تخطى إلى المحتوى

هرمون الزهار واختلاف الليل والتهار 2024.

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال تعالى : (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللّهُ مِنَ السَّمَاء مِن مَّاء فَأَحْيَا بِهِ الأرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَآبَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخِّرِ بَيْنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُون) [البقرة]

هذه الآية من الآيات العظيمة في القرآن الكريم ، والقرآن كله عظيم وقد أمرنا رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم أن نتفكر فيها ، وفي هذا الموضوع سوف نتعرض للتفسير العلمي لقوله تعالى : (واختلاف الليل والنهار ) لنتدبر جانباً من الإعجاز النباتي في الآية السابقة .
1.أهمية النهار لاستمرار الحياة على الأرض :
المعلوم علمياً أن النهار وضوء الشمس وما تمدنا به من حرارة وإشعاعات من أهم العوامل التي سخرها الله سبحانه وتعالى لقيام الحياة واستمرارها على كرتنا الأرضية فعندما يسقط ضوء الشمس على النباتات الخضراء فإنها ، بما أودع الله سبحانه وتعالى فيها من خصائص حيوية ، تحول تلك الطاقة الضوئية إلى طاقة كيميائية على هيئة روابط في المواد السكرية ، بعملية البناء الضوئي (Photosynthesis) حيث يثبت النبات ثاني أكسيد الكربون في وجود الماء ولولا عملية البناء الضوئي ما كانت على الأرض أي حياة ، فجميع صور الطاقة على الأرض تقريباً وجميع المواد الغذائية عليها مصدرها عملية البناء الضوئي ولولا الضوء ما تمت تلك العملية ولفنيت البشرية وجميع الكائنات الحية كما حدثناكم سابقاً .

2.أهمية الليل لاستمرار الحياة على الأرض:
كما أن أهم العلميات الحيوية تتم في الضوء ، فإنه توجد الملايين من العلميات الحيوية المهمة لا تتم إلا في الليل فالعلماء يقسمون تفاعلات البناء الضوئي إلى تفاعلات الضوء وهي التي لا تتم إلا في الضوء (النهار ) وتفاعلات الظلام وهي تتم في الليل أولاً تحتاج إلى الضوء حتى تتم .
3.أهمية اختلاف الليل والنهار لاستمرار الحياة:
اختلاف الليل والنهار طولاً وقصراً نوراً وإظلاماً برودة ودفئاً من أهم عوامل استمرار الحياة على الأرض
ففي النباتات الزهرية إذا لم تتكون الأزهار لا تتكون الثمار ولا الحبوب وهذه الأزهار لا تتكون في أي نبات إلا إذا تكونت فيه أولاً مادة كيميائية حيوية تؤدي إلى عملية الإزهار هذه المادة تسمى هرمون الإزهار (Flowaring Hormone) وهذه المادة تتكون فقط عندما يختلف الليل والنهار في حياة النبات فتكوين هذا الهرمون متوقف على تتابع فترة الإضاءة وفترة الإظلام ومدة كل منهما واستمرارها، وشدة الضوء والظلام .
فقد خلق الله سبحانه وتعالى في المملكة النباتية نباتات تحتاج إلى فترة إظلام يومية لا تقل عن عدد معين من الساعات حتى تزهر ولذلك سميت هذه النباتات بنباتات الليل الطويل .
وتوجد أيضاً نباتات تحتاج إلى فترة إضاءة يومية لا تقل عن عدد معين من الساعات حتى تزهر ولذلك سميت بنباتات النهار الطويل .
إذا نقلنا نبات من نباتات الليل الطويل إلى بيئة فيها النهار أطول فإن هذه النباتات تفشل في تكوين الأزهار والثمار والحبوب .
إذا قطعنا ليل النباتات المحتاجة إلى ليل طويل بالضوء الصناعي فإن عملية تكوين هرمون الإزهار تفشل وتقف ، ويقف الإزهار وتكوين الثمار .ولذلك نحذر من الخلل البيئي العظيم الذي ينجم عن استخدام مرآة كبيرة من قبل بعض العابثين لتحويل الليل إلى نهار في بعض أجزاء الأرض ، عندها ستختل العمليات الحيوية للنبات ويحدث إفساد كبير في البيئة المضادة
توجد في الكائنات الحية الأخرى غير النبات كائنات حية لا تنشط إلا في الليل وأخرى لا تنشط إلا في النهار.

توجد جراثيم لا تخرج من مكامنها إلا ليلاً وأخرى لا تخرج إلا نهاراً .
الهائمات البحرية تصعد إلى الطبقات السطحية للمياه في الصباح وتهبط إلى الطبقات السفلية في وسط النهار.
وجد بالتجربة أن طبقة الأوزون تحمي كائنات الأرض من شدة الإضاءة ونوعيتها وزيادة الضوء عن الحد المقدر يؤدي إلى هلاك الكائنات الحية ، فعندما زادت كمية الضوء وتغيرت نوعيتها بالنسبة إلى بعض النباتات انخفضت نسبة البروتين فيها 20% عن المعدل ووجد أن الليل ضروري لحماية تلك النباتات والحفاظ عليها من الهلاك .
مما سبق ومن غيره من الحقائق العلمية نرى أن خلق الليل ضروري لاستمرار الحياة على الأرض وعندما بحثت في آيات القرآن الكريم التي تتكلم عن الليل والنهار وجدت أن كلمة الليل في كثير منها تسبق كلمة النهار ، وهذا يدل على أن الليل ضروري ومفضل في القرآن الكريم مثله مثل النهار تماماً .
وأيضاً فإن النهار حيوي وضروري واختلاف الليل والنهار قصراً وطولاً ضروري من الناحية العلمية وعلى من ينكر آيات الله أن يثبت لنا عكس ذلك .
فهل بعد ذلك نقول : أن الكون خلق صدفة وبعشوائية كما يقول الدارونيون والعلمانيون الماديون القارونيون ؟ أم أن كل شيء خلقه الله تعالى بقدر !!
المصدر : كتاب آيات معجزات من القرآن وعالم النبات
تأليف الدكتور نظمي خليل أبو العطا دكتور الفلسفة في العلوم ( نبات) جامعة عين شمس .

بارك لله فيك اخ سامي على هده المعلومة
جعلها لله في ميزان حسناتك

موضوع جميل جدا
بارك الله فيك وجعله في ميزان حسناتك
دمت متألقا

بورك فيكم
مشكورين على المرور
اتمنى لكم المتعه والاستفادة
لكم التحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.