من هم إخوان النبي صلى الله عليه وسلم
الذين لم يرهم في الدنيا ؟
عن أبي هريرة ،
أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ أتى المقبرةَ فقال :
السلامُ عليكُمْ دارَ قومٍ مُؤمنينَ . وإنا، إنْ شاء اللهُ، بكمْ لاحقونَ .
وددتُ أنا قدْ رأينا إخوانَنا
قالوا : أولسنَا إخوانَك يا رسولَ اللهِ ؟ قال أنتمْ أصحابي .
وإخوانُنا الذين لمْ يأتوا بعدُ .
فقالوا : كيفَ تعرفُ منْ لم يأتِ بعدُ من أمتكِ يا رسولِ اللهِ ؟
فقال أرأيتَ لو أنَّ رجلًا لهُ خيلٌ غرٌّ محجَّلةٌ . بين ظهرِي خيلٍ دهمٍ بهمْ . ألا يعرف خيلَهُ ؟
قالوا : بلى . يا رسولَ اللهِ !
قال فإنهمْ يأتونَ غرًا مُحجَّلينَ منَ الوضوءِ . وأنا فرَطُهمْ على الحوضِ .
ألا ليذادنَّ رجالٌ عنْ حوضِي كما يذادُ البعيرُ الضالُّ .
أُناديهم : ألا هلُمُّ !
فيقال : إنهمْ قد بدَّلوا بعدَكَ .
فأقولُ : سُحقًا سُحقًا .
وفي روايةٍ : وفيهِ فلُيذادنَّ رجالٌ عن حوضِي . الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم –
المصدر: صحيح مسلم – الصفحة أو الرقم: 249
خلاصة حكم المحدث: صحيح
معنى الغر المحجلين:
وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى: "جمع أغر، أي ذو غرة، وأصل الغرة لمعة بيضاء تكون في جبهة الفرس، ثم استعملت في الجمال والشهرة وطيب الذكر، والمراد بها هنا: النور الكائن في وجوه أمة محمد صلى الله عليه وسلم.. أي أنهم إذا دعوا على رؤوس الأشهاد نودوا بهذا الوصف وكانوا على هذه الصفة. قوله: محجلين.. من التحجيل وهو بياض يكون في ثلاث قوائم من الفرس، وأصله من الحجل بكسر المهملة وهو الخلخال، والمراد به هنا أيضاً: النور" اهـ. (فتح الباري 1/236).
و لكــــــن …
من هم الذين يردون الحوض والذين يذادون عنه
– أي يمنعون من الورود على الحوض –
وقد أورد الإمام القرطبي في "التذكرة"
عن بعض الأحاديث التي ذكر فيها
الذين يردون الحوض والذين يذادون عنه – أي يمنعون من الورود على الحوض –
قال :
" قال علماؤنا رحمة الله عليـهم أجمــعين : فكل من
ارتد عن دين الله
أو أحـدث فــيه ما لا يرضاه الله
ولم يأذن به الله فهو من المطرودين عن الحوض المبعدين عنه
وأشدهم طرداً من خالف جماعة المســلمين
وفارق سبيلهم كالخوارج على اخـتلاف فرقها
والروافض على تباين ضلالها
والمعتزلة على أصناف أهوائها
فهؤلاء كلهم مبدلون.
وكذلك الظلمة المسرفون في الجور والظلم وتطميس الحق وقتل أهله وإذلالهم
والمعلنون بالكبائر المستخفون بالمعاصي
وجماعة أهل الزيغ والأهواء والبدع .
و قد سؤل للشيخ : محمد بن صالح العثيمين رحمه الله
بالنسبة لحديث الحوض والذي يرد فيه الناس والذي يكون الرسول صلى الله عليه وسلم قائما عليه، من هم هؤلاء الناس الممنوعون من الشرب؟ أهم أصحاب البدع؟ وهل للبدع أنواع؟
فأجاب رحمه الله تعالى:
الممنوع من الشرب من حوض النبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة :
كل من أحدث في دين الله ما ليس منه ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم يقال له: لا تدري ماذا أحدثوا بعدك.
وكلما كان الإنسان أقوى في اتباع الرسول عليه الصلاة والسلام كان وروده أضمن
ولهذا قيل: من ورد على شريعته فشرب ورد على حوضه فشرب، ومن لا فلا، ولكل درجات مما عملوا.
فاللهم يا ذا الجلال و الإكرام
برحمتك يا أرحم الراحمين
إجعلنا ووالدينا
ممن يرد ويشرب من حوض النبي صلى الله عليه وسلم
شربة لا نظمأ بعدها أبدا .