( 10 ) حسن الخلق
تعريف حسن الخلق :
قال علي رضي الله عنه : (( حسن الخلق في ثلاث خصال : اجتناب المحارم وطلب الحلال والتوسعة على العيال ))
وقال ابن المبارك : هو بسط الوجه وبذل المعروف وكف الأذى
قال ابن القيم يرحمه الله : ( الدين كله خُلق، فمن زاد عليك في الخُلقِ زاد عليك في الدين)
كيف يحسن العبد خلقه :
يكون ذلك باتباع إمام المرسلين لأنه خير من حقق هذا المقام
فقد قال الله عز وجل عنه : (( وإنك لعلى خلق عظيم ))
فهو القدوة في هذا الجانب
قال تعالى : (( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة ))
فعلى المسلم أن يدرس سيرته في كل جوانب حياته ليعلم كيف كان تأدبه مع ربه ومع الناس ومع أهله وأصحابه وغير المسلمين
و مما يعين على حسن الخلق مجالسة الأتقياء لأن الإنسان يتأثر بمن يجالسه ويخالطه
أن يذكر نفسه بعظيم ثواب وأجر هذه الخصلة التي قل من يحوزها وتمرين النفس عليها فالعلم بالتعلم والحلم بالتحلم
الإستعانة بالله وكثرة الدعاء والتضرع إليه
الترغيب بحسن الخلق :
رغب الرسول صلى الله عليه وسلم أمته بالتخلق بالخلق الحسن وذلك بإظهار عظيم أجره وثوابه :
_ فقد رغب في حسن الخلق بان بين بأن صاحب الخلق الحسن من احب الناس إليه يوم القيامة وأقربهم منه مجلسا , فقد قال عليه الصلاة والسلام : (( إن من أحبكم إلى وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة، أحاسنكم أخلاقا )) حسنّه الترمذي.
_ كما أخبر بأنه أكثر ما يدخل الجنة عندما سئل عن أكثر شيء يدخل الجنة فقال عليه الصلاة والسلام : ( فأكثر ما يدخل الناس الجنة تقوى الله وحسن الخلق ) صححه الترمذي وقال غريب.
_ كما أخبر عليه الصلاة والسلام أنه من أكثر الاعمال تثقيلا للميزان فقال عليه الصلاة والسلام : ( وما من شئ أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خلقٍ حسن)
_ كما أخبرنا أن العبد ليدرك به درجات العباد المخبتين لربهم فقال عليه الصلاة والسلام : ( إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجات الصائم القائم )رواه أبو داود .
_ وأخبر عليه الصلاة والسلام أن من حسن خلقه كان من أحب عباد الله لله سبحانه وتعالى فقد قال الصحابة لرسول الله صلى الله عليه وسلم يسألونه : يا رسول الله من أحب عباد الله إلى الله ؟
قال : (( أحسنهم خلقا ))
_ كما أخبرنا بأنه خير ما اعطي الإنسان , فقد سئل صلى الله عليه وسلم ” ما خير ما أعطي الإنسان ؟ قال : خلق حسن “.
أنواع من حسن الخلق :
لقد بينت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها خلقه العظيم، وفسرته حينما سئلت عن خلق النبي قالت: (( كان خلقه القرآن)).
أي يتأدب بآدابه، ويأتمر بأوامره، وينتهي عن نواهيه
ومن حسن خلقه أنه يصل الرحم، ويحمل الكل،
ويكسب المعدوم، ويقري الضيف،
ويعين على نوائب الدهر، ويغيث ذا الحاجة الملهوف
ومن حسن الخلق بر الوالدين وصلة الأرحام وليس الواصل بالمكافئ، ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها
ومن حسن الخلق الإحسان إلى الجيران، وإيصال النفع إليهم
ومن حسن الخلق إفشاء السلام على الخاص والعام، وطيب الكلام، وإطعام الطعام،
والصلاة بالليل والناس نيام، فقد بشر النبي من كان كذلك بدخول الجنة بسلام
ومن حسن الخلق أن تسلم على أهل بيتك إذا دخلت عليهم، وهذه سنة مشهورة،
وقد أصبحت عند الكثير من الناس اليوم مهجورة، مع أنها بركة على الداخل المسلم وأهل بيته كما بين ذلك النبي
ومن حسن الخلق معاشرة الزوجة بالإكرام والإحترام،وبشاشة الوجه وطيب الكلام، قال : صلى الله عليه و سلم (( خيركم خيركم لأهله؛ وأنا خيركم لأهلي ))
ومن حسن الخلق معاشرة الناس بالحفاوة والوفاء، وترك التنكر لهم والجفاء، وصدق الحديث، وأداء الأمانة، والنصيحة لهم، فذلك من أهم أخلاق الإيمان والديانة
ومن حسن الخلق استعمال النظافة في الجسم والثبات، وفي المنزل، فإن الله جميل يحب الجمال، طيب يحب الطيب، نظيف يحب النظافة، وإن الله إذا أنعم على عبده نعمة يحب أن يرى أثرها عليه
من فوائد حسن الخلق :
1- حسن الخلق من افضل ما يقرب العبد إلى الله تعالى.
2- إذا أحسن العبد خلقه مع الناس أحبه الله والناس .
3- حسن الخلق يألف الناس ويألفه الناس.
4- لا يكرم العبد نفسه بمثل حسن الخلق ولا يهينها بمثل سوئه .
5- حسن الخلق سبب في رفع الدرجات وعلو الهمم