طالب نشأ في عائلة غنية وتعلّم في أفضل المدارس.. كان كابتن لفريق السباحة في الجامعة …
وبدأ الاستعداد ليمثل بلده في فريق السباحة للألعاب الأولمبية القادمة الكل كان يُثني عليه لكنه لم يكن يهتم بصلاته و أذكاره اليومية…
كان له صديق في الجامعة ملتزم ومتدين لا يتحرك خطوه إلا ويقول : " يا الله توكلت عليك "
وكان دائماً يطلب منه الذهاب للمسجد لكنه لم يهتم و يُفضل الذهاب إلى مسبح الجامعة ليتدرب أكثر على السباحة ..
حاول صديقه أن يُعلمه أهمية الصلاة و الأوراد لكنه لم يقتنع…
ذهب حمد إلى مسبح الجامعة كالعادة ليُمضي بعض الوقت في التدريب على القفز وقد كان القمر ساطعاً بنوره من خلال الشبابيك الكبيرة للمسبح ، والسكون يخيم على المكان…
احس بالراحة لعدم وجود أي شخص في المسبح ، فلم يهتم في إشعال الأنوار…
حيث نور القمر يتخلل مسبح الجامعة من خلال النوافذ صعد على السلم الأعلى في المسبح ، …
وتقدم إلى حافة منصة القفز ، ورفع يديه استعداداً للقفز ….
مع شهيق ! …..
ومن دون شعور !……
قال : " يا الله "
إستغرب من نفسه و كأن الكلمة خرجت من دون إرادته أخذ يتذكر ما كان يقول له صديقه عند كُل أمر " توكلت عليك يا رب "
لم تأخذ كلماته إلا لحظات قليلة ،…. شعر بفرح عجيب يملأ كيانه …
ووقف مرة أخرى على حافة المنصة مستعداً للقفز ، وتذكر كلمات صديقه الذي يكررها عند بداية كل أمر :
" بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم "
قبل القفز بثواني . . .
و إذ بباب المسبح يُفتح !….. و مسئول الصيانة يدخل ،……. ويُشعل الأنوار في المسبح
نظر حمد إلى أسفل …….
ماذا رأى ؟! …….
المسبح فارغ من الماء !!!!
إذ كان المسئول قد أفرغه لإصلاح شق في داخله……لم يقف بين حمد والموت إلا لحظات قليلة …..
نزل من المنصة ليسجد لربه وهو يبكي …..ليس علي نجاته ……. إنما علي الوقت الذي مر به لم يذكر فيه اسم الله……. كم من مرة؟؟؟؟؟ يحف بنا الخطر والموت ،……..
لكن رحمة الله تعطينا فرصة أخرى ؟
إن الله يكلمنا من خلال هذه الأمور جميعها ،……. منتظراً منّا أن ننتبه قبل فوات الأوان…….
فالى كل الأحبة لا تفلتوا حبل الاله …. و لا تنحرفوا عن طريقه…. لأن العون الوحيد في أوقات الشدة او في غيرها هو الله جل وعلى …. لأن الله سبحانه يمهل و لا يهمل….
اللهم أرزقنا المداومة على ذكرك يا أرحم الراحمين
اللهم أهدينا وثبتنا على دينك وعلى الصراط
آميين
وبورك فيك