كلّما سلكت مسالك الصّبر الغاصّة بنكبات الدّهر ، أتجوّل في حدائق المروءة أمتّع نظري بمآثر الرّجال وروائع الأعمال ، وجدت الفضيلة قد تزيّنت في أبهى حليّها ، وأسرّت في أذن وليّها فاشترطت أن يكون مهرها الصّدق ، وبيتها الوفاء وشهودها الإخلاص والعفاف والصّفاء . فتذكّرت قول الشّاعر
إنّي لتطربني الخـــــلال كريمة
طرب الغريب لأوبة وتلاق
وتهزّني ذكرى المروءة والنّدى
بين الشمـــائل هزّة المشتاق
فقلّ طالبها وأدبر خاطبها ، وتهافت الآلاف على الرّذيلة يشربون من كأس
ثبورها ويأكلون من لحم فجورها ، فكأنّ القوم صرعى أو غنم في مرعى ،
يتفاخرون بالعهر ويتعوّذون من الطّهر ، زيّن لهم الشّيطان قبيح عملهم فرأوه
حسنا ، وقبّح لهم الجميل فرأوه عفنا.
كلّما رأيت ذلك تلبّدت سماء رجائي في مستقبل حالم بسحب يأس قاتم ، يوشك
أن يجرفني سيله ويمطرني ويله ، لولا خيط دقيق من الرّحمات يتسلّل برفق إلى أعماقي
ويمسح على مكنون أشواقي ، فأسمع حادي المسير يردّد كلام اللّطيف الخبير: إنّه لا ييأس من
روح الله إلاّ القوم الكافرون.
فأنطلق من عقالي أباشر أعمالي ، سائلا ربّي أن يلهمني الرّشد ويبلّغني القصد
ويهديني سواء السّبيل.
محمد تمار ورقلة
فأنطلق من عقالي أباشر أعمالي ، سائلا ربّي أن يلهمني الرّشد ويبلّغني القصد
ويهديني سواء السّبيل.
بارك الله فيك علي هذا الطرح
جعله الله في ميزان حسناتك
تقبل قرائتي