من النادر جداً أن نجد مريضاً لم تكن معدته بوابة للمرض، وفي نفس الوقت عندما نقابل أناساً رشيقي القوام، حيويي الحركة، سنجد أن مفتاح السر لديهم هي كلمة "المعدة".
وفي القديم قالوا "المعدة بيت الداء، ورأس الدواء" ونصح الكثير من الأطباء العرب والعجم، أن يردع الإنسان المرض عن نفسه، بالحيطة والحذر مما يدخله في جوفه من طعام، وما ينتقيه من غذاء له.
مشكلة اليوم البدانة:
اليوم، وأمام المشكلة الأكبر التي يعاني منها العديد من الناس، وخاصة النساء، وهي مشكلة البدانة، أو السمنة. يؤكد الأطباء أن أهم نقطة يجب أن يراعيها الإنسان هي "المعدة"، وما تحتويه من غذاء، ككمية ونوعية.
ففي الولايات المتحدة مثلا، فإن شخصاً واحداً من بين كل 3 أمريكيين، مصاب بالسمنة أو زيادة الوزن غير الصحي.
الإفراط في الطعام يؤدي إلى السمنة التي تعوق الحركة، وتثقل البدن، فيبدو عليه الكسل، ولا ينشط لأي عمل، ولا يسرع إلى واجب، ويكون خامل التفكير وكثير النوم. والمعدة من أكثر الأعضاء في الجسم بذلاً للجهد في عملية هضم الطعام، رغم أنها ضعيفة البنيان، رقيقة الأنسجة. فإذا حملت ما فوق طاقتها، أصابها الضعف والمرض. وإذا تأملنا في قول رسول الله (ص) : "نحن قوم لا نأكل حتى نجوع، وإذا أكلنا لا نشبع". نجد أن المرء، لا يكون في حاجة للطبيب ما دام معدته غير ممتلئة بالطعام، فهي بيت الداء، فاحذر أنك قد لا تجد دواء.
5 كيلو غرام زيادة تقلل العمر 8%:
أن الإنسان لا يستطيع دائماً أن يتحكم في شهواته نحو الطعام، فكثير من الناس يطلقون العنان لهذه العاطفة، حتى تؤدي في النهاية بهم إلى الأمراض.
ومتى كان الإنسان كذلك، فإن أول ما يصاب به البدانة، وتراكم الدهون في الجسم، ويمكن قياس درجة البدانة أو السمنة عن طريق قياس نسبة الدهون في الجسم، وهي تعادل 12% للشاب، 22% للفتاة. وفي حال ازدياد هذه النسبة إلى 20% عند الشباب و30% عند الفتاة، يمكن اعتبارهما بدينين أو سمينين.
فإذا زاد الوزن بمقدار 5 كليوغرام عن المعدل الطبيعي، زاد احتمال الموت المبكر بنسبة 8%، وهكذا تزداد احتمالات الوفاة، كلما زاد وزن الجسم عن معدلاته الطبيعية.
بخلاف ذلك، فإن البدانة، تؤدي إلى الإصابة بالعديد من الأمراض التي يأتي على رأسها ارتفاع كمية الدهون في الدم، ما يؤدي إلى تصلب الشرايين، وارتفاع ضغط الدم، فضلاً عن احتمال الإصابة بمرض السكر، وضعف حيوية الجسم وقدرته على بذل أدنى مجهود، بالإضافة إلى زيادة احتمالات إصابة الجهاز الهضمي والقلب والمفاصل بالأمراض، واضطرابات في القدرة الجنسية لدى الجنسين، الأمر الذي يؤدي إلى عمق مؤقت أو دائم.
مشكور اخي على المرور