العلماء أصابتهم الحيرة من السلوك الغريب لهذا النجم لكن يعتقدون حالياً أن الإختفاء يحدث بسبب امتصاص النجم النابض بعض من المواد الاشعاعية للنجم المرافق ثم يخرجها مرة أخرى، حيث قام العلماء في وكالة الفضاء الأمريكية “ناسا” بقياس الضوء المنبعث حول مدار جاما الأرضي واكتشفوا أنه الضوء الأقوى على الإطلاق، لكن هذا القياس تم منذ ما يزيد عن عام في يونيو 2024 لكن فقط الآن علماء الفلك يعتقدون أن لديهم توضيحاً آخرًا لسر اختفاء النجم النابض وكيف يحدث ذلك.
النجم النابض يعرف بالكود التالي ” PSR J1023+0038″ ويسمى أيضاً بالنجم النيتروني السريع حيث يدور بسرعة 1.7 ميلي ثانية، ويبلغ عدد دوراته في الدقيقة الواحدة 34 ألف دورة حول نجمه التابع له، وهناك نوع آخر من النجم النابض وهو يشبه الشمس فهو أكثر انتظاماً بالمقارنة وتكتمل دورته المدارية في 4.8 ساعة ما يجعلها قريبة جداً من النجم النابض وتتبخر تدريجياً مع النجم المرافق له.
وما يحدث أن النجم النابض يتغير من الكتلة المنخفضة بإصداره الأشعة السينسية الثنائية (LMXB) إلى نجم نابض مشع بشكل دوري، ولسبب ما يكون هناك تبديل مستمر بين المرحلتين، ويؤكد علماء الفلك أن النجم المشع نتج عن امتصاص مادة مشعة من نجم رفيق له لكن يبدو أن النجم النابض يخضع دائماً لطفرات لأسباب غير معروفة ويفقد المزيد من المواد عن المعتاد فعلى سبيل المثال القرص الذي ينشأ حول النجم النابض يصبح أقرب بعض الشيء من النجم نفسه ويكون على بعد 80 كيلو متر فوقه ما يزيد من درجة حرارته وهذا يحدث حينما يتم حجب انبعاث موجات الراديو من أقطاب النجم المشع.
لكن القرص الاشعاعي نفسه يبعث منه اشعة اكس بالتالي مفاتيح النجم النابض تتكون من أشعة جاما، وموجات الراديو، والأشعة السينية، كما يقوم بحجب النجم النابض لسنوات عديدة ويتحول إلى كائن كامل من نوعية LMXB ويبدأ في إنبعاث الأشعة السينية، وفي نهاية المطاف القرص يختفي ويتلاشى ويبدأ النجم المشع يبعث موجات راديو ملحوظة. من جهته قال بنيامين ستابرز، عالم الفيزياء الفلكية بجامعة مانشستر، أن النجم النابض تغير من كونه نجم مشع LMXB منذ عصور عديدة، وأصبح ناجم نابض يرسل موجات راديوية لمدة تتراوح ما بين ست إلى سبع سنوات عن العام الماضي، إلى أن يعود إلى شكله الأصلي LMXB مؤكداً على عدم معرفة العلماء سبب حدوث تلك الدورة وما إذا كانت عرضية أو غير ذلك.
وتابع: “لذلك نحنُ مستمرون في مراقبة مصدر الاشعاع الراديو والبصري، والأشعة السينية، وأشعة جاما في محاولة لالتقاط اللحظة الدقيقة التي يتم فيها التغير مرة أخرى”، مضيفاً “الأمر مشابه للتحول من الطاقة الدنيا إلى الطاقة الأعلى، مع انعكاس التفاعل مع عدم انتظام حركة النجم النابض وقرينه والذي يسمح لنا بإستكشاف المرحلة الانتقالية النادرة في حياة النظام النجمي الثنائي”.
ولفت آن أرشيبالد ، الباحث الفلكي ما بعد الدكتوراة في معهد هولندا لعلم الفلك الفضائي “أسترون” إلى أن العلماء تحدثوا عن النجوم النابضة منذ فترة طويلة وعن حركتها السريعة في الثانية الواحدة وتراكم مسائل النجوم وتلاشيه”.
المصدر
1
شكرا جزيلا