العقل ميزان صحيح, فاحكامه يقينية لا كذب فيها .غير انك لا تطمع ان تزن به امور التوحيد والاخرة. وحقيقة النبوة وحقائق الصفات الالهية وكل ما وراء طوره. فان ذلك طمع في محال .ومثال ذالك. مثال رجل راى الميزان الذي يوزن به الذهب فطمع ان يزن به الجبال وهذا لا يدرك على ان الميزان في احكامه غير صادق لكن العقل قد يقف عنده ولا يتعدى طوره حتى يكون له ان يحيط بالله و بصفاته فانه ذرة من ذرات الوجود الحاصل منه .
وتفطن في هذا الغلط ومن يقدم العقل على السمع في امثال هذه القضاياو قصور فهمه و اضمحلال رأيه! فقد تبين لك الحق من ذالك. واذ تبين ذالك فلعل الاسباب اذا تجاوزت في الارتقاء نطاق ادراكنا ووجودنا خرجت عن ان تكون مدركة فيضل العقل في بيداء الاوهام ويحار وينقطع .
فاذن التوحيد او العجز عن ادراك الاسباب وكيفيات تاثيرها وتفويض ذالك الى خالقها المحيط بها اذ لا فاعل غيره وكلها ترتقي اليه وترجع الى قدرته وعلمنا به انما هو من حيث صدورنا عنه وهذا معنى مانقل عن بعض الصديقين وهو العجز عن الادراك اداك ثم ان المعتبر في هذا التوحيد ليس هو الايمان فقط الذي هو تصديق حكمي فان دلك من حيث النفس وانما الكمال فيه حصول صفة منه تتكيف بها النفس .
اريد المساعدة في تحليل هذا النص
انشاله تلقاي المساعدة بالتوفيق