تخطى إلى المحتوى

أما مراتب الكمال فأربع 2024.

قال ابن القيم رحمه الله :
في مفتاح دار السعادة

فأما مراتب الكمال فأربع النبوة والصديقية والشهادة والولاية وقد ذكرها الله سبحانه في قوله )ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين انعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا ذلك الفضل من الله وكفى بالله عليما( وذكر تعالى هؤلاء الأربع في سورة الحديد فذكر تعالى الإيمان به وبرسوله ثم ندب المؤمنين الى ان تخشع قلوبهم لكتابه ووحيه ثم ذكر مراتب الخلائق شقيهم وسعيدهم فقال)إن المصدقين والمصدقات واقرضوا الله قرضا حسنا يضاعف لهم ولهم اجر كريم والذين آمنوا بالله ورسله أولئك هم الصديقون والشهداءعند ربهم لهم أجرهم ونورهم والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب الجحيم( وذكر المنافقين قبل ذلك فاستوعبت هذه الآية أقسام العباد شقيهم وسعيدهم والمقصود انه ذكر فيها المراتب الأربعة الرسالة والصديقية والشهادة والولاية فأعلا هذه المراتب النبوة والرسالة ويليها الصديقية فالصديقون هم أئمة أتباع الرسل ودرجتهم أعلا الدرجات بعد النبوة فإن جرى قلم العالم بالصديقية وسال مداده بها كان أفضل من دم الشهيد الذي لم يحلقه في رتبة الصديقية وان سال دم الشهيد بالصديقية وقطر عليها كان أفضل من مداد العالم الذي قصر عنها فأفضلهما صديقهما فان استويا في الصديقية استويا في المرتبة والله اعلم والصديقية هي كمال الإيمان بما جاء به الرسول علما وتصديقا وقياما فهي راجعة إلى نفس العلم فكل من كان اعلم بما جاء به الرسول وأكمل تصديقا له كان أتم صديقية فالصديقية شجرة أصولها العلم وفروعها التصديق وثمرتها العمل فهذه كلمات جامعة في مسألة العالم والشهيد وأيهما أفضل.

وقال رحمه الله في الوابل الصيب

وعمال الآخرة على قسمين : منهم من يعمل على الأجر والثواب ومنهم من يعمل على المنزلة والدرجة فهو ينافس غيره في الوسيلة والمنزلة عند الله تعالى ويسابق إلى القرب منه وقد ذكر الله تعالى النوعين في سورة الحديد في قول الله تعالى : { إن المصدقين والمصدقات وأقرضوا الله قرضا حسنا يضاعف لهم ولهم أجر كريم } فهؤلاء أصحاب الأجور والثواب ثم قال : { والذين آمنوا بالله ورسله أولئك هم الصديقون } فهؤلاء أصحاب المنزلة والقرب ثم قال : { والشهداء عند ربهم لهم أجرهم ونورهم }فقيل هذا عطف على الخبر من { الذين آمنوا بالله ورسله } أخبر عنهم بأنهم هم الصديقون وأنهم الشهداء الذين يشهدون على الأمم ثم أخبر عنهم أن لهم أجرا وهو قوله تعالى { لهم أجرهم ونورهم } فيكون قد أخبر عنهم بأربعة أمور : أنهم صديقون وشهداء فهذه هي المرتبة والمنزلة.
قيل : تم الكلام عند قوله تعالى : { الصديقون } ثم ذكر بعد ذلك حال الشهداء فقال : { والشهداء عند ربهم لهم أجرهم ونورهم } فيكون قد ذكر المتصدقين أهل البر والإحسان ثم المؤمنين الذين قد رسخ الإيمان في قلوبهم وامتلئوا منه فهم الصديقون وهم أهل العلم والعمل والأولون أهل البر والإحسان ولكن هؤلاء أكمل صديقية منهم : ثم ذكر الشهداء وأنه تعالى يجري عليهم رزقهم ونورهم لأنهم لما بذلوا أنفسهم لله تعالى أثابهم الله تعالى عليها أن جعلهم أحياء عنده يرزقون فيجري عليهم رزقهم ونورهم فهؤلاء السعداء
ومن كلام الشيخ ابن باز رحمه الله في مجموع فتاوى ابن باز – (2 / 16)

فالعبودية مقام عظيم وشريف , ثم زادهم الله فضلا من عنده سبحانه بالرسالة التي أرسلهم بها , فاجتمع لهم فضلان : فضل الرسالة , وفضل العبودية الخاصة . فأكمل الناس في عبادتهم لله , وتقواهم له , هم الرسل والأنبياء عليهم الصلاة والسلام , ثم يليهم الصديقون الذين كمل تصديقهم لله ولرسله , واستقاموا على أمره , وصاروا خير الناس بعد الأنبياء , وعلى رأسهم أبو بكر الصديق رضي الله عنه , فهو رأس الصديقين , وأكملهم صديقية , بفضله وتقواه , وسبقه إلى الخيرات وقيامه بأمر الله خير قيام , وكونه قرين رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبه في الغار , ومساعده بكل ما استطاع من قوة رضي الله عنه وأرضاه
هذا والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وآله.

نقلا عن ملتقى أهل الحديث
بارك الله فيك اخي
وجزاك الله خير
و فيك بارك الله سفيان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.