{أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى علَى مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ}
ياحسرتاه على ما فرطت في جنب الله
أن تقول نفس ياحسرتاه على ما فرطت في جنب الله ، إنها النفس الظالمه ، إنها النفس الآثمه ، إنها النفس الظلومة الغاشمه
التي ما تركت بابا من الذنوب إلا قرعته ولا بابا من الإساءة إلا ولجته
أن تقول ياحسرتاه ، وما أعظم الحسرة إذا خسر أصحابها وعظمت خسارت أربابها
وخرجوا من الدنيا صفر اليدين من رحمة الله
ما أعظمها من خسارة إذا طويت الصحائف باللعنات
ما أعظمها من خسارة يوم يُطبع على القلوب ، يوم يتأذن غضب الله علام الغيوب
من عظيم الإساءة وعظيم الذنوب
ما أعظمها من خسارة يوم لايستطيع الرجوع ، يوم لاتنفع المعذرة ولاتغني الدموع
يوم يتقطع القلب من الألم يوم يعتصر من شديد الندم
أن تقول نفس .. ومتى تقول ، حين تضع آخر أقدمها من أعتاب هذه الدنيا لتستقبل الدار التي هي غريبة عليها
يوم تنقطع المعاذر وتُغص السكرات بالحناجر ويصير العبد ذليلاً حقيراً إلى الله الواحد القاهر
أن تقول نفس ياحسرتاه يوم طال السهر ، ياحسرتاه يوم ضاعت الأعمار ، ياحسرتاه على الساعات واللحظات
ياحسرتاه على الليل والنهار، ياحسرتاه على أصحاب لم ينفعوك ، ياحسرتاه على أحباب لم يشفعوك
ياحسرتاه على عمرٍ مضى وزمان ولى وانقضى ، ياحسرتاه إذا كشف الديوان بخطيئة اللسان وذلات الجنان
ياحسرتاه يوم يعرض على الله حافياً عارياً ، ياحسرتاه إذا عُرض الشباب وما فيه من خطأ وصواب
ولم يفقد العبد فيه زلة ولاحسنة بين يدي الله رب الأرباب
ياحسرتاه على ثلاثين عاما أو أربعين أو خمسن أو ستين ، حين يلقى العبد بها الله رب العالمين
ياحسرتاه على ما فرطت في جنب الله
ذهب الليل وما تمتعت عيني بالبكاء فيه من خشية الله
ذهب الليل وما تمتعت قدمي بالوقوف بين يدي الله
ياحسرتاه يوم يذهب العمر دون وجود الغنيمة والذخر
ياحسرتاه يوم مضى ليله وطلعت شمسه ولم تنعم يداه بالسجود بين يدي الله
ياحسرتاه على صلاة أضعتها
ياحسرتاه على زكاة منعتها
ياحسرة على أيام أفطرتها
ياحسرة على ذنوب فعلتها
ياحسرتاه على خطايا تلذذت بها
ياحسرتاه إذا كشف الديوان وعظم الوقوف بين يدي الله الواحد الديان
ياحسرتاه ، وهل تغني الحسرات
ياحسرتاه ، وهل يؤذن بالرجوع عند الممات
ياحسرتاه يوم لم أشكر النعم
ياحسرتاه لم أشكر الله على دفع النقم
ياحسرتاه يوم لم يلهج لساني بذكره
ياحسرتاه يوم لم يتلذذ لساني بشكره