قال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله تعالى :
تحقيق العقيدة : هو أفضل ما اكتسبته القلوب .. وقد أصبح الكثير يجهلونها ويزهدون فيها ويقولون المسلمون مسلمون وكفى لا تنظروا إلى عقيدتهم ولا تفرقوا بين الناس ..
فنحن نقول لهم لسنا ممن يفرق بين الناس نحن ندعو للاجتماع وإصلاح العقيدة نحن والله لا ندعو إلى التفرقة بل ندعو للاجتماع على الحق لأن الكثرة بدون عقيدة ليس فيها فائدة فلابد من الاجتماع نحن نحب الكثرة على العقيدة لكن إذا كانت الكثرة على غير عقيدة فما الفائدة إنها هباء منثور فنحن نريد للناس الخير والألفة ما نريد لهم الافتراق بحيث كل يركب رأسه وكل يعتقد ما يشاء ونقول الناس أحرار في عقيدتهم ..
من الذي قال إن الناس أحرار في عقيدتهم ؟ لو كان الناس أحرار في عقيدتهم ما بعث الله الرسل ولا أنزل الكتب ولصار كل يأخذ حريته في الضلال .. لكن الناس مأمورون بتوحيد الله وإفراده بالعبادة وهذه هي الحرية سبحان الله فالحرية في عبادة الله وحده لا شريك له أما الرق فهو في عبادة غير الله كما قال الإمام ابن القيم :
هربوا من الرق الذي خلقوا له
فبلوا برق النفس والشيطان
الرق الذي خلقوا له : عبادة الله وحده لا شريك له وهي التي فيها صلاحهم وخيرهم فلما تركوها ابتلوا بعبادة الشيطان والنفس وهذا هو الذل والهوان وقد قال الله تعالى : ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾ وقال جل وعلا : ﴿ نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ ﴾ .
——————————
التعليقات التوضيحية على مقدمة الفتوى الحموية ص 59 .