أحببت أن أسرد هذا الموضوع البالغ في الأهمية
أولا لأنها تتعلق بالله تعالى
ثانيا لأن أكثر الناس إلا من رحم الله لا يدري ماهى أسماء الله الحسنى الحقيقية التي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " (إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمَا مِائَةً إِلاَّ وَاحِدًا مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ)
أما عن الأسماء التي اشتهرت على الألسن ويغنيها الصغير والكبير وكأن إحصاؤها غناؤها فبعضها صحيح وبعضها غير ذلك
وهذا الموضوع بفضل من الله تعالى سيعرف كل من يقرأه ما هي الأسماء الحسنى الصحيحة الثابتة في الكتاب والسنة
فتعالوا بنا نتعرف عليها
****************************** ******************** ******************************
عنوان الموضوع
أسماء الله الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة
دكتور محمود عبد الرازق الرضواني
لقد كانت مفاجأة مذهلة لي قبل غيري حدثت وأنا أبحث عن موضوع شائك طالما أخذ جهدا من علماء المسلمين على اختلاف القرون منذ عصر النبوة حتى الآن ، الموضوع لا يتعلق بأحد النظريات الفكرية أو الاكتشافات العلمية التي تحدث ضجة إعلامية تثير الناس إلى وقت ما ، ولكن الموضوع بالغ الأهمية لأنه يتعلق بأسماء رب العالمين الذي خلق الكون بما فيه ، بداية الموضوع منذ أن قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث متفق عليه : (إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمَا مِائَةً إِلاَّ وَاحِدًا مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ) (خ6957-م2677) ، ثم ترك الباب مفتوحا لعلماء المسلمين لجمعها وتتبعها من القرآن والسنة .
وقد اجتهد بعض العلماء في جمع ما ستطاع منها حتى أوصلها إلى تسعة وتسعين اسما ، وكان من أبرز هؤلاء الوليد بن مسلم القرشي (ت:195هـ) ، وعبد الملك الصنعاني وعبد العزيز بن الحصين ، لكن أشهرهم في التاريخ الإسلامي هو الأول لانتشار جمعه وإحصائه منذ أكثر من ألف عام ، فقد روي الحديث السابق وألحق به الأسماء التي جمعها باجتهاده أو سمعها عن اجتهاد بعض مشايخه ، فكان يروي الحديث مرة كما هو ومرة أخرى يدرج فيه ما جمعه من الأسماء الحسنى ، وقد روى الترمذي عنه الحديث المدرج وقال : (هذا حديث غريب) ،
قال ابن تيمية : (لم يرد في تعيينها حديث صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم وأشهر ما عند الناس فيها حديث الترمذي الذي رواه الوليد بن مسلم عن شعيب عن أبي حمزة ، وحفاظ أهل الحديث يقولون هذه الزيادة مما جمعه الوليد بن مسلم عن شيوخه من أهل الحديث ، وفيها حديث ثان أضعف من هذا رواه ابن ماجه وقد روي في عددها غير هذين النوعين من جمع بعض السلف) (الفتاوىالكبرى1/217)
وقال ابن حجر : (والتحقيق أن سردها من إدراج الرواة) (بلوغ المرام 346)
وقال الصنعاني : (اتفق الحفاظ من أئمة الحديث أن سردها إدراج من بعض الرواة) (سبل السلام 4/108) ، فهذا هو حال الأسماء الحسنى التي حفظها الناس لأكثر من ألف عام وأنشدها كل منشد وكتبت في كل مسجد ، ليست نصا من كلام النبي صلى الله عليه وسلم باتفاق أهل العلم والمعرفة بحديثه وإنما هي في حقيقتها ملحقة أو مدرجة في الأحاديث التي ورد فيها سرد الأسماء ، وقد أمرنا الله عز وجل في غير موضع من كتابه أن ندعوه بأسمائه الحسنى فقال : (وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا) (الأعراف:180) وحذرنا من الإلحاد فيها فقال : (وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) ،
فقضية إحصاء الأسماء الحسنى لها من الأهمية والمكانة في قلوب المسلمين ما تتطلع إليه نفوس الموحدين وتتعلق بها ألسنة الذاكرين ويرتقي الطالبون من خلالها مدارج السالكين ، لكن السؤال الذي يطرح نفسه ولا زال يؤرق المتخصصين : ما هي الأسماء الحسنى التي ندعو الله بها وكيف يمكن جمعها وإحصاؤها وفق أصول علمية وشروط منهجية ؟
قال ابن الوزير اليماني : (تمييز التسعة والتسعين يحتاج إلى نص متفق على صحته أو توفيق رباني ، وقد عدم النص المتفق على صحته في تعيينها ، فينبغي في تعيين ما تعين منها الرجوع إلى ما ورد في كتاب الله بنصه أو ما ورد في المتفق على صحته من الحديث) (العواصم7/228) ، وهذه مسألة أكبر من طاقة فرد وأوسع من دائرة مجد ، فالأمر كما أشار ابن الوزير يتطلب استقصاء شاملا لكل اسم ورد في القرآن وكذلك كل نص ثبت في السنة ، ويلزم من هذا بالضرورة فرز عشرات الآلاف من الأحاديث النبوية وقراءتها كلمة كلمة للوصول إلى اسم واحد ، وهذا جهد خارج عن قدرة البشر المحدودة وأيامهم المعدودة ، لكن الله عز وجل لما يسر الأسباب في هذا العصر أعان بتوفيقه على سرعة إنجاز مثل هذا البحث في وقت قصير نسبيا ، وذلك من خلال التلاحم بين خبرة المتخصص واستخدام الموسوعات الالكترونية التي حملت آلاف الكتب العلمية وحفظت السنة النبوية ، ولم تكن هذه التقنية قد ظهرت منذ عشر سنوات تقريبا ، أو بصورة أدق لم يكن ما صدر منها كافيا لإنجاز مثل هذا البحث . وبعد بحث طويل في استخراج الشروط المنهجية أو القواعد الأساسية لإحصاء الأسماء الإلهية التي تعرف الله بها إلى عباده ظهرت القواعد الحصر في خمسة شروط لازمة لكل اسم من الأسماء الحسنى ، دل عليها بوضوح شديد قوله تعالى : (وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا)
أما كيفية استخراج الشروط من هذا الدليل فبيانه كالتالي :
الشرط الأول من شروط الإحصاء
هو ثبوت النص في القرآن والسنة ، فطالما لم يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم حديث في تعينها وسردها ، فلا بد لإحصائها من وجود الاسم نصا في القرآن أو صحيح السنة ، وهذا الشرط مأخوذ من قوله : (وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى) ، ولفظ الأسماء يدل على أن أنها معهودة موجودة ، فالألف واللام فيها للعهد ، ولما كان دورنا حيال الأسماء هو الإحصاء دون الاشتقاق والإنشاء فإن الإحصاء لا يكون إلا لشيء موجود ومعهود ولا يعرف ذلك إلا بما نص عليه القرآن والسنة ،
قال ابن تيمية : (الأسماء الحسنى المعروفة هي التي وردت في الكتاب والسنة) (الأصفهانية 19) ، ومن المعلوم في مذهب أهل السنة أن الأسماء توقيفية على الأدلة السمعية ولا بد فيها من تحري الدليل بطريقة علمية تضمن لنا مرجعية الاسم إلى كلام الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ، ولا يكون ذلك إلا بالرجوع إلى ما ورد في القرآن بنصه أو صح في السنة على طريقة المحدثين ؛ فمحيط الرسالة لا تخرج دائرته عن ذلك ، وعلى ذلك ليس من أسماء الله النظيف ولا الواجد ولا الماجد ولا الحنان ولا القيام لأنها جميعا لم تثبت إلا في روايات ضعيفة أو قراءة شاذة .
أما الشرط الثاني
فهو علمية الاسم فيشترط في الإحصاء أن يرد الاسم في النص مرادا به العلمية ومتميزا بعلامات الاسمية المعروفة في اللغة ، كأن يدخل على الاسم حرف الجر كما في قوله : (وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ ) (الفرقان:58) ، أو يرد الاسم منونا كقوله : (سلام قولا من رب رحيم) أو تدخل عليه ياء النداء كما ثبت في الدعاء : (يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ) ، أو يكون الاسم معرفا بالألف واللام كقوله: (سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى) (الأعلى:1) ، أو يكون المعنى مسندا إليه محمولا عليه كقوله : (الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيراً) (الفرقان:59) ،
فهذه خمس علامات يتميز بها الاسم عن الفعل والحرف وقد جمعها ابن مالك في قوله : بالجر والتنوين والندا وأل : ومسند للاسم تمييز حصل (ابن عقيل1/21) ، فلا بد إذا أن تتحقق في الأسماء علامات الاسم اللغوية وهذا الشرط مأخوذ من قوله : (وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا) ، فمعنى الدعاء بها أن تدخل عليها أداة النداء سواء ظاهرة أو مضمرة ، والنداء من علامات الاسمية ،
قال ابن تيمية : (الأسماء الحسنى المعروفة هي التي يدعى الله بها) (الأصفهانية19) ، وعليه فإن كثيرا من الأسماء المشتهرة على ألسنة الناس هي في الحقيقة صفات أفعال وليست أسماء ، فكثير من العلماء لاسيما من أدرج الأسماء في حديث الترمذي وابن ماجة والحاكم جعلوا المرجعية في علمية الاسم إلى أنفسهم وليس إلى النص الثابت ، وهذا يعارض ما اتفق عليه السلف في كون الأسماء الحسنى توقيفية ، فالمعز المذل اسمان اشتهرا بين الناس شهرة واسعة على أنهما من الأسماء الحسنى ، وهما وإن كان معناهما صحيحا لكنهما لم يردا في القرآن أو السنة ، فقد ذكرهما من أدرج الأسماء في حديث الترمذي وكذلك عند ابن ماجة والبيهقي وغيرهم ، لكن حجتهم في إثبات الاسمين هو ما ورد في قوله تعالى : (تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ) (آل عمران:26) ، فالله أخبر أنه يُؤْتِي وَيَنْزِعُ وَيُعِزُّ وَيُذِلُّ ويشاء ولم يذكر سوى صفات الأفعال ، فهؤلاء اشتقوا لله اسمين من فعلين وتركوا باقي الأفعال فيلزمهم تسميته بالمُؤْتِي وَالمنْزِعُ والمشيء طالما أن المرجعية في علمية الاسم إلى الرأي والاشتقاق ، وكذلك الخافض الرافع لم يردا في القرآن ولا السنة لكن من أدرجهما استند إلى الحديث المرفوع : (إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لاَ يَنَامُ وَلاَ يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَنَامَ يَخْفِضُ الْقِسْطَ وَيَرْفَعُهُ) (م179) ، وقس على ذلك المبديء المعيد الضار النافع العدل الجليل الباعث المحصي المقسط المانع الدافع الباقي .
أما الشرط الثالث من شروط الإحصاء
فهو الإطلاق وذلك بأن يرد الاسم مطلقا دون تقييد ظاهر أو إضافة مقترنة بحيث يفيد المدح والثناء بنفسه ، لأن الإضافة والتقييد يحدان من إطلاق الحسن والكمال على قدر المضاف وشأنه وقد ذكر الله أسماءه باللانهائية في الحسن فقال : (وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى) ، أي البالغة مطلق الحسن بلا قيد ويدخل في الإطلاق أيضا اقتران الاسم بالعلو المطلق على الكل لأن معاني العلو هي في حد ذاتها إطلاق فالعلو يزيد الإطلاق كمالا على كمال ،
قال ابن تيمية : (الأسماء الحسنى المعروفة هي التي تقتضي المدح والثناء بنفسها) (الأصفهانية19) ، وإذا كانت الأسماء الحسنى لا تخلو في أغلبها من تصور التقييد العقلي بالممكنات وارتباط آثارها بالمخلوقات كالخالق والخلاق والرازق والرزاق ؛ أو لا تخلو من تخصيص ما يتعلق ببعض المخلوقات دون بعض ؛ كالأسماء الدالة على صفات الرحمة والمغفرة مثل الرحيم والرءوف والغفور والغفار ؛ فإن ذلك التقييد لا يدخل تحت الشرط المذكور وإنما المقصود هو التقييد بالإضافة الظاهرة في النص
فليس من أسماء الله البالغ (إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ) (الطلاق:3) ، ولا يصح إطلاقه في حق الله
ولا المخزي (وَأَنَّ اللَّهَ مُخْزِي الْكَافِرِينَ) (التوبة:2) ،
ولا الخادع (إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ َ) (النساء:142)
ولا المتم (وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ) (الصف:8)
ولا الفالق والمخرج: (إِنَّ اللَّهَ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى .. وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ ..) (الأنعام:95) ،
وكذلك الغافر والقابل والشديد وقس على ذلك الفاطر والجاعل والمنزل والسريع والمحيي الرفيع والنور والبديع والمحيط والكاشف والصاحب والخليفة والقائم والزارع والماهد الطبيب والفاعل ، فهذه أسماء مقيدة تذكر في حق الله على الوضع الذي قيدت به فنقول : يا مقلب القلوب ولا نقل يا مقلب فقط على الإطلاق في المعنى ، أما الإطلاق الذي هو شرط في الإحصاء فهو كالأسماء التي ورد في قوله ( المَلِكُ القُدُّوسُ السَّلامُ المُؤْمِنُ المُهَيْمِنُ العَزِيزُ الجَبَّارُ المُتَكَبِّرُ ) (الحشر:23) .
يتبع إن شاء الله تعالى ……………..
دلالة الاسم على الوصف فلا بد أن يكون اسما على مسمى لأن الله بين أن أسماءه أعلام وأوصاف فقال في الدلالة على علميتها : (قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيّاً مَا تَدْعُوا فَلَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى) (الإسراء:110) ، فكلها تدل على مسمى واحد ؛ ولا فرق بين الرحمن أو الرحيم أو الملك أو القدوس أو السلام إلى آخر ما ذكر في الدلالة على ذاته ، وقال في كون أسمائه دالة على الأوصاف(وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا) فدعاء الله بها مرتبط بحال العبد ومطلبه وما يناسب حاجته واضطراره من ضعف أو فقر أو ظلم أو قهر أو مرض أو جهل أو غير ذلك من أحوال العباد ، فالضعيف يدعو الله باسمه القادر المقتدر القوي ، والفقير يدعوه باسمه الرازق الرزاق الغني ، والمقهور المظلوم يدعوه باسمه الحي القيوم إلى غير ذلك مما يناسب أحوال العباد والتي لا تخرج على اختلاف تنوعها عما أظهر الله لهم من أسمائه الحسنى ، فلو كانت الأسماء جامدة لا تدل على وصف ولا معنى لم تكن حسنى لأن الله أثنى بها على نفسه فقال : (وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى) والجامد لا مدح فيه ولا دلالة له على الثناء ، كما أنه يلزم أيضا من كونها جامدة أنه لا معنى لها ، ولا قيمة لتعدادها أو الدعوة إلى إحصائها ، ويترتب على ذلك أيضا رد حديث الصحيحين (إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمَا مِائَةً إِلاَّ وَاحِدًا مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ) ، أما مثال ما لم يتحقق فيه الدلالة على الوصف من الأسماء الجامدة ما ورد في الحديث القدسي : (وَأَنَا الدَّهْرُ) فالدهر اسم لا يحمل معنى يلحقه بالأسماء الحسنى كما أنه في حقيقته اسم للوقت والزمن قال تعالى عن منكري البعث : (وَمَا يُهْلِكُنَا إِلا الدَّهْرُ) (الجاثية:24) وهم يريدون مرور الليالي والأيام ، فهو سبحانه خالق الدهر وما فيه ويلحق بذلك أيضا الحروف المقطعة في أوائل السور والتي اعتبرها البعض من أسماء الله فلا يصح أن تقول في ألم اللهم يا ألف ويا لام ويا ميم اغفري لي .
الشرط الخامس والأخير من شروط الإحصاء
أن يكون الوصف الذي دل عليه الاسم في غاية الجمال والكمال فلا يكون المعنى عند تجرد اللفظ منقسما إلى كمال أو نقص أو يحتمل شيئا يحد من إطلاق الكمال والحسن وذلك الشرط مأخوذ من قوله (وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا) ، وكذلك قوله : (تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ) (الرحمن:78) ، فالآية تعني أن اسم الله تنزه وتمجد وتعظم وتقدس عن كل معاني النقص لأنه سبحانه له مطلق الحسن والجلال وكل معاني الكمال والجمال ، فليس من أسمائه الحسنى الماكر والخادع والفاتن والمضل والمستهزيء والكايد ونحوها لأن ذلك يكون كمالا في موضع ونقصا في آخر فلا يتصف به الله إلا في موضع الكمال فقط وكما ورد به النص ، هذه هي الشروط التي تضمنها قوله تعالى : (وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا) ،
وعند تتبع ما ذكره مختلف العلماء الذين تكلموا في إحصاء الأسماء ، والذين بلغ إحصاؤهم جميعا ما يزيد على المائتين والثمانين اسما ثم تطبيق هذه الشروط على ما جمعوه لم تنطبق إلا على تسعة وتسعين اسما فقط دون لفظ الجلالة ، وقد كانت مفاجأة لي كما هو الحال لدى القارئ ، فالتقنية الحديثة وقدرة جهاز الكمبيوتر في استقصاء الاسم ومشتقات المعنى اللغوي في الموسوعات الإلكترونية الضخمة ساعدت بشكل مذهل على إظهار ما ذكر نبينا صلى الله عليه وسلم في أن الأسماء الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة تسعة وتسعين اسما بلا مزيد ، ويمكن لأي باحت الآن أن يصل إلى النتيجة ذاتها إذا استخدم هذه التقنية التزم الضوابط والشروط السابقة
يتبع إن شاء الله تعالى ……………..
الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ : ( تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ) (فصلت:2)
الْمَلِك الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ : ( هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ ) (الحشر:23) ،
الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ : ( هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى ) (الحشر:24) ،
الأَوَّلُ الآخِرُ الظَّاهِرُ الْبَاطِنُ : ( هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ) (الحديد:3) ،
السَّمِيعُ الْبَصِيرُ : ( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ) (الشورى:11) ،
الْمَوْلَى النَّصِيرُ : ( فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ ) (الحج: 78) ،
العفو الْقَدِيرُُ : ( فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوّاً قَدِيراً ) (النساء:149) ،
اللطيف الْخَبِير : ( وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ) (الأنعام:103) ،
الوِتْر حديث: (وَإِنَّ اللَّهَ وِتْرٌ يُحِبُّ الْوِتْرَ) (صحيح :خ م) ،
الجَمِيلُ حديث: (إِنَّ اللَّهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ) (صحيح :م) ،
الْحَيِيُّ السِّتِير حديث: (إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ حَيِىٌّ سِتِّيرٌ يُحِبُّ الْحَيَاءَ وَالسَّتْرَ) (صحيح :د ن) ،
الْكَبِيرُ الْمُتَعَالَ : ( عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ ) (الرعد:9)
الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ : ( وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ ) (إبراهيم:48)
الْحَقُّ الْمُبِينُ : ( وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ ) (النور:25)
الْقُوَّيُِّ الْمَتِينُ : ( وَهُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ ) (الشورى:19) ( إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ ) (الذاريات:58) ،
الْحَيُّ الْقَيُّومُ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ : ( اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ) ( وَلا يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ ) (البقرة:255) ،
الشَّكُورُ الحليم : ( وَاللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ ) (التغابن:17) ،
الْوَاسِعُ العليم : ( إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ) (البقرة:115) ،
التواب الحكيم : ( وَأَنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ حَكِيمٌ ) (النور:10)
الْغَنِيُّ الكريم : ( وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ ) (النمل:40)
الأَحَدُ الصَّمَدُ : ( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ ) (الإخلاص:2)
القريب المجيب : ( إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ ) (هود:61) ،
الْغَفُورُ الودود : ( وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ ) (البروج:14) ،
الولي الحميد : (وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ) (الشورى:28)
الحفيظ المجيد : ( وَرَبُّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ ) (سبأ:21) ( ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ ) (البروج:15) ،
الفتاح : ( وَهُوَ الْفَتَّاحُ الْعَلِيمُ ) (سبأ:26) ،
الشهيد : ( إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ) (الحج:17) ،
المقدم المؤخر حديث: (أَنْتَ الْمُقَدِّمُ وَأَنْتَ الْمُؤَخِّرُ) (صحيح :خ)
الْمَلِيكُ الْمُقْتَدِرْ : ( فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ ) (القمر:55) ،
المسعر القابض الباسط الرَّازِقُ حديث: (إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمُسَعِّرُ الْقَابِضُ الْبَاسِطُ الرَّازِقُ) (صحيح :د)
الْقَاهِر : ( وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ ) (الأنعام:18) ،
الدَّيَّانُ حديث: (يَحْشُرُ اللَّهُ الْعِبَادَ فَيُنَادِيهِمْ .. أَنَا الْمَلِكُ أَنَا الدَّيَّانُ) (صحيح خ)
الشَّاكِرُ : ( وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْراً فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ ) (البقرة:158)
الْمَنانَّ حديث : (لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ الْمَنَّانُ) (صحيح :د) ،
الْقَادِرُ : ( فَقَدَرْنَا فَنِعْمَ الْقَادِرُونَ ) (المرسلات:23)
الْخَلاقُ : ( إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْخَلاقُ الْعَلِيمُ ) (الحجر:86) ،
الْمَالِكُ حديث: (لاَ مَالِكَ إِلاَّ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ) (صحيح :خ) ،
الرَّزَّاقُ : ( إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ ) (الذاريات:58)
الوكيل : ( وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ) (آل عمران:173) ،
الرقيب : ( وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَقِيباً ) (الأحزاب:52) ،
المحسن حديث: (إن الله محسن يحب الإحسان) (صحيح:طب) ،
الحسيب : ( إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيباً ) (النساء:86) ،
الشافي حديث: (اشْفِ أَنْتَ الشَّافِي) (صحيح :خ) ،
الرفيق حديث: (إِنَّ اللَّهَ رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ فِي الأَمْرِ كُلِّهِ) (صحيح :خ م) ،
المعطي حديث: (وَاللَّهُ الْمُعْطِى وَأَنَا الْقَاسِمُ) ،
المقيت : ( وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقِيتاً ) (النساء:85) ،
السَّيِّدُ حديث: : (السَّيِّدُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى) (صحيح :د) ،
الطيب حديث: (إِنَّ اللَّهَ طَيِّبٌ لاَ يَقْبَلُ إِلاَّ طَيِّبًا) (صحيح :خ) ،
الحكم حديث: (إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَكَمُ وَإِلَيْهِ الْحُكْمُ) (صحيح :د) ،
الأكرم : ( اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ ) (العلق:3)
البر : ( إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ ) (الطور:28)
الْغَفَّارِ : ( رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ ) (صّ:66) ،
الرءوف : ( وَأَنَّ اللهَ رَءوفٌ رَحِيم ٌ) (النور20) ،
الوهاب : ( أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ الْعَزِيزِ الْوَهَّابِ ) (صّ:9) ،
الجواد حديث: (إِنَّ اللَّهَ جَوَادٌ يُحِبُّ الْجُودَ) (صحيح:حل) ،
السبوح : حديث: (سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ رَبُّ الْمَلاَئِكَةِ وَالرُّوحِ) (صحيح :م)
الْوَارِثِ : ( وَإِنَّا لَنَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَنَحْنُ الْوَارِثُونَ ) (الحجر:23)
الرب : (بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ ) (سبأ:15)
الأعلى : ( سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى ) (الأعلى:1) ،
الإله : ( وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ ) (البقرة:163) .
وإتماما للفائدة نذكر الأسماء التي لم تثبت أو توافق شروط الإحصاء فيما اشتهر على ألسنة العامة من إدراج الوليد بن مسلم عند الترمذي وعددها تسعة وعشرون اسما وهي الخافضُ الرَّافِعُ المعزُّ المذِل العَدْلُ الجَلِيلُ البَاعِثُ المُحْصِي المُبْدِيءُ المُعِيدُ المُحْيِي المُمِيتُ الوَاجِدُ المَاجِدُ الوَالِي المنتَقِمُ ذُو الجَلاَلِ وَالإكْرَامِ المُقْسِط الجَامِعُ المُغْنِي المَانِعُ الضَّارُّ النَّافِعُ النُّورُ الهَادِي البَدِيعُ البَاقِي الرَّشِيدُ الصَّبُور .
وأما ما أدرجه عبد الملك الصنعاني عند ابن ماجة واشتهر في بعض البلدان الإسلامية فالأسماء التي لم تثبت أو توافق شروط الإحصاء عنده عددها تسعة وثلاثون اسما وهي الْبَارُّ الْجَلِيلُ الْمَاجِدُ الْوَاجِدُ الْوَالِي الرَّاشِدُ الْبُرْهَانُ الْمُبْدِئُ الْمُعِيدُ الْبَاعِثُ الشَّدِيدُ الضَّارُّ النَّافِعُ الْبَاقِي الْوَاقِي الْخَافِضُ الرَّافِعُ الْمُعِزُّ الْمُذِلُّ الْمُقْسِطُ ذُو الْقُوَّةِ الْقَائِمُ الدَّائِمُ الْحَافِظُ الْفَاطِرُ السَّامِعُ الْمُحْيِي الْمُمِيتُ الْمَانِعُ الْجَامِعُ الْهَادِي الْكَافِي الأَبَدُ الْعَالِمُ الصَّادِقُ النُّورُ الْمُنِيرُ التَّامُّ الْقَدِيمُ .
وبخصوص ما أدرجه عبد العزيز بن حصين عند الحاكم فالأسماء التي لم تثبت أو توافق شروط الإحصاء عددها سبعة وعشرون اسما هي : الحنان البديع المبديء المعيد النور الكافي الباقي المغيث الدائم ذو الجلال والإكرام الباعث المحيي المميت الصادق القديم الفاطر العلام المدبر الهادي الرفيع ذو الطول ذالمعارج ذو الفضل الكفيل الجليل البادي المحيط ،
وقد بينت تفصيلا علة عدم ثبوتها أو إحصائها في بحث الأسماء الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة ……….انتهي .
و فيكم بارك الله أخي الحبيب
شكرا على المرور
ودمت في رعاية الله ان شاء الله
وهذا كلام بن تيمية(وَسُئِلَ عَمَّنْ قَالَ : لَا يَجُوزُ الدُّعَاءُ إلَّا بِالتِّسْعَةِ وَالتِّسْعِينَ اسْمًا وَلَا يَقُولُ : يَا حَنَّانُ يَا مَنَّانُ وَلَا يَقُولُ : يَا دَلِيلَ الْحَائِرِينَ فَهَلْ لَهُ أَنْ يَقُولَ ذَلِكَ ؟ .
الْجَوَابُ
فَأَجَابَ : الْحَمْدُ لِلَّهِ . هَذَا الْقَوْلُ وَإِنْ كَانَ قَدْ قَالَهُ طَائِفَةٌ مِنْ الْمُتَأَخِّرِينَ كَأَبِي مُحَمَّدِ بْنِ حَزْمٍ وَغَيْرِهِ ؛ فَإِنَّ جُمْهُورَ الْعُلَمَاءِ عَلَى خِلَافِهِ وَعَلَى ذَلِكَ مَضَى سَلَفُ الْأُمَّةِ وَأَئِمَّتُهَا وَهُوَ الصَّوَابُ لِوُجُوهِ . ( أَحَدُهَا أَنَّ التِّسْعَةَ وَالتِّسْعِينَ اسْمًا لَمْ يَرِدْ فِي تَعْيِينِهَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . وَأَشْهَرُ مَا عِنْدَ النَّاسِ فِيهَا حَدِيثُ التِّرْمِذِيِّ الَّذِي رَوَاهُ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِي حَمْزَةَ وَحُفَّاظُ أَهْلِ الْحَدِيثِ يَقُولُونَ : هَذِهِ الزِّيَادَةُ مِمَّا جَمَعَهُ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ شُيُوخِهِ مِنْ أَهْلِ الْحَدِيثِ وَفِيهَا حَدِيثٌ ثَانٍ أَضْعَفُ مِنْ هَذَا . رَوَاهُ ابْنُ ماجه . وَقَدْ رُوِيَ فِي عَدَدِهَا غَيْرُ هَذَيْنِ النَّوْعَيْنِ مِنْ جَمْعِ بَعْضِ السَّلَفِ . وَهَذَا الْقَائِلُ الَّذِي حَصَرَ أَسْمَاءَ اللَّهِ فِي تِسْعَةٍ وَتِسْعِينَ لَمْ يُمْكِنْهُ اسْتِخْرَاجُهَا مِنْ الْقُرْآنِ وَإِذَا لَمْ يَقُمْ عَلَى تَعْيِينِهَا دَلِيلٌ يَجِبُ الْقَوْلُ بِهِ لَمْ يُمْكِنْ أَنْ يُقَالَ هِيَ الَّتِي يَجُوزُ الدُّعَاءُ بِهَا دُونَ غَيْرِهَا ؛ لِأَنَّهُ لَا سَبِيلَ إلَى تَمْيِيزِ الْمَأْمُورِ مِنْ الْمَحْظُورِ فَكُلُّ اسْمٍ يُجْهَلُ حَالُهُ يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ مِنْ الْمَأْمُورِ وَيُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ مِنْ الْمَحْظُورِ وَإِنْ قِيلَ : لَا تَدْعُوا إلَّا بِاسْمِ لَهُ ذِكْرٌ فِي الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ . قِيلَ : هَذَا أَكْثَرُ مِنْ تِسْعَةٍ وَتِسْعِينَ . ( الْوَجْهُ الثَّانِي : أَنَّهُ إذَا قِيلَ تَعْيِينُهَا عَلَى مَا فِي حَدِيثِ التِّرْمِذِيِّ مَثَلًا فَفِي الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ أَسْمَاءٌ لَيْسَتْ فِي ذَلِكَ الْحَدِيثِ مِثْلَ اسْمِ " الرَّبِّ " فَإِنَّهُ لَيْسَ فِي حَدِيثِ التِّرْمِذِيِّ وَأَكْثَرُ الدُّعَاءِ الْمَشْرُوعِ إنَّمَا هُوَ بِهَذَا الِاسْمِ كَقَوْلِ آدَمَ : { رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا } . وَقَوْلِ نُوحٍ : { رَبِّ إنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ } وَقَوْلِ إبْرَاهِيمَ : { رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ } وَقَوْلِ مُوسَى : { رَبِّ إنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي } وَقَوْلِ الْمَسِيحِ : { اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنْزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ } وَأَمْثَالِ ذَلِكَ . حَتَّى أَنَّهُ يُذْكَرُ عَنْ مَالِكٍ وَغَيْرِهِ أَنَّهُمْ كَرِهُوا أَنْ يُقَالَ يَا سَيِّدِي بَلْ يُقَالُ : يَا رَبِّ لِأَنَّهُ دُعَاءُ النَّبِيِّينَ وَغَيْرِهِمْ كَمَا ذَكَرَ اللَّهُ فِي الْقُرْآنِ . وَكَذَلِكَ اسْمُ " الْمَنَّانِ " فَفِي الْحَدِيثِ الَّذِي رَوَاهُ أَهْلُ السُّنَنِ { أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَمِعَ دَاعِيًا يَدْعُو : اللَّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُك بِأَنَّ لَك الْمُلْكُ أَنْتَ اللَّهُ الْمَنَّانُ بَدِيعُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ يَا ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَقَدْ دَعَا اللَّهَ بِاسْمِهِ الْأَعْظَمِ الَّذِي إذَا دُعِيَ بِهِ أَجَابَ وَإِذَا سُئِلَ بِهِ أَعْطَى } وَهَذَا رَدٌّ لِقَوْلِ مَنْ زَعَمَ أَنَّهُ لَا يُمْكِنُ فِي أَسْمَائِهِ الْمَنَّانُ . وَقَدْ قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَد – رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ – لِرَجُلِ وَدَّعَهُ قُلْ : يَا دَلِيلَ الْحَائِرِينَ دُلَّنِي عَلَى طَرِيقِ الصَّادِقِينَ وَاجْعَلْنِي مِنْ عِبَادِك الصَّالِحِينَ . وَقَدْ أَنْكَرَ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكَلَامِ : كَالْقَاضِي أَبِي بَكْرٍ وَأَبِي الْوَفَاءِ ابْنِ عَقِيلٍ أَنْ يَكُونَ مِنْ أَسْمَائِهِ الدَّلِيلُ ؛ لِأَنَّهُمْ ظَنُّوا أَنَّ الدَّلِيلَ هُوَ الدَّلَالَةُ الَّتِي يُسْتَدَلُّ بِهَا وَالصَّوَابُ مَا عَلَيْهِ الْجُمْهُورُ ؛ لِأَنَّ الدَّلِيلَ فِي الْأَصْلِ هُوَ الْمُعَرِّفُ لِلْمَدْلُولِ وَلَوْ كَانَ الدَّلِيلُ مَا يُسْتَدَلُّ بِهِ فَالْعَبْدُ يُسْتَدَلُّ بِهِ أَيْضًا فَهُوَ دَلِيلٌ مِنْ الْوَجْهَيْنِ جَمِيعًا . وَأَيْضًا فَقَدْ ثَبَتَ فِي الصَّحِيحِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : { إنَّ اللَّهَ وِتْرٌ يُحِبُّ الْوِتْرَ } . وَلَيْسَ هَذَا الِاسْمُ فِي هَذِهِ التِّسْعَةِ وَالتِّسْعِينَ وَثَبَتَ عَنْهُ فِي الصَّحِيحِ أَنَّهُ " قَالَ : { إنَّ اللَّهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ } وَلَيْسَ هُوَ فِيهَا وَفِي التِّرْمِذِيِّ وَغَيْرِهِ أَنَّهُ قَالَ : { إنَّ اللَّهَ نَظِيفٌ يُحِبُّ النَّظَافَةَ } وَلَيْسَ هَذَا فِيهَا وَفِي الصَّحِيحِ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ : { إنَّ اللَّهَ طَيِّبٌ لَا يَقْبَلُ إلَّا طَيِّبًا } وَلَيْسَ هَذَا فِيهَا . وَتَتَبُّعُ هَذَا يَطُولُ . وَلَفْظُ التِّسْعَةِ وَالتِّسْعِينَ الْمَشْهُورَةِ عِنْدَ النَّاسِ فِي التِّرْمِذِيِّ : اللَّهُ . الرَّحْمَنُ . الرَّحِيمُ . الْمَلِكُ . الْقُدُّوسُ . السَّلَامُ . الْمُؤْمِنُ . الْمُهَيْمِنُ . الْعَزِيزُ . الْحَبَّارُ . الْمُتَكَبِّرُ . الْخَالِقُ . الْبَارِئُ . الْمُصَوِّرُ . الْغَفَّارُ . الْقَهَّارُ . الْوَهَّابُ . الرَّزَّاقُ . الْفَتَّاحُ . الْعَلِيمُ . الْقَابِضُ . الْبَاسِطُ . الْخَافِضُ . الرَّافِعُ . الْمُعِزُّ . الْمُذِلُّ . السَّمِيعُ . الْبَصِيرُ . الْحَكَمُ . الْعَدْلُ . اللَّطِيفُ . الْخَبِيرُ . الْحَلِيمُ . الْعَظِيمُ . الْغَفُورُ . الشَّكُورُ . الْعَلِيُّ . الْكَبِيرُ . الْحَفِيظُ . الْمُقِيتُ . الْحَسِيبُ . الْجَلِيلُ . الْكَرِيمُ . الرَّقِيبُ . الْمُجِيبُ . الْوَاسِعُ . الْحَكِيمُ . الْوَدُودُ . الْمَجِيدُ . الْبَاعِثُ . الشَّهِيدُ . الْحَقُّ . الْوَكِيلُ . الْقَوِيُّ الْمَتِينُ . الْوَلِيُّ . الْحَمِيدُ . الْمُحْصِي . الْمُبْدِئُ . الْمُعِيدُ . الْمُحْيِي . الْمُمِيتُ . الْحَيُّ الْقَيُّومُ . الْوَاجِدُ . الْمَاجِدُ . الْأَحَدُ – وَيُرْوَى الْوَاحِدُ – الصَّمَدُ الْقَادِرُ . الْمُقْتَدِرُ . الْمُقَدِّمُ . الْمُؤَخِّرُ . الْأَوَّلُ . الْآخِرُ . الظَّاهِرُ . الْبَاطِنُ . الْوَالِي . الْمُتَعَالِي . الْبَرُّ . التَّوَّابُ . الْمُنْتَقِمُ . الْعَفُوُّ . الرَّءُوفُ . مَالِكُ الْمُلْكِ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ . الْمُقْسِطُ . الْجَامِعُ . الْغَنِيُّ . الْمُغْنِي . الْمُعْطِي . الْمَانِعُ . الضَّارُّ . النَّافِعُ . النُّورُ . الْهَادِي . الْبَدِيعُ . الْبَاقِي . الْوَارِثُ . الرَّشِيدُ . الصَّبُورُ . الَّذِي لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ " . وَمِنْ أَسْمَائِهِ الَّتِي لَيْسَتْ فِي هَذِهِ التِّسْعَةِ وَالتِّسْعِينَ اسْمُهُ : السُّبُّوحُ وَفِي الْحَدِيثِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ : { سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ } وَاسْمُهُ " الشَّافِي " كَمَا ثَبَتَ فِي الصَّحِيحِ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ : { أَذْهِبْ الْبَأْسَ رَبَّ النَّاسِ وَاشْفِ أَنْتَ الشَّافِي لَا شَافِيَ إلَّا أَنْتَ شِفَاءً لَا يُغَادِرُ سَقَمًا } وَكَذَلِكَ أَسْمَاؤُهُ الْمُضَافَةُ مِثْلَ : أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ وَخَيْرُ الْغَافِرِينَ وَرَبُّ الْعَالَمِينَ وَمَالِكُ يَوْمِ الدِّينِ وَأَحْسَنُ الْخَالِقِينَ وَجَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمِ لَا رَيْبَ فِيهِ وَمُقَلِّبُ الْقُلُوبِ وَغَيْرُ ذَلِكَ مِمَّا ثَبَتَ فِي الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ وَثَبَتَ فِي الدُّعَاءِ بِهَا بِإِجْمَاعِ الْمُسْلِمِينَ وَلَيْسَ مِنْ هَذِهِ التِّسْعَةِ وَالتِّسْعِينَ . الْوَجْهُ الثَّالِثُ : مَا احْتَجَّ بِهِ الخطابي وَغَيْرُهُ وَهُوَ حَدِيثُ ابْنِ مَسْعُودٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : { مَا أَصَابَ عَبْدًا قَطُّ هَمٌّ وَلَا حَزَنٌ فَقَالَ : اللَّهُمَّ إنِّي عَبْدُك وَابْنُ عَبْدِك وَابْنُ أَمَتِك نَاصِيَتِي بِيَدِك مَاضٍ فِيَّ حُكْمُك عَدْلٌ فِيَّ قَضَاؤُك . أَسْأَلُك بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَك سَمَّيْت بِهِ نَفْسَك أَوْ أَنْزَلْته فِي كِتَابِك أَوْ عَلَّمْته أَحَدًا مَنْ خَلْقِك أَوْ اسْتَأْثَرَتْ بِهِ فِي عِلْمِ فِي الْغَيْبِ عِنْدَك أَنْ تَجْعَلَ الْقُرْآنَ الْعَظِيمَ رَبِيعَ قَلْبِي وَشِفَاءَ صَدْرِي وَجَلَاءَ حُزْنِي وَذَهَابَ غَمِّي وَهَمِّي إلَّا أَذْهَبَ اللَّهُ هَمَّهُ وَغَمَّهُ وَأَبْدَلَهُ مَكَانَهُ فَرَحًا قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفَلَا نَتَعَلَّمُهُنَّ ؟ قَالَ : بَلَى يَنْبَغِي لِمَنْ سَمِعَهُنَّ أَنْ يَتَعَلَّمَهُنَّ } رَوَاهُ الْإِمَامُ أَحْمَد فِي الْمُسْنَدِ وَأَبُو حَاتِمٍ وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ . قَالَ الخطابي وَغَيْرُهُ : فَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ لَهُ أَسْمَاءً اسْتَأْثَرَ بِهَا وَذَلِكَ يَدُلُّ عَلَى أَنَّ قَوْلَهُ : { إنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ } أَنَّ فِي أَسْمَائِهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ كَمَا يَقُولُ الْقَائِلُ : إنَّ لِي أَلْفَ دِرْهَمٍ أَعْدَدْتهَا لِلصَّدَقَةِ وَإِنْ كَانَ مَالُهُ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ . وَاَللَّهُ فِي الْقُرْآنِ قَالَ : { وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا } فَأَمَرَ أَنْ يُدْعَى بِأَسْمَائِهِ الْحُسْنَى مُطْلَقًا وَلَمْ يَقُلْ : لَيْسَتْ أَسْمَاؤُهُ الْحُسْنَى إلَّا تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا وَالْحَدِيثُ قَدْ سَلِمَ مَعْنَاهُ وَاَللَّهُ أَعْلَمُ .)
فهل حقا ان قواعد الإحصاء فى الأسماءالحسنى التى وضعها الشيخ الرضواني لم يستطع أحدا لا من الصحابة ولا التابعين ولا السلف أن يضعواهذه الشروط؟؟؟!!!
أم كما قال الشيخ الرضوانى"انا اطلعت على 35 موسوعة الكترونيهلم يطلع عليها السلف"لما سأله أحد الشيوخ وابلغه عن مخالفة السلف فى هذاالبحث
علمابأن الشيخ الرضوانى كان يبحث عن الاسماء بآلة غبية لا تستطيع التمييز بين الكلماتمن تلقاء نفسها
أما علماء السلف فكان منهم من يحفظ الف الفحديث ويستطيع عمل بحث ذكى فى هذه المكتبات المخزنة فى عقلة بالسرعة التى وهبه اللهاياها
فابن تيميه مثلا أثبت إسم الله( النور) كما فى الفتاوى الكبرى ودلل عليهبحديث:
صحيح مسلم:
261 – حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَحَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ يَزِيدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ عَبْدِاللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ
سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّىاللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَلْ رَأَيْتَ رَبَّكَ قَالَ نُورٌ أَنَّىأَرَاهُ
فهل الشيخ الرضواني أعلم من ابن تيمية ؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!! مثلا؟!!!! لاللحصر…
بسم الله الرحمن الرحيم
(وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آَتَيْنَاهُ آَيَاتِنَا فَانْسَلَخَمِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ (175) وَلَوْ شِئْنَالَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُفَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُيَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا فَاقْصُصِالْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (176) سَاءَ مَثَلًا الْقَوْمُ الَّذِينَكَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَأَنْفُسَهُمْ كَانُوا يَظْلِمُونَ (177) مَنْ يَهْدِاللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي وَمَنْ يُضْلِلْ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (178) وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌلَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آَذَانٌلَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُالْغَافِلُونَ (179) وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُواالَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (180) الاعراف
صدق الله العظيم
لم يسعنى الوقت ان اكتب عن هذا الموضوع بالتفصيلوأيمن الله انا احترت كيف ارد على محمود عبدالرازق الرضواني و الذى أسأل الله انيهديه .
هذا الرجل مالبث ان جمع ما ذهب اليه علماء المسلمين وهو فى الواقع لميأت بجديد
وقدم لنا اجتهاد العلماء فى مسألة الاسماء الحسنى وانفرد برأيهالخاص, وهذا قد يجوز, رغم انه
يشعرك بأنه هو الوحيد الذى يملك حاسوبا ويعكفعليه وانه يستطيع قراءة كل النصوص وآلاف الكتب وغيرها ويبحثها بدقة فائقة. وفى بحثهالاسماء الحسنى قال فى برنامج تلفزيونى مسجل مع الشيخ خالد الجندى" انا بحثت حتى فىموسوعات الشيعة عن الاسماء" ليوهم العامة الذين ليس له ضلوع فى هذا المجال بأنهساحر ويقطع عليهم كل شك ويزيل اشكالية انه هو اول من استطاع ان يجرى هذا البحث دونأأمة السلف وغيرهم وذلك لانه هو الوحيد الذى يعلم علم الحاسوب ويعكف عليه ايضا. لمأعلم من رد على هذا الرجل بشكل موضوعى قوى فكل من حاوروه ــ حسب علمى ــ كانواللأسف دون المستوى وأنا لا أنكر انه طالب علم متفلسف ذو فكر وأن شاء الله نرد عليه .
وانا ارد عليه فى عجالة سريعة مبدئية:
وهل أيضا ياسيدى لم يستطع لا كبارالصحابة ولا كبار علماء السلف وضع قواعد كالتى تسميها "قواعدالإحصاء"؟؟؟؟!!!!
فبحثك كله انت كيف جمعته؟ جمعت كل الاسماء التى وردت فى كتبالسابقين و بحثت عن هذه الاسماء بأشكال مختلفه طبقا لتوقع احتمالية ورود لفظ الاسمفيها وهذا معلوم لدى علماء الحاسب ان الحاسب هو الآلة الغبية , ويسمونه: stupid machine فهو لا يستطيع ان يفكر, لكن قل له ابحث عن الرحمن مثلا فيأتى بكل المواضعلهذه الكلمة, لكنك لا تستطع ان تقول له اجمع لى كل مشتقات الاسماء الحسنى بدونتحديد مسبق لها او مثلا ابحث لى عما يمكن ان يطلق فى حق الله من اسماء هذا لا يفهمهالحاسوب لإنه آله غبية, وهذا ضرب من الوهم ,وبالتالى فأنت فقط بحثت عن حوالى 285اسما ــ كما ذكرت ــ جمعتهم من بعض روايات أو كتب العلماء السابقين فقط , يعنى ربماهناك اسماء قيل بها ولم تحط بها,أو لم يقل بها احد ولم تحط بها من قبل وبالتالى لمتبحث عنها أنت وحاسوبك الذى تعكف عليه دوما, المهم
انت بحثت فقط فى القرأن وفقطفى الاحاديث الصحيحة لتستخرج منها الاسماء. فلماذا توهم القارئ بأنك بحثت آلافالكتب والموسوعات الذرية و…..الخ وغيرها ,و دونت كل الموسوعات التى تعرفها أوتسمععنها وذيلتها بنهاية كتابك كمراجع وتقول "هذه بعض المراجع"لتوحى للقارئ ان ذكرالمراجع يحتاج مراجع كقوله تعالى عن قارون " وَآَتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَاإِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ" فيطلق القارئ العنانلفكره ويشرد ذهنه لضخامة ما اتيت به وانت متأكد انه لن يفطن لذلك أحد, وان كانتاحاديثها ضعيفة او موضوعة او غير محققة ولا يصلح الاحتجاج بها, كذلك كتب الشيعةايضا . ما فائدة بحثك فيها وانت لن تأخذ منها؟ لن تستطيع الجواب واتحداك أن تجدمخرجا لتوهم القارئ غير المتخصص بعلوم الحاسب.
لكنى ارى انه لتقوية موقفكالضعيف توهم القارئ ان علماء السلف ما كانوا يستطيعوا ذلك.
فتعمى ابصار القراءعن الاسماء التى توافق مبدأ الاحصاء لبحثك ــ والذى انظر فيه ــ فتحذف بعضها حتىيصبح عدد الاسماء 99 وتقول"لم يفتعل الباحث حصرها بـــ 99" وهذه بعض الاحاديث بتراثالعلامة الالبانى الصحيحة ليعلم الحق ونرجو للباحثين عن الحق التثبت منها ( لاللحصر):
1625 – ( صحيح ) رواه الترمذي وابن ماجه عن شهر بن حوشب عن عبد الرحمنبن غنم عنه ولفظ ابن ماجه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله تبارك وتعالىيقول يا عبادي كلكم مذنب إلا من عافيته فاسألوني المغفرة أغفر لكم ومن علم منكم أنيذو قدرة على المغفرة واستغفرني بقدرتي غفرت له وكلكم ضال إلا من هديت فاسألونيالهدى أهدكم وكلكم فقير إلا من أغنيت فاسألوني أرزقكم ولو أن حيكم وميتكم وأولكموآخركم ورطبكم ويابسكم اجتمعوا فكانوا على قلب أتقى عبد من عبادي لم يزد في ملكيجناح بعوضة ولو اجتمعوا فكانوا على قلب أشقى عبد من عبادي لم ينقص من ملكي جناحبعوضة ولو أن حيكم وميتكم وأولكم وآخركم ورطبكم ويابسكم اجتمعوا فسأل كل سائل منهمما بلغت أمنيته ما نقص من ملكي إلا كما لو أن أحدكم مر بشفة البحر فغمس فيها إبرةثم نزعها ذلك بأني جواد ماجد عطائي كلام إذا أردت شيئا فإنما أقول له كن فيكون
ورواه البيهقي بنحو ابن ماجه
وآخر فى مشكاة المصابيح للعلامة الالبانى:
2290 – [ 4 ] ( صحيح )
وعن أنس قال : كنت جالسا مع النبي صلى الله عليهوسلم في المسجد ورجل يصلي فقال : اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنتالحنان المنان بديع السماوات والأرض يا ذا الجلال والإكرام يا حي يا قيوم أسألكفقال النبي صلى الله عليه وسلم : " دعا الله باسمه الأعظم الذي إذا دعي به أجابوإذا سئل به أعطى " . رواه الترمذي وأبو داود والنسائي وابن ماجه
صحيحمسلم:
261 – حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا وَكِيعٌعَنْ يَزِيدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍعَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ
سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِوَسَلَّمَ هَلْ رَأَيْتَ رَبَّكَ قَالَ نُورٌ أَنَّى أَرَاهُ ــ أنظر إثبات هذاالأسم بفتاوى شيخ الإسلام إبن تيمية
ولقد استبعدت الحنان والماجد بحجة ضعفالحديث!!!!!!! وهذا تضليل للقارئ لآنك ذكرت أن الحنان والماجد لم يرد فيهم حديثصحيح.
وأقول لمنجعل اسم"الله" ليس من أسماءه الحسنى وخالف جمهور السلف ,ولم يعرف الفرق بين الإسموالمسمى ولم يستطع التفريق بينهما ومتى يطلق اللفظ مرادا به الإسم ومتى يطلق نفساللفظ مرادا به المسمى ,
هل لانهم لم يكن عندهم حاسوب أيضا؟!
قال شيخالإسلام ابن تيمية فى الفتاوى الكبري جذء 2 صفحة رقم 29
"فَإِنَّ الْقَائِلَإذَا قَالَ : مَا اسْمُ مَعْبُودِكُمْ ؟ فَقُلْنَا : اللَّهُ . فَالْمُرَادُ أَنَّاسْمَهُ هُوَ هَذَا الْقَوْلُ لَيْسَ الْمُرَادُ أَنَّ اسْمَهُ هُوَ ذَاتُهُوَعَيْنُهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ فَإِنَّهُ إنَّمَا سَأَلَ عَنْاسْمِهِ لَمْ يَسْأَلْ عَنْ نَفْسِهِ ؛ فَكَانَ الْجَوَابُ بِذِكْرِ اسْمِهِ . وَإِذَا قَالَ : مَا مَعْبُودُكُمْ ؟ فَقُلْنَا اللَّهُ : فَالْمُرَادُ هُنَاكَالْمُسَمَّى ؛ لَيْسَ الْمُرَادُ أَنَّ الْمَعْبُودَ هُوَ الْقَوْلُ فَلَمَّااخْتَلَفَ السُّؤَالُ فِي الْمَوْضِعَيْنِ اخْتَلَفَ الْمَقْصُودُ بِالْجَوَابِوَإِنْ كَانَ فِي الْمَوْضِعَيْنِ قَالَ اللَّهُ لَكِنَّهُ فِي أَحَدِهِمَا أُرِيدَهَذَا الْقَوْلُ الَّذِي هُوَ مِنْ الْكَلَامِ وَفِي الْآخَرِ أُرِيدَ بِهِالْمُسَمَّى بِهَذَا الْقَوْلِ . كَمَا إذَا قِيلَ : مَا اسْمُ فُلَانٍ ؟ فَقِيلَ : زَيْدٌ أَوْ عُمَرُ فَالْمُرَادُ هُوَ الْقَوْلُ . وَإِذَا قَالَ : مَنْأَمِيرُكُمْ أَوْ مَنْ أَنْكَحْت ؟ فَقِيلَ زَيْدٌ أَوْ عَمْرٌو فَالْمُرَادُ بِهِالشَّخْصُ فَكَيْفَ يُجْعَلُ الْمَقْصُودُ فِي الْمَوْضِعَيْنِ وَاحِدًا . وَلِهَذَا قَالَ تَعَالَى : { وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى } كَانَالْمُرَادُ أَنَّهُ نَفْسُهُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى . وَمِنْهَا اسْمُهُاللَّهُ . كَمَا قَالَ : { قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّامَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى } فَاَلَّذِي لَهُ الْأَسْمَاءُالْحُسْنَى هُوَ الْمُسَمَّى بِهَا ؛ وَلِهَذَا كَانَ فِي كَلَامِ الْإِمَامِأَحْمَد أَنَّ هَذَا الِاسْمَ مِنْ أَسْمَائِهِ الْحُسْنَى ؛ وَتَارَةً يَقُولُالْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى لَهُ أَيْ الْمُسَمَّى لَيْسَ مِنْ الْأَسْمَاءِ ؛وَلِهَذَا فِي قَوْلِهِ { وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى } لَمْ يَقْصِدْ أَنَّهَذَا الِاسْمَ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى ؛ بَلْ قَصَدَ أَنَّ الْمُسَمَّى لَهُالْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى ."
وفى الحقيقة البحث يحتاج رأى علماء المسلمينقبل أن تشرع فى الدعاية ونشر ألواح الاسماء الحسنى الجديدة وغيرها من الاناشيدوالفلاشات و… مذيلة طبعا باسم مكتشفها العلامة والذى كما يقول ابن الوزير ــ طبقالما ذكرت فى كتابك ــ"تحتاج لإلهام أو توفيق رباني" يعنى أنت ملهم أليس هذا ماتلمحله؟ بلى انك توحى للقارئ بذلك.
لكن هذا كله كوم والبحث الجديد كوم آخر:-
" اسماء الله الحسنى فى الكتاب المقدس " المزعوم والمحرف وانا اسأله:
من أين جئتبلفظ الكتاب المقدس؟ ومن سماه ذلك؟ والاسلام يخبرنا انه محرف أم ماذا؟وما هوأعتقادك؟
يقول العلامة احمد ديدات رحمه الله وهو من اعلم علماء المسلمين بهذاالشأن وأنصح المهتمين بقراءة كتبه:
ما مختصره من سمى القرآن قرآنا؟
" بَلْهُوَ قُرْآَنٌ مَجِيدٌ " البروج 21 ( الله تعالى سماه ذلك).
ومن سمى الانجيلالمحرف بالكتاب المقدس؟
تحدى ديدات كل علماء النصارى ان يأتوا بمن سماه ذلك . وانت تقص وتلصق ببراعة لم يسبق لها نظير وببساطة تقول الكتاب المقدس وترفعه لدرجةالقرآن فى الصحة باطنا لكنك تظهر انه محرف لفظا فقط وهذا خبث فتأمل . كيف وقد سميتالله تعالى بما لم يسمى به نفسه فى كتاب محرف وهو محض كذب وافتراء على الله
وإنادعى البعض بأن ليس كله محرف فهل أنت من يستطيع ان يكشف عن مواضع التحريف؟ ربمابالحاسوب!!
ــ ولا مجال لسرد الأدلة هنا ! وتقول "أ سماء الله الحسنى الثابته فىالكتاب المقدس " وانا أستحلفك بالله لماذا لم تشير بــ "فى الكتاب المحرف اوالانجيل المحرف؟"
لكنى اختصر لك الاجابة فهذه الكلمات تنسف بحثك برمته.
كيفتستخرج هداك الله اسماءا لله " توقيفية ثابتة بالنص" من ترجمة لترجمة للكتاب المحرفوهى ترجمة للانجيل محرفة أيضا وليست نصا وشتان بين النص والترجمة ,هل تعلم ماهى لغةنص الانجيل الذى نؤمن بأنه نزل على نبى الله وعبده عيسى بن مريم؟
هداك الله منمبادئك فى كتاب الاسماء الحسنى انك لا تأخذ بالحديث الحسن لتوخى الحذر فى اسماءالله , وهل الانجيل المحرف يرقى ان يكون فى درجة الحديث الحسن وانت جعلته والقرأنوصحيح السنة واحد لا بل أصح! والغريب المتناقض انك تقول "جمعت الاسماء من نسخالاناجيل المحرفة"!!
ولماذا لم تبحث أيضا فى صحيح السنة النصرانية؟ انت لمتستخرج من القرآن كل الاسماء الحسنى فأكملت الباقى من السنة فهل الانجيل أصح منالقرآن ليحوى الـ 99 أسما دون السنة النصرانية؟ أم تتبع ذلك يطول ؟
ولماذاتهديه الى ملكة الدنمارك؟!
"إالى ملكة الدنمارك" التى تسب نبى الإسلام وما أدراك ..اليس المسلمين أعزة على الكافرين!
لاحظوا أن الكتاب مدح لترجمة الإنجيلالمحرف
أما قول من يقول: "مخاطبة النصارى بما يناسب عقولهم من كونها مقدسةعندهم لا عندنا ، وبما يحمل معنى السخرية من دلائل التحريف في الأناجيل التي هيبزعمهم مقدسة عن ذلك "
هم يقولون لانهم ببساطة يعتقدون في ذلك
أما أن تقولانت فلا يصح ويلزمك ان تشير فقط ان اردت
كأن تقول" ما يزعمون انه الكتابالمقدس"
"او الكتاب المقدس المزعوم" وغيرها من أساليب اللغة مادمت تجيدالعربية؟ لكنى أراك تبتدع هذا القول وما سبقك به من احد من السلف
هذا الرجل يااخوانى قرأت له آراء فى العقيدة لا أدرى ما رأيكم فيها
مثلا يقول فى احدىمحاضراته فى العقيدة:
ماذا لو أراد ابليس ان يسجد؟
ويجيب ويقول: ما كانسيسجد لكنه كان سيكتب من العابدين القانتين
الله أكبر
ما رأيكم يا أساتزةالعقيدة لذلك؟
لما عجز أن يرد لم يقل الله أعلم وكان يكفيه
لكنه رأى ان لكىلا يكون ابليس مسيرا شرعا (وهذا ما ادعاه إبليس اللعين) فلا بد ان بأن يكون منالعابدين.
لكن لقضاء الله عليه فى القرآن أزلا بأنه سيختار الا يسجد قال"ما كانسيسجد"
فاراد ان يكحلها فعماها ــ كما يقولوا….
ونحن نقول له وأيضا الذىقضى عليه فى ام الكتاب الا يسجد قضى عليه الا يدخل الجنة وأنه من أهل النار ولايكون من العابدين وهذا العلم أزلي موجود بوجود الله
وقد علمناه من القرآن؟
أما إجابة هذا السؤال ببساطه كمن يسألك ماذا لو لم يبلغ نبى الاسلام الوحى ؟اوماذا لو لم يخلق الله شمس ولا قمر؟ وهلم جرا….. الله تعالى وحده الذى يعلم ما كانوما سيكون وما لم يكن لو كان كيف يكون ,
وكثيرا من كلامه فى العقيدة على هذاالمنوال , ينقل بعض القضايا ثم يضع بصمته وفى الغالب حسب ما قرأت له ولقد قرأت لهالكثير ينفرد بالموضوعات الشاذة دائما
وأخيرا نذكر أنفسنا وأياه بالحديثالصحيح:
2593 – إن الله إذا كان يوم القيامة ينزل إلى العباد ليقضي بينهم و كلأمة جاثية فأول من يدعو به رجل جمع القرآن و رجل قتل في سبيل الله و رجل كثير المالفيقول الله للقارئ : ألم أعلمك ما أنزلت على رسولي قال : بلى يا رب قال : فماذاعملت بما علمت ؟ قال : كنت أقوم به آناء الليل و آناء النهار فيقول الله له : كذبتو تقول له الملائكة : كذبت و يقول الله له : بل أردت أن يقال فلان قارئ فقد قيل ذلك ; و يؤتى بصاحب المال فيقول الله له : ألم أوسع عليك حتى لم أدعك تحتاج إلى أحد ؟قال : بلى يا رب قال : فماذا عملت فيما آتيتك ؟ قال : كنت أصل الرحم و أتصدق فيقولالله له : كذبت و تقول الملائكة : كذبت و يقول الله : بل أردت أن يقال : فلان جوادفقد قيل ذلك ; و يؤتى بالذي قتل في سبيل الله فيقول الله : في ماذا قتلت ؟ فيقول : أمرت بالجهاد في سبيلك فقاتلت حتى قتلت فيقول الله له : كذبت و تقول له الملائكة : كذبت و يقول الله : بل أردت أن يقال فلان جريء فقد قيل ذلك ; يا أبا هريرة أولئكالثلاثة أول خلق الله تسعر بهم النار يوم القيامة .
تخريج السيوطي
( ت ك ) عن أبي هريرة .
تحقيق الألباني
( صحيح ) انظر حديث رقم : 1713 في صحيحالجامع .
وهذا كلام شيخ الإسلام بن تيميه يرد فيه على من يطعن السلف بالجهل والتقصير :
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ . قَوْلُنَا فِيهَا مَا قَالَهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ : مِنْ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَاَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانِ ؛ وَمَا قَالَهُ أَئِمَّةُ الْهُدَى بَعْدَ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَجْمَعَ الْمُسْلِمُونَ عَلَى هِدَايَتِهِمْ وَدِرَايَتِهِمْ وَهَذَا هُوَ الْوَاجِبُ عَلَى جَمِيعِ الْخَلْقِ فِي هَذَا الْبَابِ وَغَيْرِهِ ؛ فَإِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى بَعَثَ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ ؛ لِيُخْرِجَ النَّاسَ مِنْ الظُّلُمَاتِ إلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ وَشَهِدَ لَهُ بِأَنَّهُ بَعَثَهُ دَاعِيًا إلَيْهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا وَأَمَرَهُ أَنْ يَقُولَ : { قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي } . فَمِنْ الْمُحَالِ فِي الْعَقْلِ وَالدِّينِ أَنْ يَكُونَ السِّرَاجُ الْمُنِيرُ الَّذِي أَخْرَجَ اللَّهُ بِهِ النَّاسَ مِنْ الظُّلُمَاتِ إلَى النُّورِ وَأَنْزَلَ مَعَهُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ ؛ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ وَأَمَرَ النَّاسَ أَنْ يَرُدُّوا مَا تَنَازَعُوا فِيهِ مِنْ أَمْرِ دِينِهِمْ إلَى مَا بُعِثَ بِهِ مِنْ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ وَهُوَ يَدْعُو إلَى اللَّهِ وَإِلَى سَبِيلِهِ بِإِذْنِهِ عَلَى بَصِيرَةٍ وَقَدْ أَخْبَرَ اللَّهُ بِأَنَّهُ أَكْمَلَ لَهُ وَلِأُمَّتِهِ دِينَهُمْ وَأَتَمَّ عَلَيْهِمْ نِعْمَتَهُ – مُحَالٌ مَعَ هَذَا وَغَيْرِهِ : أَنْ يَكُونَ قَدْ تَرَكَ بَابَ الْإِيمَانِ بِاَللَّهِ وَالْعِلْمِ بِهِ مُلْتَبِسًا مُشْتَبِهًا وَلَمْ يُمَيِّزْ بَيْنَ مَا يَجِبُ لِلَّهِ مِنْ الْأَسْمَاءِ الْحُسْنَى وَالصِّفَاتِ الْعُلْيَا وَمَا يَجُوزُ عَلَيْهِ وَمَا يَمْتَنِعُ عَلَيْهِ . فَإِنَّ مَعْرِفَةَ هَذَا أَصْلُ الدِّينِ وَأَسَاسُ الْهِدَايَةِ وَأَفْضَلُ وَأَوْجَبُ مَا اكْتَسَبَتْهُ الْقُلُوبُ وَحَصَّلَتْهُ النُّفُوسُ وَأَدْرَكَتْهُ الْعُقُولُ فَكَيْفَ يَكُونُ ذَلِكَ الْكِتَابُ وَذَلِكَ الرَّسُولُ وَأَفْضَلُ خَلْقِ اللَّهِ بَعْدَ النَّبِيِّينَ لَمْ يُحْكِمُوا هَذَا الْبَابَ اعْتِقَادًا وَقَوْلًا وَمِنْ الْمُحَالِ أَيْضًا أَنْ يَكُونَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ عَلَّمَ أُمَّتَهُ كُلَّ شَيْءٍ حَتَّى الْخِرَاءَةَ وَقَالَ : { تَرَكْتُكُمْ عَلَى الْمَحَجَّةِ الْبَيْضَاءِ لَيْلُهَا كَنَهَارِهَا لَا يَزِيغُ عَنْهَا بَعْدِي إلَّا هَالِكٌ } وَقَالَ فِيمَا صَحَّ عَنْهُ أَيْضًا : { مَا بَعَثَ اللَّهُ مِنْ نَبِيٍّ إلَّا كَانَ حَقًّا عَلَيْهِ أَنْ يَدُلَّ أُمَّتَهُ عَلَى خَيْرِ مَا يَعْلَمُهُ لَهُمْ وَيَنْهَاهُمْ عَنْ شَرِّ مَا يَعْلَمُهُ لَهُمْ } . وَقَالَ أَبُو ذَرٍّ : لَقَدْ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَا طَائِرٌ يُقَلِّبُ جَنَاحَيْهِ فِي السَّمَاءِ إلَّا ذَكَرَ لَنَا مِنْهُ عِلْمًا . وَقَالَ { عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ : قَامَ فِينَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَقَامًا فَذَكَرَ بَدْءَ الْخَلْقِ ؛ حَتَّى دَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ مَنَازِلَهُمْ وَأَهْلُ النَّارِ مَنَازِلَهُمْ حَفِظَ ذَلِكَ مَنْ حَفِظَهُ وَنَسِيَهُ مَنْ نَسِيَهُ } رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ . وَمُحَالٌ مَعَ تَعْلِيمِهِمْ كُلَّ شَيْءٍ لَهُمْ فِيهِ مَنْفَعَةٌ فِي الدِّينِ – وَإِنْ دَقَّتْ – أَنْ يَتْرُكَ تَعْلِيمَهُمْ مَا يَقُولُونَهُ بِأَلْسِنَتِهِمْ وَيَعْتَقِدُونَهُ فِي قُلُوبِهِمْ فِي رَبِّهِمْ وَمَعْبُودِهِمْ رَبِّ الْعَالَمِينَ الَّذِي مَعْرِفَتُهُ غَايَةُ الْمَعَارِفِ وَعِبَادَتُهُ أَشْرَفُ الْمَقَاصِدِ وَالْوُصُولُ إلَيْهِ غَايَةُ الْمَطَالِبِ . بَلْ هَذَا خُلَاصَةُ الدَّعْوَةِ النَّبَوِيَّةِ وَزُبْدَةُ الرِّسَالَةِ الْإِلَهِيَّةِ فَكَيْفَ يَتَوَهَّمُ مَنْ فِي قَلْبِهِ أَدْنَى مُسْكَةٍ مِنْ إيمَانٍ وَحِكْمَةٍ أَنْ لَا يَكُونَ بَيَانُ هَذَا الْبَابِ قَدْ وَقَعَ مِنْ الرَّسُولِ عَلَى غَايَةِ التَّمَامِ ثُمَّ إذَا كَانَ قَدْ وَقَعَ ذَلِكَ مِنْهُ : فَمِنْ الْمُحَالِ أَنْ يَكُونَ خَيْرُ أُمَّتِهِ وَأَفْضَلُ قُرُونِهَا قَصَّرُوا فِي هَذَا الْبَابِ زَائِدِينَ فِيهِ أَوْ نَاقِصِينِ عَنْهُ . ثُمَّ مِنْ الْمُحَالِ أَيْضًا أَنْ تَكُونَ الْقُرُونُ الْفَاضِلَةُ – الْقَرْنُ الَّذِي بُعِثَ فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ – كَانُوا غَيْرَ عَالِمِينَ وَغَيْرَ قَائِلِينَ فِي هَذَا الْبَابِ بِالْحَقِّ الْمُبِينِ لِأَنَّ ضِدَّ ذَلِكَ إمَّا عَدَمُ الْعِلْمِ وَالْقَوْلِ وَإِمَّا اعْتِقَادُ نَقِيضِ الْحَقِّ وَقَوْلِ خِلَافِ الصِّدْقِ . وَكِلَاهُمَا مُمْتَنِعٌ . ( أَمَّا الْأَوَّلُ : فَلِأَنَّ مَنْ فِي قَلْبِهِ أَدْنَى حَيَاةٍ وَطَلَبٍ لِلْعِلْمِ أَوْ نَهْمَةٍ فِي الْعِبَادَةِ يَكُونُ الْبَحْثُ عَنْ هَذَا الْبَابِ وَالسُّؤَالُ عَنْهُ وَمَعْرِفَةُ الْحَقِّ فِيهِ أَكْبَرَ مَقَاصِدِهِ وَأَعْظَمَ مَطَالِبِهِ ؛ أَعْنِي بَيَانَ مَا يَنْبَغِي اعْتِقَادُهُ لَا مَعْرِفَةُ كَيْفِيَّةِ الرَّبِّ وَصِفَاتِهِ . وَلَيْسَتْ النُّفُوسُ الصَّحِيحَةُ إلَى شَيْءٍ أَشْوَقَ مِنْهَا إلَى مَعْرِفَةِ هَذَا الْأَمْرِ . وَهَذَا أَمْرٌ مَعْلُومٌ بِالْفِطْرَةِ الوجدية فَكَيْفَ يُتَصَوَّرُ مَعَ قِيَامِ هَذَا الْمُقْتَضِي – الَّذِي هُوَ مَنْ أَقْوَى الْمُقْتَضَيَاتِ – أَنْ يَتَخَلَّفَ عَنْهُ مُقْتَضَاهُ فِي أُولَئِكَ السَّادَةِ فِي مَجْمُوعِ عُصُورِهِمْ هَذَا لَا يَكَادُ يَقَعُ فِي أَبْلَدِ الْخَلْقِ وَأَشَدِّهِمْ إعْرَاضًا عَنْ اللَّهِ وَأَعْظَمِهِمْ إكْبَابًا عَلَى طَلَبِ الدُّنْيَا وَالْغَفْلَةِ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ تَعَالَى ؛ فَكَيْفَ يَقَعُ فِي أُولَئِكَ ؟ وَأَمَّا كَوْنُهُمْ كَانُوا مُعْتَقِدِينَ فِيهِ غَيْرَ الْحَقِّ أَوْ قَائِلِيهِ : فَهَذَا لَا يَعْتَقِدُهُ مُسْلِمٌ وَلَا عَاقِلٌ عَرَفَ حَالَ الْقَوْمِ . ثُمَّ الْكَلَامُ فِي هَذَا الْبَابِ عَنْهُمْ : أَكْثَرُ مِنْ أَنْ يُمْكِنَ سَطْرُهُ فِي هَذِهِ الْفَتْوَى وَأَضْعَافِهَا يَعْرِفُ ذَلِكَ مَنْ طَلَبَهُ وَتَتَبَّعَهُ وَلَا يَجُوزُ أَيْضًا أَنْ يَكُونَ الْخَالِفُونَ أَعْلَمَ مِنْ السَّالِفِينَ كَمَا قَدْ يَقُولُهُ بَعْضُ الْأَغْبِيَاءِ مِمَّنْ لَمْ يُقَدِّرْ قَدْرَ السَّلَفِ ؛ بَلْ وَلَا عَرَفَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالْمُؤْمِنِينَ بِهِ حَقِيقَةَ الْمَعْرِفَةِ الْمَأْمُورِ بِهَا : مِنْ أَنَّ " طَرِيقَةَ السَّلَفِ أَسْلَمُ وَطَرِيقَةَ الْخَلَفِ أَعْلَمُ وَأَحْكَمُ " – وَإِنْ كَانَتْ هَذِهِ الْعِبَارَةُ إذَا صَدَرَتْ مِنْ بَعْضِ الْعُلَمَاءِ قَدْ يَعْنِي بِهَا مَعْنًى صَحِيحًا . فَإِنَّ هَؤُلَاءِ الْمُبْتَدِعِينَ الَّذِينَ يُفَضِّلُونَ طَرِيقَةَ الْخَلَفِ مِنْ الْمُتَفَلْسِفَةِ وَمَنْ حَذَا حَذْوَهُمْ عَلَى طَرِيقَةِ السَّلَفِ : إنَّمَا أَتَوْا مِنْ حَيْثُ ظَنُّوا : أَنَّ طَرِيقَةَ السَّلَفِ هِيَ مُجَرَّدُ الْإِيمَانِ بِأَلْفَاظِ الْقُرْآنِ وَالْحَدِيثِ مِنْ غَيْرِ فِقْهٍ لِذَلِكَ بِمَنْزِلَةِ الْأُمِّيِّينَ الَّذِينَ قَالَ اللَّهُ فِيهِمْ : { وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إلَّا أَمَانِيَّ } وَأَنَّ طَرِيقَةَ الْخَلَفِ هِيَ اسْتِخْرَاجُ مَعَانِي النُّصُوصِ الْمَصْرُوفَةِ عَنْ حَقَائِقِهَا بِأَنْوَاعِ الْمَجَازَاتِ وَغَرَائِبِ اللُّغَاتِ . فَهَذَا الظَّنُّ الْفَاسِدُ أَوْجَبَ " تِلْكَ الْمَقَالَةَ " الَّتِي مَضْمُونُهَا نَبْذُ الْإِسْلَامِ وَرَاءَ الظَّهْرِ وَقَدْ كَذَبُوا عَلَى طَرِيقَةِ السَّلَفِ وَضَلُّوا فِي تَصْوِيبِ طَرِيقَةِ الْخَلَفِ ؛ فَجَمَعُوا بَيْنَ الْجَهْلِ بِطَرِيقَةِ السَّلَفِ فِي الْكَذِبِ عَلَيْهِمْ . وَبَيْنَ الْجَهْلِ وَالضَّلَالِ بِتَصْوِيبِ طَرِيقَةِ الْخَلَفِ . وَسَبَبُ ذَلِكَ اعْتِقَادُهُمْ أَنَّهُ لَيْسَ فِي نَفْسِ الْأَمْرِ صِفَةٌ دَلَّتْ عَلَيْهَا هَذِهِ النُّصُوصُ بِالشُّبُهَاتِ الْفَاسِدَةِ الَّتِي شَارَكُوا فِيهَا إخْوَانَهُمْ مِنْ الْكَافِرِينَ ؛ فَلَمَّا اعْتَقَدُوا انْتِفَاءَ الصِّفَاتِ فِي نَفْسِ الْأَمْرِ وَكَانَ مَعَ ذَلِكَ لَا بُدَّ لِلنُّصُوصِ مِنْ مَعْنًى بَقُوا مُتَرَدِّدِينَ بَيْنَ الْإِيمَانِ بِاللَّفْظِ وَتَفْوِيضِ الْمَعْنَى – وَهِيَ الَّتِي يُسَمُّونَهَا طَرِيقَةَ السَّلَفِ – وَبَيْنَ صَرْفِ اللَّفْظِ إلَى مَعَانٍ بِنَوْعِ تَكَلُّفٍ – وَهِيَ الَّتِي يُسَمُّونَهَا طَرِيقَةَ الْخَلَفِ – فَصَارَ هَذَا الْبَاطِلُ مُرَكَّبًا مِنْ فَسَادِ الْعَقْلِ وَالْكُفْرِ بِالسَّمْعِ ؛ فَإِنَّ النَّفْيَ إنَّمَا اعْتَمَدُوا فِيهِ عَلَى أُمُورٍ عَقْلِيَّةٍ ظَنُّوهَا بَيِّنَاتٍ وَهِيَ شُبُهَاتٌ وَالسَّمْعُ حَرَّفُوا فِيهِ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ . فَلَمَّا ابْتَنَى أَمْرُهُمْ عَلَى هَاتَيْنِ الْمُقَدِّمَتَيْنِ الكفريتين الْكَاذِبَتَيْنِ : كَانَتْ النَّتِيجَةُ اسْتِجْهَالَ السَّابِقِينَ الْأَوَّلِينَ واستبلاههم وَاعْتِقَادَ أَنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا أُمِّيِّينَ بِمَنْزِلَةِ الصَّالِحِينَ مِنْ الْعَامَّةِ ؛ لَمْ يَتَبَحَّرُوا فِي حَقَائِقِ الْعِلْمِ بِاَللَّهِ وَلَمْ يَتَفَطَّنُوا لِدَقَائِقِ الْعِلْمِ الْإِلَهِيِّ وَأَنَّ الْخَلَفَ الْفُضَلَاءَ حَازُوا قَصَبَ السَّبْقِ فِي هَذَا كُلِّهِ . ثُمَّ هَذَا الْقَوْلُ إذَا تَدَبَّرَهُ الْإِنْسَانُ وَجَدَهُ فِي غَايَةِ الْجَهَالَةِ ؛ بَلْ فِي غَايَةِ الضَّلَالَةِ . كَيْفَ يَكُونُ هَؤُلَاءِ الْمُتَأَخِّرُونَ – لَا سِيَّمَا وَالْإِشَارَةُ بِالْخَلَفِ إلَى ضَرْبٍ مِنْ الْمُتَكَلِّمِينَ الَّذِينَ كَثُرَ فِي بَابِ الدِّينِ اضْطِرَابُهُمْ وَغَلُظَ عَنْ مَعْرِفَةِ اللَّهِ حُجَّابُهُمْ وَأَخْبَرَ الْوَاقِفُ عَلَى نِهَايَةِ إقْدَامِهِمْ بِمَا انْتَهَى إلَيْهِ أَمْرُهُمْ حَيْثُ يَقُولُ : لَعَمْرِي لَقَدْ طُفْت الْمَعَاهِدَ كُلَّهَا وَسَيَّرْت طَرْفِي بَيْنَ تِلْكَ الْمَعَالِمِ فَلَمْ أَرَ إلَّا وَاضِعًا كَفَّ حَائِرٍ عَلَى ذَقَنٍ أَوْ قَارِعًا سِنَّ نَادِمِ وَأَقَرُّوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ بِمَا قَالُوهُ مُتَمَثِّلِينَ بِهِ أَوْ مُنْشِئِينَ لَهُ فِيمَا صَنَّفُوهُ مِنْ كُتُبِهِمْ كَقَوْلِ بَعْضِ رُؤَسَائِهِمْ . نِهَايَةُ إقْدَامِ الْعُقُولِ عِقَالُ وَأَكْثَرُ سَعْيِ الْعَالَمِينَ ضَلَالُ وَأَرْوَاحُنَا فِي وَحْشَةٍ مَنْ جُسُومِنَا وَحَاصِلُ دُنْيَانَا أَذًى وَوَبَالُ وَلَمْ نَسْتَفِدْ مِنْ بَحْثِنَا طُولَ عُمُرِنَا سِوَى أَنْ جَمَعْنَا فِيهِ قِيلَ وَقَالُوا لَقَدْ تَأَمَّلْت الطُّرُقَ الْكَلَامِيَّةَ وَالْمَنَاهِجَ الْفَلْسَفِيَّةَ ؛ فَمَا رَأَيْتهَا تَشْفِي عَلِيلًا وَلَا تَرْوِي غَلِيلًا وَرَأَيْت أَقْرَبَ الطُّرُقِ طَرِيقَةَ الْقُرْآنِ . اقْرَأْ فِي الْإِثْبَاتِ : { الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى } { إلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ } وَاقْرَأْ فِي النَّفْيِ : { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ } { وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا } وَمَنْ جَرَّبَ مِثْلَ تَجْرِبَتِي عَرَفَ مِثْلَ مَعْرِفَتِي ا ه . وَيَقُولُ الْآخَرُ مِنْهُمْ : لَقَدْ خُضْت الْبَحْرَ الْخِضَمَّ وَتَرَكْت أَهْلَ الْإِسْلَامِ وَعُلُومَهُمْ وَخُضْت فِي الَّذِي نَهَوْنِي عَنْهُ وَالْآنَ إنْ لَمْ يَتَدَارَكْنِي رَبِّي بِرَحْمَتِهِ فَالْوَيْلُ لِفُلَانِ وَهَا أَنَا أَمُوتُ عَلَى عَقِيدَةِ أُمِّي ا هـ . وَيَقُولُ الْآخَرُ مِنْهُمْ : أَكْثَرُ النَّاسِ شَكَا عِنْدَ الْمَوْتِ أَصْحَابَ الْكَلَامِ . ثُمَّ هَؤُلَاءِ الْمُتَكَلِّمُونَ الْمُخَالِفُونَ لِلسَّلَفِ إذَا حَقَّقَ عَلَيْهِمْ الْأَمْرَ : لَمْ يُوجَدْ عِنْدَهُمْ مِنْ حَقِيقَةِ الْعِلْمِ بِاَللَّهِ وَخَالِصِ الْمَعْرِفَةِ بِهِ خَبَرٌ وَلَمْ يَقَعُوا مِنْ ذَلِكَ عَلَى عَيْنٍ وَلَا أَثَرٍ كَيْفَ يَكُونُ هَؤُلَاءِ الْمَحْجُوبُونَ الْمُفْضَلُونَ الْمَنْقُوصُونَ الْمَسْبُوقُونَ الْحَيَارَى الْمُتَهَوِّكُونَ : أَعْلَمَ بِاَللَّهِ وَأَسْمَائِهِ وَصِفَاتِهِ وَأَحْكَمَ فِي بَابِ ذَاتِهِ وَآيَاتِهِ مِنْ السَّابِقِينَ الْأَوَّلِينَ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَاَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانِ مِنْ وَرَثَةِ الْأَنْبِيَاءِ وَخُلَفَاءِ الرُّسُلِ وَأَعْلَامِ الْهُدَى وَمَصَابِيحِ الدُّجَى الَّذِينَ بِهِمْ قَامَ الْكِتَابُ وَبِهِ قَامُوا وَبِهِمْ نَطَقَ الْكِتَابُ وَبِهِ نَطَقُوا الَّذِينَ وَهَبَهُمْ اللَّهُ مِنْ الْعِلْمِ وَالْحِكْمَةِ مَا بَرَزُوا بِهِ عَلَى سَائِرِ أَتْبَاعِ الْأَنْبِيَاءِ فَضْلًا عَنْ سَائِرِ الْأُمَمِ الَّذِينَ لَا كِتَابَ لَهُمْ وَأَحَاطُوا مِنْ حَقَائِقِ الْمَعَارِفِ وَبَوَاطِنِ الْحَقَائِقِ بِمَا لَوْ جُمِعَتْ حِكْمَةُ غَيْرِهِمْ إلَيْهَا لَاسْتَحْيَا مَنْ يَطْلُبُ الْمُقَابَلَةَ ثُمَّ كَيْفَ يَكُونُ خَيْرُ قُرُونِ الْأُمَّةِ أَنْقَصَ فِي الْعِلْمِ وَالْحِكْمَةِ – لَا سِيَّمَا الْعِلْمُ بِاَللَّهِ وَأَحْكَامِ أَسْمَائِهِ وَآيَاتِهِ – مِنْ هَؤُلَاءِ الْأَصَاغِرِ بِالنِّسْبَةِ إلَيْهِمْ ؟ أَمْ كَيْفَ يَكُونُ أَفْرَاخُ الْمُتَفَلْسِفَةِ وَأَتْبَاعُ الْهِنْدِ وَالْيُونَانِ وَوَرَثَةُ الْمَجُوسِ وَالْمُشْرِكِينَ وَضُلَّالِ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ وَأَشْكَالُهُمْ وَأَشْبَاهُهُمْ : أَعْلَمَ بِاَللَّهِ مِنْ وَرَثَةِ الْأَنْبِيَاءِ وَأَهْلِ الْقُرْآنِ وَالْإِيمَانِ
ونترك المجال لمن هم اعلم ليدلوا بدلوهم قبل ان يؤلف ــ هداه الله ــالاسماء الحسنى من التوراة والزابور و………
والله الهادى ولنا عودة معالرسالة التفصيلية " صعق الناموس لعلماء الشهرة والفلوس" قريبا إن شاء الله.
للمراسلة على البريد: naser_alsalafee@yahoo.com
الفقير الى عفو الله ناصرالدين السلفى
أستاذالعقيدة والمذاهب المعاصرة
أنتهى كلام الشيخ ناصر
بارك الله فيك