هل من تلبسه روح الله يتسبب فى عبادة بنى إسرائيل لغير الله؟
لقد لبس روح الله جدعون: (34وَلَبِسَ رُوحُ الرَّبِّ جِدْعُونَ فَضَرَبَ بِالْبُوقِ, فَاجْتَمَعَ أَبِيعَزَرُ وَرَاءَهُ.) قضاة 6: 34
إلا أن جدعون هذا تتهمه التوراة بصناعة مذبحاً أو صرحاً ، جعل فيه تماثيل أو شيئاً من هذا القبيل لعبادة غير الله ، وهو بذلك ـ الرجل الذى عنده روح الله ، نبى الله الذى أوحى إليه ـ قد ضلَّ وأضلّ بنى إسرائيل: (24ثُمَّ قَالَ لَهُمْ جِدْعُونُ: «أَطْلُبُ مِنْكُمْ طِلْبَةً: أَنْ تُعْطُونِي كُلُّ وَاحِدٍ أَقْرَاطَ غَنِيمَتِهِ». لأَنَّهُ كَانَ لَهُمْ أَقْرَاطُ ذَهَبٍ لأَنَّهُمْ إِسْمَاعِيلِيُّونَ. 25فَقَالُوا: «إِنَّنَا نُعْطِي». وَفَرَشُوا رِدَاءً وَطَرَحُوا عَلَيْهِ كُلُّ وَاحِدٍ أَقْرَاطَ غَنِيمَتِهِ. 26وَكَانَ وَزْنُ أَقْرَاطِ الذَّهَبِ الَّتِي طَلَبَ أَلْفاً وَسَبْعَ مِئَةِ شَاقِلٍ ذَهَباً, مَا عَدَا الأَهِلَّةَ وَالْحَلَقَ وَأَثْوَابَ الأُرْجُوانِ الَّتِي عَلَى مُلُوكِ مِدْيَانَ, وَمَا عَدَا الْقَلاَئِدَ الَّتِي فِي أَعْنَاقِ جِمَالِهِمْ. 27فَصَنَعَ جِدْعُونُ مِنْهَا أَفُوداً وَجَعَلَهُ فِي مَدِينَتِهِ فِي عَفْرَةَ. وَزَنَى كُلُّ إِسْرَائِيلَ وَرَاءَهُ هُنَاكَ, فَكَانَ ذَلِكَ لِجِدْعُونَ وَبَيْتِهِ فَخّاً.) قضاة 8: 24-27
وفى ذلك تقول دائرة المعارف الكتابية:“أما الأفود المذكورة في سفر القضاة(17:5، 18:14) وكذلك في هوشع (3: 4) مرتبطة بالترافيم والتماثيل الوثنية فلا نعرف شيئا عن شكلها أو حجمها ، أو كيفية استخدام الأفود في تلك الحالات ، مع أنه من الجائز أن الأفود المذكورة هنا كانت أيضا ثياباً كهنوتية. وهذا أيضاً ينطبق علي الأفود الذى صنعه جدعون والذى أصبح موضوعا للعبادة الوثنية في اسرائيل (قض 8: 27) ويعترض البعض بالقول بأن الرداء لا يمكن أن يكلف ألفا وسبع مئة شاقل من الذهب ، لكن من الممكن أن جدعون أقام صرحا للعبادة محتويا على أشياء أخرى ، تماما مثلما فعلت أم ميخا التي بدأت بالوعد بأن تصنع تمثالا منحوتا وتمثالا مسبوكا ، وبعد ذلك أضافت أفودا وترافيم (قض 17: 1-5)
، ثم إذا كانت الجواهر والماس الثمين وضعت في أفود جدعون فمن يقول إنها لم تكلف ألفا وسبع مئة شاقل من الذهب؟”