنتها بمجموعة جديدة من الدجاج. كما قررت حقن عينات الحمى الحديثة بالدجاجات التي أصيبت بالمرض ولكنها لم تمت.
قبل وصول أي من المساعدين في اليوم التالي. تبين أن الدجاجات الجديدة قد ماتت كما توقعت، ولكن الدجاجات التي أصيبت من قبل بقيت حية.
يبدو أنه توصل إلى نوع من الدجاج الخارق.
أعتقد أن الجواب أكثر علميا من هذا.
بدأ باستور العمل على نظرية تفسر ما قد حدث. ربما ضعفت الجراثيم التي استخدمها في التجربة الأولى مع مرور الوقت. كانت أضعف من أن تقتل الدجاجة، لكنها قوية بما يكفي لمساعدة الجسم على منح الجسم مناعة لمقاومة الجراثيم القوية الجديدة.
أخبرت المساعدين بما جرى فتحمسوا جميعا. ولكني توقعت أن يكون مجرد حادث عرضي، نجم عن عناصر أخرى. فقمنا بتكرار التجربة.
فكرروا التجربة، بنفس النتائج. اكتشف باستور وسيلة لوقاية الكائنات الحية من الجراثيم التي تسبب الأمراض، بحقن جرعة ضعيفة من نفس الجرثومة.
هذا أشبه باللقاح.
أدرك باستور أن اكتشافه شبيه بآخر توصل إليه طبيب إنجليزي قبل ستين عاما.
كان إدوارد جانير طبيب أرياف إنجليزي، تلقى العلوم لدى جراح شهير في لندن.
أثناء ترحاله في الأرياف، لمعالجة المرضى والتحدث معهم، لاحظ أن عاملات الحليب في المزارع التي يزورها لا يصبن بالجدري، الذي كان من الأمراض القاتلة حينها، مهما بلغ عدد المصابين بالمرض من حولهن.
ولكنه علم بأن عاملات الحليب تصبن بجدري البقر، وهو مرض خفيف يصيبهن من الأبقار التي تعملن معها. ولكن تعافيهن من جدري البقر، يقيهن من جدري البشر.
أدرك جانير وجود صلة ما، ولم يتأخر بإجراء تجربة جريئة تمثلت بحقن طفل في الثامنة من عمره بجدري البقر، ثم تبع ذلك بحقنة جدري البشر. ليحصل بهذا على ما كان يتوقعه، إذ لم يتعرض الطفل إلى المرض القاتل. وهكذا عثر جانير على اللقاح الذي يقي البشر من الجدري.
حتى أن كلمة اللقاء باللاتينية تعني البقرة، ما يعكس عمل جانير بجدري البقر والبشر.
تقديرا لجانير عممت كلمة اللقاح لتشمل العمل الذي قمت به، بعيدا عن أي استخدام لهذه الإجراءات لتجنب الأمراض.
بعد ذلك حول باستور انتباهه إلى مرض غريب ومخيف فعلا هو داء الكلب.
ليعتني بالطفل الذي عضه الكلب، جوزيف ميستر.
عبل باستور رسميا مع زميلة إميل روكس في أبحاث داء الكلب في الحادجي عشر من كانون أول ديسمبر من عام ألف وثمانمائة وثمانين، أي قبل خمسة أعوام من مجيء جوزيف ميستر إلى مكتبه.
كنت متأكدا من أن المرض ينجم عن نوع من الجراثيم، اتبعت الدراسة المعتادة، ولكني لم أعثر على شيء بمجهري الخاص.
هذه هي المشكلة.
عند ذلك توصل باستور إلى فكرة ملهمة، ربما كانت الجرثومة أصغر بكثير من قدرة المجهر على رؤيتها. إذا صح هذا، عليه افتراض وجودها هناك والعمل على التحكم بها.
سيجابه عدو خفي، هذا تحد كبير.
أدركت أن المرض يهاجم مركز الأعصاب مباشرة، فتوقعت العثور عليه في الدماغ، وهكذا أخذت نموذجا من دماغ كلب مصاب.
استعنت بتجارب تقيقة جدا للتوصل إلى عينات ضعيفة من داء الكلب.
تماما كما فعل بحمى الدجاج.
اعتقد باستور انه حصل على ما يريده. عبر تعزيز المقاومة للمرض، فأصبح السؤال يكمن في فعاليتها.
بدأت أجرب النظرية واللقاح على أحد الكلاب، فحقنته بعينات أقوى تدريجيا على مدار أسبوعين، دون تعرض الكلب للمرض. إذا صدقت النظرية سيعني هذا تراكم ما يكفي من المقاومة لدى الكلب بما يجنبه الإصابة بالداء نهائيا.
على باستور الآن أن يتأكد من اللقاح عبر حقن الحيوان بداء الكلب، ليرى ما إذا كان سيصاب بالمرض. وهذا ما فعله.
دقت ساعة الحق.
بحث باستور وزملائه عن عوارض المرض بدقة، دون جدوى، أي أن الكلب لم يصب بالداء.
حصلت على اللقاح، والأهم من هذا، تبين أيضا أن هذا العلاج نافع حتى لو تلقى الحيوان اللقاح بعد إصابته بداء الكلب. ما يعني أن هناك احتمال لا أكثر، بإمكانية نجاة الإنسان المصاب بالداء بعد عضة الكلب.
انتشر الخبر كالنار في الهشيم. حتى حل السادس من تموز يوليو من عام ألف وثمانمائة وخمسة وثمانين، ليرى لويس باستور من وراء مكتبه إلى الطفل جوزيف ميستر الذي تعرض لأربعة عشر عضة من كلب مصاب.
عاينت الصبي وأنا متأكد من احتمال موته دون علاج. فماذا إن حقنته باللقاح على أي حال؟ سيبدو الأمر وكأن اللقاح سبب قتله، فأخسر بهذا كل ما عملت من أجله.
استشرت اثنين من الأطباء الذين أثق جدا بهم، وقد أجمعا على أن الطفل سيموت بدون علاجي. أي أنها فرصته الوحيدة.
حقن أحد الطبيبين الطفل، بلقاح متتال كل أقوى بقليل مما سبق. ثم جلس باستور وزملائه ينتظرون بقلق.
نازعت خلال الأيام التالية، مرت ليال لم أعرف فيها النوم، ولكن جوزيف بقي بخير، حتى أنه لم يصب بالمرض حين أعطيناه الجرعة الأقوى. نجحت، كان العلاج ناجحا.
أمر لا يصدق.
كل هذا من جرثومة لم يستطع رؤيتها.
جاء آلاف من الأشخاص إلى مختبر باستور في باريس للعلاج من داء الكلب. عام ألف وثمانمائة وثمانية وثمانون، شيد مركز أبحاث في باريس حمل اسم باستور، ليتابع أعماله في داء الكلب وأمراض أخرى.
أدهشت أصغر إنجازات باستور الجميع، فقد أثبت أن العضويات المجهرية تسبب التخمر والأمراض. فأنقذ صناعات النبيذ والبيرة والحرير في فرنسا وبلدان أخرى. واكان أول من استعمل اللقاح لداء الكلب وكولى الدجاج، كما توصل إلى ما يعرف بعملية البسترة.
كان باستور إنسان كرس حياته لمساعدة الآخرين عبر أعماله، ما يعني انه كان عالم ومخترع حقيقي.
——————–انتهت.
1- المولد والنشأة
مفدي زكريا
ولد مفدي زكريا واسمه الحقيقي زكريا الشيخ بنني يزقن -غرداية – بتاريخ 12 أفريل 1908 من عائلة تعود أصولها إلى الرستميين ،بدأ تعليمه الأول بمدينة عنابة أين كان والده يمارس التجارة بالمدينة ثم انتقل إلى تونس لمواصلة تعليمه باللغتين العربية و الفرنسية و تعلّم بالمدرسة الخلدونية ،و مدرسة العطارين .
2- النشاط السياسي و الثقافي
أثناء تواجده بتونس و اختلاطه بالأوساط الطلّابية هناك تطورت علاقته بأبي اليقضان و بالشاعر رمضان حمود ، وبعد عودته إلى الجزائر أصبح عضوا نشطا في جمعية طلبة مسلمي شمال إفريقيا المناهضة لسياسة الإدماج ، إلى جانب ميوله إلى حركة الإصلاح التي تمثلها جمعية العلماء انخرط مفدي زكريا في حزب نجم شمال إفريقيا ثم حزب الشعب الجزائري و كتب نشيد الحزب الرسمي " فداء الجزائر " اعتقل من طرف السلطات الفرنسية في أوت 1937 رفقة مصالي الحاج و أطلق سراحه سنة 1939 ليؤسس رفقة باقي المناضلين جريدة الشعب لسان حال حزب الشعب ، اعتقل عدة مرات في فيفري 1940 (6 أشهر) ثم في بعد 08 ماي 1945 (3سنوات ) و بعد خروجه من السجن انخرط في صفوف حركة الانتصار للحريات الديمقراطية ، انضم إلى الثورة التحريرية في 1955 و عرف الاعتقال مجدّدا في أفريل 1956. سجن بسجن بربروس " سركاجي حاليا " مدة 3 سنوات وبعد خروجه من السجن فرّ إلى المغرب ثم إلى تونس أين ساهم في تحرير جريدة المجاهد إلى غاية الاستقلال. اشتهر مفدي زكريا بكتابة النشيد الرسمي الوطني" قسما "، إلى جانب ديوان اللهب المقدس، و إلياذة الجزائر .
وفاته : توفي مفدي زكريا في 17 أوت 1977 بتونس
هو الشيخ زكرياء بن سليمان بن يحيى بن الشيخ سليمان بن الحاج عيسى، لقّبه زميل البعثة الميزابيّة والدراسة الفرقد سليمان بوجناح بـ: "مفدي"، فأصبح لقبه الأدبيّ الذي اشتهر به.
ولد يوم الجمعة 12 جمادى الأولى 1326هـ، الموافق لـ: 12 يونيو 1908م، ببني يزقن، ولاية غرداية. وفي بلدته تلقّى دروسه الأولى في القرآن ومبادئ اللغة العربيّة.
التحق بالبعثة الميزابيّة بتونس، فواصل دراسته هناك في: مدرسة السلام، والمدرسة الخلدونيّة، وجامع الزيتونة، كما غشي مسامرات الأديب التونسيّ الكبير، الأستاذ العربي الكباديّ. وجمعته صداقة حميمة في تلك الفترة بالشاعرين: أبو القاسم الشابّي، ورمضان حمود الذي كان زميلا له في البعثة.
أوّل قصيدة له ذات شأن هي "إلى الريفيّين" نشرها في جريدة "لسان الشعب" بتاريخ 06 مايو 1925م، وجريدة "الصواب" التونسيّتين؛ ثمّ في الصحافة المصريّة "اللواء"، و"الأخبار".
واكب الحركة الوطنيّة بشعره وبنضاله على مستوى المغرب العربيّ فانخرط في صفوف الشبيبة الدستوريّة، في فترة دراسته بتونس، فاعتقل لمدّة نصف شهر، كما شارك مشاركة فعّالة في مؤتمرات طلبة شمال إفريقيا؛ وعلى مستوى الحركة الوطنيّة الجزائريّة مناضلا في حزب نجم شمال إفريقيا، فقائدا من أبرز قادة حزب الشعب الجزائريّ، فكان أن أودع السجن لمدّة سنتين 1937-1939.
وغداة اندلاع الثورة التحريريّة الكبرى انخرط في أولى خلايا جبهة التحرير الوطنيّ بالجزائر العاصمة، وألقي عليه وعلى زملائه المشكّلين لهذه الخليّة القبض، فأودعوا السجن بعد محاكمتهم، فبقي فيه لمدّة ثلاث سنوات من 19 أبريل 1956م إلى 01 فبراير 1959م.
بعد خروجه من السجن فرّ إلى المغرب، ومنه انتقل إلى تونس، للعلاج على يد فرانز فانون، ممّا لحقه في السجن
من آثار التعذيب. وبعد ذلك كان سفير القضيّة الجزائريّة بشعره في الصحافة التونسية والمغربيّة، كما كان سفيرها أيضا في المشرق لدى مشاركته في مهرجان الشعر العربيّ بدمشق سنة 1961م.
بعد الاستقلال أمضى حياته في التنقّل بين أقطار المغرب العربيّ، وكان مستقرّه المغرب، وبخاصّة في سنوات حياته الأخيرة. وشارك مشاركة فعّالة في مؤتمرات التعرّف على الفكر الإسلاميّ.
توفي يوم الأربعاء02 رمضان 1397هـ، الموافق ليوم 17 أغسطس 1977م، بتونس، ونقل جثمانه إلى الجزائر، ليدفن بمسقط رأسه ببني يزقن