[ لأعلمن أقواما من أمتي يأتون يوم القيامة بحسنات أمثال جبال تهامة بيضاء ،
فيجعلها الله هباء منثورا . قال ثوبان : يا رسول الله صفهم لنا ، جلهم لنا ،
أن لا نكون منهم و نحن لا نعلم ، قال : أما إنهم إخوانكم ، ومن جلدتكم ،
و يأخذون من الليل كما تأخذون ،
ولكنهم أقوام إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها ]
الراوي: ثوبان مولى رسول الله المحدث: الألباني – المصدر: السلسلة الصحيحة –
الصفحة أو الرقم: 505خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح
فقد حذرنا النبي عليه الصلاة والسلام من
إنتهــاك حرمــات الله عز وجل.
ومعنــى الحديث هــو:
أن هناك أقوام من الناس يصلون كمان نصلي
ويعبدون الله سبحانه وتعالى
ويكونون في ظاهرهم من الصالحين ولكنهم إذا خلوا
بمحارم الله عز وجل انتهكوها .
أي انهم في خلواتهم يفعلون المحرمات …
فهذه الفئه قد بين الله عز وجل أن أعمالهم تكون
كالجبال ويذهبها الله عز
وجل هباءاً منثوراً في يوم لا ينفع الصادقين
إلا صدقهم يوم
لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليــم .
فهـذه تذكره لكم اخوتــي
تذكره لك يا من تغلق على نفسك الابواب وتشاهد المحرمات …
تظن ان الله لا يراك !؟
تذكره لكِ يا من تغتابين هذا وذاك
تذكرة لمن يحث الناس على الوفاء وهو خائن
تذكرة لمن يدعي الصدق وهو كاذب
تذكرة لمن تسلمه سر فيظهر لك الأمانة
ومن خلفك تجده فاضح
تذكره لكل من يعصي الله في خلواته
ويظهر صلاحه أمام الناس .
تذكرة لمن يجاهد بقلمه فيكتب ويكتب
ولايطبق على نفسه أبسط حرف خطه قلمه
تذكرة للمقنعين بالطهر
المتلثمين بالنقاء
المتصنعون المزيفون
يقول عز وجل:
{ أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللَّـهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَوْهُ }
﴿التوبة: 13﴾
الله يهدينا
وفيها تنبيه للغفيلين وتدكير للناسين
موفقة
جاء رجل يقال له حمزة بن دهقان لبشر الحافي العابد الزاهد المعروف، فقال أحب أن أخلوا معك يوماً
فقال: لا بأس تُحدد يوماً لذلك
يقول فدخلت عليه يوماً دون أن يشعر فرأيته قد دخل قبة فصلى فيها أربع ركعات لا أحسن أن أصلي مثلها
فسمعته يقول في سجوده " اللهم إنك تعلم فوق عرشك أن الذل-يقصد بالذل عدم الشهرة – أحب
إليّ من الشرف .. اللهم إنك تعلم فوق عرشك أن الفقر أحب إليَّ من الغنى .. اللهم إنك تعلم فوق
عرشك أني لا أُوثر على حبك شيئاً "
يقول فلما سمعته أخذني الشهيق والبكاء، فقال :
"اللهم إنك تعلم أني لو أعلم أن هذا هنا لم أتكلم "
منقول للأمانة
.. طبتَ وطابَ حضورك