وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين
أما بعد : فهذه بعض أسباب النجاة من الفتن ذكَّرت بها نفس أوَّلاً وإخواني ثانياً في خطبة جمعة ثم رأيت كتابتها في رسالة وأضفت فيها ما عساه ينفع ليعم النفع ويعظم الأجر اللهم آمين
على أنَّ هذا الموضوع قد كتب فيه ووعظ من هم خيرٌ مني واجل من علماء ومشائخ وطلبة علم ، لكن كتبت هذا من باب المشاركة والتعاون على الخير اسأل من الله التوفيق والسداد والنجاة يوم المعاد
– مما اقتضته حكمة الله أن يبتلي عباده المؤمنين بأنواع من الابتلاءات والفتن ولكن مما يجب أن نعلمه أن هذه الابتلاءات والفتن لها حِكَم عظيمه اخبرنا الله بشيء منها في كتابه وكذلك رسوله صلى الله وعليه وسلم في سنته
فمن هذه الحِكم ما يلي :
الفتن جعلها الله بديلا لهذه الأمة من العذاب العام في الدنيا وهذا من رحمة الله
فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال : لما نزلت هذه الآية : ( قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم ، أو من تحت أرجلكم) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « أعوذ بوجه الله » فلما نزلت : ( أو يلبسكم شيعا ، ويذيق بعضكم بأس بعض ) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « هاتان أهون ، أو هاتان أيسر » أخرجه البخاري
الفتن جعلها الله بديلا لهذه الأمة من العذاب في الآخرة
فعن أبي موسى قال : قال رسول الله وعليه وسلم" أمتي أمة مرحومة ليس عليها عذاب في الآخرة عذابها في الدنيا الفتن و الزلازل و القتل " صححه الألباني في السلسلة الصحيحة
الفتن جعلها الله تمحيص وتميز لهذه الأمة ليُعلم المؤمن من المنافق والصادق من الكاذب والصابر من الساخط والخبيث من الطيب
قال تعالى: (الَـمَ @ أَحَسِبَ النّاسُ أَن يُتْرَكُوَاْ أَن يَقُولُوَاْ آمَنّا وَهُمْ لاَ يُفْتَنُونَ @ وَلَقَدْ فَتَنّا الّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنّ اللّهُ الّذِينَ صَدَقُواْ وَلَيَعْلَمَنّ الْكَاذِبِينَ )
وقال تعالى: (وَلَنَبْلُوَنّكُمْ بِشَيْءٍ مّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مّنَ الأمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثّمَرَاتِ وَبَشّرِ الصّابِرِينَ @الّذِينَ إِذَآ أَصَابَتْهُم مّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنّا للّهِ وَإِنّـآ إِلَيْهِ رَاجِعونَ) [سورة: البقرة – الأية: 156]
وقال تعالى: (وَلَنَبْلُوَنّكُمْ حَتّىَ نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَالصّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ) [سورة: محمد – الأية: 31]
وقال تعالى: (مّا كَانَ اللّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَىَ مَآ أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتّىَ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطّيّبِ وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنّ اللّهَ يَجْتَبِي مِن رّسُلِهِ مَن يَشَآءُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَإِن تُؤْمِنُواْ وَتَتّقُواْ فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ) [سورة: آل عمران – الأية: 179]
قال تعالى: (كُلّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُم بِالشّرّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ) [سورة: الأنبياء – الأية: 35]
قال تعالى: (لَتُبْلَوُنّ فِيَ أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنّ مِنَ الّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَمِنَ الّذِينَ أَشْرَكُوَاْ أَذًى كَثِيراً وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتّقُواْ فَإِنّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الاُمُورِ) [سورة: آل عمران – الأية: 186]
– لقد اخبرنا رسول الله صلى الله وعليه وسلم بكثرة الفتن التي ستحصل وبالذات في آخر الزمان فقال : ( إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ نَبِيٌّ قَبْلِي إِلَّا كَانَ حَقًّا عَلَيْهِ أَنْ يَدُلَّ أُمَّتَهُ عَلَى خَيْرِ مَا يَعْلَمُهُ لَهُمْ وَيُنْذِرَهُمْ شَرَّ مَا يَعْلَمُهُ لَهُمْ وَإِنَّ أُمَّتَكُمْ هَذِهِ جُعِلَ عَافِيَتُهَا فِي أَوَّلِهَا وَسَيُصِيبُ آخِرَهَا بَلَاءٌ وَأُمُورٌ تُنْكِرُونَهَا وَتَجِيءُ فِتْنَةٌ فَيُرَقِّقُ بَعْضُهَا بَعْضًا وَتَجِيءُ الْفِتْنَةُ فَيَقُولُ الْمُؤْمِنُ هَذِهِ مُهْلِكَتِي ثُمَّ تَنْكَشِفُ وَتَجِيءُ الْفِتْنَةُ فَيَقُولُ الْمُؤْمِنُ هَذِهِ هَذِهِ )أخرجه مسلم في صحيحه عن عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ
وعن أبي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( يَتَقَارَبُ الزَّمَانُ وَيُقْبَضُ الْعِلْمُ وَتَظْهَرُ الْفِتَنُ وَيُلْقَى الشُّحُّ وَيَكْثُرُ الْهَرْجُ قَالُوا وَمَا الْهَرْجُ قَالَ الْقَتْلُ ) أخرجه مسلم
فمن هذه الفتن فتنة التصوف والرفض والتح** والنساء و المال و القنوات الإباحية وغيرها وكرة القدم والاختلاف بين أهل الحق والغلاء والأمراض وغيرها من الفتن التي سقط بسببها كثير من المسلمين وزلت أقدام الكثيرين إلا من رحم الله وقليل ما هم
– فإذا علمنا بكثرة الفتن فواجب علينا أن نعمل بالأسباب المنجية من هذه الفتن خشيت أن نقع فيها فنزيغ بسببها والعياذ بالله ولهذا أخبر الله في كتابه عن أقوام حلَّت بهم الفتن فسقطوا فيها بسبب ضعف إيمانهم وقلة تمسكهم بالدين وإفلاسهم من العلم المتين فخسروا الدنيا والآخرة نعوذ بالله من الخسران المبين
قال تعالى: (وَمِنَ النّاسِ مَن يَعْبُدُ اللّهَ عَلَىَ حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَىَ وَجْهِهِ خَسِرَ الدّنْيَا وَالاَُخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ) [سورة: الحج – الأية: 11]
وقال تعالى: (وَمِنَ النّاسِ مَن يِقُولُ آمَنّا بِاللّهِ فَإِذَآ أُوذِيَ فِي اللّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النّاسِ كَعَذَابِ اللّهِ وَلَئِنْ جَآءَ نَصْرٌ مّن رّبّكَ لَيَقُولُنّ إِنّا كُنّا مَعَكُمْ أَوَ لَيْسَ اللّهُ بِأَعْلَمَ بِمَا فِي صُدُورِ الْعَالَمِينَ)[العنكبوت – 10]
فمن هذه الأسباب التي اخبرنا الله بها ورسوله صلى الله وعليه وسلم والتي نسأل من الله أن يوفقنا جميعاً للعمل بها حتى ننجوا من الفتن ما ظهر منها وما بطن
تقوى الله
قال تعالى: (يِا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوَاْ إَن تَتّقُواْ اللّهَ يَجْعَل لّكُمْ فُرْقَاناً وَيُكَفّرْ عَنكُمْ سَيّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ) [سورة: الأنفال – الأية: 29]أي فرقانا تفرقون به بين الحق من الباطل فتنجون بذلك من الوقوع في الفتنة
وقال تعالى: ( وَمَن يَتّقِ اللّهَ يَجْعَل لّهُ مَخْرَجاً) [سورة: الطلاق – الأية: 2]أي مخرجا من الفتن وغيرها
وقال تعالى: (وَمَن يَتّقِ اللّهَ يَجْعَل لّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً@ ذَلِكَ أَمْرُ اللّهِ أَنزَلَهُ إِلَيْكُمْ وَمَن يَتّقِ اللّهَ يُكَفّرْ عَنْهُ سَيّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْراً) [سورة: الطلاق – الأية: 5]
الصــــــــــــــبر
قال تعالى: (يَآأَيّهَا الّذِينَ آمَنُواْ اسْتَعِينُواْ بِالصّبْرِ وَالصّلاَةِ إِنّ اللّهَ مَعَ الصّابِرِينَ) [سورة: البقرة – الأية: 153]
وقال تعالى: (وَلَنَبْلُوَنّكُمْ بِشَيْءٍ مّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مّنَ الأمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثّمَرَاتِ وَبَشّرِ الصّابِرِينَ) [سورة: البقرة – الأية: 155]
وقال تعالى: (وَلَنَبْلُوَنّكُمْ حَتّىَ نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَالصّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ) [سورة: محمد – الأية: 31]
وقال تعالى: (وَقَالَ الّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللّهِ خَيْرٌ لّمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً وَلاَ يُلَقّاهَآ إِلاّ الصّابِرُونَ) [سورة: القصص – الأية: 80]
وقال تعالى: (ثُمّ إِنّ رَبّكَ لِلّذِينَ هَاجَرُواْ مِن بَعْدِ مَا فُتِنُواْ ثُمّ جَاهَدُواْ وَصَبَرُواْ إِنّ رَبّكَ مِن بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رّحِيمٌ) [سورة: النحل – الأية: 110]
وقال تعالى: (وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوَاْ إِنّ اللّهَ مَعَ الصّابِرِينَ) [سورة: الأنفال – الأية: 46]
وقال تعالى: (وَلَقَدْ كُذّبَتْ رُسُلٌ مّن قَبْلِكَ فَصَبَرُواْ عَلَىَ مَا كُذّبُواْ وَأُوذُواْ حَتّىَ أَتَاهُمْ نَصْرُنَا وَلاَ مُبَدّلَ لِكَلِمَاتِ اللّهِ وَلَقدْ جَآءَكَ مِن نّبَإِ الْمُرْسَلِينَ) [سورة: الأنعام – الأية: 34]
قال تعالى: (يَا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتّقُواْ اللّهَ لَعَلّكُمْ تُفْلِحُونَ) [سورة: آل عمران – الأية: 200]
وقال تعالى: (لَتُبْلَوُنّ فِيَ أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنّ مِنَ الّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَمِنَ الّذِينَ أَشْرَكُوَاْ أَذًى كَثِيراً وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتّقُواْ فَإِنّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الاُمُورِ) [سورة: آل عمران – الأية: 186]
وقال تعالى: (إِن تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِن تُصِبْكُمْ سَيّئَةٌ يَفْرَحُواْ بِهَا وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتّقُواْ لاَ يَضُرّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً إِنّ اللّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ) [سورة: آل عمران – الأية: 120]
وعن المقداد بن الأسود قال : قال رسول الله صلى الله وعليه وسلم " إن السعيد لمن جنب الفتن و لمن ابتلي فصبر فواها " رواه أبو داود وصححه الألباني.
وعن حذيفة ، قال : « تعودوا الصبر ، فيوشك أن ينزل بكم البلاء مع أنه لا يصيبنكم أشد مما أصابنا ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ».السنن الواردة في الفتن للداني – (ج 1 / ص 22)
العلم والعمل به
قال تعالى: (أَمّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَآءَ اللّيْلِ سَاجِداً وَقَآئِماً يَحْذَرُ الاَخِرَةَ وَيَرْجُواْ رَحْمَةَ رَبّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ إِنّمَا يَتَذَكّرُ أُوْلُو الألْبَابِ) [سورة: الزمر – الأية: 9]
وقال تعالى: (وَتِلْكَ الأمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَآ إِلاّ الْعَالِمُونَ) [سورة: العنكبوت – الأية: 43]
وقال تعالى: (وَقَالَ الّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللّهِ خَيْرٌ لّمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً وَلاَ يُلَقّاهَآ إِلاّ الصّابِرُونَ) [سورة: القصص – الأية: 80]
وعن معاوية رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين) رواه البخاري ومسلم
الرجوع إلى العلماء الراسخين ولزوم الجماعة
قال تعالى: (وَإِذَا جَآءَهُمْ أَمْرٌ مّنَ الأمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدّوهُ إِلَى الرّسُولِ وَإِلَىَ أُوْلِي الأمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتّبَعْتُمُ الشّيْطَانَ إِلاّ قَلِيلاً) [سورة: النساء – الأية: 83]
وقال تعالى: (وَمَن يُشَاقِقِ الرّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيّنَ لَهُ الْهُدَىَ وَيَتّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلّهِ مَا تَوَلّىَ وَنُصْلِهِ جَهَنّمَ وَسَآءَتْ مَصِيراً) [سورة: النساء – الأية: 115]
وعن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( البركة مع أكابركم ) صححه الألباني في صحيح الترغيب
وعن ابن عمر إن رسول الله صلى الله وعليه وسلم قال : ( إن الله تعالى لا يجمع أمتي على ضلالة و يد الله على الجماعة ) صححه الألباني
وعن ثابت بن قطبة أن عبد الله بن مسعود قال في خطبته : « يا أيها الناس ، عليكم بالطاعة والجماعة ، فإنها حبل الله الذي أمر به وما تكرهون في الجماعة خير مما تحبون في الفرقة »
الشريعة للآجري – (ج 1 / ص 20)
قال الأمام السعدي في تفسيره للآية الأولى
وفي هذا دليل لقاعدة أدبية وهي أنه إذا حصل بحث في أمر من الأمور ينبغي أن يولَّى مَنْ هو أهل لذلك ويجعل إلى أهله، ولا يتقدم بين أيديهم، فإنه أقرب إلى الصواب وأحرى للسلامة من الخطأ. وفيه النهي عن العجلة والتسرع لنشر الأمور من حين سماعها، والأمر بالتأمل قبل الكلام والنظر فيه، هل هو مصلحة، فيُقْدِم عليه الإنسان؟ أم لا فيحجم عنه؟ 0اهـ
وقال الشيخ ربيع إمام الجرح والتعديل في رسالته ( أئمة الجرح والتعديل هم أئمة الدين)
إذا اختلف عالمان من علماء الجرح والتعديل أو غيرهم في أمر ديني فالحكم في القضية لله لا للهوى ، وأهله الذين يأخذون بقول المصيب ويردون قول المخطئ
الانشغال بالأعمال الصالحة
فعن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « بادروا بالأعمال فتنا كقطع الليل المظلم ، يصبح الرجل مؤمنا ، ويمسي كافرا ، ويمسي مؤمنا ، ويصبح كافرا ، يبيع دينه بعرض من الدنيا » وفي رواية بعرض من الدنيا قليل ) صحيح الجامع
قال المناوي في فيض القدير – (ج 3 / ص 252)
والمراد الحث على المسارعة بالعمل الصالح قبل تعذره أو تعسره بالشغل عما يحدث من الفتن المتكاثرة والمتراكمة كتراكم ظلام الليل
وعن أُمَّ سَلَمَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ اسْتَيْقَظَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةً فَزِعًا يَقُولُ سُبْحَانَ اللَّهِ مَاذَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ الْخَزَائِنِ وَمَاذَا أُنْزِلَ مِنْ الْفِتَنِ مَنْ يُوقِظُ صَوَاحِبَ الْحُجُرَاتِ يُرِيدُ أَزْوَاجَهُ لِكَيْ يُصَلِّينَ رُبَّ كَاسِيَةٍ فِي الدُّنْيَا عَارِيَةٍ فِي الْآخِرَةِ ) أخرجه البخاري
البعد عن الفتن وعدم الاستشراف لها
فعن أبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( سَتَكُونُ فِتَنٌ الْقَاعِدُ فِيهَا خَيْرٌ مِنْ الْقَائِمِ وَالْقَائِمُ فِيهَا خَيْرٌ مِنْ الْمَاشِي وَالْمَاشِي فِيهَا خَيْرٌ مِنْ السَّاعِي وَمَنْ يُشْرِفْ لَهَا تَسْتَشْرِفْهُ وَمَنْ وَجَدَ مَلْجَأً أَوْ مَعَاذًا فَلْيَعُذْ بِهِ ) أخرجه البخاري
وعن أبي موسى رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن بين أيديكم فتنا كقطع الليل المظلم يصبح الرجل فيها مؤمنا ويمسي كافرا ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا القاعد فيها خير من القائم والقائم فيها خير من الماشي والماشي فيها خير من الساعي قالوا فما تأمرنا قال كونوا أحلاس بيوتكم ) رواه أبو داود وصححه الألباني
و أحلاس: جَمْع حِلْس وَهُوَ الْكِسَاء الَّذِي يَلِي ظَهْر الْبَعِير تَحْت الْقَتَب أَيْ اِلْزَمُوا بُيُوتكُمْ
وعن أَبُي الدَّرْدَاءِ قال ( نَعَمْ صَوْمَعَةُ الرَّجُلِ بَيْتُهُ يَكُفُّ بَصَرَهُ وَنَفْسَهُ وَإِيَّاكُمْ وَمَجَالِسَ الْأَسْوَاقِ فَإِنَّهَا تُلْهِي وَتُلْغِي ) المنتقى – شرح الموطأ – (ج 4 / ص 414)
دعاء الله برفع الفتنة والسلامة منها
فعن زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ قَالَ : قال رسول الله صلى وعليه وسلم :
( تَعَوَّذُوا بِاللَّهِ مِنْ عَذَابِ النَّارِ قَالُوا نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ عَذَابِ النَّار فَقَالَ تَعَوَّذُوا بِاللَّهِ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ قَالُوا نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ قَالَ تَعَوَّذُوا بِاللَّهِ مِنْ الْفِتَنِ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ قَالُوا نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ الْفِتَنِ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ قَالَ تَعَوَّذُوا بِاللَّهِ مِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ قَالُوا نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ ) أخرجه مسلم
قال الحافظ في الفتح ( 20 / 72) عند شرحه لحديث أمَّ سلمة المتقدم
فِي الْحَدِيث النَّدْب إِلَى الدُّعَاء ، وَالتَّضَرُّع عِنْدَ نُزُول الْفِتْنَة وَلَا سِيَّمَا فِي اللَّيْل لِرَجَاءِ وَقْت الْإِجَابَة لِتُكْشَف أَوْ يَسْلَم الدَّاعِي وَمَنْ دَعَا لَهُ
اللهم نعوذ بك من الفتن ما ظهر منها وما بطن
الجمعة 30 / شوال /1428هـ