تخطى إلى المحتوى

فلنحرص كالسلف على تعلُّم الأدب قبل العلم‎ 2024.


القعدة

حرص السلف على تعلُّم الأدب قبل العلم

لا تحسبنَّ العلم ينفع وحدهما —– لم يُتَوَّج ربُّـــه بخــــلاق

كان السلف الصالح – رضي الله عنهم – يحرصون على الأدب قبل العلم ، فإذا أرسلو أولادهم لأهل العلم ليأخذوا من علمهم ، أمروهم قبل العلم أن يتأدبَّوا بأدبهم وهديهم

وكانوا إذا أرسلوهم للمربين والمؤدبين أمروهم بالأدب قبل العلم ،

وكانت وظيفة ( مؤدب أولاد الخلفاء ) من الوظائف المعروفة المشهورة ، ولا ريب في ذلك ، فقد ثبت عند أحمد والحاكم بسندٍ حسنٍ أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: )ليس منَّا من لم يُجِلَّ كبيرنا ، ويرحم صغيرنا ، ويعرف لعالمنا حقَّه)[حسنه الألباني] وما ذاك إلاَّ لإدراكهم أهميَّة الأدب ، ومكانته من الدين والعلم.

قال البوشنجي – رحمه الله –

( من أراد العلم والفقه بغير أدبٍ ، فقد اقتحم أن يكذب على الله ورسوله ) .

وقال الخطيب البغدادي – رحمه الله – :
( والواجب أن يكون طلبة الحديث أكمل الناس أدباً وأشد الخلق تواضعاً ، وأعظمهم نزاهة وتديُّناً ، وأقلهم طيشاً وغضباً ، لدوام قرع أسماعهم بالأخبار المشتملة على محاسن أخلاق رسول الله صلى الله عليه وسلم وآدابه وسيرة السلف الأخيار من أهل بيته وأصحابه ، وطرائق المحدثين ،
ومآثر الماضين ، فيأخذوا بأجملها وأحسنها ، ويصدفوا عن أرذلها وأدونها) .

وعن ابن وهب قال : سمعت مالكاً يقول :
( إنَّ حقَّاً على من طلب العلم أن يكون له وقارٌ وسكينة وخشية ، وأن يكون مُتَّبِعَاً لأثر من مضى قبله ) .

وقال سفيان الثوري – رحمه الله – :
( كان الرجل إذا أراد أن يكتب الحديث تأدَّب ، وتعبَّد قبل ذلك بعشرين سنة) .

بل كانوا يفتشون في أخلاق وأحوال من يتعلَّمون منه قبل التلقي عنه

قال إبراهيم النخعيًّ – رحمه الله – :
( كانوا إذا أتوا الرجل ليأخذوا عنه ، نظروا إلى سمته وإلى صلاته ، وإلى حاله ، ثم يأخذون عنه ) .

وقال إبراهيم بن حبيب بن الشهيد : قال لي أبي :
( يا بنيَّ إيت الفقهاء والعلماء ، وتعلَّم منهم ، وخذ من أدبهم وأخلاقهم وهديهم ، فإنَّ ذاك أحبَّ إليَّ لك من كثير من الحديث ) .

وقال الإمام مالك :
( كانت أمي تُعَمِّمني ، وتقول لي : إذهب إلى ربيعة ، فتعلَّم من أدبه قبل علمه ) .

وأخبارهم وآثارهم في هذا تطول ، يظهر منها أهميَّة الأدب ، ومبلغ اهتمام السلف به ، وإدراكهم لمكانته من العلم والدين

ودونك أخي طالب العلم ، أهمَّ آداب طالب العلم مع نفسه وأشياخه وأقرانه ، ملخصة ، ومن أراد الاستزادة فعليه بمراجعة مظانها في كتب الأدب والعلم :

1_ إخلاص النية لله تعالى في طلب العلم ، والبعد عن الرياء وحظوظ الدنيا .

2_ محبة الله تعالى ومحبة رسوله صلى الله عليه وسلم وتحقيقها بالمتابعة التامة .

3_ السير على جادة السلف وهديهم والحذر من البدع والهوى .

4_ ملازمة خشية الله تعالى ومراقبته في الغيب والشهادة .

5_ خفض الجناح ونبذ الخيلاء والكبرياء والعجب .

6_ القناعة والزهادة في الدنيا وحطامها الزائل .

7_ التحلي برونق العلم وهديه ولغته .

8_ التحلي بالمروءة وخصال الشهامة والرجولة .

9_ هجر الترفُّه وكثرة التنعُّم .

10_ الإعراض عن مجالس اللهو والهيشات والغفلة .

11_ التحلي بالرفق والصبر والتأمُّل .

12_ التحلي بالثبات والتثبُّت وعدم العجلة .

13_ السير على منهجية الطلب ومراحله المعروفة عند أهل العلم .

14_ أخذ العلم عن أهله المعروفين .

15_ رعاية أدب الشيخ وحرمته وصيانة مجلسه عن اللغو والعبث وسوء الأدب .

16_ الحذر من التلقي عن أهل البدع وأهل الأهواء .

17_ الحذر من قرناء السوء وأصدقاء المنفعة الدنيوية .

18_ ملازمة علو الهمة في طلب العلم .

19_ مراجعة العلم وحفظه ومدارسته وفهمه وكتابته .

20_ الحذر من التصدُّر قبل التأهُّل .

21_ الحذر من القول على الله بغير العلم والجرأة على الفتوى .

22_ تحكيم أصلي الأصول الكتاب والسنة وتقديمهما على غيرهما .

23_ الحذر من الشبهات والأحزاب .

24_ التحلي بالصدق والبعد عن الحسد والنميمة والحقد
وسوء الظن ومجالسة المبتدعة .

ذهب الرجال المقتدى بفعالهم وَالمُنكِرُونَ لِكُـلِ أمـرٍ مُنكَـرِ
وَبَقيتُ في خَلفٍ يُزَيِّنُ بَعضُهـم بَعْضَا ليأخـذ مُعْـوِرٌ من معْـورِ
سلكوا بنيات الطريق فأصبحو متنكبين عن الطريق الأكبر
هدانا الله واياكم الى منهج اهل السلف ..بارك الله فيكم
بارك الله فيك
وفيك بارك الله ..حفظك الرحمان اخي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.