أسباب انشراح الصدر كثيرة
===============
*السبب الأول: قوة التوحيد
إن من أعظم الأسباب لشرح الصدر وطرد الغم :-
قوة التوحيد وتفويض الأمر إلى الله تعالى
أن الله عز وجل وحده الذي يجلب النفع ويدفع الضر،وأنه تعالى لا رادّ لقضائه ولا معقب لحكمه،عدل في قضائه، يعطي من يشاء بعدله، ولا يظلم ربك أحدا.
*السبب الثاني: حسن الظن بالله
حسن الظن بالله تعالى، وذلك بأن تستشعرأن الله تعالى فارجٌ لهمك كاشفٌ لغمك، فإنه متى ما أحسن العبد ظنه بربه،
فتح الله عليه من بركاته من حيث لا يحتسب عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«قال الله تعالى أنا عند ظن عبدي بي، إن ظن خيراً فله، وإن ظنّ شراً فله» أخرجه الإمام أحمد وابن حبان .
قال تعالى: {الظَّآنِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَآئِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَسَآءَتْ مَصِيراً} [الفتح:6].
*السبب الثالث: كثرة الدعاء
كثرة الدعاء والإلحاح على الله بذلك ، فيا من ضاق صدره وتكدر أمره، ارفع أكف الضراعة إلى مولاك،وبث شكواك وحزنك إليه، واذرف الدمع بين يديه، واعلم رعاك الله تعالى:
أن الله تعالى أرحم بك من أمك وأبيك وصحابتك وبنيك.
*السبب الرابع: المبادرة إلى ترك المعاصي
تفقد النفس والمبادرة إلى ترك المعاصي،أتريد مخرجاً لك مما أنت فيه وأنت ترتع في بعض المعاصي؟ يا عجباً لك!
تسأل الله لنفسك حاجتها وتنسى جناياتها،ألم تعلم هداك الله تعالى أن الذنوب باب عظيم ترد منه المصائب على العبد
:{وَمَآ أَصَابَكُمْ مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُواْ عَن كَثِيرٍ} [الشورى:30]،
{أَوَ لَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَـذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [آل عمران:165].
استسقى العباس بن عبد المطلب رضي الله تعالى عنه، فقال في دعائه:"اللهم إنه لم تنزل عقوبة إلا بذنب ولا تنكشف إلا بتوبة . {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً . وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَحْتَسِب} [الطلاق:3،2]،أن التقوى سبب للمخرج من كل غم،
فما كان إلا أن هممت بتحقيق التقوى فوجدت المخرج… " (صيد الخاطر:153) انتهى كلامه.
*السبب الخامس: أداء الفرائض والمداومة عليها
المحافظة على أداء الفرائض والمداومة عليها، والإكثار من النوافل من صلاة وصيام وصدقة وبر وغير ذلك، فالمداومة على الفرائض والإكثار من النوافل من أسباب محبة الله تعالى لعبده، عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «إن الله قال: من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب،وما تقرب إليّ عبدي بشيء أحب إليّ مما افترضته عليه، وما يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به ، وبصره الذي يبصر به
ويده التي يبطش بها، وإن سألني لأعطينه، ولئن استعاذ بي لأعيذنه» الحديث أخرجه البخاري.
*السبب السادس: مجالسة الصالحين
الاجتماع بالجلساء الصالحين والاستئناس بسماع حديثهم والاستفادة من ثمرات كلامهم وتوجيهاتهم، فالجلوس مع هؤلاء مرضاة للرحمن، مسخطة للشيطان،فلازم جلوسهم ومجالسهم واطلب مناصحتهم،ترى في صدرك انشراحاً وبهجة ثم إياك والوحدة، احذر أن تكون وحيداً لا جليس لك ولا أنيس،وخاصة عند اشتداد الأمور عليك،فإن الشيطان يزيد العبد وهناً وضعفاً إذا كان وحيداً، فالشيطان من الواحد أقرب ومن الاثنين أبعد وليس مع الثلاثة، وإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية.
شاهد المقال: أن تحرص أعانك الله تعالى على عدم جلوسك وحيداً،فجاهد نفسك وغالبها على الاجتماع بأهل الخير والصلاح، والذهاب إلى المحاضرات والندوات، وزيارة العلماء وطلبة العلم فذلك يدخل الأُنس عليك؛ فيزيدك إيماناً وينفعك علماً.
*السبب السابع: قراءة القرآن
قراءة القرآن الكريم تدبراً وتأملاً، وهذا من أعظم الأسباب في جلاء الأحزان وذهاب الهموم والغموم، فقراءة القرآن تورث العبد طمأنينة القلوب،وانشراحاً في الصدور{الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} [الرعد:28].
قال الإمام ابن كثير رحمه الله تعالى: "أي تطيب وتركن إلى جانب الله، وتسكن عند ذكره وترضى به مولى ونصيراً،
ولهذا قال تعالى {أَلاَ بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ}:أي هو حقيق لذلك"انتهى كلامه رحمه الله.فاحرص رعاك الله على الإكثار من تلاوته آناء الليل وأطراف النهار،وسل ربك أن تكون تلاوتك له سبباً في شرح صدرك،فإن العبد متى ما أقبل على ربه بصدق؛ فتح الله عليه من عظيم بركاته{يا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَآءَتْكُمْ مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَآءٌ لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ} [يونس:57]،
{وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَآءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَاراً} [الإسراء:82].
*السبب الثامن: أذكار الصباح والمساء
المداومة على الأذكار الصباحية والمسائية وأذكار النوم، وما يتبع ذلك من أذكار اليوم والليلة، فتلك الأذكار تحصن العبد المسلم بفضل الله تعالى من شر شياطين الجن والإنس، وتزيد العبد قوةً حسيّة ومعنوية إذا قالها مستشعراً لمعانيها
موقناً بثمارها ونتاجها، ولتحرص رعاك الله على تلك الأذكار المتأكدة فيمن اعتراهم همّ أو غم، ومن ذلك ما أخرجه الشيخان عن عبدالله بن عباس رضي الله تعالى عنهما قال: كان رسول الله يقول عند الكرب:«لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السماوات ورب الأرض ورب العرش الكريم»،
وكذا ما أخرجه البخاري عن أنس رضي الله تعالى عنه أن النبي كان يكثر من قوله:«اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن والعجز والكسل…» إلى آخر الحديث.
قال الله تعالى : ( وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً ) طـه/124 .
وعن عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا نزل به هم أو غم قال: «يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث» أخرجه الحاكم. وعن أبي بكرة رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال: «دعوات المكروب: اللهم رحمتك أرجوا فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين وأصلح لي شأني كله لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين» أخرجه أبو داود وابن حبان.
وعن عبدالله بن مسعود رضي الله تعالى عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «ما أصاب عبداً هم ولا حزن، فقال: اللهم إني عبدك وابن عبدك ابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماض في حكمك،عدل في قضاؤك، أسألك بكل اسم لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك،أو علمته أحداً من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك،أن تجعل القرآن ربيع قلبي ونور صدري، وجلاء حزني وذهاب غمي،إلا ذهب الله حزنه وهمّه، وأبدله مكانه فرحاً» أخرجه أحمد في مسنده وابن حيان في صحيحه، إلى غير ذلك مما ورد من الأذكار في هذا الباب ونحوه.
اللهم إنا عبيدك بنو عبيدك بنو إمائك، نواصينا بيدك، ماضٍ فينا حكمك، عدل فينا قضاؤك، نسألك بكل اسم هو لك،
سمّيت به نفسك، أو أنزلته في كتابك،أو علمته أحداً من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك،أن تجعل القرآن ربيع قلوبنا، ونور صدورنا ويسر أمورنا، وهيء لنا من أمرنا رشداً.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
اللهم انى استغفرك عدد ماذكرك الذاكرون وغفل عن ذكرك الغافلون
{أَوَ لَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَـذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [آل عمران:165].
يسلموا اخي علي الموضوع اللميز
تحيه اخوك عارف
فعلا من يوحد الله كثيرا ويحسن الظن بالله ويكثر دعاءه ويبادر إلى ترك المعاصي ويؤدي الفرائض
ويكثر النوافل وفعل الخيرات ويجالس الصالحين فقط
ويواظب على قراءة القرآن وأذكار الصباح والمساء والنوم وغيرها من الأذكار
لا بد أن ينشرح صدره وتكون نفسه مطمئنة راضية.