تخطى إلى المحتوى

ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ، ويرفع به الدرجات ؟ 2024.

بسم الله الرحمن الرحيم

ـ الرابع عشر : عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( الصلوات الخمس ، والجمعة إلى الجمعة ، ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر ) رواه مسلم(136) .
131 ـ الخامس عشر : عنه قال : قال رسول صلى الله عليه وسلم : ( ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ، ويرفع به الدرجات ؟) قالوا بلى يا رسول الله ، قال : ( إسباغ الوضوء على المكاره ، وكثرة الخطا إلى المساجد ، وانتظار الصلاة بعد الصلاة ، فذلكم الرباط ) رواه مسلم(137) .
الشرح
قال المؤلف ـ رحمه الله تعالى ـ فيما نقله أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( الصلوات الخمس ، والجمعة إلى الجمعة ، ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر ) يعني أن الصلوات الخمس تكفر الخطايا ما بين صلاة الفجر إلى الظهر ، ومن الظهر إلى العصر ، ومن العصر إلى المغرب ، ومن المغرب إلى العشاء ، ومن العشاء إلى الفجر ، هذه تكفر ما بينها من الخطايا . فإذا عمل الإنسان سيئة وأتقن هذه الصلوات الخمس ، فإنها تمحو الخطايا ، لكن قال : ( إذا اجتنبت الكبائر ) يعني إذا اجتنبت كبائر الذنوب .
وكبائر الذنوب هي : كل ذنب رتب عليه الشارع عقوبة خاصة ، فكل ذنب لعن النبي صلى الله عليه وسلم فاعله فهو من كبائر الذنوب ، كل شيء فيه حد في الدنيا كالزنى ، أو وعيد في الآخرة كأكل الربا ، أو فيه نفي إيمان ، مثل ( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه )(138) ، أو فيه براءة منه ، مثل ( من غشنا فليس منا)(139) ، أو ما أشبه ذلك فهو من كبائر الذنوب .
واختلف العلماء ـ رحمهم الله ـ في قوله صلى الله عليه وسلم : ( إذا اجتنبت الكبائر ) هل معني الحديث أن الصغائر تكفر إذا اجتنبت الكبائر ، وأنها لا تكفر إلا بشرطين هما : الصلوات الخمس ، واجتناب الكبائر ؟ أو أن معنى الحديث أنها كفارة لما بينهن إلا الكبائر فلا تكفرها ، وعلى هذا فيكون لتكفير السيئات الصغائر شرط واحد ، وهو إقامة هذه الصلوات الخمس ، أو الجمعة إلى الجمعة ، أو رمضان إلى رمضان ، وهذا هو المتبادر ـ والله أعلم ـ أن المعنى : أن الصلوات الخمس تكفر ما بينها إلا الكبائر فلا تكفرها ، وكذلك الجمعة إلى الجمعة ، وكذلك رمضان إلى رمضان ، وذلك لأن الكبائر لابد لها من توبة خاصة ، فإذا لم يتب توبة خاصة فإن الأعمال الصالحة لا تكفرها ، بل لابد من توبة خاصة .
أما حديث أبي هريرة الثاني ، فهو أن النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ عرض على أصحابه عرضاً ، يعلم النبي صلى الله عليه وسلم ماذا سيقولون في جوابه ، ولكن هذا من حسن تعليمه عليه الصلاة والسلام ، أنه أحياناً يعرض المسائل عرضاً ، حتى ينتبه الإنسان لذلك ، ويعرف ماذا سيلقى إليه ، قال : ( ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ، ويرفع به الدرجات ؟ ) يعرض عليهم هل يخبرهم ، ومن المعلوم أنهم سيقولون : نعم يا رسول الله أخبرنا ، ولكنه ـ عليه الصلاة والسلام ـ اتخذ هذه الصيغة وهذا الأسلوب من أجل أن ينتبهوا إلى ما سيلقى إليهم ، قالوا : بلى يا رسول الله ، يعني أخبرنا فإننا نود أن تخبرنا بما ترفع به الدرجات وتمحا به الخطايا ، قال : (إسباغ الوضوء على المكاره ، وكثرة الخطا إلى المساجد ، وانتظار الصلاة بعد الصلاة ) هذه ثلاثة أشياء :
أولاً : إسباغ الوضوء على المكاره ، يعني إتمام الوضوء في أيام الشتاء ؛ لأن أيام الشتاء يكون الماء فيها بارداً . وإتمام الوضوء يعني إسباغه ، فيكون فيه مشقة على النفس ، فإذا أسبغ الإنسان وضوءه مع هذه المشقة ، دل هذا على كمال الإيمان ، فيرفع الله بذلك درجات العبد ويحط عنه خطيئته .
ثانياً : كثرة الخطا إلى المساجد ، يعني أن يقصد الإنسان المساجد ، حيث شرع له إتيانهن ، وذلك في الصلوات الخمس ، ولو بعد المسجد فإنه كلما بعد المسجد عن البيت ازدادت حسنات الإنسان ، فإن الإنسان إذا توضأ في بيته وأسبغ الوضوء ، ثم خرج منه إلى المسجد ، لا يخرجه إلا الصلاة ، لم يخط خطوة واحدة إلا رفع الله له بها درجة ، وحط عنه بها خطيئة .
ثالثاً : انتظار الصلاة بعد الصلاة ، يعني أن الإنسان من شدة شوقه إلى الصلوات ، كلما فرغ من صلاة ، فقلبه متعلق بالصلاة الأخرى ينتظرها ، فإن هذا يدل على إيمانه ومحبته وشوقه لهذه الصلوات العظيمة ، التي قال عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم ( وجعلت قرة عيني في الصلاة )(140) . فإذا كان ينتظر الصلاة بعد الصلاة ، فإن هذا مما يرفع الله به الدرجات ، ويكفر به الخطايا .
وقوله صلى الله عليه وسلم : ( فذلكم الرباط ) أصل الرباط : الإقامة على جهاد العدو بالحرب وارتباط الخيل وإعدادها ، وهذا من أعظم الإعمال ، فلذلك شبه به ما ذكر من الأفعال الصالحة والعبادة في هذا الحديث ، أي أن المواظبة على الطهارة والصلاة والعبادة كالجهاد في سبيل الله .
وقيل : إن الرباط هاهنا اسم لما يربط به الشيء ، والمعنى : أن هذه الخلال تربط صاحبها عن المعاصي وتكفه عنها .
هذان الحديثان ذكرهما المؤلف في باب كثرة طرق الخير ؛ لأن هذه طرق متعددة من الخير ؛ الصلوات الخمس ، الجمعة إلى الجمعة ، رمضان إلى رمضان ، كثرة الخطا إلى المساجد ، إسباغ الوضوء على المكاره ، انتظار الصلاة بعد الصلاة . والله الموفق .من موقع الشيخ العثيمين

م/ن

موضوع رآئـع


جزآك الله خيـرآ و جعـلـه في ميزان حسنـاتك


في امـان الله ~

شكرا لك اخي ، و لكن هل يمكنك إدراج اسم كاتب النص ؟

و بوووركت خيرا

القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Cloud of Wishes القعدة
القعدة
القعدة

موضوع رآئـع


جزآك الله خيـرآ و جعـلـه في ميزان حسنـاتك


في امـان الله ~

القعدة القعدة

امين واياك

جزاك ربي الفردوس الاعلى

القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة EL General القعدة
القعدة
القعدة

شكرا لك اخي ، و لكن هل يمكنك إدراج اسم كاتب النص ؟

و بوووركت خيرا

القعدة القعدة

العفو وبارك الله فيك

واسم صاحب النص مكتوب في اخر ه وهو الشيخ ابن عثيمين رحمه الله

فلبرما لم تنتبه فقط

بارك الله فيك وجزاك خيرا

القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المهندس عبد الوهاب القعدة
القعدة
القعدة
العفو وبارك الله فيك

واسم صاحب النص مكتوب في اخر ه وهو الشيخ ابن عثيمين رحمه الله

فلبرما لم تنتبه فقط

بارك الله فيك وجزاك خيرا

القعدة القعدة

ااه صار هداك هو صاحب النص

نحسابها اختصار لـكلمة مـنـقـول القعدة

شـكـرا لـيـك

القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة EL General القعدة
القعدة
القعدة

ااه صار هداك هو صاحب النص

نحسابها اختصار لـكلمة مـنـقـول القعدة

شـكـرا لـيـك

القعدة القعدة

اهلا بك اخي الكريم

لا تلك الحروف معناها منقول

لكن قبلها مكتوب من موقع الشيخ ابن عثيمين

وهو صاحب النص

حياك الله دوما واتشرف بمرورك

جزاك الله خيرا على هذا الموضوع القيم
تحياتيالقعدة
القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لؤلؤة قسنطينة القعدة
القعدة
القعدة
جزاك الله خيرا على هذا الموضوع القيم
تحياتيالقعدة
القعدة القعدة

امين واياك

وجزاك ربي الفردوس الاعلى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.