للشيخ السعدي رحمه الله
الحمد لله الرب العظيم الواسع الحليم الرءوف الرحيم وأشهد أن لا إله إلا الله الجواد الكريم وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ومن هو بالمؤمنين رءوف رحيم اللهم صل وسلم على محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم في الصراط المستقيم . أما بعد : أيها الناس اتقوا الله تعالى وإياكم أن تكونوا ممن قال الله فيهم { فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا } [ سورة مريم : الآية 59 ] أضاعوا الصلاة بأن فوتوها عن الأوقات وتهاونوا بالجمع والجماعات ولم يخشوا ربهم ولا حذروا من العقوبات إذا صلوها نقروها نقر الغراب فلا سكون ولا طمأنينة ولا احتساب تحسبهم إذا شرعوا فيها مطرودين وتشاهدهم لأركانها وشروطها مهملين وتبصرهم عن جميع كمالاتها غافلين . نسوا الله فنسيهم وضيعوا مصالح الدنيا والدين ضيعوا الصلاة واتبعوا لغيهم الشهوات وقدموا أغراض النفوس على القيام بالواجبات . إن بدا لهم طمع طاروا إليه جماعات ووحدانا . وإذا جاء أمر الله فهم كسالى عنه فحسبهم بذلك هوانا وخسرانا . فيا ويح من قدم شهوات الغي عن طاعة مولاه . وما أخسر من زهد في الخير واتبع هواه فأهلكه وأرداه . أين الإسلام والإيمان يا من يدعيه . وأين الخوف من يوم يجد فيه كل عامل عمله ويلاقيه . يوم لا يجد هذا المفلس من أعماله ما ينجيه من عذاب ربه ويقيه . فويل يومئذ للمضيعين للصلاة من يوم يفر فيه المرء من أخيه وأمه وأبيه . وصاحبته وبنيه . لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه . فأين هؤلاء الأراذل من أقوام يرون الصلاة أكبر نعمة من الله وأجل غنيمة . فيتلقونها بصدور منشرحة وهمم صادقة وأعمال مستقيمة . لا تفقدهم في جمعة ولا جماعة إلا إذا كان لهم عذر من الأعذار . { رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والأبصار ليجزيهم الله أحسن ما عملوا ويزيدهم من فضله والله يرزق من يشاء بغير حساب } [ سورة النور : الآيتان 37 , 38 ] بارك الله لي ولكم قي القرآن العظيم .
للإستزادة كتاب الفواكه الشهية في الخطب المنبرية خطبة في الزجر عن إضاعة الصلاة
ورحم الله الشيخ السعدي ونفعنا بعلمه
نعم ان الصلاة صارت اليوم من أثقل الاعمال على المسلمين ففي وقت رسول الله عليه الصلاة والسلام كان يقول (ارحنا بها يا بلال ) فكان الصحابة رضوان الله عليهم يجدون فيها الراحة وسكينة النفس ويتقربون بها الى ربهم ويعطونها حقها من الخشوع والتذلل لله رب العالمين
أما ما نراه اليوم في مجتمعاتنا فان يقولون أرحنا منها يا إمام لانها تأخذ من وقتهم الوقت اليسير وربما هناك من يعتقد انها تعطله عن مصالح دنياه فهيهات هيهات
(فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً) (مريم : 59 )
وقد جاء في تفسير الشيخ السعدي رخمه الله في هاته الاية
فأضاعوا الصلاة التي أمروا بالمحافظة عليها وإقامتها، فتهاونوا بها وضيعوها، وإذا ضيعوا الصلاة التي هي عماد الدين، وميزان الإيمان والإخلاص لرب العالمين، التي هي آكد الأعمال، وأفضل الخصال، كانوا لما سواها من دينهم أضيع، وله أرفض، والسبب الداعي لذلك، أنهم اتبعوا شهوات أنفسهم وإراداتها فصارت هممهم منصرفة إليها، مقدمة لها على حقوق الله،.فنشأ من ذلك التضييع لحقوقه، والإقبال على شهوات أنفسهم، مهما لاحت لهم، حصلوها،