السلام عليكم ورحمة لله وبركاته
السؤال:
يقول سائلٌ مِنْ بريطانيا: إنِّي مريضةٌ منذ عشرين عامًا؛ ولم يجد الأطباء شيئًا، قالَ لي أحدُ مَنْ يرقى: إنَّ بك سحرًا في بطنك، فكيف أعرف متى ذهب السَّحر؟ وادعو الله.
تحميل الفتوى
الجواب:
نسألُ اللهَ – جَلَّ وَعَلَا – في هذه الأيَّام الشَّريفة المباركة أنْ يشفيها، وأنْ يشفي جميع مرضى المؤمنين الموحّدين في جميع الأرض، وأنْ يرفع البلاء والفتن ما نزلت ببلاد المسلمين، إنَّهُ سميعٌ مجيبٌ. كون المرأة أصيبت من عشرين عامًا ولم يجد الأطباء شيئًا؛ هذا فيما لم يظهر لهُ، والنبيُّ – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ – يقول كما في الحديث الصَّحيح: ((مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ دَاءً إِلَّا أَنْزَلَ لَهُ دَوَاءً عَلِمَهُ مَنْ عَلِمَهُ وَجَهِلَهُ مَنْ جَهِلَهُ)). إلاَّ الموت، وكونهم لم يجدوا لا يعني أنَّهُ لا يوجد شيءٌ؛ قد يوجد، ولكن خفي عليهم، فينبغي للإنسان أنْ يتطلب العلاج والشَّرح عند آخرين، وأمَّا قول الرَّاقي أنَّ بك سحرًا في بطنك؛ فلا أدري على أيِّ أساسٍ حكم؟!
وأنا أدعو هذه الأخت، وأدعو الإخوة جميعًا عمومًا السَّامعين: أنْ يُكثروا من اللَّجئ إلى الله، فهو – جلَّ وعلا – بيده الخير كلُّه، يقولُ جلَّ فِي عُلَاهُ: ﴿أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ﴾، ويقولُ سُبْحَانَهُ: ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ﴾، ويحكي عن إبراهيم – عليه الصَّلاة والسَّلام -: ﴿وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ﴾، فاللُّجوء، والنَّاظر في أدعية الأنبياء في الكتاب العزيز يجدها كثيرًا في صدق اللَّجئ إلى الله، ﴿رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ﴾، ﴿أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ﴾، ﴿لَّا إِلَـٰهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ﴾، في آياتٍ كثيرات، نعم، فصدق اللَّجئ إلى الله، والاضطراح بين يديه، واللُّجوء إليه فيه الخلاص، فهو – جلَّ وعلا – هو الَّذي ابْتلى عبده، وهو الَّذي يكشف السُّوء ويرفعه، فهذه العلاجات هي أسبابٌ، والمعالجون أسبابٌ من أطباء، ولكن! أنْ يلجأ الإنسان إلى مسبب الأسباب، ويأخذ بالسَّبب الشَّرعيّ ـ باركَ اللهُ فيكم ـ.نعم.
الشيخ:عبد الله بن عبد الرحيم البخاري
مارسي على الافادة