السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السؤال:
أحسنَ الله إليكم، وهذا السؤال الحادي عشر من بلاد الجزائر، يقول:
يسأل عن الضابط في ضرب الأطفال؟
الجواب:
أولًا: أنا لا أعلمُ ضابطًا إلَّا عليه دليل شرعي، لكن على الأب وولِّي الطفل أن يكونَ رحيمًا، رفيقًا، حنونًا، ويُنصح ألَّا يُضرب إِلَّا المُمَيِّز، وهو الذي بلغَ سبعًا، وإذا احتاجَ أن يزجُرَ من دونهُ فبالتخويف أو ضرب خفيف، لا يؤثِّر على الطفل ولا يوجد عنده حساسية.
بخلاف المُمَيِّز، المُمَيِّز يُدرك ويعرف أن هذا خطأ وهذا صواب، والنبيُّ – صلَّى الله عليه وسلَّم – قال: ((مُرُوا أَبْنَاءَكُمْ بِالصَّلَاةِ لِسَبْعِ سِنِينَ وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا لِعَشْرِ))؛ هذه قاعدة، وكانت عائشةُ – رضي الله عنها -، كما رواهُ عنها البخاريُّ في الأدب المفرد، تقول: ((إِنِّي لأَضْرِبُ الْيَتِيمَ حَتَّى يَنْبَسِطَ)) يعني: حتى يتمدَّد، لكن ليس هذا معناه الضرب المُبرح، الذي يدميء الجسم أو يجرحُه، وإنَّما هو ضرب يؤلمه ويحسِّسه بخطئه، وبهذا تعلم أنت – أيها السائل – وغيرك من المسلمين والمسلمات، أنه لا يحلُّ لولِّي اليتيم؛ سواءً كان والده، أو والدته، أو غيرهما من الأولياء، أن ينقضَّ عليه بالضرب كما ينقضُّ الأسدُ على فريسته؛ فبعضهم ربُّما أخذ عصا كبيرة، فصار يضربه من رأسه إلى رجليه، ضربًا قويًا، وربُّما طرحه على الأرض وصار يطؤه برجليْه، أو يضع رجله على رأسِهِ ويضربه، هذا خطأ، وهذا لا يجوز، وهذا حرام، هذا بعيدٌ عن الرفق، لا يفعل هذا إلَّا من نزع الله منه الرفق، والرحمة، والشفقة، والحنان. نعم.
الشيخ: عبيد بن عبد الله الجابري
نشوفكم ع خير