السائل :
ما توجيهكم حول استغلال الوقت وحفظه من الضياع ؟
فأجاب قائلاً :
ينبغي لطالب العلم أن يحفظ وقته من الضياع ، وضياع الوقت يكون على وجوه :
الوجه الأول : أن يدع المذاكرة ومراجعة ما قرأ .
الوجه الثاني : أن يجلس إلى أصدقائه ويتحدث بحديث لغو ليس فيه فائدة .
الوجه الثالث :وهو أضرها على طالب العلم ألا يكون له هم إلا تتبع أقوال الناس و ما قيل و ما قال ، و ما حصل و ما يحصل في أمر ليس معنياً به ، و هذا لا شك أنه من ضعف الإسلام لأن النبي عليه الصلاة و السلام قال :- (( من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه )) ، و الاشتغال بالقيل و القال و كثرة السؤال مضيعة للوقت ، و هو في الحقيقة مرض إذا دب في الإنسان -نسأل الله العافية – و صار أكبر همه و ربما يعادي من لا يستحق العداء ، أو يوالي من لا يستحق الولاء ، من اجل اهتمامه بهذه الأمور التي تشغل عن طلب العلم بحجة أن هذا من باب الانتصار للحق و ليس كذلك بل هذا من إشغال النفس بما لا يعني الإنسان ، أما إذا جاءك الخبر بدون أن تتلقفه و بدون أن تتطلبه فكل إنسان يتلقى الأخبار ، لكن لا ينشغل بها و لا تكون أكبر همه ، لأن هذا يشغل طالب العلم ، و يفسد عليه أمره ، و يفتح في الأمة باب الحزبية ، فتتفرق الأمة .))
من كتاب العلم ، صفحة 149 ، السؤال رقم 92 ، طبعة دار المنهاج .
منقول
كلام الشيخ العلامة ابن عثيمين رحمه الله كله درر
جزاكم الله خيرا على النقل الموفق لكلام شيخنا رحمة الله عليه ابن عثيمين
نسأل الله ان يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون احسنه
بارك الله فيك
يقول عطاء بن رباح رحمه الله: أما يستحي احدكم لو نشرت صحيفته التي أملى في صدر نهاره وليس فيها شيء من أمر آخرته ينفعه واهاً ثم واهاً..
دخلوا على أبي دجانة رضي الله عنه وهو مريض فكان وجهه يتهلل فقيل له: ما بال وجهك يتهلل يرحمك الله؟ فقال: ما من عمل شيء أوثق عندي من إثنين كنت لا أتكلم فيما لا يعنيني وكان قلبي للمسلمين سليما (وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ) (فصلت:35).
ودخل رجل فضولي على داود الطائي رحمه الله زائرا فقام يتفقد البيت فقال: يا إمام إن في سقف بيتك جذعا مكسوراً، قال: يا ابن اخي إن لي في البيت عشرين سنة ما تأملت سقفه مالك وله رحمك الله ، من حسن إسلام المرء ترك ما لا يعنيه .
ورحم الله ابن بشار يوم قال متحدثا بنعمة الله عليه : منذ ثلاثين سنة ما تكلمة بكلمة أحتاج أن أعتذر عنها. وانظر أخي لأحد السلف يوم أراد أن يطلق زوجته لأمر ما، فقيل له ما يسوؤك منها ؟ قال: أنا لا أهتك ستر زوجتي، ثم طلقها بعد ذلك . فقيل له : لما طلقتها ؟ قال: مالي ولكلام عن إمرأة أجنبية عني، من حسن اسلام المرء ترك ما لا يعنيه.
|
اللهم امين