المالك(1): (الملك(2)- المالك)
قال المؤلف رحمه الله: "الملك المالك: الذي له الملك فهو الموصوف بصفة الملك وهي صفات العظمة والكبرياء، والقهر، والتدبير، الذي له التصرف المطلق، في الخلق والأمر والجزاء(3).
وله جميع العالم العلوي والسفلي، كلهم عبيد، ومماليك، ومضطرون إليه(4) وهو الآمر الناهي المعز المذل الذي يصرف أمور عباده كما يحب، ويقلبهم كما يشاء، وله من معنى الملك ما يستحقه من الأسماء الحسنى كالعزيز الجبار المتكبر، الحكم، العدل، الخافض، الرافع، المعز، والمذل، العظيم، الجليل، الكبير، الحسيب، المجيد، الوالي، المتعالي، مالك الملك، المتسلط، الجامع، إلى غير ذلك من الأسماء العائدة إلى الملك(5).
المانع(6): (المعطي المانع)
قال رحمه الله: "المعطي المانع هذه من الأسماء المتقابلة التي لا ينبغي أن يثني على الله بها إلا كل واحد منها مع الآخر لأن الكمال المطلق من اجتماع الوصفين(7).
فهو المعطي المانع: لا مانع لما أعطى، ولا معطي لما منع، فجميع المصالح والمنافع منه تطلب، وإليه يرغب فيها، وهو الذي يعطيها لمن شاء ويمنعها من يشاء بحكمته ورحمته"(8).
– المبدئ: (المبدئ – المعيد)(9) قال رحمه الله: وقد عدهما ضمن الأسماء الحسنى الزجاج (ص55) والخطابي في شأن الدعاء (ص79) والبيهقي في كتابه الأسماء والصفات (ص95) والغزالي في كتابه المقصد الأسنى شرح أسماء الله الحسنى (ص63).
"المبدئ المعيد قال الله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي يَبْدأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ}(10) ابتدأ خلقهم ليبلوهم أيهم أحسن عملاً ثم يعيدهم ليجزي الذين أحسنوا بالحسنى ويجزئ المسيئين بإسأتهم.
وكذلك هو الذي يبدأ إيجاد المخلوقات شيئاً فشيئاً ثم يعيدها كل وقت"(11).
المتكبّر(12):
قال رحمه الله تعالى: "المتكبّر عن السّوء، والنّقص، والعيوب لعظمته، وكبريائه"(13).
المجيب(14):
قال رحمه الله تعالى: "من أسمائه المجيب لدعوة الداعين، وسؤال السائلين، وعباده المستجيبين،
وإجابته نوعان:
إجابة عامة لكل من دعاه دعاء عبادة أو دعاء مسألة قال تعالى: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ}(15)
– فدعاء المسألة يقول العبد اللّهم أعطني كذا أو اللهم أدفع عني كذا، فهذا يقع من البرّ والفاجر، ويستجيب الله فيه لكل من دعاه بحسب الحالة المقتضية، وبحسب ما تقتضيه حكمته، وهذا يستدل به على كرم المولى وشمول إحسانه للبر والفاجر، ولا يدل بمجرده على حسن حال الداعي الذي أجيبت دعوته إن لم يقترن بذلك ما يدل عليه وعلى صدقه وتعين الحق معه، كسؤال الأنبياء ودعائهم لقومهم وعلى قومهم فيجيبهم الله، فإنه يدل على صدقهم فيما أخبروا به وكرامتهم على ربهم، ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم كثيراً ما يدعو بدعاء يشاهد المسلمون وغيرهم إجابته، وذلك من دلائل نبوته وآيات صدقه، وكذلك ما يذكرونه عن كثير من أولياء الله من إجابة الدعوات فإنه من أدلة كراماتهم على الله.
وأما الإجابة الخاصة(16) فلها أسباب عديدة،
-منها دعوة المضطر الذي وقع في شدة وكربة عظيمة، فإن الله يجيب دعوته، قال تعالى: {أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ}(17)، وسبب ذلك شدة الافتقار إلى الله، وقوة الانكسار، وانقطاع تعلقه بالمخلوقين، ولسعة رحمة الله التي يشمل بها الخلق بحسب حاجتهم إليها فكيف بمن اضطر إليها،
-ومن أسباب الإجابة طول السفر والتوسل إلى الله بأحب الوسائل إليه من أسمائه، وصفاته، ونعمه.
-وكذلك دعوة المريض، والمظلوم، والصائم، والوالد على ولده، أو له في الأوقات والأحوال الشريفة"(18).
————-
(1) قال الله تعالى {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} (الفاتحة: 4).
(2) قال الله تعالى {فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ} (المؤمنون: 116).
(3) التفسير (5/620).
(4) التفسير (5/620).
(5) الحق الواضح المبين (ص104).
(6) سبق زيادة بيان لمعنى هذا الإسم مع اسمه تعالى: "الباسط".
(7) الحق الواضح المبين (ص: 89).
(8) التفسير (5/628).
(9) لم أقف على نص صحيح يدل على تسمية الله تعالى بهذين الإسمين.
(10) الروم (27).
(11) التفسير (5/628 و 629).
(12) قال الله تعالى: {هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ} (الحشر: 23).
(13) التفسير (ص624).
(14) قال الله تعالى: {إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ} (هود: 61).
(15) غافر (60).
(16) هذا هو النوع الثاني من أنواع الإجابة التي ذكرها المؤلف.
(17) النمل (62).
(18) الحق الواضح المبين (ص65-66) انظر: توضيح الكافية الشافية (ص124) والتفسير (3/437 و 5/630).
بـــــــــــ
الله فيك ـــــــارك////