فلا تكن نسخة عن غيرك ،، ولا إمعة لغيرك ،، ولا مقلدا غيرك ..
بل كن مبدعا على فطرتك وسجيتك التي خلقك الله تعالى عليها ..
إن محاكاة الغير في كل شيء، يعد ذوبانا لشخصية المرء، ان تقمص شخصيات المشاهير والأكابر
سواء في الظاهر او الباطن شيء مذموم ،، والذمّ في المجال الديني اشد، حيث لا يبلغ أحد درجة
التقوى إلا إذا استقامت خلائقه وطابت سجاياه على فطرته التي فطره الله عليه ، ومن كان متشبها
او مقتديا فبخير الخلق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وبالصحابة ، دون سواه ،، وسواهم من
الممثلين والفنانين والرياضيين والرؤساء والمشاهير ،، وغالبهم لا خلاق له.
إن خروج الإنسان على سجاياه، وانفصاله عن طباعه العقلية والنفسية التي لا عوج فيها يعد
مسخا ، ونسخا ،، وأمر يفسد على الإنسان حياته ويثير الاضطراب في سلوكه.
قال (ديل كارنيجي): (سألت مدير المستخدمين في شركة (سوكوني فاكوم) عن الغلطة الكبرى
التي يرتكبها طلاب العمل في شركتهم فأجاب: إن أكبر غلطة يرتكبها طلاب الأعمال هي أنهم
لا ينطلقون على سجاياهم، فبدلاً من أن يصارحوك بحقيقة أفكارهم وآرائهم يحاولون أن يجيبوا
على أسئلتك بما يظنونه الجواب الذي تريده أنت، ولكن هذه الحيلة قلما تُفلح، فالناس يعرفون
الشخص الذي يدّعي ما ليس فيه، كما يعرفون العملة الزائفة.
قال (كارنيجي): (إنك شيء فريد في هذا العالم. إنك نسيج وحدك، فلا الأرض منذ خُلقت رأت
شخصاً يشبهك تمام الشبه، ولا هي في العصور المقبلة سوف ترى شخصاً يشبهك تمام الشبه.
وينبئك علم الوراثة بأنك تخلّقت جنيناً نتيجة لتلاقي أربعة وعشرين زوجاً من (الكروموزومات) أسهم
فيها بالنصف كلٌ من والديك، وقد تضافرت الأزواج الأربعة والعشرون على توريثك الصفات التي
تتميز بها.
ويقول (امران شاينفلد) في كتابه (أنت والوراثة): إن كل (كروموزوم) يحمل جينات تعدّ بالمئات، وأن
واحداً فحسب من هذه الجينات يستطيع في بعض الأحيان أن يغير حياة المرء تغييراً شاملاً.
نعم فالحق أننا مخلوقون بدقة تثير الرهبة وتستدعي الإعجاب، وحتى بعد التقاء أبويك أحدهما
بالآخر وتزواجهما فإن احتمال خروجك أنت بالذات إلى حيز الوجود كنسبة واحد إلى 300.000 بليون،
أو بمعنى آخر لو أن لك 300.000 بليون أخ وأخت لكانوا جميعاً مختلفين عنك مناقضين لك.
ثم يقول: أنت نسيج وحدك في هذه الدنيا. فاغبط نفسك على هذا، واعمل على الاستزادة مما
ركبته فيك الطبيعة من مواهب وصفات.
إن الناس ليسوا نسخة واحدة مكرّرة متماثلة في ملامح النفس ومشابه البدن.. فهم من
حيث القالب الحسِّي مختلفون طولاً وقصراً، ونحافة وغِلظاً، وقوّة وضعفاً، وصحة ومرضاً..
وفي صفة الأنف والعين والفم والجبهة وسائر ملامح الوجه.. أي أن أبدانهم ووجوههم
ليست مصبوبة في قوالب متماثلة، ولا مطبوعة على مثال واحد.. بل إن الاختلاف ليذهب
في تلك الناحية الحسية حتى يشمل الأمور الدقيقة التي لا يكاد يُلتفت إليها، كتغاير آثار
البنان في البصمات المختلفة لملايين البشر.
هذا الاختلاف المعجز العجيب الذي يدل على قدرة الخالق سبحانه يقابله اختلاف آخر في
ملامح النفس، وتسوية الطبع، وتقدير الغرائز، وخصائص الفكر والعاطفة.. فكما يختلف الناس
في التقاسيم الحسيّة الظاهرة يختلفون في الملامح النفسيّة الباطنة.
الذي يتميز به عمن سواه.
**********
موضوع مميز
يعطيك الف عافية
شكرا على الافادة
بارك الله فيك
|
وعليكم السلام.
الله يعافيك .
وفيكم بارك الرحمن.
دمت بعافية.