و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نوعان من الدعاء من دعا بهما فقد دعا الله بإسمه الأعظم
لشيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى
وفي "السنن" نوعان من الدعاء، يقال في كل منهما لمن دعا به إنه دعى الله باسمه الأعظم:
أحدهما: "اللهم إني أسألك بأن لك الحمد، أنت الله المنان بديع السموات والأرض، يا ذا الجلال والإكرام" (1
والآخر: "اللهم إني أسألك بأنك أنت الله الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد" (2) .
وهو في نفسه محمود يستحق الحمد معبود يستحق العبادة.
– والنصف الأول من الفاتحة -الذي هو نصف الرب- أوله تحميد وآخره تعبيد.
– وقد بسط مثل هذا في مواضع (3) وبُيِّن أن التحميد والتوحيد مقرونان ولا بد منهما في كل خطبة.
– فـ"كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه بالحمد لله فهو أجذم" و"كل خطبة ليس فيها تشهد فهي كاليد الجذماء" (4) .
– و"الحمد" مقرون بـ"التسبيح"، و"لا إله إلا الله" مقرون بـ"التكبير"، فذاك تحميده، وهذا توحيده.
– قال تعالى: {فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} (غافر: من الآية65) .
– ففي أحدهما: إثبات المحامد له، وذلك يتضمن جميع صفات الكمال ومنع النقائص.
وفي الآخر: إثبات وحدانيته في ذلك وأنه ليس له كفؤ في ذلك.
– وقد بينا في غير هذا الموضع أن هذين الأصلين يجمعان جميع أنواع التنزيه.
إثبات المحامد يستلزم نفي النقائص
وصححه الألباني في "صحيح ابن ماجه" (3858) .
(2) أبو داود (1493، 1494) ، والنسائي (3/52) ، والترمذي (3475) ، وأحمد (5/349، 350، 360) ، وابن ماجه (3857) والبغوي (1295، 1260) وصححه ابن حبان (891، 892) والحاكم (1/504) ووافقه الذهبي، وصححه الألباني في "صحيح الترمذي" (3475) من حديث بريدة رضي الله عنه.
(3) راجع: "مجموع الفتاوى" (8/34) ، (16/118) ، (24/235) .
(4) راجع تخريج ذلك فيما تقدم ص (30) .
لشيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى
( 1/ 44 – 45 – 46 )