انظر إلى التحريف الذى كان منتشراً وقتها! انظر كم كتاب وكم رسالة قد تم تأليفها على غير المألوف أو المشهور عند لوقا! الأمر الذى دفعه لكتابة هذه الرسالة! وتفكَّر فى هذه النصوص ، ثم بيِّن لى رأيك ، بعد أن تسأل أهل العلم من القساوسة والأساقفة ، وتقارن ما ترجمته الكنيسة فى نصوص ترجمة فانديك لإنجيل لوقا 1: 1-4، وبين الترجمة الحديثة التى اعتمدتها الكنيسة المصرية:
1) (1إِذْ كَانَ كَثِيرُونَ قَدْ أَخَذُوا بِتَأْلِيفِ قِصَّةٍ فِي الأُمُورِ الْمُتَيَقَّنَةِ عِنْدَنَا 2كَمَا سَلَّمَهَا إِلَيْنَا الَّذِينَ كَانُوا مُنْذُ الْبَدْءِ مُعَايِنِينَ وَخُدَّاماً لِلْكَلِمَةِ 3رَأَيْتُ أَنَا أَيْضاً إِذْ قَدْ تَتَبَّعْتُ كُلَّ شَيْءٍ مِنَ الأَوَّلِ بِتَدْقِيقٍ أَنْ أَكْتُبَ عَلَى التَّوَالِي إِلَيْكَ أَيُّهَا الْعَزِيزُ ثَاوُفِيلُسُ 4لِتَعْرِفَ صِحَّةَ الْكَلاَمِ الَّذِي عُلِّمْتَ بِهِ.) لوقا 1: 1-4
ونص الترجمة الحديثة التى تسمى الترجمة العربية المبسطة والتى كانت توزعها المكتبات المسيحية فى معرض القاهرة للكتاب هو: (إذ حَاوَلَ كَثيرونَ أنْ يُؤرِّخوا للأَحْداثِ التى حَصلت فيما بَيْنَنَا. 2وهى الأحداثُ التى نَقَلَها إلينا الأشخاصُ الذينَ كانُوا شُهودَ عِيان لَها منذُ البداية، وخُداماً يُعلنون رسَالةَ الله للنَّاسِ. 3وحيثُ إنِّى قد تَحقَّقْتُ مِن كلِّ شىء بِدقة، رأيتُ أنْ أكتُب إليكَ، يا صاحبَ السَّعادةِ ثاوفيلس، وصفاً مُتَسلْسِلاً لتلكَ الأحداثِ مُنذُ البدايةِ، 4لكى تَتَيقَّن مِن أنَّ ما تَعلَّمْتَه صَحيح.)
ويمكنك بكل هدوء مقارنة النصين كالآتى:
ترجمة الشرق الأوسط (فانديك)
(1إِذْ كَانَ كَثِيرُونَ قَدْ أَخَذُوا بِتَأْلِيفِ قِصَّةٍ)
الترجمة العربية المبسطة
(إذ حَاوَلَ كَثيرونَ أنْ يُؤرِّخوا للأَحْداثِ)
فبينما تجد نص فانديك يؤكد أن كثيرون قد أخذوا بتأليف قصة (غير حقيقية ، تحريفاً لما أُثِرَ عندنا) ، بينما تجد أن الترجمة المبسطة قد غيرت المعنى من تأليف إلى تأريخ ، ومن أنهم قد أخذوا بالتأليف إلى أنهم حاولوا ، التى تثير الجدال ، فقد يكونوا قد حاولوا ولم يفلحوا. وهكذا يتعاملون مع الكتاب ، ثم يدعونه مقدساً!!
2) (16كَمَا فِي الرَّسَائِلِ كُلِّهَا أَيْضاً، مُتَكَلِّماً فِيهَا عَنْ هَذِهِ الأُمُورِ، الَّتِي فِيهَا أَشْيَاءُ عَسِرَةُ الْفَهْمِ، يُحَرِّفُهَا غَيْرُ الْعُلَمَاءِ وَغَيْرُ الثَّابِتِينَ كَبَاقِي الْكُتُبِ أَيْضاً، لِهَلاَكِ أَنْفُسِهِمْ.) بطرس الثانية 3: 16
3) لكن هدد الله من يحرفون كتابه ، ومن يأتى بشىء من عنده وينسبه لله ، ولم يتعهد مطلقاً بحفظه:
(وَإِنَّنِي أَشْهَدُ لِكُلِّ مَنْ يَسْمَعُ مَا جَاءَ فِي كِتَابِ النُّبُوءَةِ هَذَا: إِنْ زَادَ أَحَدٌ شَيْئاً عَلَى مَا كُتِبَ فِيهِ، يَزِيدُهُ اللهُ مِنَ الْبَلاَيَا الَّتِي وَرَدَ ذِكْرُهَا، 19وَإِنْ أَسْقَطَ أَحَدٌ شَيْئاً مِنْ أَقْوَالِ كِتَابِ النُّبُوءَةِ هَذَا، يُسْقِطُ اللهُ نَصِيبَهُ مِنْ شَجَرَةِ الْحَيَاةِ، وَمِنَ الْمَدِينَةِ الْمُقَدَّسَةِ، اللَّتَيْنِ جَاءَ ذِكْرُهُمَا فِي هَذَا الْكِتَاب") رؤيا يوحنا 22: 18
ويُنسب إلى يسوع إلغائه لكل الأنبياء قبله ، إذ اتهمهم بالسرقة واللصوصية ، وأمثال هؤلاء ليسوا بأنبياء ، ولا عصمة لأقوالهم ، كما أن خرجت أفعالهم عن عصمة الله ، وبالتالى يكون قد قام بإلغاء كتبهم وأقوالهم أيضاً: (8جَمِيعُ الَّذِينَ أَتَوْا قَبْلِي هُمْ سُرَّاقٌ وَلُصُوصٌ وَلَكِنَّ الْخِرَافَ لَمْ تَسْمَعْ لَهُمْ.) يوحنا 10: 8
(7فَإِنَّهُ إِنْ كَانَ صِدْقُ اللهِ قَدِ ازْدَادَ بِكَذِبِي لِمَجْدِهِ فَلِمَاذَا أُدَانُ أَنَا بَعْدُ كَخَاطِئٍ؟) رومية 3: 7. فلك أن تتخيل أن صدق الله لا يزداد إلا بالكذب! فهل فكرت لماذا؟ وهل فكرت كيف يُطلَق على الكاذب رسولاً؟ وكيف يكون هذا الكاذب قدوة لك ولذريتك من بعدك؟ هل كلمة الرب صعبة الفهم والإستيعاب لدرجة أنه يرسل كاذباً ليكسب الناس لدينه بالكذب؟! وإذا كان الكذب من الآفات الأخلاقية التى سيحاسب عليها العبد فى الآخرة ، فكيف يقترفها الرب نفسه أو يُشجِّع عليها بإرساله نبياً كاذباً ، ويوافقه على نشر تعاليمه بالكذب؟
ويقول طامس أنكلس الكاثوليكي: "اتفق العالم على أن الكتب المفقودة من الكتاب المقدسة ليست بأقل من عشرين". وفى الحقيقة هم أكثر من ثلاثين كما ذكرت.
سبحان الله….بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا على هذه السلسلة للشيخ أحمد ديدات رحمه الله