السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله .. ثم بعد ..
ــــــــــــــــــــــــــــــ ـ توطئة : هذه مقتطفات احببت ان انقلها من رسالة الامام عبدالرحمن الزجاجي واسمها( معاني الحروف) ولكن قبل ان نبدأ بقراءتها لابد لنا من نبذة تعريفية عن الحرف .
الحرف : هو ما لا يصلح معه دليل الاسم ولا دليل الفعل .
ومعنى ذلك ان العلامات التي تعرف بها الاسماء والافعال لا يصح دخولها عليه ، على سبيل المثال ، تعرف الاسماء بالتنوين والحرف لا يقبل التنوين ، ويعرف الفعل بدخول سوف عليه والحرف لا يقبل دخول سوف عليه .
وينقسم الحرف الى قسمين مختص وغير مختص والغير مختص ما يدخل على الاسماء والافعال
اما المختص فمنه يدخل على الاسماء ومنه يدخل على الافعال .
ـــــــــــــــــــــــــ وهذه مقتطفات من رسالة الامام الزجاجي عن معاني الحروف .
_ حتى: تكون عاطفة وناصبة وجارة بمعنى: انتهاء الغاية كقولك: سار الناس حتى زيد .
_ كل : عموم وقيل لتوكيد المعنى، وقد يستغنى عنه نحو قولك مررت بالعشيرة كلهم ولو لم تقل كلهم كنت مستغنيا.
_ مثل: تسوية ومعناها ومعنى الكاف واحد، والكاف يدخل عليها يقال أنت كمثل زيد أي: أنت كزيد وليس أنه يقع التشبيه على مثل له معروف، وإنما هو تأكيد فكأنه رد الكلام مرتين، ومثل ذلك قوله تعالى: ( كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ) أي: ليس كهو شيء.
_ قبل : لما ولي الشيء، وقد تكون بمعنى:عند كقولك: لي قِبَلَكَ شيء أي:عندك ، وتقول: ذهبت قبل السوق أي: نحو السوق؛ قال سيبويه: لي قبلك حق أصله فيما بينك ولكنه اتسع فيه حتى أجري مجرى عليك.
_ نولك : أن تفعل كذا وكذا معناه: ينبغي لك فعل كذا وأصله من التناول، كأنه قال تناولك كذا ؛ وإذا قال لا نولك فكأنه قال أقصر.
_ لو : يمتنع بها الشيء لامتناع غيره كقولك: لو جاء زيد لأكرمته، معناه: امتنعت الكرامة لامتناع المجيء.
_ لولا : لها موضعان : فأحدهما : يمتنع بها الشيء لوجود غيره ، والآخر ، تكون تحضيضا، كقولك : قصدت زيدا فلولا عمرا، تأويله فهلا قصدت عمرا. قال الشاعر :
تَعُدّونَ عَقرَ النيبِ أَفضَلَ سَعيِكُم بَني ضَوطَرى هَلّا الكَمِيَّ المُقَنَّعا (الطويل)
المعنى فهلا تعدون الكمي المقنعا،
_ بلى: أي: جواب للنفي وتقع جوابا للسؤال المحجوب كقولك:أما خرج زيد فيقال بلى.
_ نعم : عدة وتصديق وهي تقع جوابا للسؤال الموجود كقولك: أخرج زيد فيقال نعم ولا تقع جوابا للنفي كما أن بلى لا تقع جوابا للواجب.
_ إذن: جواب وجزاء كقولك : سأقصدك غدا فيقال: إذن أكرمك .
_. إلا : لها وجوه : تكون تحقيقا بعد النفي، ونفيا بعد التحقيق، كقولك: سار الناس إلا زيدًا ، فقد نفيت مسير زيد مع الناس، وتقول: ما سار اخوتك إلا زيدٌ ، فقد أثبت المسير لزيد من بين الاخوة، وتقع نفيا للنكرات العامة كقوله تعالى: ( لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا ) معناه: لو كان فيهما آلهة غيره.
_ لن: تنفي المستقبل كقولك: لن يخرج زيد غدا .
_ لم: لنفي الماضي بالمعنى كقولك: لم يخرج زيد.
_ لا : نفي للمستقبل والحال؛ وقبيح دخولها على الماضي، لئلا تشبه الدعاء ألا ترى أنك لو قلت: لا قام زيد؛ جرت كأنك دعوت عليه، وتزاد مع اليمين وتطرح كقوله تعالى: ( لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ ) وقد تدخل على الماضي بمعنى: لم كقوله تعالى: ( فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّى ) معناه: لم يصدق ولم يصل ، وقال الشاعر:
إنْ تغفرْ اللهم تغفر جمًا وأي عبد لك لا ألمَّا
_ ثَمَّ: بفتح الثاء وتشديد الميم إشارة إلى مكان متراخ .
_ رويداً: تكون نعت مصدر مضمر كقولك: ضعه رويدًا أي: وضعا رويدا أي : رفيقا .
وتكون واقعة موقع الحال كقولك: ساروا رويدًا،
وتكون بمعنى: أمهل، قال الله عز وجل: ( فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا )أي: قليلاً، ولا يتكلم بها إلا مصغرة، وقد جاءت في الشعر بغير تصغير كقوله:
يكاد لا تثلم البطحاء وطأته كأنه َثمِلٌ يمشي على رويدا .
_ لما: تكون بمعنى: لم في نفي الفعل المستقبل كقوله تعالى: ( بَلْ لَمَّا يَذُوقُوا عَذَابِ ) وتكون بمعنى: إلا ، قال الله تعالى: ( إِن كُلُّ نَفْسٍ لَّمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ ) أي: إلا عليها ،
فإذا رأيت لها جوابا، فهي لأمر يقع بوقوع غيره بمعنى: حين، كقوله تعالى: ( فَلَمَّا آسَفُونَا انتَقَمْنَا مِنْهُمْ) أي : حين آسفونا و ( لِّمَّا جَاء أَمْرُ رَبِّكَ ) أي: حين جاء.
_ ألا : مفتوحة مخففة تستعمل في افتتاح الكلام للتأكيد والتنبيه كقوله تعالى: ( أَلا إِنَّ عَادًا كَفَرُواْ رَبَّهُمْ أَلاَ بُعْدًا لِّعَادٍ قَوْمِ هُودٍ )
_ كلا: ردع وزجر، قال الله تعالى: ( أَيَطْمَعُ كُلُّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ أَن يُدْخَلَ جَنَّةَ نَعِيمٍ ، كَلَّا إِنَّا خَلَقْنَاهُم مِّمَّا يَعْلَمُونَ ) ، وقال تعالى : ( يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ ، كَلَّا لَيُنبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ ) أي: لا يخلده ، وقال تعالى : ويل للمطففين إلى قوله: يقوم الناس لرب العالمين كلا، يريد انتهوا .
_ أيان: معناه: متى كقوله تعالى ( يَسْأَلُ أَيَّانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ ).
_ أولى: لك تهديد ووعيد قال الله تعالى: ( أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى ).
_ في: معناه: الوعاء الظرفية ، وقد تأتي مكان على كقوله تعالى ( وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا وَأَبْقَى ) أي : على ، وقال الشاعر :
وَهُم صَلَبوا العَبديَّ في جَذعِ نَخلَةٍ فَلا عَطَسَت شَيبانُ إِلاّ بَأَجدَعا
_ أو : بمعنى: التخيير ، مثال قوله تعالى:
( فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضاً أَوْ بِهِ أَذًى مِّن رَّأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِّن صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ )،
وتكون بمعنى : بل، ( قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ ) ، ومنه:
( وَمَا أَمْرُ السَّاعَةِ إِلاَّ كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ )،
وتكون بمعنى: الإبهام، كقوله تعالى:
{أَوْ كَصَيِّبٍ مِّنَ السَّمَاء ) و ( وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِئَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ )
_ قد: معناه: التأكيد، وقيل التقريب إذا دخل على الماضي ومعناه: التحقيق مع المضارع، قال الخليل هي لقوم يتوقعون أمرا فيقول لهم: قد كان ذلك ، وتكون بمعنى: حسب في الكفاية كقولك: قّدَنِي درهمان ، وتقول: قدني بالفتح والكسر.
_ رب : للشيء يقع قليلا ولا يقع بعدها إلا منكرًا ولا يقع إلا في صدر الكلام .
_ منذ ومذ: أما منذ فحرف خافض لما بعده دال على زمان، ومذ اسم يدل على زمان يرفع ما مضى ويخفض ما أنت فيه.
_ بل : تأتي لتدارك كلام غلط فيه، تقول: رأيت زيدا بل عمرا ، وتكون لترك شيء من الكلام وأخذ في غيره،
_ لكنْ: استدراك بعد الجحود كقولك: ما خرج زيد لكن عمرو، ولا يغني في الواجب لو قلت: خرج زيد لكن عمرو لم يصح، إلا أن تأتي بعدها بكلام تام وكذلك لكنَّ المشددة إلا أنها تنصب الاسم وترفع الخبر.
_ ثم: بالضم حرف عطف يدل على أن الثاني: بعد الأول وبينهما مهلة .
_ يا : حرف نداء وتنبيه وكذلك أيا وهيا وأي: هذه حروف نداء ، وقد تجري الهمزة مجراها كقولك: أزيد وأنت، تريد: يا زيد .
_ ألف الاستفهام : تدخل في الكلام لمعان : تكون استفهاما محضا كقولك : أزيد عندك أم عمرو ، وتكون تقريرا وتوبيخا، فالتقرير قولك: ألست كريما، ألم أحسن إليك، كقوله تعالى : ( أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَن لَّا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ ) قال جرير:
ألستم خيْرَ مَنْ ركبَ المطايا وأندى العالمين بطون راح (
والتوبيخ كقولك: ألم تذنب فأغفر لك، ألم تسيء فأحسن إليك.
_ كأن: لها ثلاثة أوجه: تكون تشبيها وشكا ، وتكون مخففة.
فإذا وقعت على الأسماء كانت تشبيها كقولك: كأن زيداً أخوك .
وإذا كان خبرها مشتقا من الفعل كانت شكا كقولك: كأن زيداً منطلق، وكأني أنطلق فهذا شك، وذلك لأنه لا يشبه بالفعل، فهذه لا يتقدم خبرها لأن الفعل لا يلي كأنَّ والمخففة يجوز رفع اسمها ونصبه .
_ لعل : لها ثلاثة أوجه : تكون شكا، وأيجاباً، واستفهاما .
فالشك قولك: لعل زيدًا يقوم .
والاستفهام قولك في الخطاب: لعل زيدًا يقوم؟ كما تقول: أتظن زيدا يقوم؟ تواجه بذلك من تخاطب .
والإيجاب قوله تعالى : ( لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا ) ولها معنى رابع وهو الترجي .
_ إن: لها وجهان: تكون بمعنى: نعم لا تعمل شيئا فتقول: إنَّ عبد الله قائم، تريد عبد الله قائم، وإن قائم عبد الله على ذلك التقدير .
والوجه الثاني: تنصب الاسم وترفع الخبر تقول: إن زيدًا منطلق، ومعناه : التأكيد .
_ أم: تكون استفهاما للتعديد كقولك:أزيد عندك أم عمرو؟
وتكون للتسوية كقولك: ما أبالي أقمت أم قعدت،
وتكون بمعنى: أو : كقوله تعالى: ( أَأَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاء أَن يَخْسِفَ بِكُمُ الأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ ) الآية أم أمنتم أي: أو أمنتم وكذلك هي عند أهل اللغة وكذلك قال المفسرون .
وتكون بمعنى : ألف الاستفهام كقوله تعالى : ( أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ )
_ أو: تكون شكا كقولك: لقيت زيدا أو عمرا .
وتكون تخييرا كقولك: خذ دينارا أو درهما،
وتكون للإباحة كقولك: جالس الحسن أو ابن سيرين
وتكون غاية بمعنى: حتى، نحو قولك: لا تبرح أو أخرج إليك
ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ
هذه مقتطفات من معاني الحروف نقلتها لكم من رسالة الامام الزجاجي ( معاني الحروف ) اتمنى ان تكونوا استفدتم من قراءتها ..
وصلى الله على محمد
دمت في رعاية الله وحفظه