هذا فيه تفصيل : يشرع هجره ومقاطعته إذا أعلن المنكر وأصر ولم ينفع فيه النصح شرع لقريبه أو جاره هجره ، وعدم إجابة دعوته ، وعدم السلام عليه ، حتى يتوب لله من هذا المنكر .
هكذا فعل النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة لما تخلف كعب بن مالك وصاحباه عن غزوة تبوك بغير عذر شرعي ، أمر النبي صلى الله عليه وسلم بأن لا يكلموا ويهجروا فهجروا جميعا حتى تابوا وتاب الله عليهم .
أما إن كان هجر الشخص قد يترتب عليه ما هو أنكر من فعله؛ لأنه ذو شأن في الدولة أو ذو شأن في قبيلته ، فيترك هجره ويعامل بالتي هي أحسن ويرفق به حتى لا يترتب على هجره ما هو شر من منكره وما هو أقبح من عمله ، والدليل على ذلك : أنه صلى الله عليه وسلم لم يعامل رأس المنافقين عبد الله بن أبي بن سلول بمثل ما عامل به الثلاثة وهم : كعب وصاحباه ، بل تلطف به ولم يهجره؛ لأنه رئيس قومه ، ويخشى من سجنه وهجره فتنة لجماعته في المدينة ، فلهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يرفق به حتى مات على نفاقه ، نسأل الله العافية .
وهنا مواضع أخرى جرت للرسول صلى الله عليه وسلم على بعض الناس ، لم يهجرهم بل رفق بهم حتى هداهم الله . فالرفق في الدعوة من ألزم أمورها . وبالله التوفيق .
المصدر ..موقع الشيخ ابن باز رحمه الله