بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله
على كل مسلمة تريد ما عند الله تعالى؛ أن تحفظ لسانها من الغيبة والنميمة والقيل والقال وكثرة السؤال، ومن كُفر العشير، فإن الغالب على مجالس النساء أن أوقاتها تنقضي في هذه الأمور، وكأنها كالملح على الطعام، لا يحلو المجلس إلا بها.
فعن حكيم بن حزام قال خطب النبي صلى الله عليه وسلم النساء ذات يوم فوعظهن وأمرهن بتقوى الله والطاعة لأزواجهن وقال: ( إن منكن من تدخل الجنة) وجمع بين أصابعه (ومنكن حطب جهنم) وفرق بين أصابعه، فقالت: الماردة أو المرادية يا رسول الله! ولم ذلك؟ قال: (تكفرن العشير وتكثرن اللعن وتسوفن الخير). ابن حبان في "صحيحه".
وعلى كل مسلمة أن تبتعد عن التشبه بالكافرات والفاسقات؛ في اللباس كله، والهيئات، فتمتنع من لبس الضيق، والمفتوح ـ من أي جهة ومن أي جنب كان ـ، والشفاف، والقصير، والبنطال، والكعب العالي، وتجتنب متابعة الموضة ـ كما يقال ـ من لباس وقصاتٍ للشعر.
ولقد قال صلى الله عليه وسلم: ( من تشبه بقوم فهو منهم). أبو داود.
و في وصف صنف من النساء قال عليه الصلاة والسلام: (صنفان من أهل النار لم أرهما ـ وذكر ـ، ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات رؤوسهن كأسنة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا). مسلم، وغيره.
قال النووي في شرحه على مسلم: " هذا الحديث من معجزات النبوة فقد وقع ما أخبر به صلى الله عليه وسلم، أما الكاسيات ففيه أوجه أحدها معناه كاسيات من نعمة الله عاريات من شكرها والثانى كاسيات من الثياب عاريات من فعل الخير والاهتمام لآخرتهن والاعتناء بالطاعات والثالث تكشف شيئا من بدنها إظهارا لجمالها فهن كاسيات عاريات والرابع يلبسن ثيابا رقاقا تصف ما تحتها كاسيات عاريات فى المعنى واما مائلات مميلات فقيل زائغات عن طاعة الله تعالى وما يلزمهن من حفظ الفروج وغيرها ومميلات يعلمن غيرهن مثل فعلهن وقيل مائلات متبخترات فى مشيتهن مميلات أكتافهن وقيل مائلات يتمشطن المشطة الميلاء وهي مشطة البغايا معروفة لهن مميلات يمشطن غيرهن تلك المشطة وقيل مائلات إلى الرجال مميلات لهم بما يبدين من زينتهن وغيرها وأما رؤوسهن كأسنمة البخت فمعناه يعظمن رؤوسهن بالخمر والعمائم وغيرها مما يلف على الرأس حتى تشبه أسنمة الابل البخت هذا هو المشهور فى تفسيره قال المازرى ويجوز أن يكون معناه يطمحن إلى الرجال ولا يغضضن عنهم ولا ينكسن رؤوسهن واختار القاضي أن المائلات تمشطن المشطة الميلاء قال وهى ضفر الغدائر وشدها إلى فوق وجمعها فى وسط الرأس فتصير كأسنمة البخت قال وهذا يدل على أن المراد بالتشبيه بأسنمة البخت انما هو لارتفاع الغدائر فوق رؤوسهن وجمع عقائصها هناك وتكثرها بما يضفرنه حتى تميل إلى ناحية من جوانب الرأس". انتهى.
قال ابن العربي: "وإنما جعلهن كاسيات لأن الثياب عليهن وإنما وصفهن بأنهن عاريات لأن الثواب إذا رق يصفهن ويبدي محاسنهن وذلك حرام".
وقال القرطبي: "قلت: هذا أحد التأويلين للعلماء في هذا المعنى، والثاني أنهن كاسيات من الثياب عاريات من لباس التقوى الذي قال الله تعالى فيه (ولباس التقوى ذلك خير ).
وأنشدوا:
إذا المرء لم يلبس ثياب من التقى تقلب عريانا وإن كان كاسيا ** وخير لباس المرء طاعة ربه ولا خير فيمن كان لله عاصيا"
وذكر أبو هريرة رقة الثياب للنساء فقال: "الكاسيات العاريات الناعمات الشقيات".
ودخل نسوة من بني تميم على عائشة رضي الله عنها عليهن ثياب رقاق فقالت عائشة: "إن كنتن مؤمنات فليس هذا بلباس المؤمنات وإن كنتن غير مؤمنات فتمتعينه".
وأدخلت امرأة عروس على عائشة رضي الله عنها وعليها خمار قبطي معصفر فلما رأتها قالت: "لم تؤمن بسورة النور امرأة تلبس هذا".
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم أجمعين ،،
كتبه أبو فريحان، جمال بن فريحان الحارثي -حفظه الله-
نسأل الله أن يتقلبنا وأن ينفع بهذه السلسلة .. آمين
وانتظروني بحول الله في سلسلة جديدة بعنوان: آداب المرأة المسلمة في الطريق
السلام عليكم ورحمة الله
نصيحـة للنسـاء
الحلقة الخامسـة (الأخيرة بحول الله)
على كل مسلمة تريد ما عند الله تعالى؛ أن تحفظ لسانها من الغيبة والنميمة والقيل والقال وكثرة السؤال، ومن كُفر العشير، فإن الغالب على مجالس النساء أن أوقاتها تنقضي في هذه الأمور، وكأنها كالملح على الطعام، لا يحلو المجلس إلا بها.
فعن حكيم بن حزام قال خطب النبي صلى الله عليه وسلم النساء ذات يوم فوعظهن وأمرهن بتقوى الله والطاعة لأزواجهن وقال: ( إن منكن من تدخل الجنة) وجمع بين أصابعه (ومنكن حطب جهنم) وفرق بين أصابعه، فقالت: الماردة أو المرادية يا رسول الله! ولم ذلك؟ قال: (تكفرن العشير وتكثرن اللعن وتسوفن الخير). ابن حبان في "صحيحه".
وعلى كل مسلمة أن تبتعد عن التشبه بالكافرات والفاسقات؛ في اللباس كله، والهيئات، فتمتنع من لبس الضيق، والمفتوح ـ من أي جهة ومن أي جنب كان ـ، والشفاف، والقصير، والبنطال، والكعب العالي، وتجتنب متابعة الموضة ـ كما يقال ـ من لباس وقصاتٍ للشعر.
ولقد قال صلى الله عليه وسلم: ( من تشبه بقوم فهو منهم). أبو داود.
و في وصف صنف من النساء قال عليه الصلاة والسلام: (صنفان من أهل النار لم أرهما ـ وذكر ـ، ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات رؤوسهن كأسنة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا). مسلم، وغيره.
قال النووي في شرحه على مسلم: " هذا الحديث من معجزات النبوة فقد وقع ما أخبر به صلى الله عليه وسلم، أما الكاسيات ففيه أوجه أحدها معناه كاسيات من نعمة الله عاريات من شكرها والثانى كاسيات من الثياب عاريات من فعل الخير والاهتمام لآخرتهن والاعتناء بالطاعات والثالث تكشف شيئا من بدنها إظهارا لجمالها فهن كاسيات عاريات والرابع يلبسن ثيابا رقاقا تصف ما تحتها كاسيات عاريات فى المعنى واما مائلات مميلات فقيل زائغات عن طاعة الله تعالى وما يلزمهن من حفظ الفروج وغيرها ومميلات يعلمن غيرهن مثل فعلهن وقيل مائلات متبخترات فى مشيتهن مميلات أكتافهن وقيل مائلات يتمشطن المشطة الميلاء وهي مشطة البغايا معروفة لهن مميلات يمشطن غيرهن تلك المشطة وقيل مائلات إلى الرجال مميلات لهم بما يبدين من زينتهن وغيرها وأما رؤوسهن كأسنمة البخت فمعناه يعظمن رؤوسهن بالخمر والعمائم وغيرها مما يلف على الرأس حتى تشبه أسنمة الابل البخت هذا هو المشهور فى تفسيره قال المازرى ويجوز أن يكون معناه يطمحن إلى الرجال ولا يغضضن عنهم ولا ينكسن رؤوسهن واختار القاضي أن المائلات تمشطن المشطة الميلاء قال وهى ضفر الغدائر وشدها إلى فوق وجمعها فى وسط الرأس فتصير كأسنمة البخت قال وهذا يدل على أن المراد بالتشبيه بأسنمة البخت انما هو لارتفاع الغدائر فوق رؤوسهن وجمع عقائصها هناك وتكثرها بما يضفرنه حتى تميل إلى ناحية من جوانب الرأس". انتهى.
قال ابن العربي: "وإنما جعلهن كاسيات لأن الثياب عليهن وإنما وصفهن بأنهن عاريات لأن الثواب إذا رق يصفهن ويبدي محاسنهن وذلك حرام".
وقال القرطبي: "قلت: هذا أحد التأويلين للعلماء في هذا المعنى، والثاني أنهن كاسيات من الثياب عاريات من لباس التقوى الذي قال الله تعالى فيه (ولباس التقوى ذلك خير ).
وأنشدوا:
إذا المرء لم يلبس ثياب من التقى تقلب عريانا وإن كان كاسيا ** وخير لباس المرء طاعة ربه ولا خير فيمن كان لله عاصيا"
وفي الحديث عن دحية بن خليفة الكلبي رضي الله عنه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حين بعثه إلى هرقل فلما رجع أعطاه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قبطية، فقال: ( اجعل صديعها قميصاً وأعط صاحبتك صديعاً تختمر به ) فلما ولي قال: ( مرها تجعل تحتها شيئاً لئلا يصف ). الحاكم، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه.
وذكر أبو هريرة رقة الثياب للنساء فقال: "الكاسيات العاريات الناعمات الشقيات".
ودخل نسوة من بني تميم على عائشة رضي الله عنها عليهن ثياب رقاق فقالت عائشة: "إن كنتن مؤمنات فليس هذا بلباس المؤمنات وإن كنتن غير مؤمنات فتمتعينه".
وأدخلت امرأة عروس على عائشة رضي الله عنها وعليها خمار قبطي معصفر فلما رأتها قالت: "لم تؤمن بسورة النور امرأة تلبس هذا".
هذا وأسأل الله العلي القدير أن يجعل عملي صالحا، وأن يجعله لوجهه ـ سبحانه وتعالى ـ خالصاً، وأن لا يجعل لأحد معه منه شيئاً، وأن يتقبلني في الصالحين، آمين.
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم أجمعين ،،
كتبه أبو فريحان، جمال بن فريحان الحارثي -حفظه الله-
نسأل الله أن يتقلبنا وأن ينفع بهذه السلسلة .. آمين
وانتظروني بحول الله في سلسلة جديدة بعنوان: آداب المرأة المسلمة في الطريق
والسلام عليكم ورحمة الله
بارك الله فيك
السلام عليك
بارك الله فيك و جعله في ميزان حسناتك فقد استفدن من كل نصيحة قد تم تقديمها
بارك الله فيك و جعله في ميزان حسناتك فقد استفدن من كل نصيحة قد تم تقديمها
شكرا لك و بارك الله فيك و جعله الله في ميزان حسناتك لكن اود فقط ان اسألك لم ذكرت لبس الكعب العالي مع مواصفات اللباس غير الشرعي ؟؟؟ ماوجه التحريم فيه ؟
|
السلام عليكم ورحمة الله
أهلا بكِ أختي .. بارك الله فيكِ على الدعاء ولكِ بالمثل وأحسن
بالنسبة للكعب العالي فقد قال أهل العلم بحرمته لما فيه من تدليس، حيث أن المرأة تظهر بخلاف ما هي عليه، كما أنه يجعل المرأة تتمايل في مشيها وبذلك ستكون محل أنظار الرجال وقد تعلمين قوله -صلى الله عليه وسلم- في الحديث: ( .. مائلات مميلات .. الحديث)، ولا يخفى عليكِ أن الكعب العالي يُصدر صوت وهذا الصوت يلفت نظر الرجال وقد تكون فيه فتنة لهم والله تعالى أمر النساء بإخفاء الخلال لأنها تُصدر صوت وذلك بقوله: (ولا تضربن بارجلكن ليعلم ما تخفين من زينتكن).
كما أن للكعب العالي أضرار على صحة المرأة أثبتها العلم الحديث.
وفيه أيضًا تشبه بالكافرات ونحن نهينا عن التشبه بالكفار وذلك بقوله -صلى الله عليه وسلم-: (من تشبه بقومٍ فهو منهم).
ولو عدنا لأصل الكعب العالي لوجدنا أن أصله يهودي، فقد روى أبي سعيد الخذري -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كَانَتِ امْرَأَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ قَصِيرَةٌ تَمْشِي مَعَ امْرَأَتَيْنِ طَوِيلَتَيْنِ ، فَاتَّخَذَتْ رِجْلَيْنِ مِنْ خَشَبٍ وَ خَاتَماً مِنْ ذَهَبٍ مُغْلَقٌ مُطْبَقٌ ، ثُمَّ حَشَتْهُ مِسْكاً وَ هُوَ أَطْيَبُ الطِّيبِ ، فَمَرَّتْ بَيْنَ الْمَرْأَتَينِ فَلَمْ يَعْرِفُوهَا ، فَقَالَتْ بِيَدِهَا هَـٰكَذَا).
والله أعلم
وإن شئتِ نقلتُ لكِ أقوال العلماء وفتاويهم في المسألة، فأنا حاولتُ إختصار كلامهم.
أهلا بكِ أختي .. بارك الله فيكِ على الدعاء ولكِ بالمثل وأحسن
بالنسبة للكعب العالي فقد قال أهل العلم بحرمته لما فيه من تدليس، حيث أن المرأة تظهر بخلاف ما هي عليه، كما أنه يجعل المرأة تتمايل في مشيها وبذلك ستكون محل أنظار الرجال وقد تعلمين قوله -صلى الله عليه وسلم- في الحديث: ( .. مائلات مميلات .. الحديث)، ولا يخفى عليكِ أن الكعب العالي يُصدر صوت وهذا الصوت يلفت نظر الرجال وقد تكون فيه فتنة لهم والله تعالى أمر النساء بإخفاء الخلال لأنها تُصدر صوت وذلك بقوله: (ولا تضربن بارجلكن ليعلم ما تخفين من زينتكن).
كما أن للكعب العالي أضرار على صحة المرأة أثبتها العلم الحديث.
وفيه أيضًا تشبه بالكافرات ونحن نهينا عن التشبه بالكفار وذلك بقوله -صلى الله عليه وسلم-: (من تشبه بقومٍ فهو منهم).
ولو عدنا لأصل الكعب العالي لوجدنا أن أصله يهودي، فقد روى أبي سعيد الخذري -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كَانَتِ امْرَأَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ قَصِيرَةٌ تَمْشِي مَعَ امْرَأَتَيْنِ طَوِيلَتَيْنِ ، فَاتَّخَذَتْ رِجْلَيْنِ مِنْ خَشَبٍ وَ خَاتَماً مِنْ ذَهَبٍ مُغْلَقٌ مُطْبَقٌ ، ثُمَّ حَشَتْهُ مِسْكاً وَ هُوَ أَطْيَبُ الطِّيبِ ، فَمَرَّتْ بَيْنَ الْمَرْأَتَينِ فَلَمْ يَعْرِفُوهَا ، فَقَالَتْ بِيَدِهَا هَـٰكَذَا).
والله أعلم
وإن شئتِ نقلتُ لكِ أقوال العلماء وفتاويهم في المسألة، فأنا حاولتُ إختصار كلامهم.
ربي يهدينا اجمعين
شكرا على الموضوع القيم
بارك الله فيك وجزاك الله كل خير
بارك الله فيك وجزاك الله كل خير